الاجزاء المعلنة من القرار الاتهامي تاريخ الخبر : 17/08/2011

أصدر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية دانيال فرانسن قرارا يطلب فيه إعلان قراره تصديق قرار الإتهام في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإعلان قرار الإتهام عينه. ورأى فرانسن أن المدعي العام قد قدم أدلة كافية بصورة أولية للانتقال إلى مرحلة المحاكمة، موضحاً أن ذلك لا يعني أن المتهمين مسؤولون، بل انه يبين فقط توافر مواد كافية لمحاكمتهم وعلى المدعي العام أن يثبت، في أثناء المحاكمة، أن المتهمين مسؤولون بدون أدنى شك معقول. ورأى فرانسن أن قرار الاتهام يلبي شرطي التعليل والدقة اللذين يفرضهما الاجتهاد القضائي الدولي، والنظام وقواعد الإجراءات والإثبات. واشار فرانسين الى ان الإبقاء على سرية قرار الاتهام حتى الآن هدفه الحفاظ على سلامة الإجراءات القضائية، ولا سيما فعالية البحث عن المتهمين واستدعائهم إلى الاستجواب عند الاقتضاء. وذكر فرانسن في تقريره لمحة موجزة عن قرار الاتهام الصادر عن المدعي العام مؤكدا ان قرار الاتهام وحده هو الصك الرسمي للاتهام. وقد وجه الاتهام الى كل من سليم جميل عيّاش، ومصطفى أمين بدر الدين (المعروف أيضًا بالأسماء "سامي عيسى" و"مصطفى يوسف بدر الدين"، و"إلياس فؤاد صعب"، وحسين حسن عنيسي المعروف أيضًا باسم "حسين حسن عيسى، وأسد حسن صبرا. وتؤيد الأدلّة المرفقة بقرار الاتهام الادعاءات المرتبطة بالوقائع والتهم التالية الواردة فيه، وقد سردت تفاصيل عملية الاغتيال وما سبقها ولحقها من احداث، وفيها انه في صباح 14 شباط 2005، غادر الرئيس رفيق الحريري، منزله في قصر قريطم لحضور جلسة لمجلس النواب. وكعادته انتقّل في موكب له واتخذ أعضاء مجموعة اغتيال مؤلفة من عيّاش وأشخاص آخرين مواقعهم في أماكن عدة يستطيعون منها تعقّب ومراقبة موكب الحريري. وكانوا قد راقبوا الحريري في عدة أيام قبل وقوع الاعتداء تحضيرًا له. وقبل الساعة 11:00 من ذلك اليوم، وصل الحريري إلى مجلس النوّاب وغادره قبيل الساعة 12:00 متجهاً إلى مقهى ساحة النجمة (Café Place de l’etoile) ونحو الساعة 12:49 صعد الحريري إلى سيارته يرافقه النائب باسل فليحان، وانطلق الموكب المؤلف من ست سيارات من ساحة النجمة متوجهاً إلى قصر قريطم، سالكين طريقًا بحرية مرورًا بشارع ميناء الحصن. وفي الساعة 12:52 اتجه فان ميتسوبيشي كانتر ببطءٍ نحو فندق السان جورج الكائن في شارع ميناء الحصن. وقبل مرور الموكب بدقيقتين تقريبًا، تحرّك فان الميتسوبيشي كانتر إلى موضعه النهائي في شارع ميناء الحصن. وفي الساعة 12:55، عند مرور موكب الحريري مقابل فندق السان جورج فجّر انتحاري كمية هائلة من المتفجرات المخبأة في الجزء المخصص للحمولة في فان الميتسوبيشي كانتر، فقُتل الحريري و21 شخصًا آخر وأُصيب 231 شخصًا آخر. ويضيف التقرير: انه بُعيد الانفجار، أتصل عنيسي وصبرا بمكتبي وكالة رويترز للأنباء وقناة الجزيرة في بيروت. ثم اتّصل صبرا بقناة الجزيرة مرة أخرى ليعلمها بمكان شريط الفيديو الذي وُضع على شجرة في ساحة الإسكوا في بيروت. وفي شريط الفيديو الذي بُث فيما بعد على شاشة التلفزيون، أعلن رجل، يدعى أحمد أبو عدس، زورًا أنه الانتحاري الذي نفذ العملية باسم جماعة أصولية وهمية مشيرًا إليها باسم" جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام." ونتيجة للتحقيقات التي أجريت بعد الاعتداء، جُمعت كمية كبيرة من الأدلة، بما فيها إفادات الشهود، والأدلة الوثائقية، والأدلة الالكترونية مثل تسجيلات كاميرات المراقبة وسجلات بيانات الاتصالات الهاتفية. وأدّت هذه الأدلة إلى تحديد هوية بعض الأشخاص المسؤولين عن الاعتداء على الحريري وعلى سبيل المثال أظهر تحليل سجلات بيانات الاتصالات وجود عددٍ من شبكات الهواتف الخلوية المترابطة والمتورطة في عملية الاغتيال. وتتكوّن كل شبكة من مجموعة من الهواتف، التي سُجّلت بأسماء مستعارة، والتي كانت نسبة الاتصال بينها مرتفعة. واتهم القرارعياش وبدر الدين بارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة، وبقتل الحريري و21 شخصًا آخر عمداً. اما عنيسي وصبرا فاتهما بالتدخل في جرائم أخرى . ولخص التقرير دور كل واحد من المتهمين الاربعة مشيراً الى ان بدر الدين اضطلع بدور المشرف العام على الاعتداء فيما تولّى عيّاش تنسيق مجموعة الاغتيال المسؤولة عن التنفيذ الفعلي للاعتداء اما عنيسي وصبرا فقد أعدّا وسلّما شريط الفيديو الذي أُعلنت فيه المسؤولية زورًا، بهدف توجيه التحقيق إلى أشخاص لا علاقة لهم بالاعتداء وذلك حمايةً للمتآمرين من الملاحقة القضائية.