عمليات اغتصاب وجثث داخل المساجد وفي نهر العاصي

فيما الحراك الدبلوماسي في أوجه في محاولة لإيجاد صيغة تضع حدا للمأساة
الواقعة في سوريا، حطت دورة العنف رحالها هذه المرة في ريف حماة وتحديدا في
منطقة التريمسة في مجزرة ربما تكون الأفظع منذ اندلاع الثورة في البلاد
بحيث سجل سقوط اكثر من 220 قتيلا.

وقد افيد انه من بين القتلى أطفال ونساء، قتلوا على أيدي عناصر الجيش
النظامي، كما أفاد الناشطون بوجود عشرات الجثث ملقاة داخل الأراضي الزراعية
وداخل المساجد، وقال "عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حماة باسل
درويش إن معظم القتلى قضوا ذبحاً بالسكاكين"، مشيراً في الوقت ذاته إلى
وجود عشرات الجثث المحترقة على حافة نهر العاصي بحماة.

وكشف تقرير حقوقي غربي لمنظمة "نساء تحت الحصار" عن أن القوات السورية
النظامية تستهدف اغتصاب النساء ضمن الصراع الدائر بينها وبين المناطق التي
تشهد ثورة حيث تم توثيق 81 حالة اعتداء جنسي منذ بدء التظاهرات، حدثت
بمعظمها في حمص.

وأشار التقرير إلى أن الشهادات تؤكد اعتماد أسلوب الاعتداءات الجنسية
الجماعية كاستراتيجية تنتهجها قوات النظام ضد الثوار، خصوصا أن نحو ثلثي
الاعتداءات تمت من قبل عناصر القوات النظامية والشبيحة وان الضحايا
المستهدفين على صلة قرابة بعناصر الجيش الحر.

إلى ذلك، أفادت هيئة الثورة السورية بأنه تم العثور على أكثر من 150 جثة
في مسجد التريمسة كما لفتت الى ان جيش النظام قصف المنطقة بالدبابات
وقاذفات الصواريخ، في وقت طالب المجلس الوطني السوري مجلس الامن بقرار
"عاجل وحاسم" حيال نظام دمشق اثر المجزرة في ريف حماة.

كما حملت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا الموفد الدولي والعربي كوفي
انان وكذلك ايران وسوريا حليفتي نظام الرئيس بشار الاسد مسؤولية المجزرة،
وجاء في بيان صادر عنهم "لا نعتبر الوحش بشار المسؤول وحده عن الجريمة
المروعة بل ان المسؤول عن هذه المجزرة وعن سابقاتها هو كوفي انان والروس
والايرانيون وكل دول العالم التي تدعي مسؤوليتها في حماية السلم والاستقرار
العالميين ثم تلوذ بالصمت والمراوغة"، مضيفة "هذه المجزرة الاخيرة ستنضم
الى ما سبقها من مجازر العصر الكبرى".

وفي ردة فعل على مجزرة التريمسة، رأى الرئيس السابق للمجلس الوطني
الانتقالي برهان غليون أن النظام مجرم وتجاوز كل الحدود وهو بائس ويحاول
الحسم عن طريق المجازر، معتبرا أنه ما كان للنظام أن يستمر لولا جبن
المجتمع الدولي، ومؤكدا أنه لا بد من تسليح حقيقي للجيش الحر.

من جانبها، اتهمت دمشق ما اسمتها "قنوات الاعلام الدموي" و"مجموعات
ارهابية مسلحة" بارتكاب المجزرة في قرية التريمسة، ونقلت وكالة الانباء
الرسمية (سانا) عن مصدر اعلامي لم تسمه "إن قنوات الإعلام الدموي بالشراكة
مع المجموعات الارهابية المسلحة ارتكبت مجزرة بحق أهالي قرية التريمسة
بريف حماة في محاولة لتأليب الرأي العام ضد سورية وشعبها واستجرار التدخل
الخارجي عشية اجتماع لمجلس الأمن".

وأضاف المصدر ان "قنوات الإعلام الدموي استنفرت أدواتها من مجلس اسطنبول
للمتاجرة بدماء السوريين الأبرياء الذين قضوا بنيران المجموعات الارهابية
المسلحة في القرية".

وأكد المصدر أن "رهاب سقوط المؤامرة" على سوريا أصاب تلك القنوات
"الصهيونية الشريكة في العدوان على الشعب السوري بحالة هستيرية" ما دفعها
"لبث أخبار كاذبة لا صحة لها إطلاقا عن مناطق في سوريا وإلى استعادة صور
لتظاهرات وأحداث قديمة".

وفيما الجبهة السورية تشتعل وتزدان بالقتلى، أكدت الخارجية الصينية أن
بكين سوف تدرس جديا مشروع قرار دولي جديد بشأن سوريا وطالبت بضرورة التوصل
لإجماع بشأن المشروع. هذا في وقت، أعلن عن لقاء سيجمع المبعوث الدولي كوفي
انان بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين في موسكو للبحث في الشأن
السوري.