مشاكل الأسنان لا تنتهي مع فترة عمرية معينة،
إنما تولد مع الطفل منذ مرحلة التسنين لتستمر معه لما بعد الأربعين، فضلاً
عن ارتباطها بأمراض أخرى، وهاهي واحدة من أهم الدراسات التي تحذر من أن
الاسنان المليئة بالفجوات قد تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وأشار الدكتور ستيف كريجان من كلية الجراحين الملكية
فى دبلن، إلى أن الفم ربما هو الأشد قذارة فى الجسم البشري، وأضاف أنه
عندما تصاب اللثة بالنزيف نتيجة عدم التقيد بقواعد نظافة الفم الشخصية
عندها يدخل 700 نوع مختلف من البكتيريا إلى الفم.
وأوضح كريجان أنه إذا كان أحد أوعيتك الدموية مفتوح
بسبب نزيف اللثة فإن ذلك يُسهل دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، مؤكداً أنه
عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم فإنها تواجه جزيئات صغيرة اسمها صفيحات
أو لويحات الدم التى تخثر الدم عندما تصاب بجرح معين، وذلك يمنع الدم من
العودة إلى القلب ويسبب خطر الإصابة بالنوبة القلبية.
وأكد القائمون على الدراسة أنه يتعين على أطباء
الأسنان وغيرهم من الأطباء أصحاب التخصصات الأخرى التفكير في إمكانية حدوث
أزمة قلبية عندما يشكو المريض من ألم في أسنانه.
متاعب الأسنان لا تنتهي ...
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يفقدون أسنانهم معرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بسرطانات الحلق والرأس والعنق والرئة.
ووجد الباحثون في مركز آيتشي لمعالجة السرطان وكلية
الطب في جامعة ناجويا اليابانية، أن نسبة الإصابة بسرطان الحلق هي 36 في
المئة لدى من يفقدون أسنانهم أما نسبة الإصابة بسرطان الرأس والعنق فهي 68
في المئة، في حين أن نسبة خطر الإصابة بسرطان الرئة هي 54 في المئة.
وشملت الدراسة مقارنة بين معدلات الإصابة بـ 14نوعاً
من السرطان ومعدلات فقدان الأسنان لدى 5240 مريضاً في اليابان و10480
مشاركاً في الدراسة وغير مصاب بالسرطان.
وأشار الباحثون إلى أن فقدان الأسنان هو نتيجة التهاب بكتيري مزمن يمكن أن يتحول إلى مولد للسرطان.
وأوضح الباحثون أن فقدان المريض أسنانه يمكن أن يعكس
بكل بساطة سلوكاً غير صحي يتسبب بخطر الإصابة بالسرطان ويرتفع معدل خطر
الإصابة بحسب عدد الأسنان المفقودة، مؤكدين أن الإنسان الذي يفقد أسنانه قد
لا يتمكن من تناول غذاء صحي وهذا أمر قد يعتبر عاملاً لنمو السرطان.
كما أظهرت نتائج بحث سويدي أن خسارة الأسنان تؤدي إلي تراجع في الذاكرة وعدم القدرة علي تذكر الأشياء بسهولة.
وفسر الباحثون هذه النتيجة بأن الأسنان متصلة بشبكة
الأعصاب، وفقدان السنة يؤثر سلباً علي الجزء المختص بالذاكرة في دماغ
الإنسان.
وأكدت الدراسة أيضاً أن مضغ الطعام بالأسنان الطبيعية يساعد علي إيصال الدم إلي الجمجمة، علي عكس استخدام الأسنان الصناعية.
وأظهرت دراسة علمية أن تساقط الأسنان قد ينجم عن
إصابة النساء بارتفاع ضغط الدم الشرياني في مرحلة اليأس، فضلاً عن زيادة
خطر الأمراض الوعائية كمرض القلب التاجي واضطرابات الأوعية الدماغية.
فقد لاحظ الباحثون أن السيدات اللاتي لم يفقدن
أسنانهن تمتعن بقراءات ضغط دم انقباضية وانبساطية أقل من أولئك المصابات
بتساقط الأسنان، وذلك بعد ضبط عوامل البدانة وارتفاع كوليسترول الدم
والشحوم الثلاثية.
وللأسف .. اكتشف باحثون أمريكيون وجود علاقة واضحة
بين البدانة وزيادة معدلات الإصابة بأمراض الأسنان، وخصوصاً الأفراد الذين
تتراوح أعمارهم بين 18 - 34 عاماً .
ووجد الباحثون بعد متابعة 13665 شخصاً، خضعوا لفحوصات
الأسنان، وقياس عامل الجسم الكتلي ومحيط الخصر لكل منهم، أن الارتباط بين
البدانة وأمراض الأسنان كانت أعلى بين الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 18
- 34 عاماً بحوالي 76 في المائة، مقارنة بالأشخاص من ذوي الوزن الطبيعي في
نفس الفئة العمرية، بينما لم يلاحظ وجود أي ارتباط واضح بين وزن الجسم
وأمراض اللثة والأسنان في المجموعات التي تضم متوسطي العمر وكبار السن .
وأشار أحد الباحثين إلي أن التوتر وكيفية التأقلم معه
هو ما يزيد خطر إصابة الشخص بأمراض اللثة والأسنان، مشيراً إلى أن هذه
الاكتشافات تضيف خطرا آخر إلى المخاطر الصحية للبدانة وتؤكد أهمية الوقاية
منها وعلاجها.