مقدمة النشرة الاخبارية

نهاية
هوليودية للمطلوب رقم واحد في العالم،.، ففي دراما اميركية مختصرة لم تدم
اكثر من اربعين دقيقة كُتب السيناريو ،نُفذَ جواً وبراً باداء بارع ،جرت
تصفية الهدف ولم يصب المخرج وفريقه بأي أذى، وأتسعت الدقائق ايضا للف
الجثمان على الطريقة الاسلامية، بعد قتله على الطريقة الاميركية برصاصة في
الرأس ..ورمي اسامة بن لادن في البحر،.، وبما تبقى من الوقت رثى اوباما
العدو الاول لاميركا،.، مزهواً خرج فجراً ليعلن النبأ، وانه تفوق على كل
اسلافه الرؤساء وقبض على روح الارهاب في العالم،.، وفي اقل من ساعتين فاوضت
واشنطن كل دول العالم الذين اعلنوا رفضهم عند الفجر استقبال الجثمان
الخطر، فوقعت عين اميركا على الازرق المالح مكاناً للدفن،.، قصة مطاردة
بدأت قبل عشرين عاماً وتكثفت بعد احداث الحادي عشر من ايلول، وانتهت فجر
الثاني من ايار عام الفين واحد عشر لتقفل الباب على رجل صنعته اميركا لضرب
السوفيات فنفذ المهمة واتجه صوبها، وقتلته لانه حامل اكبر اسرارها.
في
المهمة القاتلة اقترب المنفذون واصبحوا وجها لوجه مع اسامة بن لادن ،لم
يعتقلوه، وقد امكنهم ذلك بما انهم صوبوا السلاح على الرأس، لكنهم فضلوا
الحل الثاني لان اوامر اوباما بالقتل لا بالاعتقال ..لم يتجرأوا على دفنه
وتحديد موقع لقبره لان اسامة بن لادن يخيفهم ميتاً اكثر منه حياً،.، مات
الرأس وبقيت القاعدة ، واذا كانت هذه الخلايا المنتشرة في العالم تزرع
الارهاب وتضرب وجه الاسلام، فإن السياسة الاميركية والمعايير المزدوجه
ودعمها لارهاب اسرائيل يولد ايضاً شكلاً آخر من الارهاب، الذي لن تجد له
اميركا نهاية سعيدة ولن تقبض على رأسه المدبر في احد المواقع السياحية
الباكستانية وقرب اهم قاعدة استخباراتية. وعلى مقتل بن لادن اصبحنا وأمسينا
،له الخبر وردود فعله، ولدرعا السورية ما تبقى من مساحة اخبارية ، حيث
يتواصل الحصار محكماً على المحافظة العنيدة ، والخيار العسكري دخل اسبوعه
الثاني من دون ان يتمكن الجيش من احكام السيطرة كلياً على المشهد المتوتر
والمسلح . تدرك السلطات الامنية والسياسية ان درعا هي التحدي الاكبر وان ما
عداها من تظاهرات في محافظات اخرى مقدور على استيعابها والسماح لها
بالتعبير عن رايها بلا تسلح، لكن درعا مختلفة في مستوى الرد على اطلاق
النار واعتلاء السطوح واحتلالها من القناصة، حيث النظام يتهم المسلحين،
والمعارضة تتهم اجهزة النظام بلعب هذا الدور، والنتيجة .. استنزاف يومي
ودماء تسقط في صفوف الجيش والمواطنيين على حد سواء.