جولة الجديد على الصحف

صحيفة النهار رأت في صفحتها الاولى انه بعد الصخب الذي هيمن على الساحة الداخلية في الايام الاخيرة، بدأ الهدوء يتسلل الى المواقف والتحركات في لبنان والخارج، مفسحاً في المجال لاستعادة شبكة الامان العربية التي اقامتها الزيارة الشهيرة للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد لقصر بعبدا الصيف الماضي. فيما لاحظت الاوساط المراقبة للتحرك الفرنسي ان الرئيس نيكولاي ساركوزي يواكب التهدئة العربية باقامة ما يشبه طاولة حوار لبنانية في قصر الاليزيه بالتقسيط تحضيرا لعودة طاولة الحوار اللبنانية الاساسية التي أعاقتها المواقف السلبية لقوى 8 آذار على خلفية ملف شهود الزور.
الى ذلك أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري صحيفة النهار ان المطلوب تطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته وحروفه وتنفيذه بشكل شامل، فلا مثالثة ولا من يحزنون. واضاف: "صدقوني اقول واصرخ للمرة الألف ان لا قيامة للبنان اذا لم تلغ الطائفية السياسية".مبدياً ارتياحاً شديداً الى تعويل السيد نصر الله على المسعى السوري - السعودي.
رئيس المجلس قال ايضاً في حديث لصحيفة الديار انه ابلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان لا دستورية للمحكمة الدولية معلناً ان الحل سيكون على اساس سياسي وليس على اساس دستوري وقانوني وان الحل السياسي في لبنان يرتكز على معادلة تفاهم سوريا مع السعودية اذ ان اللبنانيين كلهم استنفدوا وسائلهم بشأن الحلول في لبنان. وقال بري :"انا من موقعي كرئيس لمجلس النواب لا سلطة لدي للتصويت في مجلس الوزراء، بل اعطي رأيا سياسيا، لكن رئيس الجمهورية العماد سليمان هو الذي يترأس الجلسة ويدير الجلسات وله الحق في التصويت وعدم التصويت" مؤكداً انه ما زال يعول على الجسر السعودي السوري للحل ومعادلة الـ س.س وما زال على هذه القناعة. وختم بري بالقول :"اجا العيد وخلّينا نعيّد وبعد عطلة الاضحى نبدأ بالحل" مشيراً الى ان التسويف والمماطلة في ملف شهود الزور ادخل البلاد في الجمود. الى ذلك كشفت جهات أوروبية واسعة الاطلاع لصحيفة السفير أن صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيتم عند نضوج الأمر لدى المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار.. وذلك في فترة أقصاها منتصف الشهر المقبل.وأشارت المصادر إلى أن أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية وضعت ما سمّته معطيات بتصرف بيلمار مفادها أن قضية المجموعة غير المنضبطة في حزب الله ذات بعد تاريخي وهي لطالما كانت تملك مساحة كبيرة منذ العام 1982، وهذه المجموعة المرتبطة بالحرس الثوري الايراني مباشرة، لها امتدادات خارجية ومسؤولة عن عملية التفجير التي وقعت في بيونس ايرس وتتمحور الشبهات حولها في قضايا تفجير السفارة الأميركية في بيروت ومقر المارينز والمظليين الفرنسيين وصولا الى بعض عمليات خطف الرهائن الأجانب في لبنان، حيث كانت تصدر بيانات سواء باسم منظمة الجهاد الاسلامي أو منظمة العدالة الثورية أو الخلايا الثورية أو حركة الثورة الاسلامية الحرة الخ...
صحيفة الحياة بدورها علمت أن التواصل السعودي - السوري لصوغ مشروع مخرج للأزمة التي يتخبط بها لبنان قطع شوطاً مهماً وحقق تقدماً ينتظر المزيد من المشاورات للوصول الى خواتيمه بين دمشق والرياض.وأوضحت مصادر مواكبة لهذا التواصل بين قيادتي البلدين أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري مطّلعان على أجوائه وكذلك رئيس البرلمان نبيه بري ونصرالله الذي توقع ان تثمر نتائجه قريباً. وإذ تأمل الأوساط السياسية والرسمية المختلفة بأن تساهم المراهنة من فريقي الأزمة على هذا التواصل السعودي – السوري في تبريد الأجواء المتشنجة عن الخلاف على بت ملف شهود الزور في مجلس الوزراء والذي أجله الرئيس سليمان في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة الى ما بعد الأعياد فإن الأيام المقبلة ستشهد حركة خارجية مكثفة للحريري الذي سيغادر اليوم بيروت الى أبو ظبي في زيارة تستمر يومين لينتقل بعدها الى موسكو في زيارة رسمية يرافقه وفد وزاري تستمر يومي الإثنين والثلثاء المقبلين على أن يزور بعدها المملكة العربية السعودية خلال عطلة عيد الأضحى.