للمرة الأولى.. البطل أصغرهم :F1 2010
دخل الالماني سيباستيان فيتل سائق ريد بول-رينو تاريخ سباقات الفورمولا واحد بعدما انتزع اللقب العالمي في "المتر الاخير".
ففي الرياضة الميكانيكيّة الأكثر إثارة، كان موسم 2010 مثيرا الى اقصى الحدود، حيث لم تحسم هوية البطل الا على الطريقة "الهيتشكوكية"، لأن الصراع على العرش بقي مفتوحا على مصراعيه حتى السباق الختامي على حلبة ياس في أبو ظبي، التي عوضت ما فاتها الموسم الماضي حين سجلت حضورها في الروزنامة لاول مرة بسباق "هامشي" لان اللقب كان حسم لصالح البريطاني جينسون باتون في حلبة انترلاغوش البرازيلية.
ودخل الموسم الى سباقه الاخير والاسباني فرناندو الونسو على متن سيارته فيراري الاوفر حظا لكي يتوج باللقب للمرة الثالثة في مسيرته بعد عامي 2005 و2006، في صراع رباعي تشهده البطولة للمرة الاولى في تاريخها، وكان الونسو يتصدرالترتيب العام برصيد 246 نقطة متقدما على ثنائي ريد بول-رينو الاسترالي مارك ويبر (238 نقطة)، وفيتل (231 نقطة)، فيما جاء البريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين-مرسيدس في المركز الرابع (222).
وبموجب نظام النقاط الجديد الذي اعتمد في البطولة للمرة الاولى، فكان بإمكان اللقب ان يذهب لاي من هؤلاء الاربعة، فيما حسمت ريد بول بطولة الصانعين في الجولة قبل الاخيرة في البرازيل وذلك للمرة الاولى في تاريخ الشركة التي ابصرت النور عام 2005.
وفي نهاية المطاف، "اعجوبة.. فدموع.. فبطل للعالم"، هذا كان شعور الالمان في اليوم التالي للسباق الاماراتي بعدما نجح فيتل في الخروج فائزا من هذه المعركة الرباعية على اللقب العالمي، ليصبح لالمانيا مجددا بطلا في الفورمولا واحد بعد الاسطورة مايكل شوماخر الذي عاد خلال 2010 الى الحلبات للمرة الاولى منذ اعتزاله عام 2006، وشارك على متن مرسيدس جي-بي التي اشترت قبيل انطلاق الموسم فريق براون جي بي المتوج مع باتون بلقب 2009، لكن عودة بطل العالم سبع مرات لم تكن ناجحة على الاطلاق ففشل في الصعود الى منصة التتويج في اي مناسبة بل انه وجد نفسه متخلفا عن زميله ومواطنه نيكو روزبرغ.
هلل الالمان لبطلهم الجديد واضافت الرياضة الالمانية يوما تاريخيا جديدا في يومياتها: "14 تشرين الثاني. سيباستيان فيتل اصبح اصغر سائق في تاريخ فورمولا واحد"، هذا ما كتبته صحيفة "بيلد" عن تتويج فيتل الذي تصدرت صورته الصحف بعدما خطف اللقب العالمي باحرازه المركز الاول في سباق ابوظبي، فيما جاء منافسه الابرز الونسو سابعا.
وبات فيتل اصغر سائق يتوج باللقب العالمي في تاريخ الفورمولا واحد (23 عام و164 يوما)، متفوقا على هاميلتون الذي توج باللقب عام 2008 وعمره 23 عاما و300 يوما.
واصبح فيتل ثاني سائق الماني فقط يحرز لقب بطل الفئة الاولى بعد الاسطورة شوماخر الذي احرزه اعوام 1994 و1995 مع بينيتون و2000 و2001 و2002 و2003 و2004 مع الفيراري التي دفعت في أبو ظبي ثمن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته بادخال الونسو مبكرا الى المرآب من اجل استبدال اطاراته، ما سمح لفيتل بالقيادة مباشرة نحو اللقب.
وسيطر فيتل على المجريات تماما في ابوظبي، وكان اظهر تصميما فائقا منذ التجارب الرسمية حين سجل اوقاتا رائعة منتزعا مركزه في طليعة المنطلقين، فحافظ على تركيزه طوال السباق ثم انهاه في المركز الاول مستفيدا من التكتيك الخاطىء لفيراري.
وانهى فيتل السباق الختامي امام الزميلين هاميلتون وباتون بطلي العامين الماضيين على التوالي.
اما المنافس الاخر على اللقب الاسترالي ويبر، فتبخرت اماله باكرا لدى دخوله الى المرآب في اللفة الثانية عشرة لتغيير اطاراته وخرج في مركز متأخر هو السادس عشر، فخف بالتالي الضغط على الونسو الرابع الذي كان يكفيه هذا المركز ليتوج بطلا حتى في حال فوز فيتل بالمركز الاول، لكن قرار "سكوديريا" بادخال سائقها الاسباني الى المرآب في اللفة السادسة عشرة مهد الطريق امام فيتل نحو العرش العالمي لان الونسو عجز بعدها عن تجاوز سائق رينو الروسي فيتالي بتروف وفقد الكثير من الوقت ما اطاح بفرصه للوصول الى المركز الرابع واللقب الثالث في مسيرته.
ورفض مدير فيراري ستيفانو دومنيكالي ان يلقي باللوم على اي فرد في فريقه بشأن الاستراتيجية الخاطئة التي كلفت الونسو الفوز بلقب بطولة العالم، كاشفا بان مهندسي السباق في "سكوديريا" كان يركزون على المعركة مع ويبر لانه كان الاوفر حظا للمنافسة على اللقب الا ان فيتل فاجأهم وخالف جميع التوقعات.
ونجح الونسو الذي كان في المركز الرابع قبل اجراء توقفه، في الخروج امام ويبر لكنه وجد نفسه خلف بتروف الذي حجز السائق الاسباني حتى نهاية السباق، لينهي بطل 2005 و2006 جائزة ابوظبي الختامية في المركز السابع، وهي النتيجة التي سمحت لفيتل في ان يصبح اصغر سائق يتوج باللقب العالمي بعدما سيطر على السباق من البداية حتى خط النهاية، منهيا البطولة بفارق اربع نقاط عن الونسو.
واعترف دومينيكالي بعد السباق ان فريقه ارتكب خطأ، لكنه رفض ان يلوم اي شخص معين على الاستراتيجية التي طبقت، مضيفا "كان هناك خطأ. كان من الواضح بعدها (بعد التوقف) اننا ارتكبنا خطأ لكن في هذه اللحظة اريد المحافظة على رؤية واضحة - ليس من المناسب الافصاح عن الشخص الذي اتخذ القرار او لماذا اتخذ القرار. كان القرار من الفريق باكمله، ويجب على الفريق ان يتعاضد في الاوقات الجيدة والسيئة".
لكن وبغض النظر عن الخطأ الذي ارتكبه فريق فيراري في السباق الختامي فان فيتل استحق اللقب تماما رغم بعض الاخطاء التي ارتكبها في بعض السباقات ولعل ابرزها تسببه بخروج زميله ويبر خلال جائزة تركيا الكبرى خلال محاولته تجاوزه الاخير، وذلك لانه كان مغامرا وسائقا مثيرا لا يعتمد استراتيجية "الانتظار" بل ينقض على منافسيه والفرص السانحة امامه، ما اعطى البطولة رونقا مختلفا خصوصا ان منافسيه الثلاثة الاخرين يعتبرون من السائقين الذين يحبذون الحذر دون مخاطرات غير محسوبة وهو الامر الذي يقلل من الاثارة والحماس في ادائهم والسباقات على حد سواء.