إنه وقت الإجازة الصيفية، وخلالها تسافر العديد
من العائلات في رحلات خارج مدينتها، تتراوح ما بين زيارات إلى مدينة الأهل،
أو مكة المكرمة أو بعض الأماكن الباردة في الداخل أو الخارج.
وخلال السفر وتغيير مكان الإقامة، تطرأ على الطفل
تغييرات كثيرة، تزعج الوالدين، وتعكر عليهما صفو الإجازة ومتعة قضاء الوقت
مع الغير.
ولكن هل فكرت يوماً أن عدم تدبرك واهتمامك بشكل كاف لطفلك خلال السفر هو ما يعكر صفو إجازتكم، ويترك الطفل باكياً شاكياً طوال الوقت؟
هناك بعض المسائل التي يجب أن تعرفيها عن التغيرات
التي تحدث مع طفلك خلال الرحلات القصيرة والبعيدة، والتي إن أحسنت التصرف
فيها ستجنبين نفسك وزوجك صداعاً مزمناً وعصبية سيئة.
خلال السفر، فإن العائلة تقضي وقتاً طويلاً نسبياً في السيارة، وهو ما يقيد حركة الطفل، ويجعله كثير الحركة والعصبية.
لذلك ينصح بأن تأخذي معك بعض الألعاب التي يحبها طفلك، في السيارة، ولا تعطيه إياها إلا عندما يبدأ بالتململ والحركة.
كما ينصح أن تأخذي معك بعض الأطعمة المحببة إلى نفسه،
وتقديمها له خلال الطريق. ولكن احرصي ألا يتحول ذلك إلى كارثة تصيب فرش
السيارة بالشوكولاته أو الكريمة أو الدسم.
عندما تصلين إلى الوجهة التي قصدتموها، سيشعر طفلك
على الفور بغرابة المكان ووحشة الجو، ولا تظني أنه سيتقبل المكان مثلك، إذ
إنه لم يعتد بعد على الخروج بعيداً عن منزله أو غرفته.
لذلك يجب أن تراعي هذه المسألة، ويمكن التغلب على هذا
الأمر بأن تبقي طفلك بجانبك فترة كافية حتى يعتاد على الجو المحيط به. كما
يمكن أن تحضري له ألعابه المميزة التي يحبها، كي يستأنس بوجودها معه في
ذلك المكان.
تغيرات المكان يرافقها عادة تغيرات في الطقس، لذلك
يجب أن تحرصي جيداً على عدم تعرض ابنك لأشعة الشمس، أو لبرودة المكان
ليلاً، وحافظي على جو معين لطفلك، فإن إصابته بالمرض خلال الإجازة من أكثر
ما يستهلك وقت وصبر والديه.
وطالما أنك في إجازة مع زوجك، فهذا يعني أنكما
ستقضيان وقتاً طويلاً مع بعض الأهل أو في بعض الأماكن المعينة (كالمطاعم أو
منازل الأهل والأصدقاء، أو في السيارة)، وسيحس طفلك خلال هذا الوقت بضيق
شديد، ورغبة في الانفجار. لذلك لا تدعيه ينفجر (!)، وخذي من يومك وقتاً
كافياً له، لتتركيه يركض ويلعب على راحته (وأمام ناظريك) على الشاطئ أو في
منتزه أو في حديقة المنزل.
وستجدين أنه بعد هذا الوقت الكافي من لعبه، سيخلد مبكراً إلى الفراش، وسينام نوماً عميقاً، دون أن يزعجكما في السهرة أو خلال النوم.
ستتوقعين أن الأوقات المتناقضة والعديدة التي تقضينها
خلال الإجازة ستكون سعيدة للجميع، قد ينطبق هذا على بقية أفراد الأسرة،
إلا أنه لا ينطبق على طفلك، فالطفل يفضل أن يعتاد على روتين معين يؤمن له
وقتاً معيناً للطعام، وقتاً معيناً للنوم، وآخر للعب، وآخر لقضاء الوقت مع
أمه.
لذلك يجب أن تحافظي على الروتين المعين لطفلك، فقد
تمتد سهرتك في الإجازة إلى وقت متأخر عما كنت تقضينه خلال أيام السنة،
بالطبع لن تمنعي نفسك عن ذلك، ولكن على الأقل حافظي على ذلك الوقت بالنسبة
لطفلك، وأمّني له مكاناً ملائماً للنوم في نفس وقت نومه المعتاد.
وتأكدي أن هذا الروتين سيسهل على طفلك تقبل الجو
الجديد الذي يعيشه، خصوصاً أن طفلك بجسمه الصغير وضعف حاله سيكون معرضاً
للأمراض والإرهاق أكثر من أي فرد آخر في الأسرة.
خلال الإجازة ستستمتعين أنت والعائلة بتناول بعض
الأطعمة المختلفة أو الجديدة أو الغريبة، ولكن لا تتوقعي أن يكون ذلك سهلاً
ومحبباً إلى طفلك. والأفضل له ولك أن تحضّري له قبل السفر بعض الأنواع
التي يرغب بها، كأنواع معينة من البسكويت والحلوى، أو بعض أنواع الأطعمة
الأخرى التي اعتاد عليها.
تذكري أن تحاولي شرح طبيعة الإجازة لطفلك، مهما كان
صغيراً، إذ يؤكد الأخصائيون التربويون بأن الطفل الذي يبلغ من العمر عاماً
واحداً، يفهم أكثر بكثير مما يعتقد والداه.
لذلك يمكن أن تشرحي لطفلك أنكم ستقضون إجازة في مكان ما، وتكرري على مسامعه بعض التعليمات المعينة، وبعض الأشياء التي قد يتعرض لها.
وأخيراً هناك نقطة مهمة يجب أن تنتبهي إليها، فخلال
السفر وقضاء الوقت في أماكن مختلفة، سيشاهد طفلك العديد من المناظر
الجديدة، والأشياء الغريبة، وقد يدفعه ذلك إلى نوبات من الإثارة والجرأة،
ما قد يعرضه - لا سمح الله- إلى الأذية، كأن يخوض في البحر، أو يجري خلف قط
في الشارع، أو يضع في فمه سكيناً في المطعم، أو غير ذلك.
لذلك يجب عليك الحرص والانتباه الشديد والدائم لطفلك، كي لا تتحول الإجازة إلى كابوس.