ما هي أسباب تراجع انتر ميلان بقيادة بينيتيز؟
ظلّ مورينيو يطارد مدرب ولاعبي "النيراتزوري"
بعيداً كلياً عن لقب كأس العالم للأندية، فقد كانت بداية المدير الفني الإسباني رافاييل بينيتيز مع فريقه الجديد انتر ميلان الايطالي سلبية، حيث أهدر "النيراتزوري" فرصة التتويج للمرة الأولى في تاريخه بكأس السوبر الأوروبية التي خسرها أمام اتليتكو مدريد الإسباني.
مشاكل بينيتيز في الانتر، كانت بدأت بالفعل قبل أن يأتي إلى مدينة ميلانو أصلاً، والسبب هو ظل سلفه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي قاد الفريق إلى موسم غير اعتيادي من الألقاب تمثل بثلاثية محلية (الدوري والكأس وكأس السوبر) ولقب دوري أبطال أوروبا بعد طول انتظار.
وتدريجياً، ازدادت المشاكل، فقد دخل الانتر في المعاناة محلياً، حيث وصل إلى ختام الأسبوع الخامس عشر سادساً في الترتيب مسجلاً انتصارات ستة وتعادلات خمسة وهزائم أربعة أبرزها أمام روما بهدف وأمام جاره اللدود ميلان بهدف وأمام لاتسيو روما بهدفٍ لثلاثة.
وعلى الرغم من التأهل إلى دور الستة عشر من دوري الأبطال، إلا أن الوضع الفني والنتائج لم تكن مريحة على الاطلاق، حيث سجل الانتر، حامل اللقب، ثلاثة انتصارات وتعادل واحد وخسارتين وحل ثانياً في مجموعته خلف توتنهام هوتسبرز الإنكليزي .
وبإختصار، فقد حصد الانتر سبعة هزائم محلياً وأوروبياً حتى الآن، وهو ما يساوي هزائم "النيراتزوري" في موسم كامل بقيادة "السبيشيل وان" جوزيه مورينيو، فماذا بعد؟، وما هي الأسباب التي وضعت "انتر بينيتيز" في هذا الموقف؟.
بين بينيتيز ومورينيو
يمكن رد أسباب تراجع الانتر إلى جملة عوامل أولها معنوي يتعلق بالضغوطات النفسية التي تعرض لها بينيتيز نتيجة المقارنة غير العادلة مع مورينيو الذي حقق في مشواره التدريبي القصير الممتد لعشر سنوات سبعة عشر لقباً مع ثلاثة أندية هي بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي، فيما حصد بينيتيز أربعة ألقاب مع ليفربول الإنكليزي في ستة مواسم، وهو ما علّق عليه مدرب الميلان السابق كارلو انشيلوتي بالقول "الحلول مكان مورينيو ليس بالشيء السهل خصوصا بعد البطولات والانجازات التي حققها، حتى مع تشيلسي لا زال الحب والاحترام له قائمين".
كأس السوبر الأوروبية
كانت جماهير "جيوسيبي مياتزا" تتمنى أن تعيد نسخة فوتوكوبي عما حققه برشلونة في سداسيته التاريخية، بعدما نال فريقها ألقاب الدوري والكأس وكأس السوبر المحلية ودوري أبطال أوروبا، ليأتي السقوط المثير في كأس السوبر الأوروبية ويضيع الفرصة ويترك أثراً نفسياً ومعنوياً على اللاعبين ومدربهم الجديد، ويضعهم تحت ضغوطات الإعلام والجمهور، حتى قبل بداية الموسم.
الدفاع .. الدفاع
وفيما نجح مورينيو في بناء فريق يستند بالأساس إلى قوة الدفاع وتماسكه، حافظ "رافا" على نهجه الذي اعتمده في ليفربول وهو التركيز على الجوانب الهجومية على حساب الدفاع، ما جعل "الريدز" يقدّم مستويات هجومية عالية ويتلقى أهدافاً عديدة وخسائر كثيرة أيضاً، وهو ما يتكرر مع الانتر الذي سجل عشرين هدفاً في "الكالشيو" وتلقى مرماه 14 هدفاً.
خيارات غير مناسبة
على الرغم من أن المهاجم الكاميروني صامويل إيتو لم يكن راضياً على خيارت مورينيو فيما يتعلق به شخصياً وإصراره على الدفع به في مركز الجناح مستغلاً سرعته الفائقة وانطلاقاته وسيطرته على الكرة، واستعماله – برأي إيتو – ُطعماً لمصلحة المهاجم الصريح الأرجنتيني دييغو ميليتو، إلا أن هذا التوجه كان ناجحاَ للغاية. في المقابل، فإن "رافا" يصر على إشراك إيتو كمهاجم صريح تاركاً ميليتو على مقاعد الاحتياط حيناً أو استبداله أحياناً، وهو ما يرضي "الأسد" ويغضب "الأرجنتيني" وينعكس سلباً حتى الآن على الفريق.
العلاقة مع اللاعبين
وفي حديث تلفزيوني، قال انشيلوتي أيضاً "أن مورينيو ترك الكثير من الحب في تشلسي"، وهو ما فعله في الانتر أيضاً، بل بالغ به حتى وصل الأمر إلى محاولة الاستحواذ على الثلاثي ميليتو ومايكون وشنايدر.
فالأول، كان راغباً في الذهاب إلى البرنابيو، ما أدى إلى تردي علاقته مع بينيتيز قبل أن تبدأ، كما تراجع فنياً لمصلحة إيتو الراغب في استعادة حضوره.
والثاني، كان بدوره راغباً في الانتقال إلى الريال، وصرّح عدة مرات عن ذلك، لكن الصفقة فشلت، وبقي في مكانه.
أما الثالث، فلم يكن راغباً في المغادرة، وخصوصاً إلى الريال، وفشل مورينيو في التأثير عليه بهذا الاتجاه، لكن العلاقة الشخصية الطيبة جداً بين الرجلين تركت أثرها الجلي على شنايدر الذي تراجع مستواه بحدة أيضاً.
وفي الواقع، يبدو أن إصرار رئيس النادي ماسيمو موراتي على الاحتفاظ بهذا الثلاثي الذهبي قد ارتد سلباً عليه وعلى الفريق ومدربه الجديد الذي دفع الثمن.
الصفقات الصيفية
اعتمد انتر 2010-2011 على الحرس القديم الذي يراوح معدل أعماره حدود الثلاثين عامًا، واستغنت الإدارة عن المهاجم الشاب ماريو بالوتيللي (20 عامًا) إلى مانشستر سيتي، وشعر بينيتيز بفداحة الوضع بعد خسارته كأس السوبر الأوروبية، لكنه كان قد تأخر في الدخول إلى سوق الانتقالات الصيفية، وفشل في التعاقد مع ثنائي ليفربول خافيير ماسكيرانو وديرك كاوت، واكتفى بالتعاقد مع البرازيلي الشاب كوتينيو.
بينيتيز مظلوم ؟
في المقابل، يرى البعض أن بينيتيز مظلوم، لأن الفريق تعرض لكمية غير اعتيادية من الاصابات، والضغوطات النفسية والإعلامية، وأن شكل الفريق أصبح أفضل هجومياً، وأن التكتيك الدفاعي وحده هو الذي يستدعي التدخل السريع من خلال التعاقد مع عدد من اللاعبين الجدد في الشتاء المقبل، وإن بإمكان الانتر استعادة المبادرة محلياً وأوروبياً ... لكن ذلك كله أصبح بلا قيمة مع رحيل بينيتيز عن الانتر بالتوافق مع إدارة النادي وقدوم البرازيلي ليوناردو كبديل إجباري لعدم وجود البديل المنطقي.
وفي هذه الحال، قد تبقى المشكلة قائمة، وسيكون المدرب الإسباني على حق إذا لم يتمكن موراتي من تدعيم صفوف الفريق وتزخيمه للمرحلة المقبلة.
حسن شرارة
27/12/2010