لغة أمازيغية
الأمازيغية (أو تمازيغت) هي أحدى اللغات الحية, يتحدث بها الأمازيغ في شمال أفريقيا بالأضافة ألى بعض المدن الأوروبية نتيجة هجرة الأمازيغ ألى أوروبا خاصة إلى فرنسا حيث يشكل الأمازيغ الجزائريون شريحة مهمة من المهاجرين وأيضا في هولندا حيث يشكل الأمازيغ المغاربة أحد الشرائح البارزة فيها. كما أن الغوانش كانوا يتحدثون باالأمازيغية الكنارية قبل أن يقضي الأستعمار الأسباني على اللغة الأمازيغية فيها. والغوانش على الرغم من كونهم قد أصبحوا أسبانيي اللغة إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى البعض منهم إلى إحياء اللغة الأمازيغية في جزر الكناري
الكتابة الأمازيغية
للأمازيغية أيضا كتابتها الخاصة, وهو التيفيناغ أو التيفيناق وقد كان يعتقد إلى وقت قريب أنه كتابة فينيقية ظهرت في القرن الثاني قبل الميلاد بفضل ماسينيسا, غير أن الباحثة الجزائرية تمكنت من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفناغ. والباحثة المعنية هنا هي مليكة حشيد وهي مؤرخة وعالمة آثار أجرت فحوصات على تيفيناغ المعثور علية وتبين أنه يعود ألى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد, وهو ما جعل البعض يرجح أن يكون تيفيناغ هو أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الأنسان.
واللوحة الحاملة لحروف تيفيناغ هي أحد اللوحات المرافقة لعربات الحصان وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد الشيء الذي جعل غابرييل كامس يرى بأن تيفيناغ لا يمكن أن يكون قد ظهر في وقت أقل قدما من ألف سنة قبل الميلاد.
وأذا كانت هناك عدة فرضيات حول أصل تيفيناغ ابتداء من الأصل الفينيقي ألى الأصل الأمازيغي المحلي فأن الأبحاث لم تستقر بعد على حال، وهو مايلخصه كل من غابرييل كامبس وكارل برسه في أنه بالرغم من كل محاولات التصنيف يبقى الألمام بأصل تيفيناغ بعيد المنال.
تيفيناغ هو كتابة قليلة الشهرة ولكنه قديم لدرجة تستحق الاهتمام باعتبار أن تيفيناغ البدائي يكاد يعود ألى تلاثة ألاف سنة قبل الميلاد. ويبدو أن هذه الكتابة الأمازيغية التي تسمى أيضا بالتيفيناغ البدائي أو الكتابة الليبية البدائية قد ظهرت مع الأنسان القفصي نسبة ألى مدينة قفصة التونسية. بحيث ضهر تيفيناغ كرسوم بدائية قابلة للقراءة بل أن البعض يجعلها حروفا مقروءة.
بقايا تيفيناغ تنتشر في شمال أفريقيا وجزر الكناري وشبه الجزيرة الأيبيرية ولربما أيضا في العالم الجديد أي القارة الأمريكية بحيث قد أثبت العلماء أتصال الشعوب القديمة بالقارة الأمريكية وهو ما جعل البعض يرجع أجزاء من الحضارة الأمريكية القديمة ألى حضارة شمال أفريقية مصرية وأمازيغية. بل أنه قد تم العثور على قطعة نقود أمازيغية الأصل في القارة الأمريكية وهي عملة نوميدية لكنها ضاعت بعد أن تم أرسال صور لها ألى المتحف البريطاني وربطها بالنقود النوميدية.
وأذا كانت المصادر السابقة لاكتشاف تيفيناع الأبجدي التي جعلت قدمه يرجع ألى ما لا يقل عن ألف سنة قبل الميلاد بل عن ألف وخمسمائة قبل الميلاد حسب الأركيولوجية مليكة حشيد وغيرها من الباحثين وما نتج عن ذلك من ملابسات كجعل بعض الأبجديات الأقل قدما أصلا لتيفيناغ, قد أفقدته كثيرا من الأهمية التي قد يستحقها بحيث جعل وليدا لمائتي سنة قبل الميلاد في أحسن الأحوال, فأن الأكتشاف قد جعل العديد من الباحثين يعيدون حساباتهم ويتساءلون عن أصول بعض الأبجديات التي أعتقد أنها فينيقية لاعتبار الأبجدية الفنيقية أقدم الأبجديات. ومثال ذلك ،البحث الذي قام به مبارك سلاوتي تاكليت حول ما أذا كانت الحروف اللاتينية حروف أمازيغية في الأصل.
استعمال تيفيناغ عند الأمازيغ
لقد تعطلت الكتابة بأبجدية تيفيناغ في معظم شمال أفريقيا بعد أن اختار الأمازيغ طوعا أو كرها الخط العربي, غير أن الأمازيغ المسمون بالطوارق حافظوا على هذه الكتابة.
تيفيناغ بالأضافة ألى أنه كتابة تدوين فهو أداة زينة وتجميل, فهو يظهر مزينا للزرابي الأمازيغية التي ذاع سيطها, كما أنه كتابة تزين حلي الأمازيغ ألى يومنا هذا عندالطوارق, وهو جزء من الأشكال الزخرفية للحناء كما يبدو في صفحة الإشهار للأذاعة المغربية أ.ت.م., وحتى في الوشم عند الأمازيغ.
تيفيناغ القديم هو كتابة صامتة شأنها شأن الفينيقية اللقديمة والعبرية والعربية, غير أن أختيار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب لهذاالخط جعله يحضى باهتمام العديد من الباحثين الناشطين في الحقل الأمازيغي, وذلك لتطويره وجعله قادرا على مسايرة العصر, وبالفعل فقد خرج المعهد بكتابة تيفيناغ عصرية حاول استيعاب مجمل الحروف التي تستعملها مختلف اللهجات, ولقد نال تيفيناغ اعتراف منظمة الأيسوا, ويبدو أن هذا المجهود كان على مستوى دولي, أذ ساهم فيه المغاربة والجزائريون والليبيون والماليون والكنديون.
معنى كلمة أمازيغ
كلمة "أمازيغ" تعني " الرجل الحر" أو "الأبي ذو الأنفة" ، وكما هو معروف فالأمازيغيون هم سكان المغرب ومجموع المنطقة الأقدمون، ينغرسون فوق هذه الأرض من قديم، ويضربون في أبعاد التاريخ إلى أزمنة سحيقة، تمتد إلى آلاف السنين. وقد أضفت الطبيعة الجغرافية والبيئة عليهم خصائص وسمات قلما توافرت كلها أو جلها لغيرهم من الشعوب.
وفي هذا المناخ والبيئة الطبيعية والطقسية نمى الأمازيغ، وكسبوا الكثير من المميزات النفسية والثقافية الإيجابية، والخصائص الخلقية والسلوكية والعوائد والفضائل الاجتماعية، التي منحتهم العديد من المثل والقيم الفضلى وجعلتهم أكثر تماسكا وتكثلا، وأقوى على الصبر والإحتمال ومواجهة كل الأخطار والتحديات. ومن أهم هذه الخصائص نجد:
حب الحرية والمسؤولية.
حب الإستقلال في العمل.
حب البساطة والتواضع في ظواهر الحياة .
الأنفة وسمو النفس.
الروح الإجتماعية، وعمق روح العمل المشترك.
الميل إلى روح المحافظة والمتابعة والإستمساك بالتقاليد والمورثات.
النفور الشديد من الأجنبي أيا كان جنسه أو لونه أو مذهبه.
الميل إلى أخلاق الجد والإستقامة والشجاعة.
والجميل والغريب في الأمران، أن هذه الخصائص أو الفضائل النفسية والاجتماعية، إلتقت بالإسلام حينما جاء وبلعت رسالته، وذلك نظرا لما في عقيدته وشريعته من سمو وفطرة إنسانية، فتعانقا بسرعة.
وقد استطاع هؤلاء الأمازيغ أن يحافظوا على أصالتهم وتراثهم ونظافتها من كل شائبة، خارج ما أنتجته الطبيعة والإنسان في تمازجهما التلقائي الحر على الفطرة والنقاوة والسخاء، الشيء الذي جعل هذا التراث ملتصق التصاقا أعمق بحياة الأمازيغ، وفي الوقت نفسه مشحون الدلالة، قوي المعنى، عميق المضمون، ذو قدرة على الأداء والتبليغ إلى مستوى الأمانة والدقة والأصالة، الشيء الذي أضفى عليه طابعه الشعبي ومسحته الفطرية الجميلة، وقوته المؤثرة الساحرة. وقد كان هذا التراث يتنوع بتنوع العواطف والأحاسيس، ويختلف في شكله ومضمونه بتخالف الرؤى والمشاهد والمدارك.