رالي 2010: الاسطورة تتواصل
اذا كانت بطولة العالم لفورمولا واحد مثيرة الى الاقصى الحدود خلال موسم 2010، فان بطولة العالم للراليات كانت روتينية...فـلوب خرج مجددا منتصرا ومكرسا نفسه الملك الذي يحتكر العرش والذي لا يوجد في قاموسه معنى لمفهوم تداول السلطة.
كرس لوب نفسه مجددا الاسطورة التي تتواصل فصولها دون ان يموت بطلها بل انه يخرج دائما منتصرا، ما سبب الاحباط لمنافسيه القريبين منهم، اي زميله الاسباني داني سوردو وسائق سيتروين جونيور مواطنه سيباستيان اوجيه، والبعيدين منهم، اي سائقي فورد الفنلنديين ميركو هيرفونن وياري ماتي لاتفالا.
لكن لوب احرز هذه المرة باللقب السابع في مسيرته الاسطورية بافضل طريقة ممكنة لان التتويج جاء في مسقط رأسه وبين اهله في الالزاس وقبل مرحلتين على ختام الموسم بعدما احرز المركز الاول في رالي فرنسا امام زميله سوردو والنروجي بتر سولبرغ المشارك على متن سيتروين خاصة.
وكان لوب بحاجة الى الفوز بالمركز الاول بين جماهيره وعلى ارضه او ان يحصل على سبع نقاط اكثر من مواطنه اوجييه ليحسم البطولة لمصلحته، فاسعفه الحظ لان الاخير تعرض امس لكسر في جهاز تعليق سيارته لينهي الرالي في المركز السادس.
وخرج لوب من رالي بلاده وفي جعبته 226 نقطة مقابل 166 لاوجييه اي بفارق 60 نقطة، وبما ان الفائز بالسباق يحصل على 25 نقطة فكان من المستحيل على الثاني ان يلحق بمواطنه الذي فرض نفسه مجددا افضل سائق في تاريخ بطولة العالم.
"من المؤكد ان الفوز هنا يعتبر امرا مميزا للغاية...من المذهل بالنسبة لي ان اتوج باللقب السابع هنا في هاغونو. لم اتوقع ان اشاهد هذا الكم من المتفرجين. ان افوز باللقب هنا هو افضل ما يمكن ان يحصل لي هذا العام"، هذا ما قاله لوب بعد تتويجه باللقب العالمي السابع.
وقد يعتقد البعض ان حسم اللقب قد يقلل من عزيمة لوب، لكن البطل الفرنسي احرز المركز الاول في السباق التالي على طرقات كاتالونية ثم اختتم الموسم بافضل طريقة ممكنة بعدما احرز المركز الاول في رالي بريطانيا، محققا فوزه الثالث على التوالي في ويلز والثامن هذا الموسم والثاني والستين في مسيرته التي دخلت سجل اساطير الراليات عام 2008 عندما اصبح الفرنسي اول سائق يتوج باللقب 5 مرات على التوالي متفوقا حينها على الفنلندي "الطائر" طومي ماكينن الذي كان السائق الوحيد المتوج باللقب 4 مرات على التوالي (1996 و1997 و1998 و1999) على متن ميتسوبيشي لانسر، وعلى الفنلندي الاخر يوها كانكونن الذي توج بطلا للعالم في 4 مناسبات (1986 و1987 و1991 و1993)، احرز اللقب العالمي الموسم الماضي في هذا الرالي.
ويدخل لوب الان مرحلة جديدة حافلة بالتحديات وذلك في ظل التغيرات المنتظرة خصوصا اعتماد فريقه سيتروين سيارة "دي اس 3" بدلا من "سي 4" وضم مواطنه ومنافسه اوجييه الى الفريق الرسمي للشركة الفرنسية بدلا من سوردو.
ويتوقع مدير فريق سيتروين اوليفييه كيزنيل ان يكون موسم 2011 ساخنا على صعيد المنافسة، لان "لوب متحمس لاحراز لقب ثامن، كما سيسعى اوجييه لتثبيت قدميه بعدما اثبت جدارته على مختلف المسارات خصوصا انه يملك ارادة رائعة للفوز، وبالتالي سيكون الصراع داخل سيتروين شبيها بالمواجهات الثنائية التي عاشها البرازيلي الراحل ايرتون سينا والفرنسي الن بروست في فريق ماكلارين" اواخر ثمانينات القرن الماضي.
ولم يحتفل لوب طويلا بلقبه العالمي السابع، اذ سارع الى اكمال برنامج تجارب سيارة "دي سي 3" التي سيقودها في الموسم المقبل لانه سيارة تختلف كليا عن سلفتها وعلى البطل الفرنسي التأقلم مع التغييرات العديدة ومنها اعتماد عجلات ميشلان بدلا من بيريللي، ومحركات سعة 6ر1 ليتر بدلا من ليترين.
مع افتتاح موسم 2011 بانطلاق رالي السويد في شباط/فبراير المقبل، يكون لوب بلغ ال37 من عمره، أي ان اوجييه يصغره ب10 سنوات.
وقد استهل السائق الصاعد موسم 2009 في فريق "سيتروين جونيور"، لكنه سجل تطورا لافتا هذا العام. فبعد فوزه امام لوب في البرتغال خلال ايار/مايو الماضي، قرر كيزنيل ترفيعه الى الفريق الاول. وفي فنلندا، حل اوجييه ثانيا خلف "ابن البلد" ياري ماتي لاتفالا (فورد)، فيما اكتفى لوب بالمركز الثالث. كما احرز رالي اليابان (ايلول/سبتمبر) وقنع لوب بالمركز الخامس.
وعلى رغم عودته للمنافسة ضمن فريق "سيتروين جونيور" في الالزاس، اظهر اوجييه تقدما ملحوظا.
ولا يبدو لوب متفاجئا بتطور منافسه المقبل، ويتعامل مع الموقف المستجد بواقعية كاملة، فحين "يفوز علي لن اخجل، فقد بقيت 7 سنوات افوز على الآخرين. ولو دامت لغيرك لما وصلت اليك".
ويرد اوجييه التحية، مؤكدا انه سينطلق في موسم 2011 بطموح كبير، "وبعدما اظهرت مقدرتي على المسارات الترابية آن الاوان لابرهن ذلك على الاسفلت وخلف مقود سيارة مماثلة للتي يقودها البطل".