منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
عندما نكون كتلة مشاعر واحاسيس
عندما يغمرنا الحب والوفاء
عندها فقط نقول لك
.•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.
.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.
.•° وتلونت فرحاً وأملا ً °•.
.•° تزينت سماءنا بلالئي الأنجم اللامعه
وتوشحت بوشاح الفرح والسرور
وهلت بشائر طيور المحبه ترفرف نشوة بقدومك
وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.
.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا
ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه
موشح بالفل والكادي والرياحين°•.
.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك
وفي شوق لعذوبة غدير حروفك لنرتوي منه
ورسم أناملك لنتمتع بابداعك وجماله °•.
.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
عندما نكون كتلة مشاعر واحاسيس
عندما يغمرنا الحب والوفاء
عندها فقط نقول لك
.•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.
.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.
.•° وتلونت فرحاً وأملا ً °•.
.•° تزينت سماءنا بلالئي الأنجم اللامعه
وتوشحت بوشاح الفرح والسرور
وهلت بشائر طيور المحبه ترفرف نشوة بقدومك
وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.
.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا
ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه
موشح بالفل والكادي والرياحين°•.
.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك
وفي شوق لعذوبة غدير حروفك لنرتوي منه
ورسم أناملك لنتمتع بابداعك وجماله °•.
.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon

منتدى لبناني مصري المغرب العربي الخليج العربي عالمي
 
الصفحة الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورJalloul Lebanon Gamesالتسجيلدخولاتصل بنا
ثورة لبنان: يا أيها الكبار أسأل من نصبكن في موضع القرار أي قوانين لكي تحسنوا النظام وتحفظوا السلام وانتم الظلم الذي يكسر النظام وينسف الظلام أصرخ للكبار ... للكبار من يمسكون اليوم بالقرار لا تسرقوا الألوان من أمالنا لا تخطفوا الأحلام من أطفالنا غدا تدور دولة القرار ومن وراء دولة القرار لن تستطيعوا عندنا ان تحبسو الينبوع سوف تطلع المياه من فم الصخور وتخلع الحرية النير عن النسور رجالنا بطولة الملاحم نسائنا خصوبة المواسم أطفالنا مستقبل النسائم حدودنا شعاعة المدى وصوتنا مساحة لصدى وحلمنا يعانق المدى فلترفعوا الحصار يا اولياء القهر والقرار يا أيها الكبار....! يا شعب لبنان قاوم فيداك الأعصار لا تخضع فالذل دمار وتمسك بالحق فأن الحق سلاحك مهما جاروا قاوم فيداك الأعصار وتقدم فالنصر قرار أن حياتك وقفة عز تتغير فيها الأقدار يوم تهب ثورة الغضب في أمة الغضب في وقفة العز في انتفاضة الكرامة تندحر الظلامة عندها لن تستطيعوا وقف ما في النهر من هدير سوف يكون السيل لن تستطيعوا رد هذا الويل سوف يكون السيل عليكم سيجرف الحدود من حدودكم ويكسر القرار يا اولياء القهر والقرار يا أيها الكبار...! يا شعب لبنان قاوم فيداك الأعصار لا تخضع فالذل دمار وتمسك بالحق فأن الحق سلاحك مهما جاروا قاوم فيداك الأعصار وتقدم فالنصر قرار أن حياتك وقفة عز تتغير فيها الأقدار
هوِّر يابو الهوَّارة .. بلادي ارض الحضارة يلي ما بيعرفها منيح يرافقني ليها زيارة

 

 ضروريات الإعتقاد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عائشة جلول



عائشة جلول


انثى
نقاط نقاط : 5179
عدد المساهمات عدد المساهمات : 321
السٌّمعَة السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/08/2011
الاقامة الاقامة : بلاد الله الواسعة
تعليق تعليق : قالوا عني معذبة فقط لأني محجبة وبما أني مهذبة لن اهينهم في الاجوبة حجابي ردي ..وما هو بالقليل أن أجعله علي تقواي دليل قالوا وعادوا ومالي بهم ان لم يفهموا فهذا ذنبهم مالهم بي وبحجابي

ضروريات الإعتقاد  Empty
مُساهمةموضوع: ضروريات الإعتقاد    ضروريات الإعتقاد  Prefer1207.08.11 21:06

ضروريات الإعتقاد
--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

قال المؤلف: [الحمدُ لله ربِّ العالمينَ الحيِّ القيومِ المدبّر لجميعِ المخلوقينَ، وبعد: فهذا مختصرٌ جامعٌ لأغلبِ الضروريّاتِ التي لا يجوزُ لكلِّ مكلّفٍ جهلها مِنَ الاعتقادِ، ومسائلَ فقهيّةٍ مِنَ الطهارةِ إلى الحجِ، وشىءٍ من أحكامِ المعاملاتِ على مذهبِ الإِمامِ الشافعيِّ، ثمّ بيانُ معاصي القلبِ والجوارحِ كاللسانِ وغيرِهِ. الأصلُ لبعضِ الفقهاءِ الحضرميين وهو عبد الله بن حسين بن طاهر ثمّ ضُمِّن زياداتٍ كثيرةً من نفائسِ المسائلِ معَ حذفِ ما ذكرَهُ في التصوّف وتغييرٍ لبعض العباراتِ مما لا يؤدّي إلى خلافِ الموضوعِ. وقدْ نذكرُ ما رجّحَه بعضٌ منَ الفقهاءِ الشافعيينَ كالبُلْقِينيّ لتضعيفِ ما في الأصلِ].

الشرح: قوله ثمّ ضُمِّن زيادات إلخ... ذلك شأن الاختصار المعروف عند المؤلّفين، ليس ملتزَمًا عندهم أن لا يبدل المختصِرُ في مختصره بعض ما في الأصل أو أن لا يأتي بزيادة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "طلبُ العِلم فريضة على كل مسلم" أي علم الدين الضروري الشامل لمعرفة الله ومعرفة رسوله وغيرهما من ضروريّات الاعتقاد، والشامل أيضًا لمعرفة أحكام الصّلاة والطهارة شروطًا وأركانًا ومبطلات وغيرهما من ضروريّات علم الدين، ولمّا كان هذا المختصر حاويًا لهذه الأشياء كان ينبغي الاعتناء به أي لاشتماله عليها.



ضروريّات الاعتقاد

قال المؤلف: فصلٌ: يجبُ على كافةِ المكلّفينَ الدُّخولُ في دينِ الإِسلامِ والثُّبوتُ فيه على الدَّوامِ والتزامُ ما لزمَ عليه من الأحكامِ.

الشرح: المكلّف هو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإِسلام، أي من بلغه أنه لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسول الله وكان صحيح السمع لم يكن أصم، فهذا هو المكلّف الذي هو مُلْزَمٌ بأن يُسلم ويعمل بشريعة الإسلام، أن يؤدِّيَ الواجبات ويجتنب المحرّمات. ومن مات قبل البلوغ فليس عليه مسئولية في الآخرة، وكذلك من اتّصل جنونه إلى ما بعد البلوغ فمات وهو مجنون فليس مكلّفًا، وكذلك الذي عاش بالغًا ولم تبلغه دعوةُ الإِسلام أي أصلُ الدعوةِ، وليس شرطًا لبلوغِ الدعوةِ أن تبلغه تفاصيل عقائد الإسلام بأدلّتها بل يكون مكلّفًا بمجرّد أن يبلغه أصل الدعوة، ولا يكون له عذرًا أنه لم يكن فكّر في حقيّة الإسلام برهة من الزمن، لأنَّ الرّسول ما كان يُمهل الكفّار برهةً مِنَ الزمن ليفكِّروا بعد أن يبلِّغَهُم دعوة الإسلام في حقّيتها يومًا ولا يومين ولا أكثر من ذلك، بل كان يعتبر ذلك كافيًا في انتفاء العذر عنهم إن لم يتّبعوا الإسلام، كان يكتفي بأن يُسْمِعَ العربَ المشركين في الموسم أي موسم الحج حين يجتمعون من نواحٍ شتى أنّه لا إله إلاَّ الله وأنّه رسول الله ، كان يمرّ فيهم مرورًا؛ ثمّ لما جاء الإذنُ بالقتال كان يحارب كل من استطاع محاربتَهُ من كل أولئك الذين بلّغهم بعد تجديد الدعوة أو من غير تجديد، إلا من بدت له مصلحة في مصالحتهم لمدّة معيّنة لا للأبد. لذلك قال العلماء: يستحبّ تجديد الدعوة بلا إيجاب أمام القتال، فقد روى البخاريّ ومسلم أنّه صلى الله عليه وسلم قاتل بني المصطَلِق وهم غارّون أي لا علمَ لهم فقتل مقاتلتهم وسبى نِساءهم وَذَرَارِيَّهم، فلو كان يُشترطُ لجواز مقاتلة الكفّار أن يُعطَوْا مهلة للتفكير في صحّة الإِسلام وحقّيّته فالرّسول كان أولى بذلك لكنه لم يكن يمهلهم برهة للتفكير بل اكتفى لقتالهم بأنّه كان بلَّغهم قبل ذلك أصل الدعوة.

فذلك دليل على أن من سمع في الأذان الشهادتين وهو يفهم العربيّة فهو مكلّف، فإن مات ولم يُسلم استحقّ عذاب الله المؤبّد في النار.

قال المؤلف: فممّا يجبُ علمُهُ واعتقادُهُ مطلقًا والنطقُ به في الحالِ إن كان كافرًا وإلا ففي الصلاةِ الشهادتانِ وهما: أشهدُ أنْ لا إِله إِلاَّ الله وأشهدُ أنَّ محمّدًا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .

الشرح: أنّ أول ما يجب على الإنسان معرفة الله ومعرفة رسوله والنطقُ بذلك مرةً واحدة، ومن حصل منه ذلك مع الاعتقاد الجازم فهو مسلم مؤمن؛ ثم لا يكمل إيمانه وإسلامه إِلا بأداء الواجبات واجتناب المحرّمات. ثم اختلف العلماء في وجوب النطق بالشهادتين بعد تلكَ المرَّة وأكثر العلماء على وجوب النطق بالشهادتين في كل صلاة، وقال مالكٌ بعدم وجوب النطق بالشهادتين في الصّلاة حيث إنّ التشهّد عنده في الصلاة سُنّة ليس فرضًا من فروض الصلاة أي على الراجح المشهور في المذهب.

ثمّ إنّ النطق الذي يجب على الكافر يحصل بلفظ: أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله باللغة العربيّة وبترجمته لغيرها من اللّغات، وعند بعض الشافعيّة إن كان يعرف النطق بالعربيّة لا ينطق بغيرها، فمن كان أعجميًّا يقول: (أنّ محمدًا) بالهاء يُقال له: قُلْ: (أبا القاسم) ويضيف: (رسول الله ). وإذا لم يكن يأتي بهاء لفظ الجلالة (الله ) فيكفي ترجمته بلغته. وليس يُشترط خصوص هذا اللفظ بل يكفي ما يعطي معناه كأن يقول: لا ربّ إلا الله ، أو: لا خالق إلا الله ، ويكفي محمّد نبيّ الله ؛ لكن لفظ أشهد أفضل من سائر الألفاظ لأن أشهد لها امتياز على أعلم وأعرف ونحو ذلك من الألفاظ وهو أنَّهُ يتضمَّن معناها اللغوي العلم والاعتقاد والاعتراف.

قال المؤلف: ومعنى أشهدُ أنْ لا إِله إِلا الله [أعلمُ وأعتقدُ وأعترفُ] أنْ لا معبودَ بحقٍ إِلا الله .

الشرح: معنى قول الفقهاء: لا معبودَ بحقّ إِلا الله ، لا يستحق أحدٌ أن يُعبَد أي أن يُتذلّل له نهاية التذلّل إلاّ الله كما قال بذلك الإمام الفقيه تقي الدين السبكي وقد قال السيوطي: إنه حافظٌ فقيهٌ أُصوليٌّ لغويّ نَحوي متكلّم. وقال الذهبي فيه: [الوافر]



ليهنَ المنبرُ الأمَويُّ لمّا علاهُ الحاكمُ البحرُ التقيُّ



شيوخُ العصْرِ أحفظهم جميعًا وأخطبهم وأقضاهُم عليُّ

يعني السبكيَّ عليَّ بن عبد الكافي، وغيرُه ولفظ السبكيِّ: العبادةُ أقصى غاية الخشوع والخضوع، وذكر ذلك الإِمام اللغوي مرتضى الزبيدي في شرح القاموس، ولو كان معنى العبادة مطلق الطاعة لمخلوق في أيّ شىء طاعة أو معصية لكان عمّال الحكّام الجائرين كفّارًا، فهل يقول هؤلاء الذين يكفّرون المتوسلين بالأنبياء والأولياء إنهم مشركون، أَلَيس هؤلاء هم أنفسهم يطيعون الحكّام في بعض المعاصي فيكونون كفَّروا أنفسهم وإن لم يشعروا.

وممّن فسر العبادة بذلك الراغب الأصبهاني وهو لغوي مشهور يكثر النقل عنه صاحب شرح القاموس مرتضى الزبيدي قال في تأليفه مفردات القرءان: العبادة غايةُ التذلّل. فهؤلاء الذين يكفّرون المستغيثين بالأولياء والأنبياء ليتعلّموا معنى العبادة في لغة العرب قبل إطلاق ألسنتهم بالتكفير؛ وهذا معنى العبادة المُرادة بقوله تعالى: {لا إله إلا أنا فاعبدون} [سورة الأنبياء] وبقوله تعالى: {إياك نعبد} [سورة الفاتحة]، وهذه هي العبادة المختصّة لله تعالى التي من صَرَفها لغيره صار مشركًا، وليس معناها مجرّد النداء أو الاستعانة أو الاستغاثة أو الخوف أو الرَّجاء كما زعم بعض النّاس أن مجرّد نداء شخص ميت أو غائب شرك، وكذلك استعانته به إلا بالحيّ الحاضر حتى لو قال قائل: يا محمّد صار عندهم كافرًا وكذا لو قال قائل: يا رسول الله المدد صار كافرًا عندهم. وهؤلاء جاهلون بمعنى العبادة في لغة العرب، قال الليث وهو إمام من أئمة اللغة متقدّم: ويُقال للمشركين هم عَبَدَةُ الطاغوت ويقال للمسلمين عباد الله يعبدون الله . وقال الله عزّ وجَلّ:{اعبدوا ربكم} [سورة البقرة] أي أطيعوا ربّكم، وقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} [سورة الفاتحة] أي نطيع الطاعة التي يُخضَع معها. اهـ. قال ابن الأثير: والعبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع، وفي المصباح للفيُّومي أحد مشاهير اللغويين: عبدت الله أعبده عبادة وهي الانقياد والخضوع، وفي تاج العروس مع القاموس: والعِبادة بالكسر الطاعةُ... إلخ.

فإن قال هؤلاء وأمثالهم: أَلَيْس وردَ في تفسير {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} [سورة التوبة] أنّ عبادتهم لهم طاعتهم فيما حرّموا وحلّلوا من تلقاء أنفسهم. فالجواب أنّ ذلك داخل تحت هذا التعريف: الانقياد والتذلّل، فإنهم انقادوا لهم في ذلك، تذلّلوا لهم لأنهم كانوا يعتقدون أنّهم يستحقّون أن يُطاعوا في ذلك حقيقة وليس الذي حصل منهم مجرد أنهم أطاعوهم فإن المسلم قد يطيع من له عليه رئاسة في المعصية لكنه لا يطيعه على الوجه الذي أطاعته النصارى أحبارهم ورهبانهم فلا يكونون عابدين لرؤسائهم كأولئك. وكذلك مجرّد الطاعة لمخلوق في المعصية ليس عبادة له وإشراكًا بالله .

قال المؤلف: الواحدُ الأحدُ الأولُ القديمُ الحيُّ القيّومُ الدائمُ.

الشرح: معنى الواحد الذي لا شريك له في الألوهيّة.

وأمّا الأحد فقال بعض العلماء: هو بمعنى الواحد، وقال بعضهم: الأحد هو الذي لا يقبل الانقسام أي ليس جسمًا لأن الجسم يقبل الانقسام عقلًا والله ليس جسمًا.

ومعنى الأوّل الذي لا ابتداءَ لوجوده فهو وحده الأوّل بهذا المعنى.

وبمعناه القديم إذا أُطلق على الله لأنَّ قِدَم الله ذاتيٌّ وليس زمنيًّا، وقد وردَ في تعداد أسماء الله الحسنى القديمُ وإن لم يثبت إسناده لكن أجمعت الأمّة على جواز إطلاق القديم على الله . ذكره الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين.

وأمّا معنى الحيّ إذا وُصِف الله به أنه موصوف بحياة أزليّة أبديّة ليست بروح ولحم ودم، بل حياته صفة قديمة قائمة بذاته تقتضي صحة الاتصاف بالعلم والقدرة والإرادة.

ومعنى القيّوم الدائمُ الذي لا يزول فقد سمّى الله نفسه بهذا الاسم.

وأمّا الدائم فمعناه الذي لا يلحقه ولا يجوز عليه الفناء، وبمعناه الباقي، لأنه يستحيل عليه عقلًا، ولا دائم بهذا المعنى إِلا الله ، فلا شريك لله تعالى في الديْموميّة لأنَّ ديموميته استحقَّها لذاته لا شىء غيره أَوْجَبَ له ذلك، وأَمَّا ديموميّة غيره كالجنّة والنار فهي ليسَت ذاتيّة بل هما شاءَ الله لهما البقاء، أَمَّا من حيث ذاتُهما فيجوز عليهما عقلًا الفناء، لكن ورد في الشرع بقاؤهما بنص القرءان والسنّة النبوية وأجماع الأمة، ولذلك فإن القول بفنائهما أو فناء النار دون الجنّة كفر.

قال المؤلف: الخالقُ الرازقُ العالِمُ القديرُ الفعَّالُ لِمَا يُريد، ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن.

الشرح: معنى الخالق أنّه الذي أبدع وكَوَّنَ جميعَ الحادثات، فما سوى الله تعالى حدث بخلقه تعالى وتكوينه وإبداعه، والخلق هو الإِبراز من العدم إلى الوجود فلا خالق بهذا المعنى إِلا الله . أَمَّا قوله تعالى:{فتبارك الله أحسن الخالقين} [سورة المؤمنون] فمعناه أَنَّ الله أحسن المقدِّرين لأنَّ تقديره لا يخطىء ولا يتغيّر وتقدير غيره يجوز عليه الخطأ والتغيّر، فيجوز بهذا المعنى أي التقدير إطلاق الخلق على غير الله كما قال زهيرٌ الشاعر في وصف ممدوحه هَرِم بن سنان: [الكامل]

ولأنتَ تفري ما خَلَقْت وبعْـــض القوم يخلقُ ثم لا يفري.

معناه أنت تقدِّر وتنفِّذ وبعض الناس يقدِّرون ولا ينفِّذون، أي أنت لك مَزيَّةٌ بذلك. كما أنه يأتي بمعنى التصوير كَمَا قال تعالى في حقّ عيسى: {وإذ تخلق من الطين بهيأة الطير} [سورة المائدة] وكما أنَّه يطلق على افتراء الكذب قال تعالى: {وتخلقون إفكا} [سورة العنكبوت] أي تفترون الكذب.

ومعنى الرَّازق الذي يوصل الأرزاق إلى عباده.

ومعنى العالم المتّصف بالعلم، فالله موصوفٌ بعلمٍ أزليّ أبديّ لا يتغيَّر، فهو عالِمٌ لا كالعلماء لأنَّ علم غيره حادثٌ.

ومعنى القدير المتَّصف بالقدرة، وهي صفةٌ أزليّةٌ أبديةٌ يؤثّر بها في الممكنات أي في كل ما يجوز في العقل وجوده وعدمه، بها يوجِد ويُعْدِم. وبمعناه القادر إِلا أنَّ القدير أبْلغ لأن معنى القادر المتّصف بالقدرة، وأمَّا القدير فمعناه له قدرة تامَّة.

ومعنى الفعّال لِمَا يُريد أنه قادرٌ على تكوين ما سبقت به إرادته، لا يعجزه عن ذلك شىء ولا يمانعه أحدٌ، ولا يحتاج إلى استعانة بغيره، ولا تخلّف لمراده.

ومعنى ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن، أن كل ما شاء الله في الأزل أن يكون كان وما لم يشأ الله في الأَزل أن يكون لا يكون، ولا تتغيّر مشيئته لأنَّ تغيّر المشيئة دليلُ الحدوث، والحدوثُ مستحيلٌ على الله ، فهو على حسب مشيئته الأزليّة يغيِّر المخلوقات من غير أن تتغيّر مشيئته. وهذا اللفظ أجمع عليه المسلمون سَلَفُهم وخلفُهم وهو مأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد روى أبو داود في سننه أنه صلى الله عليه وسلم علّم بعض بناته: "ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن" وَلَم يُخالف فيه إلا المعتزلة ومن اتَّبعهم.

فكل ما شاءَ الله في الأَزل وجوده دخل في الوجود وما لم يشأ الله في الأَزل وجوده لا يدخل في الوجود ولو دعا داعٍ أو تصدّق متصدّق.

قال المؤلف: [الذي] لا حول ولا قوَّة إِلا [به الموصوفُ] بكل كمالٍ يليق به [المنزَّهُ] عن كل نقصٍ [في حقِّه].

الشرح: أمَّا لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم فقد ثَبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رغَّب فيه وورد عنه هذا اللفظ بكماله، وثبت عنه بدون زيادة "العليّ العظيم"، فمن شَاءَ ذكر لا حول ولا قوَّة إلا بالله ، ومن شاءَ ذكر لا حول ولا قوّة إِلا بالله العليّ العظيم، وقد ورد أيضًا بزيادة العزيز الحكيم. ومعنى لا حول ولا قوّة إلا بالله أي لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوّة على طاعة الله إلا بعون الله ، كما ورد ذلك في الحديث الصحيح.

والله تعالى موصوفٌ بكل كمالٍ يليق به، وإنَّما قُيّدت هذه العبارة بلفظ يليق به لأنَّ الكمالَ إِمَّا أنْ يكون كمالا في حقّ الله وفي حقّ غيره كالعلم أو لا كالوصف بالجبّار مدحٌ في حقّ الله وذمٌّ في حقّ الإنسان، وكالوصف برجاحة العقل مدح في حقّ الإنسان ولا يجوز أن يوصف الله بذلك، فكما أنَّه تعالى متّصفٌ بكل كمالٍ في حقّه فهو منزَّهٌ عن كل نقصٍ أي ما لا يليق به تعالى كالجهل والعجز والمكان والحيِّز واللون والحدّ، قال أبو جعفر الطحاوي أحمد بن سلامة المتوفَى في أوّل القرن الرَّابع الهجري في عقيدته التي ذكر أنّها بيان عقيدة أهل السُّنّة والجماعة عقيدةِ أبي حنيفة وصاحبَيْه أبي يوسف القاضي ومحمّد بن الحسن الشَيباني وهم من أئمَّة السَّلف: "لا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدعات"، معناه لا يجوز على الله أن يكون محدودًا فإذًا هو منزَّهٌ عن أن يكون جالسًا لأن المتّصف بالجلوس لا بُدَّ أنْ يكون محدودًا، والمحدود يحتاج إلى من حدّه بذلك الحدّ ولا يجوز أن يحُدَّ نفسه بحدّ يكون عليه لأنَّ معنى ذلك أنّه خلق نفسه وذلك محال لأن الشىء لا يخلق نفسه.

قال المؤلف: ليسَ كمثلِهِ شىءٌ وهوَ السَّميعُ البصيرُ، فهو القديمُ وما سواهُ حادثٌ وهوَ الخالقُ وما سواهُ مخلوقٌ.

الشرح: الله موصوفٌ بأنَّه ليس كمثله شىء من اللطائف والكثائف والعلويّات والسفليّات، وقد يأتي بعضُ أهل الوحدة المطلقة بلفظ متناقض فيقول أحدهم: ليس كمثله شىء وهو عين كل شىء، ومنهم من يقول بأنّه عين الأَشياء، يعنون بذلك أنَّ الله جُمْلةُ العالَم وأفراد العالَم أجزاءٌ منه، وقد قال بعضهم: أنا جزءٌ من الله . ويقول بعضهم أحيانًا لشخصٍ: أنتَ الله ، وهذا الجدار الله . فهؤلاء لا تأويل لكلامهم ولا يجوز الشكّ في كفرهم. قال أهل الحقّ: إن الله هو الأزلي الذي لا ابتداء لوجوده، وما سواه فهو حادث.

ومعنى قوله: فهو القديم وما سواه حادث وهو الخالق وما سواه مخلوق، أن العالَم حادث الجنس والأفراد وخالفت الفلاسفةُ في ذلك فقال قسمٌ منهم: "العالَم العلويّ أزليّ بمادته وأفراده" ومن هؤلاء أرسطو وتَبِعَهُ ابنُ سينا والفارابي، وقال بعضهم: "العالَم قديم الجنسِ والنوعِ حادث الأَفراد"، وهؤلاء متأخّرو الفلاسفة وتبعهم أبو العبّاس أحمد بن تيمية من غير أن ينسِبَ نفسه إلى اتّباعهم بل نَسَبَ ذلك زورًا وبهتانًا إلى أئمَّة الحديث. قال الإِمام بدر الدين الزركشي في الفريقين: "وضلَّلهم المسلمون وكفّروهم" معناه أَنَّ الفريقين كفّارٌ بالإجماع.

وذكر تلك العقيدة الفاسدة أي أنَّ العالم أزليٌّ بنوعه حادث بأفراده ابن تيمية في خمسة من كتبه: منهاج السُّنّة النبويّة، وموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، وكتاب شرح حديث النزول، وكتاب شرح حديث عمران بن حصين، وكتاب نقد مراتب الإجماع. وقد رأيت ذلك بعيني فيها، وقال جلال الدين الدَّوانيّ في شرح العضديّة: وقد رأيت في تأليف لأبي العبّاس أحمد بن تيمية القول بالقدم الجنسي في العرش. والدَّوانيّ من علماء القرن التاسع ترجمه السخاوي وقال فيه: ثقة.

قال المؤلف: [فكلُّ حادثٍ دخلَ في الوجودِ من الأعيانِ والأعمالِ من الذَّرةِ إلى العرشِ، ومن كلّ حركةٍ للعبادِ وسكونٍ والنوايا والخواطرِ فهو بخلقِ الله لم يخلقهُ أحدٌ سوى الله ، لا طبيعةٌ ولا علّةٌ بل دخولُهُ في الوجودِ بمشيئةِ الله وقدرتِهِ، بتقديرهِ وعلمهِ الأزليّ لقولِ الله تعالى:{وخلق كل شىء} [سورة الفرقان] أي أحدثَهُ من العدمِ إلى الوجودِ فلا خلْقَ بهذا المعنى لغيرِ الله ، قال الله تعالى:{هل من خالق غير الله} [سورة فاطر] قال النَّسفِيّ: فإذا ضربَ إنسانٌ زجاجًا بحجرٍ فكسرهُ، فالضربُ والكسرُ والانكسارُ بخلقِ الله تعالى، فليسَ للعبدِ إلا الكسبُ، وأمّا الخلقُ فليسَ لغيرِ الله قال الله تعالى: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} [سورة البقرة].

الشرح: أن كل ما دخل في الوجود أي وُجدَ بعد أن كان معدومًا من الأعيان أي الأجسام ونحوها مما يقوم بذاته، والأعمال والنوايا والخواطر هو بخلق الله تعالى، وهذا موافق ومنسجم مع قول النبيّ صلى الله عليه وسلم : "إن قلوب بني ءادم بين إصبعين من أصابع الرَّحمن يقلبها كيف يشاء"؛ فيدخل في ذلك أعمال العباد الاختيارية وغير الاختيارية، وخالفت في ذلك المعتزلة في أفعال العبد الاختيارية فقالت: إن العبد هو خالقها.

فكفَّرهم العلماء المحقّقون كأبي منصور البغدادي، والإمام البُلقيني _ وهو من أكابر أصحاب الوجوه من الشافعية، والإمام أبي الحسن شيث بن إبراهيم المالكي وغيرهم؛ وكذَّبت في ذلك المعتزلة قول الله تعالى: {وخلق كل شىء}وقوله {هل من خالق غير الله} وغيرهما، ومعنى الخلق هنا الإِبراز من العدم إلى الوجود؛ ولفظة شىء في هذا الموضع شاملة لكل ما دخل في الوجود.

ثم إنه لا يصح أن تكون الطبيعة خالقة لشىء من الأشياء لأن الطبيعة لا إرادة لها ولا مشيئة ولا اختيار، وكذلك العلّة لا يصح أن تكون خالقة لشىء من الأشياء فليس للعبد من عمله إلا الكسب وهو توجيه العبد قصده وإرادته نحو العمل فيخلقه الله عند ذلك قال تعالى:{لها ما كسبت} أي من الخير {وعليها ما اكتسبت} أي من الشر.

فأثبت الله تعالى الخلق لنفسه وتمدَّح بذلك لأنه شىء يختص به، وأثبت للعبد الكسب. وهذا هو المذهب الحقّ.

قال المؤلف: وكلامُهُ قديمٌ كسائِرِ صفاتِهِ لأنَّه سبحانَهُ مباينٌ لجميعِ المخلوقاتِ في الذّاتِ والصِّفاتِ والأَفعالِ سبحانَهُ وتعالى عمَّا يقولُ الظالمونَ عُلُوًّا كبيرًا.

الشرح: معناه أَنَّ كلامَ الله الذي هو صفة ذاته قديم أزليٌّ لا ابتداءَ له، وما كان كذلك فلا يكون حرفًا وصوتًا؛ القرءان والتوراة والإِنجيل والزَّبور وسَائر كتب الله إن قُصد بها الكلام الذاتي فهي أزليّة ليس بحرف ولا صوت، وإن قُصد بها اللفظ المنزّل الذي بعضه بلغة العرب وبعضه بالعبرانيّة وبعضه بالسُّريانية فهو حادثٌ مخلوقٌ لله لكنها لَيْسَت من تصنيف مَلَك ولا بَشَر، فهي عباراتٌ عن الكلام الذاتيّ الذي لا يوصف بأنّه عربيٌّ ولا بأنّه عبرانيٌّ ولا بأنّه سُريانيٌّ، وكلٌّ يُطلق عليه كلام الله ، أي أنَّ صفةَ الكلام القائمة بذات الله يُقال له كلام الله واللفظ المنزَّل الذي هو عبارة عنه يقال له كلام الله ؛ فتبيَّن أَنَّ القرءانَ له إطلاقان: الأول إطلاقه على الكلام الذاتي الذي ليس هو بحرفٍ ولا صوت ولا لغة عربية ولا غيرها، والثاني إطلاقه على اللفظ المنزَّل الذي يقرؤه المؤمنون.

وتقريب ذلك أنَّ لفظ الجلالة (الله ) عبارة عن ذات أزليّ قديم أبديّ، فإذا قلنا: نعبد الله ، فذلك الذات هو المقصود وإذا كُتِبَ هذا اللفظ فقيل: ما هذا؟ يُقال: الله ، بمعنى أنَّ هذه الحروف تدلّ على ذلك الذات الأزليّ الأَبديّ لا بمعنى أَنَّ هذه الحروف هي الذات الذي نعبده، فصفة الكلام أزليّة أبديّة لا يجوز أن تكون حرفًا أو صوتًا لأنَّ الحرف والصوت مخلوقان بالمشاهدة، فكما أنَّ صفاته من العِلم والقدرة والإِرادة وغير ذلك أزليّة قديمة كذلك كلامه الذاتي أزليٌّ قديم ليس حرفًا ولا صوتًا، وذلك لأَنَّه سبحانه مباينٌ أي غير مشابِه لجميع المخلوقات في الذات أي ذاته لا يشبه ذوات المخلوقات، والصِّفات فصفاته لا تشبه صفات المخلوقات، والفعل أي فعله لا يشبه فعل المخلوقات لأنَّ فعل الله تعالى أزليّ أبديّ والمفعول حادث، كما أنَّ قدرةَ الله تعالى أزليّة ومقدوره حادث، فنحن العوالم كلنا مقدورون لله تعالى أوجدنا بقدرة أزليّة أبديّة. قال الإِمام أبو حنيفة رضي الله عنه والبخاري رحمهما الله تعالى: "فعله تعالى صفةٌ له في الأَزل والمفعول حادث".

ومعنى "سبحانه" تنزيه أي تنزيهًا لله تعالى؛ ومعنى تعالى تنزّه. وهو تبارك وتعالى متعالٍ أي متنزّه عمّا يقول الظالمون أي الكافرون، ولمّا كان الكفر هو أعلى الظلم وأكبره وأشدّه أطلق الله في القرءان الظالمين وأراد به الكافرين لأنَّ كلَّ الظلم الذي هو دون الكفر بالنسبة إلى الكفر كلا ظلمٍ.

قال تعالى: {والكافرون هم الظالمون} [سورة البقرة].

قال المؤلف: [فيتلخصُ مِن معنَى مَا مَضَى إِثبات ثلاثَ عشرةَ صفةً لله تعالى تكرَّرَ ذِكرُها في القرآن إمَّا لفظًا وإما معنًى كَثيرًا وهي: الوُجودُ والوَحدانيةُ والقِدمُ أي الأزليةُ والبَقاءُ وقِيامُهُ بنفسِهِ والقُدرةُ والإِرادةُ والعِلمُ والسَمْعُ والبَصَرُ والحَيَاةُ والكَلامُ وتنزُّهُهُ عنِ المشابهةِ للحادثِ. فلمَّا كانت هذهِ الصّفات ذِكرُها كَثيرًا في النُّصوصِ الشرعِيّةِ قَالَ العلماءُ: يجبُ معرِفَتها وُجوبًا عَينيًّا].

الشرح: أنه يتلخص من معنى ما مضى إثبات ثلاث عشرة صفة لله تعالى تكرر ذكرها في القرءان إما باللفظ وإما بالمعنى وهي:

* الوجود: قال الله تعالى: {أفي الله شك} [سورة إبراهيم] وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : "كان الله ولم يكن شىء غيره".

* والوحدانية: قال الله تعالى: {لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا} [سورة الأنبياء].

* والقِدم: قال الله تعالى: {هو الأول والآخر} [سورة الحديد].

* والبقاء: قال الله تعالى: {ويبقى وجه ربك} [سورة الرحمن] أي ذاته.

* والقيام بالنفس: قال الله تعالى: {فإن الله غني عن العالمين} [سورة ءال عمران].

* والقدرة: قال الله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم }[سورة الأنعام].

* والإِرادة: أي المشيئة قال الله تعالى: {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين} [سورة التكوير].

* والعِلم: قال الله تعالى: {وأن الله قد أحاط بكل شىء علماً} [سورة الطلاق].

* والسمع والبصر: قال الله تعالى: {وهو السميع البصير} [سورة الشورى].

* والحياة: قال الله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [سورة البقرة].

* والكلام: قال الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً} [سورة النساء].

* والتنزّه عن المشابهة للحادث: قال الله تعالى: {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى].

ويجب معرفة هذه الصفات وجوبًا عينيًّا كما ذكر ذلك السنوسي صاحب العقيدة السنوسية والشرنوبي والفضالي وغيرهم.

قال المؤلف: [فَلمَّا ثبتَتِ الأَزليةُ لذَاتِ الله وجبَ أَن تكونَ صفاتُهُ أزليّة لأنَّ حُدوثَ الصّفةِ يستلزمُ حدوثَ الذَّاتِ].

الشرح: هذه الصفات الثلاث عشرة أزلية بأزلية الذات لأنه لو كان يحدث في ذات الله تعالى حوادث لوجب أن يكون ذاته حادثًا فلما ثبت في العقل قِدم الله تعالى وأزليته ثبوتًا قطعيًّا وجب أن تكون صفاته أزلية.

قال المؤلف: ومعنى أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله [أعلمُ وأعتقدُ وأعترفُ] أنَّ محمدَ بنَ عبدِ الله بنِ عبد المطلبِ ابن هاشمِ بنِ عبدِ منافٍ القرشيَّ صلى الله عليه وسلم عبدُ الله ورسولُهُ إلى جميع الخلق، [ويتبعُ ذلك اعتقادُ أَنَّه] وُلِدَ بمكّةَ وبُعثَ بها وهاجرَ إلى المدينةِ ودفنَ فيها، و[يتضمّنُ ذلك] أَنَّه صادقٌ في جميعِ ما أخبَرَ بهِ [وبلَّغَهُ عن الله ] فمن ذلك: عذابُ القبرِ ونعيمُهُ وسؤالُ الملكين منكرٍ ونكيرٍ والبعثُ والحشرُ والقيامةُ والحسابُ والثوابُ والعذابُ والميزانُ والنارُ والصِّراطُ والحوضُ والشفاعةُ والجنّةُ والرؤيةُ لله تعالى [بالعين في الآخرة بِلا كيفٍ ولا مكانٍ ولا جهةٍ كما يُرى المخلوق]، والخلودُ [فيهما]. [والإِيمانُ] بملائكةِ الله ورسلِهِ وَكُتُبِهِ وبالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ وأَنَّه صلى الله عليه وسلم خاتمُ النبيّين وسيدُ ولد ءادمَ أجمعينَ.

الشرح: معنى أشهد أنَّ محمّدًا رسول الله أعلم وأعتقد وأصدِّق وأؤمن بأنّ نبيّنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلبِ عبدُ الله ورسوله إلى كافة الخلق، والمُراد بالخلق هنا الإِنس والجنّ، قال تعالى: {ليكون للعالمين نذيراً} [سورة الفرقان] إذْ هذا الإنذار للإنس والجنّ فقط لا دخول للملائكة فيه لأنهم مجبولون على طاعة الله فلا يحتاجون إلى إنذارٍ، وأمّا من قبله من الأنبياء فلم يكن مرسلًا إلى الإنس والجن، فالإيمان برسالة سيِّدنا محمّد هو أصل معنى الشهادة الثانية، لكنها تتضمّن مسائل كثيرة وتتبعها أحكام عديدة منها:

* كونه من قريش وهم أشرف قبائل العرب لهم الصدارة بين العرب.

* ووجوب معرفة أنّه صلى الله عليه وسلم وُلِد بمكّة وبُعث أي نزل عليه الوحي بالنّبوة وهو بها ثم هاجر إلى المدينة، وأنّه مات في المدينة فدُفِنَ فيها.

* وأنّه صادقٌ في كل ما أخبر بهِ عن الله تعالى سواء كان من أخبار من قبله من الأمم والأنبياء وبدءِ الخلق، أو من التحليل أو التحريم لبعض أفعال وأقوال العباد، أو مما أخبر به مما يحدث في المستقبل في الدنيا وفي الآخرة، فمن ذلك:

1 _ الإِيمان بعذاب القبر، ومن عذاب القبر عرض النار على الكافر كل يوم مرتين مرةً أوّل النهار ومرةً ءاخر النهار يتعذَّب بنظره ورؤيتهِ لمقعدِه الذي يقعده في الآخرة، وتضييقُ القبر عليه حتى تختلف أضلاعه، وضرب منكرٍ ونكير له بمطرقة بين أذنيه؛ ويشمل ذلك ما يحصل لبعض عُصاة المسلمين لا لجميعهم ممَّا هو دون ما يحصل للكافر كضغطة القبر حتى تختلف أضلاعه، والانزعاج من ظلمةِ القبر وَوَحشته.

2 _ والإِيمان بنعيم القبر فإِنَّه صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك أيضًا، ومنه توسيع القبر سبعين ذراعًا في سبعين ذراعًا على المؤمن التَّقيّ ومَن شاء الله له من غير الأتقياء كبعض الشهداء ممَّن استشهدوا ولم يكونوا أتقياء، وتنويره بنورٍ يشبه نور القمر ليلة البدر، وغيرُ ذلك كشمّ رائحة الجنّة.



3 _ والإِيمان بسؤال الملكين منكرٍ ونكير، وهو يحصل للمؤمن والكافر من هذه الأمة أي الذين أُرسل إليهم محمّد ويقال لهم: أمّة الدعوة، والذين ءامنوا منهم يُقال لهم: أمّة الإجابة. ثمَّ المؤمن الكامل لا يلحقه فزعٌ ولا انزعاج من سؤالهما لأنَّ الله يُثَبِّتُ قلبَهُ فلا يرتاع من منظرهما المخيف لأنهما كما جاء في الحديث أسودان أزرقان؛ ويُستثنى من هذا السؤال الطفل والشهيد وكذلك الأنبياء. والمُراد بالطفل من مات دون البلوغ.

4 _ والإِيمان بالبعث وهو خروج الموتى من القبور بعد إعادة الجسد الذي أكله التراب إن كان من الأجساد التي يأكلها التراب وهي أجساد غير الأَنْبياء وشهداء المعركة، وكذلك بعض الأَولياء لا يأكل الترابُ أجسادهم لما تواتر من مشاهدة ذلك. ومنهم عبد الله بن عمرو والد جابر وكثير غيره من السلف، وممن بعد السلف الحافظ أبو عمرو بن الصلاح فقد حدّثني الشيخ سهيل الزبيبي عن عبد المتعال الحفار الدمشقيَّين أنه شاهد جثّة الحافظ ابن الصلاح صحيحة لم يتغيّر منها شىء وقد مضى على وفاته أكثر من ثمانمائة سنة.

5 _ والإِيمان بالحشر وهو أن يُجْمَعُوا بعدَ ذلك إلى مكانٍ.

6 _ والإِيمان بالقيامة وأوّلها من خروج النّاس من قبورهم إلى استقرار أهل الجنّة في الجنّة وأهل النار في النار، وقد تُطلَق الآخرة على ذلك وعلى ما بعدَه إلى ما لا نهاية لَهُ.

7 _ والإِيمان بالحسَاب وهو عرض أعمال العباد عليهم، والثواب والعذاب. أَمَّا الثواب فهو الجزاء الذي يُجازاه المؤمنُ في الآخرة ممَّا يسرُّهُ. وأمَّا العذاب فهو ما يسوء العبدَ ذلك اليوم من دخول النار وما دون ذلك.

8 _ والإِيمان بالميزان أي ما يوزن عليه الأعمال، فالكافر ليسَ له حسناتٌ يوم القيامة إنَّما توضَع سيئاته في كفّة من الكفتين، وأَمَّا المؤمن فتوضَع حسناته في كفّة وسيئاته في الكفّة الأخرى.

9 _ والإِيمان بالنار أي جهنم أي بأنَّها مخلوقةٌ الآن ولا تزال باقية إلى ما لا نهاية له، هذا مذهب أهل الحقّ، وليس الأَمر كما يقول ابن تيمية: إنَّها تفنى لا يبقى فيها أحدٌ، وقد قال قبل ذلك في كتابه منهاج السُّنّة النبويّة: اتّفق المسلمون على بقاء الجنّة والنار وخالف في ذلك جهم بن صفوان فكفّره المسلمون، وللإِمام السُّبكيّ ردٌّ على ابن تيمية سمَّاه: (الاعْتِبَار ببَقَاءِ الجنَّةِ والنَّار).

10 _ والإِيمان بالصراط وهو جسرٌ يمدُّ على ظهر جهنَّم فَيَرِدُهُ الناسُ، أحد طرفَيْهِ في الأرض المبدَّلة والطرف الآخر فيما يَلي الجنّة بعد النار فيمرُّ الناس فيما يسامتُ الصِّراط. فالمؤمنون على قسمين:

قسمٌ لا يدوسون الصِّراط إِنَّما يمرّون في هوائه طائرين، وهؤلاء يَصدُق عليهم أنّهم وردوها لأنه ليس من شرط الورود المذكور في القرءان بقوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} [سورة مريم] دخولُها.

وقسم يدوسونه، ثم هؤلاء قسمٌ منهم يُوْقَعون فيها وقسمٌ ينجيهم الله فيخلصون منها.

11 _ والإِيمان بالحوض وهو مكانٌ أَعَدَّ الله فيه شرابًا لأَهل الجنّة يشربونَ منه قبل دخول الجنّة فلا يصيبهم بعد ذلك ظمأٌ، وإنما يشربون من شراب الجنّة تلذّذًا.

12 _ والإِيمان بالشفاعة وهي تكون للمسلمين فقط، فالأَنبياء يشفعون وكذلك العلماءُ العاملون والشهداءُ والملائكة.

13 _ والإِيمان بالجنَّة وهي دار السلام.

14 _ والإِيمان بالرؤية لله تعالى بالعين في الآخرة بأنّها حقٌّ، وهذا خاصٌّ بالمؤمنين يرونه وهم في الجنّة بِلا كيفٍ ولا تشبيه ولا جهة، أي أنّه تعالى لا يكون في جهة ولا مكان إِنَّما هم في مكانهم في الجنّة، رؤية لا يكون عليهم فيها اشتباه لا يشكّون هل الذي رأوه هو الله أم غيره كما لا يشكّ مبصِرُ القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب أَنَّ الذي رءاه هو القمر. ففي ذلك قال الرَّسول صلى الله عليه وسلم : "إِنَّكم سترون ربَّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تَضامُّون في رؤيته" _ رواه مسلم _ وروي: "لا تُضَامُونَ". شبَّه رُؤْيَتَنَا له من حيثُ عدم الشَّك برؤية القمر ليلة البدر، ولم يشبِّه الله تعالى بالقمر كما يزعم بعض الجُهّال فإنهم إذا ذُكِرَ لهم هذا الحديث يتوهّمون أنَّ الله يشبهُ القمر وقد صرَّحَ بعضُ العوامّ بذلك.

15 _ والإِيمان بالخلود فيهما، فيجب الإِيمان بأنَّ أهل الجنّة يخلدون في الجنّة وأهل النار يخلدون فيها، لا موت بعد ذلك.

16 _ والإِيمان بملائكة الله أي بوجودهم، وأنّهم عبادٌ مكرمون.

17 _ والإِيمان برسله أي أنبيائه من كان رسولاً ومن لم يكن رسولاً، فالنَّبيُّ غير الرَّسول هو إنسان أُوحيَ إليه لا بِشَرعٍ جديد بل أُوحيَ إليه باتِّباع شرع الرَّسول الذي قبله وأن يبلّغ ذلك، والرَّسول مَن أُوحيَ إِليه بشرع جديد أُمِر بتبليغه، ومن الغلط الشنيع ما ذكره بعض العلماء أنَّ النبيّ من أوحيَ إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه. وأوّل من أُرسل إلى الكفّار سيدنا نوحٌ عليه السلام، وقد صحّ أنّه أوّل الرُّسل إلى أهل الأرض أي بعد حدوث الكفر بين البشر وليس معناه أنّه لم يكن قبله نبيّ ولا رسول بل كان ءادم نبيًّا رسولا، أما نبوّتُهُ فيشهد لذلك حديث الترمذي: "ءادم فمن سواه من الأنبياء تحت لوائي يوم القيامة" حسّنه الترمذي، فمن نفى نبوته فهو كافر بالإجماع كما في مراتب الإجماع.

18 _ والإِيمان بالكتب، وهي كثيرة لكن أشهرها هؤلاء الأَربع التوراة والإنجيل والزّبور والفُرْقان. قال وهب بن منبِّه: قرأتُ سبعين كتابًا مما أنزل الله .

19 _ والإِيمان بالقدر خيره وشرّه، ومعنى ذلك أن كل ما دخل في الوجود من خيرٍ وشر هو بتقدير الله الأَزلي فالخير من أعمال العباد بتقدير الله ومحبَّته ورضاه، والشرّ من أعمال العباد بتقدير الله لا بمحبَّته ورضاه قال تعالى : {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} [سورة الأنفال].

قال ابن عبّاس: يحول بين الكافر والإِيمان، وبين المؤمن والكفر. روى ذلك البيهقي في كتاب القَدَر والحاكم في المستدرك.

وقد ورد في حديث جبريل الصحيح المشهور لفظ: "والقدر خيره وشرّه" رواه مسلم، وفي لفظ: "والقدر كلّه".

ويناسب هنا إيراد عبارة البيهقي في كتابه القضاء والقدر من حديث عليّ ابن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَن سرَّه أن يمُدَّ الله في عُمُره ويوسّع له رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتّق الله وليصل رحمه".

قال الشيخ (يعني البيهقي): وتفسير ذلك وما قبله في قول ابن عبّاس أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا: حدَّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب حدَّثنا أبو جعفر محمّد بن عبيد الله بن المنادي حدَّثنا شجاع بن الوليد حدَّثنا أبو سلمة عمرو بن الجون الدالاني عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبّاس قال: "إن الحذر لا يغني من القدر، وإنَّ الدعاء يدفع القدر وهو إذا دفع القدر فهو من القدر". اهـ.

وحدَّثنا أبو عبد الله الحافظ حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ حدَّثنا حامد بن محمود حدَّثنا إسحق بن سليمان الرازي حدَّثنا حنظلة عن طاوس عن ابن عبّاس قال: "لا ينفع الحذر من القدر ولكن الله عزَّ وجلّ يمحو بالدعاء ما شاء من القدر". انتهى.

وحدَّثنا أبو عبد الله الحافظ حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب حدَّثنا محمّد بن إسحق الصغاني حدَّثنا روح بن عبادة حدَّثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن عكرمة عن ابن عبّاس في قول الله عزَّ وجلَّ:{ يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} [سورة الرعد] قال: يمحو الله ما يشاء من أحد الكتابين، هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت {وعنده أم الكتاب} أي جملة الكتاب. انتهى.

قال الشيخ: والمعنى في هذا أنَّ الله جلَّ ثناؤه قد كتب ما يصيب عبدًا من عباده من البلاء والحرمان والموت وغير ذلك، وأنّه إن دعا الله تعالى أو أطاعه في صِلة الرحم وغيرها لم يصبه ذلك البلاء ورزقه كثيرًا وعمّره طويلاً وكتب في أمّ الكتاب ما هو كائن من الأمرين، فالمحو والإِثبات يرجع إلى أحد الكتابين كما أشار إليه ابن عبّاس. والله أعلم.

وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أحمد بن كامل القاضي أخبرنا محمّد ابن سعد العوْفي حدَّثنا أبي حدَّثنا عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه عطيّة عن ابن عباس في قوله: { يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} قال: هو الرَّجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة فهو الذي يمحو؛ والذي يثبت الرجل يعمل بمعصية الله وقد كان سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله فهو الذي يثبت.

قال الشيخ: وقد دلَّ بعض ما مضى من السُّنن أنَّ الواحد منّا قد يعمل زمانًا بمعصية الله ثم يُختم له بعمل أهل الجنّة، ويعمل الآخر زمانًا بطاعة الله ثم يُختم له بعمل أهل النار فيرجع كل واحد منهما إلى ما سبق من علم الله فيهما فيحتمل أن يكون المحو والإِثبات راجعين إلى عملهما. والله أعلم.



وأمَّا ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني محمّد بن إسمعيل السكري حدَّثنا أبو قريش حدَّثنا أبو محمّد نصر بن خلف النيسابوري حدَّثنا يعلى بن عبيد حدَّثنا عبد الرَّحمن بن إسحق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله هو ابن مسعود قال: ما دعا عبد بهذه الدعوات إِلا وسَّع الله عليه في معيشته: يا ذا المنّ ولا يُمنُّ عليك، يا ذا الجلال والإِكرام، يا ذا الطَّوْل لا إِله إِلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني في أمّ الكتاب عندك شقيًّا فاثمح عنّي اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدًا، وإن كنت كتبتني في أُمّ الكتاب محرومًا مقتّرًا عليَّ رزقي فاثمح عنّي حرماني وتقتير رزقي وأثبتني عندك سعيدًا موفقًا للخير، فإنك تقول في كتابك: { يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} انتهى.

قال: فهذا موقوف.

وروي عن أبي حكيمة عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت عمر بن الخطّاب وهو يطوف بالكعبة يقول: اللَّهمَّ إن كنت كتبتني في السعادة فأثبتني فيها، وإن كنت كتبتَ عليَّ الشِقوة والذنب والمَقت فامحني وأثبتني في السعادة { يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}. انتهى. هكذا رواه حمّاد بن سلمة عن أبي حكيمة وبمعناه رواه هشام الدستوائي عن أبي حكيمة مختصرًا وقال: فإِنَّك تمحو ما تشاء وتُثبت وعندك أمّ الكتاب. انتهى. وأبو حكيمة اسمه عصمة بصري تفرَّد به فإن صحَّ شىء من هذا فمعناه يرجع إلى ما ذكرنا من محو العمل والحال. وتقدير قوله: اللَّهمَّ إن كنت كتبتني أعمل عمل الأشقياء وحالي حال الفقراء برهة من دهري فاثمح ذلك عنّي بإثبات عمل السعداء وحال الأغنياء، والله عل خاتمة أمري سعيدًا موفّقًا للخير فإِنَّك قلت في كتابك: { يمحوا الله ما يشاء} أي من عمل الأشقياء {ويثبت} أي من عمل السعداء ويبدّل ما يشاء من حال الفقر ويثبت ما يشاء من حال الغنى. ثمَّ المحو والإِثبات جميعًا مسطوران في أُمِّ الكتاب. وقد أخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا أبو منصور النَضْرُ بي حدَّثنا أحمد بن نجدة حدَّثنا سعيد بن منصور حدَّثنا جرير عن منصور قال: قلت لمجاهد: ما تقول في هذا الدعاء: اللَّهمَّ إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم، وإن كان في الأشقياء فاثمحه منهم واجعله في السعداء، فقال: حسن. ثم مكثت حولا فسألته عن ذلك فقال:{حم والكتاب المبين إنا أنزلنه في ليلةٍ مبركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمرٍ حكيمٍ} [سورة الدخان]. قال: يفرق في ليلة القدر ما يكون في السّنة من رزق أو مصيبة، فأمَّا كتاب الشقاء والسعادة فإنه ثابت لا يُغيَّر. انتهى. يعني رجع عن قوله الأول إلى الثاني.

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الواحد الزاهد حدَّثنا أحمد بن عبيد الله يعني النرسي حدَّثنا عبيد الله بن موسى حدَّثنا ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله عزَّ وجلّ: { يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} [سورة الرعد]. قال: يريد أمر السماء، يعني في شهر رمضان، فيمحو ما يشاء غير الشقاء والسعادة والموت والحياة. انتهى.

وأخبرنا أبو زكريا أخبرنا أبو الحسن الطرائفي حدَّثنا عثمان بن سعيد حدَّثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله: { يمحوا الله ما يشاء} يقول: يُبدِّل الله ما يشاء من القرءان فَيَنْسَخُهُ، ً { ويثبت} يقول: يثبت ما يشاء لا يُبدله،{وعنده أم الكتاب} يقول: جملة ذلك عنده في أمّ الكتاب الناسخ والمنسوخ، وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب؛ هذا أصحّ ما قِيل في تأويل هذه الآية وأجراه على الأصول، وعلى مثل ذلك حملها الشافعي رحمه الله ؛ ومن أهل العلم من زعم أَنَّ المراد بالزيادة في العمر نفي الآفات عنه والزيادة في عقله وفهمه وبصيرته. انتهى كلام البيهقي.

فاثنظر أيُّها الطالب الوقوف على الحقيقة وتأمَّل؛ إِنَّ هذه الألفاظ المروية عن قتادة وابن مسعود وعمر وابن عبّاس ليس فيها هذه الكلمات التي اعتادَ الناس قراءتها في ليلة النصف من شعبان إِنَّما المذكور في ذلك بعضُ ما يقرءونه. واعلم أنَّ البيهقي لم يصحِّح شيئًا من هذه الروايات وقد أتى بصيغة التردّد فيما روى عن عمر للدلالة على عدم ثبوته، وترجيحُهُ أن يكون المعنى المراد بالآية الناسخَ والمنسوخَ دليلٌ على أنه لم يثبت عنده ما سوى ذلك. وأنت قد رأيت أنَّ البيهقي لم يعرِّج على الكلمة التي اعتادوها وهي: "اللَّهمَّ أسألك بالتجلّي الأعظم في ليلة النصف من شعبان المكرم التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم" بالمرَّة، بل الصحيح أنَّ تلك الليلة هي ليلة القدر كما يفهم ذلك من قول الله تعالى:{ إنا أنزلنه في ليلةٍ مبركة } [سورة الدخان]. مَعَ قولِهِ: { إنا أنزلنه في ليلة القدر} [سورة القدر].

فلا تكنْ أسيرَ التقليد في غير معنى.

واعلم أنَّ الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم : "والقدر خيره وشرّه" يعود إلى القدر باعتباره بمعنى المقدور لا التقدير الذي هو صفة أزليّة أبديّة لله.

ويتضمَّن الإِيمانُ برسالة النبيّ الإِيمان بأنّه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيّين لأنّه أخبر بذلك، قال عليه الصلاة والسلام: "وخُتم بي النبيُّون" رواه مسلم.

وقوله بأنَّ سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم سيِّد ولد ءادم أجمعين هذا متفقٌ عليه عند العلماء وهو مأخوذٌ من حديثٍ رواه الترمذيّ: "أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة ولا فخر"، أي لا أقول ذلك افتخارًا إِنَّما أقول تحدّثًا بنعمة الله ، وفي ذلك جواز وصفه بأنّه سيد البشر. ويعرف من ذلك جواز قول: اللَّهمَّ صلِّ على سيدنا محمّد، وإن لم يَرِدْ في حديث الصلاة على النبي إلا قولوا: اللهم صلّ على محمد، لأنَّ هذه زيادة لفظٍ يناسب الأَصل فهو جائز، فقد كان عبد الله بن عمر يزيد في التشهّد (وحده لا شَريكَ له) ويقول: وأنا زدتها، أي أنا زدتُ وحده لا شَريك له؛ رواه أبو داود.

قال المؤلف: [ويجبُ اعتقادُ أَنَّ كلَّ نبيٍّ منْ أنبياءِ الله يجبُ أَنْ يكونَ متّصفًا بالصدقِ والأمانةِ والفطانةِ، فيستحيلُ عليهم الكذبُ والخيانةُ والرذالةُ والسفاهةُ والبلادةُ؛ وتجبُ لهم العصمةُ منَ الكفرِ والكبائرِ وصغائرِ الخسَّة قَبلَ النبوّة وبعدَهَا، ويجوزُ عليهِم ما سوى ذلكَ مِنَ المعاصي لكنْ يُنبّهونَ فورًا للتوبةِ قبلَ أن يقتديَ بهمْ فيها غيرُهُمْ. فمِنْ هنا يعلمُ أن النبوّةَ لا تصحُّ لإِخوةِ يوسفَ الذينَ فعلوا تلكَ الأفاعيلَ الخسيسةَ وهمْ مَنْ سوى بِنيامينَ. والأسباطُ الذينَ أنزلَ عليهمُ الوحيُ همْ مَنْ نُبِّىءَ منْ ذريتِهِمْ].

الشرح: الأنبياء يجب لكلّ منهم أن يكونَ بهذه الأخلاق وهي:

الصدق: فيستحيل عليهم الكذب لأَنَّ ذلك نقصٌ ينافي منصب النبوّة.

والأمانة: فينتفي عنهم التلبّس بالكفر قبل النبوّة وبعدها، وكذلك التلبّس بالكبيرة، وكذلك التلبّس بالصغيرة التي فيها خَسَاسةٌ ودناءة كسرقة حبّة عنب، فإن هذه صغيرة لكنها تدل على دناءة نفسٍ، ويستحيل عليهم التلبّس بالرذالة كائنة ما كانت، ويستحيل عليهم صفة السفاهة.

والفطانة: فيستحيل عليهم الغباوة لأَنَّ الغباوة تنافي مَنْصِبَهُم، لأنهم لو كانوا أغبياء لنفر منهم الناس لغباوتهم والله حكيم لا يفعل ذلك، فإِنَّهم أرسلوا ليبلّغوا الناسَ مصالح ءاخرتهم ودنياهم، والبلادة تنافي هذا المطلوب منهم.

وأمّا ما ورد في أمر إبراهيم في القرءان الكريم أنّه قال: {بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانول ينطقون} [سورة الأنبياء] فليس هذا كذبًا حقيقيًّا بل هذا صدقٌ من حيث الباطن والحقيقة لأَنَّ كبير الأصنام هو الذي حمله على الفتك بهم أي الأصنام الأخرى من شدّة اغتياظه منه لمبالغتهم في تعظيمه بتجميل هيأته وصورته، فحمله ذلك على أن يكسِّر الصغار ويهينَ الكبير، فيكون إسناد الفعل إلى الكبير إسنادًا مجازيًّا فلا كذب في ذلك.

وأمَّا قوله عن الكوكب حين رءاه: {هذا ربي} [سورة الأنعام] فهو على تقدير الاستفهام الإِنكاري فكأَنَّه قال: أَهذا ربِّي كما تزعمون، ثم لمَّا غابَ قال:{لا أحب الآفلين} [سورة الأنعام] أي لا يصلح أن يكون هذا ربًّا فكيف تعتقدون ذلك، ولما لم يفهموا مقصوده بل بقوا على ما كانوا عليه قال حينما رأى القمر مثل ذلك، فلما لم يجد منهم بغيته أظهر لهم أنّه بريء من عبادته وأنّه لا يصلح للربوبيّة، ثم لما ظهرت الشمس قال مثل ذلك فلم يرَ منهم بُغْيَتَه، فَأَيِسَ منهم فأظهر براءته من ذلك؛ وأمَّا هو في حدِّ ذاته كان يعلم قبل ذلك أنَّ الربوبيّة لا تكون إلا لله بدليل قوله تعالى: {ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل} [سورة الأنبياء] فلذلك لا تصحّ النبوّة لإِخوة يوسف الذين فعلوا تلك الأفاعيل الخسيسة من ضربهم يوسف ورميهم له في البئر ونحو ذلك وهم من عدا بنيامين.

وأمّا الأَسْباط الذين ذكرهم الله في القرءان فهم ذرية هؤلاء لأنَّ منهم مَن أوتيَ النبوة.

باب الردة

قال المؤلف: فصلٌ: يجبُ على كلِّ مسلم حفظُ إسلامِهِ وصونُهُ عمَّا يفسدُهُ ويبطلُهُ ويقطعُهُ وهوَ الرِّدةُ والعيَاذُ بالله تعالى، [قالَ النوويُّ وغيرُهُ: الردّةُ أفحشُ أنواعِ الكفر].

وقد كثُرَ في هذا الزمانِ التساهلُ في الكلامِ حتى إِنَّهُ يخرج منْ بعضهمْ ألفاظٌ تُخرجُهُمْ عن الإِسلامِ ولا يَرَوْنَ ذلك ذنبًا فَضْلاً عنْ كونِهِ كُفرًا، [وذل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امبراطور الحب



امبراطور الحب


ذكر
الميزان
نقاط نقاط : 8725
عدد المساهمات عدد المساهمات : 2524
السٌّمعَة السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 05/06/2011
العمر العمر : 39
الاقامة الاقامة : وسط لبنان

بطاقة الشخصية
بطاقة الشخصية بطاقة الشخصية :
ضروريات الإعتقاد  Left_bar_bleue0/0ضروريات الإعتقاد  Empty_bar_bleue  (0/0)

ضروريات الإعتقاد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضروريات الإعتقاد    ضروريات الإعتقاد  Prefer1208.08.11 9:09

ادام الله عليك نعمة الايمان
ورزقك الثبات

اللهم لا تحرمنا مرافقته في أعلى الجنان يا رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ضروريات الإعتقاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ضروريات العمرة و ما يحرم على المحرم بالحج والعمرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon :: منتديات لبنان الاسلامية :: مواضيع اسلامية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
اعلان فلاشي
ضروريات الإعتقاد  Mahmou10
ضروريات الإعتقاد  Mahmou10
ضروريات الإعتقاد  Mahmou10
جميع حقوق موقع جلول لبنان محفوظة 2010-2011-2012-2013-2014 @
ملاحظة: جميع المشاركات والمواضيع في موقع جلول لبنان لا تعبر عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
 | منتديات |دين الاسلامي| صور | افلام | العاب | برامج | فيديو | جوال |
سياسة الخصوصية

.: عدد زوار منتديات جلول لبنان :.