بيروت في 2010/11/14 - الساعة 19:34 جولة الجديد على الصحف

نقلت صحيفة الديار عن مصادر مطلعة أن الأجواء بدأت تأخذ مداها الإيجابي، وان كل الرهان على المبادرة السعودية - السورية، وان الورقة التي يحملها الأمير عبد العزيز الى دمشق تتناول شقين رئيسيين:
1- الشقّ الأول له علاقة بالمحكمة، وبما ان هنا في لبنان لا امكان لإلغاء المحكمة فبامكانه اللجوء الى طلب تعديل الاتفاقية التي وقعها مع الأمم المتحدة. وطلب تأجيل القرار الظني لحين انتهاء التحقيق في كل الفرضيات.
2- الشقّ الثاني له علاقة بإدارة الحكم في لبنان، سواء بالعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، وبالسياسة العامة التي يفترض أن تعتمدها الحكومة في الملفات الداخلية.
وكان الأمير عبد العزيز قد حمل هذه الورقة الى دمشق قبل ثلاثة أسابيع، وقد وضعت دمشق بعض الملاحظات عليها، وكان من المفترض أن يتم بحثها مع الأطراف اللبنانيين الأساسيين، ولكن جرى تجميدها نتيجة الضغوط الأميركية الأخيرة. وحسب المصادر المطلعة، سيتركز المسعى السعودي - السوري على إعادة تحريك الورقة، وبحث امكانية حصول لقاء بين تيار المستقبل وحزب الله. وهناك مجموعة اقتراحات من بينها دعوة السعودية لبعض الأطراف اللبنانيين ومن خلال قيام اتصالات عبر السفير السعودي أو مسؤولين آخرين مع أطراف لبنانيين لاستكمال النقاش حول المخارج الممكنة. وفي مجال آخر، أكدت أوساط سياسية مطلعة للديار نقلاً عن معلومات ديبلوماسية عربية دقيقة في بيروت بأن القاهرة ليست بعيدة عن التسوية التي تسعى إليها سوريا والسعودية لحلحلة ملف الأزمة اللبنانية على النحو الذي يحفظ السلم الأهلي، ويتجاوز تداعيات قرارات المحكمة الدولية التي تتمسك القاهرة بدعمها، لا بل إن القاهرة ستكون داعمة لهذا الحل الذي تتم بلورته عبر التفاهم السوري - السعودي وبمساعدة دول عربية واقليمية ودولية. وتشير الى ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري المرتقبة الى السعودية سيتم خلالها التباحث بالخطوات التي يجب اتخاذها في المرحلة المقبلة ضمن سقف التفاهم السوري - السعودي الذي نجح حتى الآن في منع انهيار حكومة الوحدة الوطنية وأبقى الأبواب مفتوحة أمام كل القوى الداخلية اللبنانية لتكون جزءاً من الحل المنشود. من جهة أخرى، أشارت هذه الأوساط بأن المعلومات الديبلوماسية تؤكد بأن الحراك الديبلوماسي الغربي تجاه لبنان لا سيما زيارتي وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور جون كيري، لم يحمل في الحقائب أي تسوية أو مخرج للأزمة، واقتصر على رسم خطوط حمراء تجاه أي تصعيد من شأنه أن يهدّد الأمن والإستقرار في لبنان. كما تؤكد بأن الأجواء الإقليمية التي يسودها مناخ من الحوار بين الجانب العربي والإيراني سوف تدفع الأفرقاء اللبنانيين نحو الحوار ومنع أي إنزلاق للمواجهة في الشارع مع ما يمكن أن يحمله من احتمالات وانعكاسات خطيرة، ما يعني بحسب المعلومات الديبلوماسية العربية الدقيقة بأن هناك شبه تسليم من قبل كافة اللاعبين على الساحة اللبنانية من ايران وتركيا وقطر ومصر وأميركا وفرنسا على إعطاء الدور لمعادلة س - س لرسم آفاق المعالجة وتحديد المخارج للوصول الى التسوية، وهذا المسار يقع ضمنه الحراك السياسي الداخلي الذي يقوده كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، أما بقية القوى والأطراف والأحزاب اللبنانية فباتت على إدراك ويقين بأن الذهاب نحو العنف غير مقبول وغير مسموح به تحت أي عنوان، وبأن عليهم التأقلم ضمن حالة المراوحة بانتظار ما سينتج عن التواصل السوري - السعودي.
صحيفة الحياة نشرت وقائع عن مناقشات جلسة مجلس الوزراء الأخيرة وما تضمنها من مواقف لم تعلن، كإبلاغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان الفرقاء أنه ليس وحده المسؤول عن إيجاد حل للأزمة، بل إن الجميع مسؤولون، أمّا الحريري فأبلغ حزب الله أنه مستعد للبحث في موضوع القرار الظني، لكن بهدوء وبالحوار، مشدداً على أهمية التواصل السعودي – السوري ومواكبته.
قالت أوساط وزارية لجريدة النهار إن فسحة الأعياد المقبلة سيواكبها تشاور من أجل تحضير الاجواء المؤاتية لانعقاد مجلس الوزراء وكذلك انعقاد طاولة الحوار التي تقرر مبدئياً التئامها قبل عيد الاستقلال في 22 الجاري. ونقل زوار رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان عنه تأكيده انه لا بد من الجهد الداخلي حتى نجترح الحلول في مواجهة المخاطر المحدقة بالبلد، مستفيدين من أي حاضنة عربية. ودعا الى إدارة جيدة لخلافاتنا العميقة، منوهاً بما ورد في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي عوّل على الجهد السوري - السعودي للتهدئة في لبنان.