زواج الأقارب.. كابوس لا تريد له التقاليد أن ينجلي

ابن عمها أولى بها من الغريب، لا يجب أن تخرج الأملاك عن نطاق العائلة، لا بد من وريث يحمل اسم العائلة ويكون امتدادا لها.. والنتيجة مستقبل حزين مع أطفال يولدون معوقين ومرضى لأن الأم تحمل نفس جينات الأب.. سيناريو يتكرر في أغلب المجتمعات العربية التي ما تزال تفضل إلى اليوم زواج البنت من قريبها ضاربة بعرض الحائط مئات الدراسات التي تحذر من مخاطر زواج الأقارب الصحية والاجتماعية والتنموية.
ويعتبر زواج الأقارب من العادات العربية الراسخة لكن هذه الظاهرة القديمة قدم الحضارة العربية اصطدمت في عصرنا هذا بكثير من العقبات والمعوقات التي جعلت أمر التراجع عنها، أو على الأقل عدم التمسك بها بشكل صارم، يعد شيئا من الحكمة والتعقل. حيث شهد عصرنا هذا الكثير من الأمراض الوراثية التي يرجعها أهل الطب إلى الزواج بين الأقارب.
وقد اهتمت صحيفة نيويورك تايمز، في عددها الصادر يوم الأربعاء، بتداعيات زواج الأقارب في المجتمع القطري، الذي يبارك كغيره من الدول العربية هذا الزواج، بل وتفرضه العائلات فرضا على أبنائها. وتؤكد صحيفة "نيويورك تايمز" أن زواج الأقارب والولادة المبكرة يعدان السبب الرئيسي وراء تزايد أعداد فاقدي البصر في قطر وهو ما يشكل عائقا أمام تقدم البلاد.
ورصدت "نيويورك تايمز" قصة حياة خليل حسن نزار حج التي فقدت بصرها في سن مبكر وفشلت العمليات الجراحية التي أجريت لها بلندن في إعادة النور إلى عينيها مجددا. وأشارت إلى أن الأطباء لم يتمكنوا من تحديد سبب فقدان حياة التي نالت درجة الدكتوراه مؤخرا وتبلغ من العمر 34 عاما لبصرها، وعما إذا كان زواج والديها القريبين هو السبب.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن القطريين باتوا أشد حرصا على زواج الأقارب بدافع حماية هويتهم التقليدية من قوى العولمة الخاريجية، حيث بالرغم ما قد ينتج عن هذا الزواج من تشوهات جينية وأمراض وراثية مثل العمى والتخلف العقلي.
وتحتل قطر المرتبة السادسة عشر من حيث تشوهات المواليد بسبب زواج الأقارب، فيما تحتل السعودية المرتبة الثانية. ويضيف التقرير أنه في جميع هذه التحديات، فضلت قطر التركيز على علاج تلك الأمراض بدلاً من الوقاية منها. وتشير بعض الدراسات إلى أن نسبة زواج الأقارب في قطر بلغت 54 بالمئة، فيما تسجل معدلات مرتفعة أيضا في بقية الدول العربية بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 70 بالمئة.
وتشير دراسة حديثة أعدها باحثون أميركيون واسبان إن العالم البريطاني تشارلز داروين، صاحب نظرية التطوّر، كان يخشى من تعرض أطفاله للمعاناة نتيجة زواجه من قريبته. وكان داروين قد ألف 3 كتب حول علم النبات، أظهر فيها أن التلقيح الخلطي أفضل من التلقيح الذاتي لدى النبات.
وقد تزوج داروين من قربيته من الدرجة الأولى إيما ويدغوود وأنجبت له 10 أطفال، توفي 3 منهم قبل عمر الـسنوات10، اثنان منهم نتيجة اصابتهما بأمراض معدية، وكان 3 من الأطفال الـ6 الذي بقوا على قيد الحياة غير قادرين على انجاب الأطفال.
وأشارت الدراسة إلى وجود احتمال بنسبة 2% في أن يعاني أطفال قريبون من الدرجة الأولى من تشوه خلقي يجعلهم أكثر عرضة للموت نتيجة الاصابة بالأمراض المعدية مثل السل والحمى القرمزية التي أودت بحياة اثنين من اطفال داروين.
ومع هذه الدراسة الجديدة يتجدد الحديث عن سلبيات ظاهرة زواج الاقارب ومدى تأثيرها الخطير على مستقبل الأجيال التي تنشأ من هذا الزواج وبالتالي من تأثير ذلك على المجتمعات خاصة العربية حيث ينتشر الزواج بين الأقارب بنسبة مرتفعة جدا العربية مسببة مئات الحالات من الإعاقات والتشوهات والأمراض. ومثل هذا الزواج غير قانوني في بعض فى معظم دول العالم.
ويحظى زواج الأقارب بقيمة مهمة في الثقافة العربية لأسباب كثيرة منها الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة، وصغر السن عند الزواج وما يصاحبه من عدم النضج العاطفي وانفراد الآباء بالقرار، كما تحتم التقاليد في بعض القبائل العربية ألا يتزوج البنت إلا ابن عمها، فضلا عن عوامل أخرى ترتبط بنشوء هذه الظاهرة كالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مثل تعزيز الأمان والروابط العائلية، وسهولة التفاوض على أمور الزواج وتوابعه، واعتباره جزءاً لا يتجزأ من تقاليد العائلات، والمحافظة على ممتلكات العائلة والميراث، وزيادة قوى الروابط العائلية بمثل هذا النوع من الرباط الشرعي وضمان استمرار نسل العائلة، ولكن هذا النسل قد يولد مشوها ومريضا في ظل التصميم على الاقبال على هذا الزواج جيلا بعد جيل.
ويساهم الزواج بين الأقارب في زيادة احتمال ظهور العيوب والأمراض الوراثيّة التي تحملها صفات متنحّية عند الأجيال، وذلك لأنّ احتمال وجود الصّفة المرضيّة لدى كلا الأبوين وارد وكبير لصلة القرابة الموجودة بينهما.
وزواج الأقارب الشرعي هو علاقة الزواج بين اثنين تربط بينهما روابط الدم، وطبقا لمبادئ علم الجينات، فان احتمال حمل زوجين قريبين جينيا من نوع واحد، تكون مرتفعة، مما يزيد من احتمال اكتساب المواليد جينا وراثيا لمرض نادر ولا يعني بالضرورة حدوث هذا لكل زوجين قريبين وكل مولود. وقد أثبتت الدراسات ارتفاع معدل خطر الإصابة ببعض الأمراض الوراثية بين الأطفال من أزواج أقارب من الدرجة الأولى، أي أولاد وبنات العم والخال، علاوة على ازدياد نسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال.
ويرى الأطباء أن الخطورة في مثل هذا الزواج تكمن في الأمراض الوراثية التي يحمل جيناتها الزوج والزوجة، ومع أن الأمراض من الممكن أن لا تظهر عليهما، إلا أنها تورث بعد الزواج للأطفال والأحفاد، منها التخلف العقلي، والغالكستوسيميا، ومرض الكبد (ويلسون)، إلى جانب أمراض الدم الوراثية التي تشمل فقر الدم المنجلي، وفقر دم البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا)، ومرض الكلية الذي يؤدي للفشل الكلوي، كما يُعتقد أن مرض الصرع والأمراض القلبية وأمراض الحساسية وداء السكري تزداد في بعض العائلات، وتتضاعف احتمالات توارثها بالتزاوج بين الأقارب، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فهذه الأمراض ستحتاج إلى أموال لعلاجها وإلا أسرة قوية ومتماسكة حتى تستطيع مجابهة المرض ورعاية طفلها المريض مما سيكون له بالتالي تداعيات نفسية على الاسرة وتداعيات اقتصادية واجتماعية على كامل المجتمع

7lu zawaj el akarib bas mochkel sgir byejo kil el ayli hhhh

fa ba3id ano

hhhh

» العادات و التقاليد
» كابوس الصّداع الجنسي
» زواج المتعة
» زواج المسيار
» ما هو زواج الفريند؟؟