قد يكون تقديم الطلب من اجل الحصول على تأشيرة دخول الى هولندا نوعا من
المغامرة. لا يحتاج السائح الاوروبي العادي الى تأشيرة سياحية للدخول الى
هولندا.
الامر نفسه ينطبق على السواح الامريكيين والاستراليين،
لكن ان كنت قادما من بلد عربي او افريقي الى هولندا فالقصة مختلفة تماما.
يتوجب عندها شروط اخرى، بطاقة سفر ذهاب واياب وابراز اوراق تثبت حجز غرفة
في احد الفنادق، او تلبية لدعوة من شركة ستقوم بزيارتها. لدى وزارة
الخارجية الهولندية توجيهات عامة من اجل التقدم بطلب تأشيرة الدخول، لكن في
التطبيق هناك شروط عديدة يستوجب استيفاؤها. تختلف هذه المتطلبات او الشروط
حسب الشخص والجنسية. بعض السواح يجدون ان معاملات الحصول على تأشيرة
الدخول عملية معقدة، الامر الذي يدفعهم الى اختيار الذهاب الى بلد آخر حيث
العملية اسهل.
السفارة الهولندية
بقي باتريك آمون (37 عاما) من كوتديفورا (ساحل العاج) يحاول رغم كل
الخيبات الدخول الى هولندا من اجل زيارة الاصدقاء." في المرة السابقة كدت
احصل على تأشيرة دخول الى ان تلقيت اتصالا هاتفيا من السفارة الهولندية.
طرحوا علي اسئلة لم اكن مستعدا لها. تبين لي حينها انه يجب ان يكون لدي
مبلغ معين في حسابي المصرفي. ثم رفضوا المعاملة لانه لم يكن بمستطاعي اثبات
ذلك". وفي مرة اخرى كانت قبيل اعتقال رئيس شاطىء العاج لوران غباغبو. كان
عدد قليل من السفارات مازال مفتوحا، بما في ذلك القنصلية الهولندية. "
عندما سألت عن الوثائق اللازمة للحصول على تأشيرة دخول، كان الجواب: اذهب
الى الموقع الالكتروني للقنصلية. بعدها اقفل الهاتف في وجهي".
اما
بالنسبة الى المغربي عماد منياري فان حالته المهنية والمادية تسمح له
بالتنقل بسهولة في اوروبا لكن معاملات الحصول على تأشيرات الدخول هي التي
تقف عائقا في وجهه. لهذا يفضل تمضية الاجازة في المغرب. الاجراءات
الاوروبية معقدة وحتى مهينة على حد وصف عماد، المرة الاخيرة التي ذهبت فيها
الى هولندا وبعد ان اتبعت كل الاجراءات المطلوبة وقدمت كل ما يلزم من
وثائق للسفارة، طلبوا مني الذهاب مباشرة بعد وصولي الى مكتب الشرطة
الهولندية من اجل الابلاغ عن مكان اقامتي هناك. هذا امر غريب، انا في اجازة
وعلي الذهاب الى الشرطة لاعلامها بمكان بوجودي، كأنني احد المجرمين او
المطلوبين. يعتقد عماد ان الهدف من ذلك هو منع الناس عن القدوم الى اوروبا.
كما يعتقد ان هناك مجموعة من الناس تختار تمضية الاجازة في بلادها، بدلا
من الاضطرار الى الخضوع للمهانة في السفارات الاوروبية.
الغريب في
الامر ان الوثائق اللازمة تختلف من سفارة الى اخرى رغم ان التأشيرة
المطلوبة هي لبلدان شنغن. ينبغي ان تكون الوثائق المطلوبة موحدة، لكن حتى
الكلفة تختلف بين السفارات. استطاعت ام اسرائيلية ومعها ثلاثة اولاد الدخول
من دون اية صعوبات تذكر:" لم يكن هناك من داع لطلب تأشيرات دخول، جئنا الى
هولندا وحصلنا تلقائيا على ختم على جوازات السفر من دون طرح اي سؤال
علينا. كما استطعنا الحصول على تصريح اقامة من دون اية مشكلة".
بالنسبة للاميركيين فالدخول الى هولندا امر سهل وعادي، وفقا لرواية اندرو
وماغي "كل ما احتجنا اليه هو جواز السفر من اجل الدخول. الامر سهل اذا كنت
ترغب في البقاء لفترة لا تزيد عن 90 يوما. تعلم الجمارك بهذا الامر وهذا كل
شيء."
احتاجت امرأة سورينامية على عكس زوجها الهولندي-
السورينامي الى تأشيرة للسماح لها بالدخول وتقول" سلمت الوثائق المطلوبة
وحصلت على تأشيرة لمدة سنة واحدة. استغرق الامر اسبوعا قبل الحصول على
التأشيرة ، وهذا معدل مدة الانتظار. يتوجب عليك ابراز اعلان من صاحب العمل
حيث تعمل، وكشف عن حسابي المصرفي والمبلغ الموجود عليه. كوني قد دفعت ثمن
البطاقة بنفسي، توجب علي ابرهن انه بمستطاعي يوميا كسب مبلغ قدره 35 يورو.
هذه هي المرة الثالثة التي ازور فيها هولندا ويطلبون مني الوثائق ذاتها.
مرحبا ووداعا
الامر كان سهلا على زوجين يابانيين قادمين عن طريق ايران: " لم نكن في
حاجة للحصول على تأشيرة لدخول هولندا ولم يطرحوا علينا اية اسئلة. في
الواقع لم ينظروا حتى الى الصور الموجودة على جوازات السفر، ختموا عليها لا
اكثر. سألوا فقط كيف تقول مرحبا ووداعا باللغة اليابانية. كانوا ودودين
للغاية معنا".
اكد متحدث باسم وزارة الخارجية ان متطلبات الحصول
على تأشيرة تختلف من شخص لآخر. كما اوضح انه خلال اصدار التأشيرة يتم النظر
الى امكانية محاولة الهجرة بصورة غير شرعية او اذا كان الشخص يشكل خطرا
محتملا على الامن القومي. على هذا الاساس يتم طلب الوثائق اللازمة
والاضافية. وهذه تختلف بين بلد وآخر. وفي بعض البلدان حتى الوثائق الشخصية
تكون غير موثوقة ابدا".