أفادت دراسة بأن المواد الكيماوية التي يتم
استخدامها للحفاظ على نظافة أحواض السباحة ربما تكون السبب في ارتفاع
معدلات الإصابة بالربو بين الأطفال فقد اكتشف باحثون في بلجيكا أن الكلور
الذي يستخدم في أحواض السباحة يمكن أن يتفاعل مع العرق أو البول لينشأ عنه
أبخرة ضارة يمكن أن تضر بالرئتين.
ويرى الباحثون أن التعرض لهذه الأبخرة يجعل الأطفال
عرضة للمواد المثيرة للحساسية التي يمكن أن تسبب الربو وفي المقابل، انتقد
باحثون الدراسة وشككوا في نتائجها.
وأجرى الدكتور ألفرد بارنرد ومجموعة من زملائه
بالجامعة الكاثوليكية في لوفان بالعاصمة البلجيكية بروكسل اختبارات على 226
طفلا في المرحلة الابتدائية يمارسون رياضة السباحة بشكل منتظم في أحواض
سباحة مغلقة منذ سن صغيرة.
كما أجرت المجموعة اختبارات على 16 طفلا تتراوح
أعمارهم بين خمسة و14 عاما، و13 بالغا تتراوح أعمارهم ما بين 26 و47 عاما
وقاس الباحثون مستويات البروتينات الأساسية في رئات كل من خضع للاختبارات.
ويذكر أن البروتينات التي قاس الباحثون مستوياتها تسبب تلفا لخلايا في
الرئة إذا توافرت بكميات كبيرة.
وتوصل الباحثون إلى أن هذه البروتينات تزيد عند
الأطفال الذين يترددون على أحواض السباحة المغلقة بصفة منتظمة الأمر الذي
يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالربو.
رئات كرئات المدخنين!
واكتشف الباحثون أن الأطفال الذين يمارسون السباحة بصورة أكثر انتظاما لديهم نفس معدلات البروتينات في الرئة الموجودة لدى المدخنين.
وتم تسجيل معدلات مرتفعة من هذه البروتينات عند الأشخاص الذين يجلسون على جوانب أحواض السباحة دون أن يمارسوا السباحة بأنفسهم.
وبالرغم من أن ارتفاع مستوى هذه البروتينات في حد ذاته لا يسبب الربو إلا أنه يمكن أن يزيد من مخاطر تعرض الرئة للتلف.
ورجح الباحثون أن هذه البروتينات يمكن أن تزيد من خطر
الإصابة بمرض الربو لدى الأطفال. ومن ناحية أخرى، أكد الباحثون على ضرورة
إجراء مزيد من الدراسات للتأكد من صحة هذه النظرية. غير أنهم أشاروا إلى أن
هذه الدراسة ربما ستؤدي إلى استخدام مطهرات لا تحتوي على الكلور في أحواض
السباحة.
وكتب الباحثون في دورية الطب البيئى والمهني "إن
القضية التي يجب أن تثار هي ما إذا كان من الحكمة استخدام المطهرات التي لا
تحتوي على الكلور أو على الأقل تعزيز وسائل التحكم في الماء والهواء
بأحواض السباحة المغلقة بغرض تقليل التعرض لهذه الكيماويات".
رأي مخالف
ومن جانبه، أكد الأستاذ مارتن بارتريدج من برنامج
الحملة الوطنية لمكافحة الربو ببريطانيا على ضرورة تنقيح نتائج الدراسة
وقال بارتريدج في هذا الشأن "من المستبعد أن تكون السباحة في حد ذاتها سببا
لزيادة احتمال الاصابة بالربو... ربما المشاركة في السباحة مجرد إشارة إلى
أسلوب حياة مرتبط بزيادة احتمال الإصابة بالربو".
وأشار بارتريدج إلى أنه من الممكن أن تكون نتائج هذه
الدراسة غير دقيقة لوجود عائلات لها تاريخ طويل مع مرض الربو أو أفراد
عائلات أخرى مصابين بالمرض ويمارسون في الوقت ذاته السباحة بصورة أكثر
انتظاما من غيرهم.
وأرجع بارتريدج تفسيره إلى "الاعتقاد السائد بأن
احتمالات التعرض لأزمات الربو (عند المرضى به) مع ممارسة السباحة أقل من
التعرض لتلك الأزمات في حالة ممارسة رياضات أخرى".
وجدير بالذكر أن طفلا من بين كل ثمانية أطفال
بريطانيين يعاني من الربو، بينما يتم تشخيص المرض عند بريطاني من بين كل
خمسة بريطانيين في مراحل عمرية مختلفة.
ومن أهم العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بالربو
السمنة والاستعداد الوراثي والتدخين وانخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي
للمولود وتلوث الهواء والمواد المسببة للحساسية مثل العوادم والدخان
والكائنات الدقيقة التي تعيش على التراب.