قال السيد مصطفى أفاقير مدير الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم
الأمازيغي التي تنظم بمدينة ورزازات إلى غاية 18 دجنبر الجاري، أن هذا
الملتقى الثقافي والفني السنوي ساهم بشكل وازن في التطور المضطرد الذي
تعرفه السينما الأمازيغية.
وأوضح في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التطور تعكسه الجودة
الفنية للأفلام خاصة الأشرطة القصيرة، التي تعرض في إطار هذا المهرجان الذي
أصبح موعدا سنويا للتداول حول قضايا الفيلم الأمازيغي، ورصد الحصيلة
السنوية للإبداع السينمائي الأمازيغي في مختلف جوانبه.
وأضاف أن اللجنة التنظيمية للمهرجان تعمل على برمجة أوراش ولقاءات تكوينية
لمعالجة النقائص التي تم رصدها في كل دورة من الدورات، مشيرا في هذا الصدد
إلى تنظيم ورشة تكوينية في مجال كتابة السيناريو بمناسبة تنظيم الدورة
الخامسة التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف السينمائيين الشباب.
وقال السيد أفاقير، إن اللجنة التنظيمية للدورة الخامسة للمهرجان الوطني
للفيلم الأمازيغي التي حملت إسم "دورة إبراهيم أخياط"، تنبهت أيضا للدور
الذي يمكن أن تضطلع به وسائط الإعلام في الترويج للسينما الأمازيغية
وتطويرها، ومن تم وقع الاختيار على أن يتناول موضوع الندوة الفكرية المدرجة
ضمن فعاليات هذه الدورة القضايا المتعلقة ب" تطوير الفيلم الأمازيغي عبر
الإعلام".
وأشار في السياق ذاته إلى أن المهرجان تمكن من خلق آليات للتفاعل بين مختلف
الفاعلين في الحقل السينمائي الأمازيغي من ممثلين ومخرجين ومنتجين ونقاد
وإعلاميين، حيث برمج المنظمون لقاءات يومية لمناقشة الأفلام المعروضة طيلة
أيام المهرجان مع الجمهور والمتتبعين، وذلك بحضور الممثلين ومخرجي الأفلام
المعروضة.
وبخصوص حضور الفيلم الوثائقي ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان،أشار
مدير الدورة إلى أن اللجنة التنظيمية تنبهت إلى أن السينما الأمازيغية لم
تهتم بهذا الصنف من الأفلام بما فيه الكفاية،على الرغم من كون الموروث
الثقافي الأمازيغي يزخر بكم هائل من المواضيع والقضايا التي من شأنها أن
تشكل مصدر إلهام وإبداع بالنسبة للمشتغلين في الحقل السينمائي الأمازيغي..
وأضاف أن الأشرطة الوثائقية فضلا عن ذلك، من شأنها أن تعطي دينامية إضافية
للجهود المبذولة من أجل الترويج للثقافة الأمازيغية باعتبارها مكونا أساسيا
من مكونات الهوية المغربية المتعددة الروافد، والغنية بتنوعها وثرائها
الثقافي والحضاري.
وسجل السيد أفاقير من جهة أخرى انفتاح المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي
على مختلف الجهات الفاعلة في الحقل السينمائي عموما، ومن ضمنها الكلية
المتعددة التخصصات بورزازات التي يشارك طلبة الشعب السينمائية فيها ببعض
إبداعاتهم السينمائية في هذه الدورة.
وقال إن اللجنة التنظيمية للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي الذي ينظم
سنويا بمدينة ورزازات تتطلع مستقبلا إلى مشاركة أسماء سينمائية وازنة في
الدورات القادمة للمهرجان، معربا عن أمله في أن يتمكن هذا الملتقى الثقافي
والفني من الحصول على الدعم المادي الضروري لاستضافة نخبة من المخرجين
والممثلين السينمائيين المغاربة والأجانب الذين سيعطون لهذا المهرجان دفعة
نوعية جديدة، مما سيسهم بالتالي في تطوير السينما الأمازيغية.
يذكر أن الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي يعرف تنظيم ثلاث
مسابقات تهم الأولى الفيلم الطويل، أما الثانية فتتعلق بالفيلم القصير،
وأحدثت هذه السنة مسابقة خاصة بكتابة السيناريو.
وقد قررت اللجنة التنظيمية للمهرجان تكليف جمعية آفاق للأشخاص ذوي
الاحتياجات الخاصة بورزازات التي تضم في عضويتها مواهب فنية واعدة بإبداع
الدروع التكريمية التي ستسلم للفائزين في مختلف المسابقات.
شريط "زرايفا" يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي في دورته الخامسةأسدل الستار السبت بمدينة ورزازات على فعاليات الدورة الخامسة
للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي الذي نظم من 15 إلى 18 دجنبر 2010،
بالإعلان عن فوز فيلم "زرايفا" للمخرج عبد العزيز أوالسايح بالجائزة الكبرى
للمهرجان.
وعادت باقي الجوائز الخاصة بمسابقة الفيلم الطويل المبرمجة في هذه الدورة
التي حملت اسم "دورة إبراهيم أخياط" للسيد عبد العزيز أوالسايح فيما يتعلق
بأحسن إخراج، فيما كانت الجائزة الخاصة بأحسن ممثلة من نصيب الفنانة فاطمة
بوشان، أما جائزة أحسن ممثل فعادت مناصفة بين الفنانين مبارك العطاش ومحمد
أوراغ.
وبخصوص المسابقتين الأخريين المدرجتين في إطار هذه التظاهرة الفنية
والثقافية المنظمة من طرف الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، فإن
جائزة أحسن فيلم قصير كانت من نصيب الشريط الذي يحمل عنوان"إيماجين" وهو من
توقيع عزيز المالع، فيما عادت الجائزة الخاصة بمسابقة أحسن سيناريو لعبد
الله المناني بفيلم "إيزاريفن".
وقد تنافست على الفوز بالجائزة الخاصة بالفيلم الطويل، والتي ترأس لجنة
تحكيمها السيد جمال بلمجدوب خمسة أفلام. فيما تبارت على الجائزة الخاصة
بأحسن فيلم قصير، والتي أسندت رآستها للسيد محمد بلوش، سبعة 7 أفلام، بينما
قدمت للجنة التحكيم الخاصة بمسابقة أحسن سيناريو 8 مشاريع، وترأس لجنة
تحكيم هذه المسابقة الفنان الحسين باردواز.
وتميزت الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي بإعطاء اهتمام خاص
للفيلم الوثائقي، حيث تم بث مجموعة من هذه الأشرطة خلال أيام المهرجان،
إلى جانب تنظيم ورشات تكوينية بمقر الكلية المتعددة التخصصات، حيث همت هذه
الورشات أيضا تقنيات ومقومات كتابة السيناريو.
وموازاة مع الأفلام المبرمجة في هذه الدورة، تم تنظيم ندوة حول موضوع دور
الإعلام في تطوير السينما الأمازيغية، كما استفاد جمهور وضيوف المهرجان من
جولات استطلاعية لبعض أهم المواقع السينمائية في ورزازات.