دراسة تشير إلى أن الأطباء يخفقون في تشخيص مرض
السعال الديكي لدى بعض الأطفال والذي أثبت احتمالية أن يكون مميتا وخلص
باحثون إلى أن واحدا بين كل أربعة أطفال ممن دخلوا المستشفى لاصابتهم بمرض
السعال الديكي لم يحصلوا على العلاج الذي يحتاجونه.
وأكد الباحثون أيضا أن المرض ينتقل من البالغين
والأخوة والأخوات الأكبر سنا إلى بعض الأطفال، هذا على الرغم من حقيقة أن
الأغلبية العظمى من الناس يأخذون لقاحات ضد المرض.
وأثبتت الدراسات أن السعال الديكي أخطر على الأطفال
الأقل من عام واحد حيث أنه يمكن أن يؤدي إلى الاصابة بمرض الالتهاب الرئوي
والتشنجات وفي حالات نادرة بتلف في الدماغ أو الموت، بينما لا يحتمل وقوع
مضاعفات خطيرة في الأطفال الأكبر سنا أو البالغين.
دخول المستشفى
وقامت الدكتورة ناتاشا كروكروفت وزملائها بهيئة حماية
الصحة بفحص 126 طفلا تحت سن خمسة أشهر و 16 طفلا تحت سن خمسة عشر عاما
دخلوا المستشفى في لندن إثر إصابتهم بالسعال الديكي.
وتمكن فريق البحث من التمييز بين حالة 25 طفلا صغيرا و 8 أطفال أكبر سنا مصابين بالمرض، حيث أعلنوا وفاة طفلين من الثمانية بعد ذلك.
ووجد الباحثون أن سبعة أطفال من بين الخمسة وعشرين طفلا لم يتلقوا مضاد "ماكروليد" الحيوي الذي يستخدم في علاج السعال الديكي.
وهذا بدوره لا يقلل فقط من فرص مكافحة المرض لكنه أيضا يترك مرضى آخرين علاوة على الفريق الطبي عرضة لمخاطر الاصابة بالعدوى.
وكان العديد من هؤلاء الأطفال محجوزون في وحدات
العناية المركزة. ونقلت صحيفة أرشيف أمراض الطفولة، عن الباحثين قولهم: "لم
يتلق 20 بالمئة من الأطفال المصابون بالسعال الديكي مضاد ماكروليد الحيوي
مما جعل فريق العمل والمرضى الآخرين عرضة للاصابة بالعدوى، لأن هذا المرض
معد بشكل كبير والتشخيصات الخاطئة في وحدات العناية المركزة ربما تؤدي إلى
تفشي العدوى في أوساط الأطفال الضعفاء".
وقال الباحثون إن العديد من هؤلاء الأطفال ربما لا يتم تشخيص حالتهم لعدم ظهور أعراض واضحة تدل على إصابتهم بالسعال الديكي.
وقال الفريق البحثي إن النتائج توضح الحاجة إلى اختبار حالات جميع الأطفال الذين يظهرون حتى علامات محتملة على الاصابة بالعدوى.
وخلص الباحثون إلى أن معظم الأطفال الذين دخلوا المستشفى لم يتلقوا لقاحات مكافحة السعال الديكي بشكل كامل لأنهم كانوا صغارا جدا.
وعادة ما يعطى اللقاح إلى الأطفال بعد شهرين من دخول المستشفى حيث يحصولون على ثلاث جرعات موزعة على فترات في الشهر.
البالغون ينقلون العدوى وكشفت الدراسة أيضا أن العدوى
تنتقل من الأب أو أشقاء الأكبر سنا إلى اثنين من بين كل ثلاثة أطفال، وقد
حدث هذا على الرغم من حقيقة أن الأغلبية العظمى من البالغين وجميع الأشقاء
الأكبر سنا قد تلقوا لقاحات مقاومة المرض.
الأمر الذي أكدته دراسات سابقة اقترحت أن العديد من الأطفال يصابون بالسعال الديكي من أفراد آخرين من عائلاتهم.
يذكر أن الحكومة قدمت في عام 2001 لقاحا جديدا في
خطوة منها لدعم برنامج لمكافحة المرض عند الأطفال قبل التحاقهم بالمدرسة في
محاولة لتقليل مخاطر إصابتهم بالمرض.
وتوضح الأرقام التي سجلتها هيئة حماية الصحة أن أعداد حالات السعال الديكي المعلن عنها انخفضت منذ تقديم برنامج دعم الأطفال.
وفي عام 2001 تم تشخيص حالات 800 طفل تحت سن 15 عاما لكن هذا العدد انخفض العام الماضي إلى 384 حالة.
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض العلماء يعتقدون أن الآباء
والبالغين العاملين مع الأطفال يجب أيضا أن يحصلوا أيضا على برامج دعم
لوقف انتقال المرض منهم إلى الأطفال.
ويؤيد معدو الدراسة الأخيرة هذا الاقتراح، حيث قالوا:
"أي تغيرات مستقبلية لبرنامج التلقيح ربما تحتاج أن تأخذ حقيقة أن
البالغين في بريطانيا ربما ينقلون السعال الديكي إلى الأطفال في الحسبان" .