يعتبر المظهر بالنسبة لكثير من الفتيات، جل ما يهتمون به, فمع نمو
أجسادهن ومقاربتها لمظهر أجسام الكبار, يصبح من الطبيعي أن تركّز الفتيات
على الصورة الذهنية لأجسادهن غير أنه في كثير من الأحيان تكون لدى
المراهقين أفكار غير واقعية عن أوزانهم. وخاصة الفتيات.
فمن بين
الفتيات، هناك حوالي 50% أعمارهن بين 9 و 15 - يرون أنفسهن زائدات الوزن.
وحوالي 23% من الصبية في نفس الفئة العمرية لديهم نفس الرؤية أيضاً. أما في
عالم الواقع, يعد حوالي 25% من المراهقين من سن 12 إلى 19 زائدي الوزن, أو
معرضين لخطر زيادة الوزن.
معظم الفتيات يحاولن الحصول على جسم نحيل،
بسبب بعض الضغوط المحيطة بهنّ، بالإضافة إلى محاولتهن أن يحظين بقبول أكثر
من قبل صديقاتهن. فالفتيات اللواتي يتمتعن بالرشاقة، ينظر إليهن باعتبارهن
ناجحات, ويحظين بالشعبية والجاذبية. هذه الرسالة تقويها وتدعمها وسائل
الإعلام من خلال صور المشاهير, كما يغذيها ويقويها أيضاً الآباء والأصدقاء,
ولكن حتى أولئك المشاهير الذين يحاولن تقليدهم، قد لا يكون "مظهرهم
مثالياً" في الواقع؛ فأجهزة الكمبيوتر تقوم بمعالجة صورهن الفوتوغرافية
لإظهارهن في أحسن حال.
مخاطر الحميات الغذائية
تتجه
المراهقات عادة نحو الحميات الغذائية, والذي غالباً ما يتم بصورة سيئة
صحياً, ويعتبرنه منهجهم الرئيسي نحو الحصول على جسد جذاب, في حين أن الصبية
غالباً ما يتجهون نحو ممارسة الرياضة. أما بالنسبة للفتيات, فإن السعي
وراء النحافة غالباً ما يؤدي لإتباع الريجيم القاسي, وهو غير فعال في
العادة, بل وكثيراً ما يشكل خطورة على صحة الفتاة, وهذه الحميات تكون بصفة
خاصة محفوفة بالمخاطر أثناء سنوات المراهقة, وهي الفترة التي ترتفع فيها
احتياجات الفتاة من العناصر الغذائية اللازمة سواء للنمو أو للطاقة
والنشاط. ومحاولة إنقاص الوزن سريعاً حتى يبدو "المظهر رائعاً" لا هي
واقعية ولا صحية.
أما المراهقات اللاتي بالفعل زائدات الوزن - أو يحيط بهن خطر زيادة الوزن - فإنهن في حاجة إلى أسلوب واقعي وآمن للتحكم في أوزانهن.
وهذا الأسلوب يشمل كلاً من النشاط البدني والتغذية باستخدام خطة ذكية وليس بإتباع "حمية" أو "ريجيم".
اضطراب تناول الطعام
في
بعض الأحيان يؤدي سعي المراهقة نحو النحافة إلى إصابتها بهاجس - أو قلق
صحي أكثر جدية - ربما بسبب صدمة تلقتها أو حادث غير مجرى حياتها. وبرغم
كونها غير زائدة الوزن, بل وربما كانت تعاني من نقص الوزن, تعتبر المراهقة
نفسها أحياناً بدينة. وفي بعض الأحيان تبدأ صورة الجسم المشوهة في ذهن
الفتاة مع بداية تطور السمات الجنسية لدى المراهقة.
إن صورة الجسم
المشوهة في ذهن الفتاة قد تؤدي إلى اضطراب مواعيد ونمط تناول الطعام. إن
المراهقات اللاتي ترتفع احتياجاتهن من العناصر الغذائية, قد تجدهن برغم ذلك
يأكلن قدراً قليلاً للغاية من الطعام, أو يلجأن للتقيؤ المفتعل أو تناول
الملينات بإفراط. وقد يؤدي اضطراب نمط تناول الطعام إلى نقص حاد في التغذية
ونقص الوزن؛ بل وقد يؤدي أحياناً إلى الوفاة. ولما كانت اضطرابات تناول
الطعام ترتبط بمشاكل نفسية, فإن الأمر يستدعي عناية من أخصائيين في الصحة
العقلية والنفسية علاوة على ضرورة استشارة طبيب الباطنة أو الأطفال.
فقدان الشهية العصبي
معظم
ضحايا اضطرابات تناول الطعام من المراهقات والشابات. على سبيل المثال,
نسبة 1% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 عاماً و 18 عاماً مصابات
بفقدان الشهية العصبي. وبرغم قلة انتشار اضطرابات تناول الطعام في أوساط
المراهقين من الفتية إلا أن أعداد الذين يعانون منها في ازدياد.