جولة الجديد على الصحف

توقّفت صحيفة النهار كسائر الصحف عند اللقاء الّذي جمع العاهل السعودي الملك عبدالله بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وذلك الّذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بكلينتون. ونقلت النهار عن مصادر مواكبة أن التطوّرات ستتمثّل بالآتي:
1- أن تشهد نيويورك وواشنطن في اليومين المقبلين حركة قوية سببها اقتراب موعد احالة القاضي دانيال بلمار القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه على قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين.
2- تحريك التفاهم السعودي – السوري الهادف الى توفير كل مقومات لاستقرار لبنان والتوازن السياسي فيه من دون المس بالمحكمة ومقتضياتها القانونية.
3- مواكبة حثيثة للوضع اللبناني في اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيس الاميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. فيما يجري رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اتصالات ذات صلة في نيويورك.
4- تأكيد على ارفع المستويات الدولية والاقليمية والتي شملت اطرافا عرباً بارزين في الايام الاخيرة، ان المساعي لتوفير الاستقرار في لبنان لن تستهدف موضوع المحكمة التي تمضي في مسارها بعيدا من اي تفاهمات لبنانية وعربية ودولية.
وعلمت النهار ان رئيس الوزراء القطري التقى في نيويورك مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، كما التقى فيلتمان الامير عبد العزيز بن عبدالله نجل العاهل السعودي. ومن واشنطن أفاد مراسل النهار ان مسؤولا اميركيا بارزا اعرب قبل ساعات من لقاء كلينتون الحريري، عن قلق حكومته مما وصفه بـمحاولات الابتزاز السياسي التي يقوم بها حزب الله الذي يقول للحكومة وسائر اللبنانيين: اذا لم تفعلوا ما نريده في شأن المحكمة الخاصة فاننا سنحرق البيت بمن فيه". واضاف المسؤول ان النقاش سيتطرق الى المضاعفات التي يمكن ان تبرز عقب القرار الاتهامي، مع التأكيد ان واشنطن لا تعلم بمضمونه او بموعد اصداره.
جريدة الشرق الأوسط نقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله: "نرى التصريحات من بعض المسؤولين اللبنانيين من خلفية سياسية معينة وتبدو كأنها ابتزاز أكثر من أي شيء آخر، متسائلا: "متى سيقول اللبنانيون إن حزب الله يصوّب مسدسا نحو رؤوسنا ؟"، وأضاف: "حتى حزب الله يفهم أن ليس من مصلحته أن يدفع القتال الطائفي الواسع أو العنف في لبنان، خصوصا أن القضية هي عملية قانونية جارية، فقرار الاتهام ليس حكم محكمة". وقال المسؤول الأميركي: "كلنا قرأنا باهتمام النقاشات حول صفقة سعودية - سورية، وأظن من اللافت أن النقاش حول هذه الصفقة عادة ما يظهر في وسائل إعلام تدعمها سورية، مما يجعل هناك اتجاها (سوري ـــ حزب الله) في القصص المنشورة". وأضاف: "ما نسمعه من السعوديين أن هدفهم هو رؤية لبنان مستقرا وآمنا، وهم يعملون من أجل ذلك، وهذه أهداف نشترك فيها، وعلاقتنا مع السعودية قوية إلى درجة تجعلنا على علم بما يحدث إذا كان هناك مثل ما يجري تصويره في وسائل الإعلام". وردا على سؤال حول المشاورات الأميركية مع السوريين في ما يخص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال المسؤول الأميركي: "نسمع من السوريين علنا ونسمع منهم مباشرة أن مصلحتهم في استقرار لبنان، وأن سورية ستكون أول الدول المتأثرة من زعزعة استقرار لبنان". ولكن في الوقت نفسه، عبر المسؤول عن حيرة واشنطن من بعض التصرفات السورية بما فيها توجيه الاتهام لـ33 شخصية لبنانية ودولية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بتهمة تضليل التحقيق في اغتيال الحريري. وعبر المسؤول الأميركي عن ثقته أنه "بغض النظر عما يحدث في لبنان، فإن عمل المحكمة الدولية سيستمر، لأنه بموجب قرار مجلس أمن بموجب البند السابع.. كل تصريحات حزب الله غير مجدية". وأضاف: "حزب الله لن يعرقل المحكمة، ولا أفهم سبب الهستيريا حول العملية القضائية". أما أوساط حزب الله فعلقت على رمي كرة التعطيل في ملعبها، معتبرة انه "كأن رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه يريدان أن يقايضوا موضوعا بآخر، وبالتالي يسعيان لمقايضة القرار الظني وملف المحكمة الدولية بالملف المالي والتجاوزات المالية وخاصة موضوع الـ11 مليار دولار أميركي التي لا نعرف حتى الساعة أين وكيف صرفت". وشددت الأوساط على أن "مبدأ المقايضات على الطريقة اللبنانية الذي يعتمده الحريري لن يفيده" داعية إياه "للمسارعة ببدء تنفيذ بنود التسوية السعودية السورية". وأوضحت الأوساط أنه "من المتوقع أن يتم الإعلان عن التسوية ما بين 25 و31 الشهر الجاري فيخرج الحريري بمؤتمر صحافي ليخاطب به الجمهور اللبناني فيكون هو من يسدل الستارة عن بنود التسوية".
أمّا مصادر المعارضة فقالت لصحيفة الحياة إن التفاهم السعودي – السوري أنجز وأنه يتطلب خطوات إيجابية عدة لم يقم بها الطرف الآخر، نافيين أن تكون هذه الخطوات مطلوبة من المعارضة. من ناحية أخرى، علمت الحياة من مصادر فرنسية مطلعة ان الرئيس نيكولا ساركوزي سيزور الملك عبدالله في مقر اقامته في نيويورك، بعد ان يجتمع مع الرئيس باراك اوباما في واشنطن. وتوقعت المصادر ان يطلع الرئيس الفرنسي خادم الحرمين على حصيلة قمته مع باراك، والتي تتناول قضايا مرتبطة بمجموعة الـ 20 ومجموعة الدول الصناعية الثماني. وذكرت ان القمة الفرنسية - السعودية ستتناول ايضا الموضوع اللبناني ومسيرة السلام في الشرق الاوسط. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للحياة ان الوضع اللبناني سيكون حاضراً خلال الغداء الذي سيجمع ساركوزي مع نظيره الأميركي.
وفي موقف لافت من العاصمة السوريّة، نقلت جريدة الديار عن أوساط زوار دمشق أن سوريا تنظر الى المرحلة المقبلة على انها بالغة الدقة والخطورة والتي قد تعيد الساحة اللبنانية نتيجة حسابات خاطئة الى اجواء الحرب الاهلية. في وقت أكدت مصادر نيابية في 14 اذار للصحيفة أن هناك مفاوضة فعلية بين الـ"س.س" ولكن من نوع اخر"، اي بين سوريا وسائر العالم من جهة وليس فقط مع المملكة العربية السعودية، وذلك على خلفية الحراك اللافت الذي حصل في الفترة الاخيرة والذي تمثل في تعيين الولايات المتحدة الاميركية سفيرًا جديدا لها في العاصمة السورية.