ماذا تفعل أيها الوالد حينما يتصرف طفلك بمشاغبة
وشقاوة، يكسر هنا ويتسلق فوق تلك، ويصرخ بصوت عال يضايق كل من في المنزل
..هل تنفعل معه وتجاريه في أفعاله باستخدام العنف والصياح بصوت عال، أم
تحاول منعه من إتيان الخطأ بحيث تستطيع التحكم في أعصابك؟
مما لاشك فيه بان مجاراة الطفل المزعج المتمثلة في
ضربه بعنف وتعنيفه أولا بأول على ما اقترف من أخطاء، تعتبر أمر صعب، كما
أنها غير مجدية حسب رأي البروفيسور بال سيفير.
وأيضا يري البروفيسور بان طباع الطفل تصبح اكثر شراسة من قبل إذا جاراه والديه في العقاب .
كما يمكننا أن نتخيل الوالدين وهما يمسكان بالعصا
طوال اليوم ليعاقبا طفلهما الشقي على تصرفاته، وهو أمر غير منطقي، وغير
مجدي، لذا يجب أن يعلّم الوالدين طفلهم بان يكون مطيعا وذلك عبر:
1- محاولة التقرب إليه وتوليف قلبه.
2- يمكنك تعويد طفلك على إطاعتك منذ صغره بمنحه
الشيء الذي يريده وبعد فترة اطلبه منه، وبكل حب سوف يسلمه لك، وعندها
يمكنك تقبيل الشيء وتسليمه له مرة أخرى، انك بذلك العمل تجعل منه شخصا
كريما وغير أناني، ومن ثم تجعل منه شخصا يتقبل أن تأخذ منه أي شي من الممكن
أن يضر بصحته أو بسلامته.
3- عليك تعليم طفلك بان مقابل أي عمل جيد يقوم به
هناك مكافأة تنتظره، سواء من الناحية المعنوية أو المادية، والمكافأة
المعنوية تتمثل في الاحتضان ومنحه عدة قبلات، أما المعنوية فتتمثل في
الحلوى واللعبات الجميلة.
4- حينما يبلغ الطفل ما بين ( 3-5) أعوام عادة ما
يحاول جذب ولفت أنظار أهله، وإذا انشغلوا عنه بالمحادثة في موضوع عام فانه
سوف يحاول جذب أنظارهم بالإتيان بحركات وأفعال غريبة، وأيضا هذا يحدث
حينما ينشغل كل أهل المنزل بمتابعة برامج التلفزيون، فان الطفل يتضايق
ويحاول الوقوف أمام شاشة التلفاز حتى لا يروا شاشة التلفاز، حينما يفعل
ذلك يجب إخباره بكل حب ولطف لان هذا الشعور متأصل في الصغار.
5- يجب الاهتمام بطفلك طوال ساعات اليوم وان يحس بأنه
شخص مرغوب فيه، وله كينونته، لأنه إن تم تجاهله فانه سوف يفعل أفعالا غير
حميدة، ربما يتضرر منها أهله
6- إذا كان طفلك من الأولاد الذين يفضلون اللعب خارج
المنزل فعليك وحسب رأي البروفيسور روث بيتر:" إذا اعتاد الطفل على الخروج
للشارع طيلة أوقات اليوم – يمكنك أيها الوالد إخباره بان الخروج فيه مضيعة
للوقت، ويمكنك إهداؤه بعض الألعاب كي يمارسها بالمنزل أو بعض الكتب الخاصة
بالرسم والتلوين التي من شأنها أن تشده إلى المنزل، ولتشغل وقته بما هو
مفيد .
7- إذا اخطأ طفلك في السوق أو في منزل أحد أصدقائك
يجب عدم تعنيفه بالحال، ويمكن تأجيل ذلك بعد الرجوع للمنزل، بحيث تتحدث له
في هدوء مبينا الخطأ بكل وضوح وموضحا له الفعل الصحيح الذي يجب إن يقوم
به.
8- إذا كنت مصطحبا طفلتك الصغيرة وشاهدت فقيرا عجوزا
يقف على طرف الشارع، ونسبة لاتساخ ملابسه ألقت أوراق الحلوى التي بيديها
عليه، يجب عليك إخبارها بأهمية احترام أي كائن ما كان سواء كان صغيرا أم
كبيرا نظيفا أم متسخا.
9- يجب تعويدها على مساعدة المحتاجين، وذلك بتسليمها
نقودا، ثم مطالبتها بمنح هذه النقود لولئك الفقراء الذين يجلسون على حافة
الطريق.
طفلك الشقي سوف يحسن التصرف حينما تعامله بكل هدوء
وطمأنينة، فقط امنحه عطفك وحنانك، كافئه إذا أتى بفعل حميد سواء ماديا أم
معنويا، كن فخورا به أمام أصدقائه، واذكر خصاله الجيدة ولا تذكر خصاله
المشينة، ولا تنسى الدعاء له بالصلاح، انه بذلك سوف يتحسن يوما بعد يوم حتى
يصل للمستوى الذي تتوقعه .