جولة الجديد على الصحف

علمت جريدة النهار ان الرئيس نجيب ميقاتي ابلغ اعضاء المجلس الشرعي انه يواجه عقبات في تاليف الحكومة تمثل بالنسبة اليه "كرة نار" واضاف: "أخذت على عاتقي ان أخدم بلدي واستقراره"، مشيراً الى انه أودع رئيس الجمهورية ميشال سليمان صيغاً عدة لتاليف الحكومة ليصار الى اختيار الانسب منها. وكان حضور ميقاتي اجتماع المجلس لافتاً باعتبار انه كان الوحيد من بين رؤساء الحكومات الذين شاركوا في الاجتماع، علما ان المجلس يضم في عضويته كل رؤساء الحكومات. وابلغت اوساط ميقاتي النهار انه مرتاح الى اجواء اجتماع المجلس والبيان الذي صدر عنه. أمّا أوساط لرئيس سعد الحريري فقد أفادت النهار بأن فكرة العودة الى رئاسة الحكومة لم ترد بأي طريقة على رغم ما تداولته وسائل اعلام مختلفة، وعبرت المصادر عن عدم اعتقادها بأن "الفشل في التوصل الى حكومة تضم الاكثرية التي تشكلها قوى 8 آذار يمكن ان يؤدي الى اعادة خلط الاوراق مجددا فتعاد الاستشارات لتسمية رئيس الحكومة وتاليا استشارات التأليف"، مشيرة إلى أنه "اذا استمرت ازمة التأليف على حالها لاعتبارات داخلية تتعلق بمطالب الافرقاء الذين سيشاركون وأخرى خارجية باعتبار ان هذه الاخيرة ضاغطة من حيث عدم المساعدة على ايجاد المخارج وفرض الحلول من ضمن افرقاء الصف الواحد، ولأن الوقت لا يضغط عليها في هذا الصدد والوضع ليس دراميا في لبنان في غياب الحكومة، فان المخرج الملائم يبقى في الذهاب الى حكومة تكنوقراط فعلية، فتكون حكومة انتقالية بكل معنى الكلمة ومع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بالذات، خصوصا انها ستكون اقل كلفة عليه وعلى البلاد ككل وعلى اكثر من صعيد سياسي واقتصادي".
فنّدت مصادر سياسية مطلعة لـصحيفة المستقبل واقع ما يحصل في عملية التشكيل ربطاً بما تشهده المنطقة، مشيرة الى ان "أكثر الأطراف تأزماً اليوم هو حزب الله الذي قرّر أن يتصدر صفوف المدافعين والمروّجين لمشروع إقليمي في المنطقة تقوده إيران في مواجهة البلدان العربية، وبالتالي هو يريد اليوم قبل الغد الإسراع في عملية التشكيل، بعد أن تبيّن أن هذه المواجهة لا عودة فيها إلى الوراء، وأن الدول العربية ولاسيما الخليجية منها بدأت تستعيد وحدتها، بعد انكفاء لسنوات طويلة".ورأت المصادر أن "الحزب لم يعد بإمكانه تمرير الوقت والسماح لميقاتي بنسج حكومة كما يريد، بل الأمور اليوم أصبحت بين حدي السيف، وفريق 8 آذار برمّته لم يعد بإمكانه الصبر، وهو يستعجل إمساك دفّة البلاد، كي يتسنّى له خوض معركة قرّرها لنفسه، في مواجهة هذا التحوّل العربي الكبير، سواء من الثورات التي تحصل من حولنا، وسواء بالهجوم العربي المضاد في وجه التمدد الإيراني". في هذا السياق، أشارت المصادر نفسها إلى أن "الأيام المقبلة ستشهد دفعاً غير مسبوق من قبل حزب الله وضغطاً على الاتجاهات كافة لإنجاز تشكيلة حكومية للمواجهة لا يكون فيها لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف الدور الكبير، وهذا ما سيضع الجميع أمام امتحان جدّي، ولا أحد يحسد ميقاتي على هذا الموقع، ويبقى السؤال: كيف سيتصرّف؟".
أكدت مصادر مواكبة لجهود تأليف الحكومة لصحيفة الحياة أن الاتفاق قضى بأن تحصل قوى 8 آذار وتكتل التغيير والإصلاح على 18 وزيراً وتكون حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة 11 وزيراً، وأن يعين الوزير الأخير من الطائفة المسيحية بتوافق بين عون وسليمان وميقاتي، وهو ما يعترض عليه عون، الذي تكفلت قيادة حزب الله بالسعي الى إقناعه بهذا التوزيع. وعلمت الحياة أن ميقاتي الذي تعرض في الأيام الأخيرة الى حملة ضمنية من بعض حلفائه شملت التلويح بإمكان اعتذاره، حرص على التحصّن بلقائه مع المجلس الشرعي الإسلامي، إضافة الى تفاهمه مع نصرالله. وهو أبلغ أعضاء المجلس: «إنني جئت الى موقعي الطبيعي لأنني عضو في المجلس وأنا واحد منكم (رؤساء الحكومة السابقون والرئيس الحالي أعضاء في المجلس) مثلما جئت إليكم عند الإجماع على الثوابت. وعلمت الحياة أن من العقد التي تواجه عملية التأليف في ما يخص الحقائب والأسماء الآتي:
- ميقاتي يفضل عدم إسناد حقيبة الاتصالات الى ممثل للعماد عون لاعتقاده أنها لا يجوز أن تكون مع حقيبة الطاقة (سيتولاها الوزير جبران باسيل) في يدي فريق واحد، ويرى تكليف وزير آخر غير الوزير الحالي شربل نحاس بها، في وقت يعتبر عون أنه لا يجوز في ظل رفض مطلبه حقيبة الداخلية، السيادية، حرمانه من حقيبة الاتصالات التي كانت لفريقه في الحكومة السابقة. كما أن «حزب الله يحرص على أن تكون هذه الحقيبة في يدي شخص «موثوق به.
- النائب طلال أرسلان كان يأمل في إسناد الدفاع إليه، لكن ميقاتي يفضل أن يتولاها نقولا نحاس (أرثوذكسي) الذي سيسمى نائباً لرئيس الحكومة وهو من فريقه. وهذا ما دفع أرسلان الى رفع الصوت وانتقاد الرئيس المكلف.
- اختيار الوزير الأرثوذكسي الرابع إضافة الى نحاس وفايز غصن وممثل للحزب السوري القومي الاجتماعي، يخضع لتجاذب: هل يكون بالاتفاق بين ميقاتي ورئيس الجمهورية أم بين ميقاتي وعون؟
وذكرت مصادر مواكبة أن هذه العقد وغيرها ما زالت تحتاج الى تكثيف الاتصالات بين ميقاتي وعون، وبين الأخير وحزب الله لمعالجتها.
أشارت صحيفة الديار الى أن رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري قرر بشكل نهائي ترشيح النائب مروان حمادة بدلا من وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي، على ان يترشح العريضي بدلا من حمادة في الشوف. ولفتت الى ان العريضي لعب دورا هاما وحكيما في اعطاء النصائح للحريري وجنبلاط وتهدئة الامور مع سوريا ومع الحريري، كاشفة انه حتى في مجالسه الخاصة كان يطالب جنبلاط بعدم التخلي عن الحريري، لكنه رفض لعب دور حمادة في التحريض على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي واحراج جنبلاط تجاه الحريري.