المناخصورة لليبيا بالقمر الصناعييتسم المناخ بالاعتدال في الربيع والخريف ويكون الصيف حارًا والشتاء باردا نسبيا، وهو متنوع يغلب عليه مناخ البحر المتوسط وشبه الصحراوي في الشمال الأوسط، والمناخ الصحراوي في الجنوب أي بارد شتاءً وحار صيفا ونادر الأمطار، بينما حال الجبل الأخضر يختلف فتجد في فصل الصيف درجة الحرارة لا تتعدى 30 مئوية والشتاء أحياناً تصل لدرجة التجمد مما ينتج على ذلك سقوط الثلوج في بعض المدن.
المناخ الصحراوي الحار صيفا يسود معظم البلاد، ولا يستثنى من ذلك إلا شريط ضيق يمتد على طول البحر المتوسط
حيث تقع أهم المدن، وبعض البقع الجبلية الواقعة شمال البلاد أو جنوبها حيث
تسقط الأمطار بكميات تكفى لنمو حياة نباتية طبيعية تختلف في كثافتها وفى
أهميتها بالنسبة لقيام الحياة النباتية والبشرية حسب كمية المطر. فمن هذه
المناطق ما تكفى أمطارها لنمو غابات وأحراش دائمة الخضرة شبيهة بالتي تنمو
في مناخ البحر المتوسط، كما هو الحال في الجبل الأخضر، ومنها مالا تكفى أمطارها إلا لنمو حشائش موسمية سرعان ما تختفي باختفاء آخر رخة مطر في الموسم كما هو الحال في منطقة سهل الجفارة.
ثلوج مدينة البيضاء
كما أن موقع البلاد المداري وشبه المداري متوسطاً مساحات كبيرة من
اليابس الإفريقي، جعل درجة الحرارة لا تختلف اختلافاً كبيراً من منطقة إلى
أخرى، حيث لا توجد السلاسل الجبلية الكبرى كجبال أطلس أو الألب على سبيل المثال، ولا تمر بسواحلها التيارات البحرية الباردة فهي عموما ًًمرتفعة إلى مرتفعة جداً في الصيف باستثناء شريط الساحل والجبل الأخضر، والجبل الغربي،
ومعتدلة إلى باردة في الشتاء، ويزداد المدى الحراري بين الليل والنهار
والصيف والشتاء مع الاتجاه نحو الجنوب بعيداً عن مؤثرات البحر المتوسط، أما
الرطوبة النسبية فهي مرتفعة خاصة في شهري 8 و 9 على شريط الساحل بسبب هبوب
الرياح الرطبة من جهة البحر ومنخفضة جداً بالمناطق الصحراوية بسبب قاحلية
السطح والابتعاد عن المؤثرات البحرية، أما فيما يخص الرياح السائدة على
الساحل فيمكن تقسيمها إلى نوعين حسب فصول السنة فالاتجاه السائد في النصف
الصيفي هو الشرقي يليه الجنوبي الشرقي ثم الشرقي والشمالي الغربي، أما في
الشتاء فيغلب الاتجاه الشمالي والشمالي الغربي ثم الغربي والجنوبي أما في
الأقاليم الجنوبية فالرياح التجارية الشمالية والشمالية الشرقية هي السائدة
طوال العام.
وعموماً يتصف المناخ الليبي في معظمه بمناخ الصحراء المدارية، حيث يغلب
عليه الجفاف نتيجة لعدة عوامل متعلقة بطبيعة الجو والسطح والموقع الجغرافي.
لا تمتلك ليبيا مورد مائي سطحي عذب دائم الجريان، وذلك لقلة تذبذب
معدلات سقوط الأمطار وطبيعة التكوينات الجيولوجية، لذلك مصادر المياه هي من
مياه الأمطار والمياه الجوفية، حيث أن دراسة الموارد المائية التي تعتمد
على نسبة 95% منها على المياه الباطنية.
النهر الصناعي في ليبيا
وتعد مشكلة عدم توفر المياه وقلة مصادرها من العوامل الرئيسية المؤثرة
في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعتمد ليبيا على المياه الجوفية بنسبة
95.6% ومياه الوديان بنسبة 2.7% ومياه التحلية بنسبة 1.4% والمياه المعاد
استخدامها بعد معالجتها بنسبة 0.7%، ومن أجل التغلب على مشكلة العجز المائي
في الشريط الساحلي، فقد تحقق إنجاز واحد من أضخم المشاريع بتكلفة حوالي 30
مليار دولار تحت اسم النهر الصناعي العظيم،
ويهدف المشروع من خلال المراحل الأربعة وعبر شبكة من الأنابيب الضخمة يصل
طولها 4040 كيلو متر، إلى نقل ما يقرب من 5.5 مليون متر مكعب من الماء
يومياً من الأحواض المائية الجوفية في الجنوب إلى المناطق الساحلية في
الشمال.
كما تم إنشاء العديد من محطات التحلية الصغيرة والمتوسطة حيث بلغت
طاقتها الإنتاجية 700 مليون متر مكعب في السنة ويجري العمل لإنشاء محطات
ضخمة لتحلية مياه البحر في كل من طرابلس وبنغازي وبعض المدن الأخرى.