كابوس الصّداع الجنسي

كابوس الصّداع الجنسي

يصاب
الرّجل بالصّداع، وهو في ذروة نشاطه الجنسي، فينفر من ممارسة العلاقة
الجنس مع شريكته، لأنّ الآلام التي تنتج عنه، تكون أضعاف ما يحصل عليه
الزّوجان من لذّة.
وتشير الدّراسات الحديثة الى أنّ الرّجال، هم اكثر عرضة للإصابة بالصداع الجنسيّ أكثر من النّساء.
الصّداع الجنسي نوعان:
الشّائع منه لا يعطى أي علامات تحذيرية عند حدوثه لأنه يتم خلال ثوانٍ أثناء رعشة الجماع، ويشبه وخز الطّعنات.
أما
الشكل الآخر، فهو الذي يبدأ فى كلا جانبي الرأس ويزداد تدريجياً فى
الدقائق التي تسبق رعشة الجماع ويزداد بازدياد الاستثارة الجنسية.
ويحصل الصّداع الجنسي بسبب شَد عضلات الرَقبة والرأس خلال العمليّة الجنسيّة.
وعرّف
الدّكتور "ستيفان ايفرز"، من عيادة الجملة العصبيّة في جامعة "مونستر
الالمانيّة"، الصّداع الجنسي على انّه نوبات صداع نابضة يرتبط ظهورها
بعملية ممارسة الجنس وتحوّل متعة الرّجل (او المرأة) الى كابوس.
وأثبتت
دراسة حديثة أجراها فريق عمل يقوده "ايفرز" في جامعة "مونستر" أنّ نسبة
الإصابة بالصّداع الجنسي ازدادت بين الرجال خلال العشرين سنة الماضية.
وبحسب
تعبير خبير الألم الالماني فإنّ الصداع الجنسي يطيح بعدد من الزيجات
الناّجحة بسبب تحويله الحياة الجنسية للّزوجين الى جحيم. ويوّلد الخوف من
الألم في ذروة العمليّة الجنسيّة مخاوف عميقة عند الرجال قد تؤدي الى ضّعف
جنسي او الى تجنب ممارسة الجنس، تحت لافتة العذر الشهير "عفواً عزيزتي
أعاني اليوم من صداع، لنؤجل القضية الى غد".
وذكر تيفرز ان الصدّاع
الجنسي يصيب الرّجل أول مرّة في سن يتراوح بين الثّلاثين سنة والستّين سنة،
وهو عبارة عن ألم يظهر فجأة ويباغت المريض في ذروة الاتصال الجنسي.
ووصف
70% من الرجال في الدراسة، الألم بانه "ألم انفجاري" يداهمهم عند بلوغهم
الذروة. ويتركز هذا الألم حسب معطيات المصابين في الرأس، ويقطع متعة
العملية الجنسية ويستمر لفترة لاحقة قد تمتد في معظم الحالات الى نحو 30
دقيقة.أما 25% من المصابين، فيبدأ الصّداع الجنسي في حالتهم بألم عميق في
أعلى مؤخرة العنق يرتفع بالتّدرج مع امتداد العملية الجنسية.
وذكرت نسبة الـ 5% المتبقية ان الألم يداهمهم في الرأس بعد بلوغ الذروة الجنسيّة.
وتكشف
الدّراسة عن علاقة وثيقة بين الصداع الجنسي والصّداع النصفي الأمر الذي قد
يكشف إمكانيةّ معالجة الصّداع الجنسي بأدوية الشّقيقة (Migraine). وهناك
تشابه في آلام الحالتين وخصوصا من ناحية الشدة وارتباطها ببعض العوامل
المؤثرة. وأشار ايفرز الى ان 50% من المعانين من الصّداع الجنسيّ هم من
مرضى داء الشقيقة (migraine).
وعن مدى خطورة الصّداع الجنسي ذكر ايفرز
أنّ بوسع المريض معرفة ذلك بنفسه، فعندما يكون الألم غير خطر يزول من تلقاء
نفسه بعد نصـــف ساعة.
ولكن استمراره لساعات عدة يستدعي الذهاب الى المستشفى والتأكد من عدم وجود نزيف في الدماغ.