قال امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله أن الاستكبار والغرب وكل عملائه يحاولون ان يدفعوا قضية فلسطين الى دائرة النسيان، ونحن نحييها لتبقى في دائرة المسؤولية جهاديا وماليا واعلاميا وصمودا وثقافيا وايمانيا، والتأكيد ان القدس وفلسطين هي جزء من ديننا وثقافتنا وصيامنا في رمضان وصلاتنا وجهادنا وبدونها تفقد الصلاة والجهاد وكل هذه القيم الكثير من معناها واصالتها.
ونبه نصرالله في كلمة له خلال مهرجان أقيم في مارون الراس لمناسبة يوم القدس العالمي، ازاء ما تتعرض له مدينة القدس من عمليات تهويد يومية سواء فيما يتعلق بالمقدسات او التضييق على المقدسيين وتهجيرهم، مضيفاً أن "هناك مسؤوليات سياسية واجتماعية ومالية تجاه القدس لحماية المقدسات يجب ان تتحملها دول وشعوب عالمنا العربي والاسلامي وبالخصوص جامعة الدول العربية ومنظمة العمل الاسلامي".
وقال نصرالله: "لا يجوز لأحد ان يتنازل لا عن حبة تراب ولا عن نقطة ماء ولا عن نقطة غاز او نفط من فلسطين"، مشيراً الى ان "اقامة دولة فلسطينية على اراضي 67 امر فلسطيني ولكن اي كيان فلسطيني لا يجوز ان تكون على حساب بقية ارض فلسطين وشعب فلسطين". واضاف "طموحنا ان يأتي اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية مستقلة على كل ارض فلسطين وستقوم انشاء الله". واوضح نصرالله أنه يجب ان نستذكر في يوم القدس الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون اسرائيل ونستذكر قطاع غزة والضفة الغربية التي تقطع المزيد من اراضيه، ويجب ان نستذكر اراضي 48 وشعبها العزيز والوفي ويجب ان نستذكر اللاجئين الفلسطينيين في كل ارض الشتات وخصوصا في لبنان".
واعتبر السيد نصرالله أنه "يوماً بعد يوم يؤكد الشعب الفلسطيني ان خياره المقاومة وعملية ايلات شاهد على وهن العدو وعزم هذا الشعب الذي يتحمل التداعيات وراء كل عملية".
ولفت نصرالله الى أن ما "نشهده هذه الايام في مصر من وقفة رسمية وشعبية ايا يكن حجمها وحجم التوقعات منها، هي مؤشر على مرحلة جديدة في مصر"، مضيفاً أنه "لو كانت قيادة مبارك هي القائمة لكان رد الفعل مختلفا والغضب المصري الرسمي سيحل على الفلسطينيين ويحملهم تبعات عملية ايلات"، معتبراً أن "هناك فرق بين تحذير مصر لاسرائيل من ضرب غزة او ان تغطي عدوان غزة، هناك فرق ان يتظاهر المصريون وينزعوا العلم الاسرائيلي او ان يوجه الرصاص الى صدورهم"، موضحاً أنه "عندما تتحرك مصر يعني هناك تحول استراتيجي في المنطقة، تحركت مصر قليلا فانهزت اسرائيل، ونتانياهو قال لا نستطيع ان نذهب الى عملية برية واسعة ضد غزة لان هذا سيؤثر على علاقتنا مع مصر، ونراهن ان يتبدل الموقف المصري نتيجة اصالة الشعب المصري".
وعن التطورات في ليبيا، قال نصرالله: "لا شك ان نظام القذافي ارتكب الكثير من الجرائم والاخطاء بحق شعبه والقضية الفلسطينية، من جملة جرائمه احتجاز الامام الصدر ورفيقيه، هذه الجريمة ارتُكبت خدمة للمشروع الاسرائيلي"، متمنياً من المعارضة ان تضع حدا نهائيا لهذه القضية الانسانية، وان تعيد ليبيا الى فلسطين والعالم العربي، مضيفاً: "لا يمكن لشعب قاوم الاحتلال وقدم مئات آلاف الشهداء الا ان يعود الى فلسطين لتكون حاضرة قوية في سياسته وخطته، وان كنا نعرف ان الشعب الليبي امام مسؤوليات جسيمة لكن الاستحقاق الاكبر هو السيادة والاستقلال امام الهجمة الاميركية المتوقعة".
وتطرق نصرالله الى الوضع في سوريا، بالقول: "الحق الذي يجب ان يُقال هو حقيقة موقع سوريا والقيادة السورية في الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية"، واضاف نصرالله: "لو ضعفت القيادة السورية كانت التسوية في المنطقة سارت وضاعت قضية فلسطين"، معتبراً أن القيادة السورية لها فضل في صيانة القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، وبقاء هذا الموقف السوري شرط اساسي لبقاء القضية الفلسطينية".
واوضح نصرالله أن "الدعم الايراني للمقاومة في لبنان وفلسطين جزء كبير منه عبر سوريا، ولولا ارادة سوريا فالدعم الايراني كان ليحال بينه وبين لبنان"، وأضاف: "هذه الارض هنا ما كانت لتحرر لولا المقاومة وما كانت المقاومة لتنتصر لولا الدعم السوري، وان قوة قطاع غزة وقيادات حركات المقاومة الفلسطينية في غزة يعرفون فضل هذه القيادة السورية".
وقال نصرالله "كلنا يقول ويؤيد الحاجة الى اصلاحات كبيرة وهامة في سوريا لتتطور وتصبح افضل نتيجة موقعها الهام في المنطقة، نريد في سوريا الموقف القومي ونريد سوريا القوية بالاصلاحات، هذا يعني انه يجب ان يعمل كل من يدعي الصداقة والحرص على سوريا ووحدتها ان تتضافر الجهود لتهدئة الاوضاع في سوريا ولدفع الامور الى الحوار والمعالجة السلمية"، مضيفاً أن "اي اتجاه آخر او سلوك آخر هو خطر على سوريا وفلسطين والمنطقة".
واعتبر نصرالله أن "قوة سوريا انها كانت محكومة بالشعور القومي ولكن يريدون ان تصبح سوريا كلبنان طائفية متناحرة"، موضحاً أن "لبنان دائما يعيش على حافة حرب اهلية تحضر له من الخارج ومن بعض الداخل، من يحيي النعرات ويحرض طائفيا في سوريا يريد تدميرها واسقاط موقعها"، مضيفاً أن "هناك من يريد ان يدفع سوريا الى التقسيم خدمة لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي مزقناه في لبنان وغزة في حرب تموز و2008"، ولفت نصرالله الى أن من يساعد في لبنان على توتير اوضاع سوريا عبر ارسال السلاح لن يبقى، وان اي تطور سلبي او ايجابي سيطال المنطقة كلها"، مشيراً الى أن "اميركا والغرب تريد من القيادة السورية تنازلات لا اصلاحات وهناك دولا اخرى بالعالم محكومة بديكتاتوريات قاسية ولا مساحة فيها للديمقراطية ولكنها تحظى بدعم وتأييد اميركا وفرنسا والغرب".
وشدد نصرالله على أن موقع لبنان اليوم اصبح مختلفا، واضاف أن هناك دائماً خشية لدى اللبنانيين من ان اي حل في المنطقة يكون على حساب لبنان لانه الحلقة الاضعف، موضحاً أن "لم يعد لبنان الحلقة الاضعف في هذه المنطقة ولن يأتي يوم يعود كذلك، وعندما يتحدث البعض عن مخاوف التوطين فلو كان لبنان ضعيفا لحصل التوطين". مشيراً الى ان "دماء الفلسطينين في مارون الراس يؤكد انهم يرفضون التوطين، واللبنانيون لو كانوا ملتفين حول معادلة الشعب والمقاومة والجيش لن يحصل توطين".
وقال نصرالله أن طالمقاومة تتجاوز هذه المؤامرة الجديدة، وما صدر عن المحكمة لا قيمة له، والمتهمين من المقاومة هم مظلومون ويتحملون تبعات انتصار المقاومة، وكلنا يعرف ان الحكومات المتعاقبة لم تعمل على تقوية الجيش، وان اسرائيل تعمل في العالم لعدم تقوية الجيش وهناك قوى داخلية تعمل على محاصرة الحكومة والدولة والجيش"، واضاف أن "كل من حرض على المقاومة والجيش ويتحدث بلغة طائفية يخدم اسرائيل، انا لا اتهم احدا بالعمالة ولكن انتم تخدمون اسرائيل من حيث تعلمون او لا تعلمون".