التاريخ يعيد نفسه في إدارة الشؤون الصحية وفشل في إدارة الأزمة
بنغازي – ليبيا اليوم تلقت صحيفة ليبيا اليوم تصريح من
طبيبين عامليين في مجال الصحة والإغاثة وحاولا أن يوصلا صوتهما إلى أعلى
المستويات ولكن لا مجيب وحرصا منا على المنفعة العامة فضلنا ان نعرضه كما
هو وهذا نص التقرير :
( حبا للوطن و وفاءا لدماء الشهداء وثوار ثورة 17 فبراير.
وبعد أن عجزنا عن إيصال صوتنا بقوة،
فضلنا الاتجاه إلى الكلمة، إلى السلطة الرابعة لعل صداها يكون اقوي لدى
الشارع شارحين فيها شيئا يسيرا مما يقلق الأطباء والصيادلة العاملين
والمطلعين على ما يحدث الآن في قطاع الصحة ، والذي نعتقد انه امتداد
لمنظومة الفساد التي كانت قائمة في عهد القذافي حيث أن اللاعبين الأساسيين
لم يتغيروا.
فقطاع الصحة خلال العشر سنوات الماضية
من أكثر القطاعات سخاء في الإنفاق إذا ما قورن بالقطاعات الأخرى ولكن
الخدمات الطبية كانت سيئة جدا نظرا للفساد الإداري والسرقة الممنهجه
والرشوة التي كانت تؤخذ من فوق ومن تحت الطاولات.
وقمنا بمبادرات شخصية واتصلنا
بالدكتور رئيس إدارة الشؤون الصحية في لجنة إدارة الأزمة وتحدثنا معه حول
التشكيل الإداري المحيط به على اعتبار انه قد امضي أكثر من عشرين سنه خارج
ليبيا ولا يعلم أي شي عما كان يحدث في قطاع الصحة.
ثم دعوناه لاجتماع موسع للأطباء
والصيادلة يوم 10/5/2011 وبحضوره حيث تكلم الحضور بكل وضوح بان الإدارة
التي شكلها للشؤون الصحية لا تحضي بأدنى مستويات الثقة وطلبوا منه
الاستعانة بالعناصر الشابة والنزيهة ولكنه تشبث برأيه وقد أكد ذلك في
التقرير الذي نشره على الانترنت بتاريخ 16/5/2011 بأنه (قد تم اختيار
الأشخاص حسب الخبرة)، والحقيقة أن اختياره للأشخاص لم يخضع لأي أساس مهني
بل كانت مجرد ترشيحات قدمت له ووافق عليها بطريقة سريعة.
ومن العجب أن يكون رده على سؤال احد
الأطباء في الاجتماع بان النسبة أو العمولة ستؤخذ شئت أم أبيت. فإدارته من
بينها من كانوا مع الحجازي في لجنة العطاءات وما أدراك ما لجنة العطاءات
ومنهم من أقفلت صيدليته بعد أن وجد فيها بلازما (لا تباع في القطاع الخاص)
أثناء مشكلة حقن أطفال الايدز, ومنهم من ترك دراسته العليا في الخارج ليكون
ضمن هذه الإدارة ومن يريد إسكات صوت الحق بالتكليف المباشر وما أدراك ما
التكليف المباشر, ومنهم من له قضية عجز مالي لدى الرقابة الإدارية, وأخرهم
المبشر بالفكر الجماهيري في سيراليون و الذي انزل علم الاستقلال ثلاث مرات
فهاهو الثوب الأخضر يبدوا للعيان ظاهرا من تحت ثوب الاستقلال.
ونلخص لكم الوضع الصحي على النحو التالي:1- الإدارة الموجودة حاليا لا تحضى
بأدنى مستويات الثقة على الرغم من المطالبات العديدة للتغيير وفشلها في
اختيار البديل يدل على عدم دراية.
2- إخفاق إدارة الشؤون الصحية في
التعامل مع الأزمة من حيث الأولويات و الاحتياجات وكأننا في حالة سلم،
ومنها توفير الأدوية والتطعيمات والمستلزمات الطبية واتخاذها لقرارات بعيدة
المدى (على اعتبار انه لا يحق لها فهي إدارة مؤقتة) مثل اتخاذ قرار دفع
التأمينات الصحية ، وتوقيع عقد مع شركة ليبيا للتأمين لثلاث سنوات قادمة
ولكن تم إلغاءه بعد مهاجمته في الصحف، وعزمها اتخاذ قرار رسم هيكلية جديدة
للمستشفيات وزعت مصورة باللغة الانجليزية من أحد مواقع الصحة العالمية لا
تمت لواقع الحال بأي صلة.
3- مخزون الأدوية والمستلزمات
الطبية على اختلاف أنواعها وكذلك التطعيمات شارف على النفاد (وهذا هو
الأخطر) وإدارة الشؤون الصحية تصرح في وسائل الإعلام وأثناء جولتها
بالمستشفيات بان الأمور على ما يرام، على الرغم من خروج الجمعيات الأهلية
والعاملين بقطاع الصحة لإرسال رسالة للعالم بتاريخ 1/7/2011 على وجود نقص
بالأدوية و التطعيمات وحليب الأطفال... الخ وذلك لتسييل الأموال الليبية
المجمدة. وإدارتنا كانت منشغلة بطرح عطاء لشراء الأدوية فيه الكثير من
العيوب والمشاكل ويتنافس علية وكلاء شركات يديرها أزلام القذافي ويحتاج إلى
ثلاث أشهر على الأقل ليتم استلامها.
4- توقف العمليات الجراحية غير
الطارئة في مختلف المستشفيات لعدم وجود مواد التشغيل أحيانا أو الخوف من
نفاد أدوية التخدير والخيوط الجراحية.
5- عدم الاهتمام بأعمال الصيانة
فمثلا أجهزة الأشعة والرنين المغناطيسي والمعامل معطلة والمريض يتنقل من
مكان لأخر لإجراء صورة تشخيصية أو تحليل.
6- عدم الاهتمام بالمستشفى
الميداني ومشاكل الجبهة و المخيمات فمعظمها تدار بالمجهود الذاتي وكذلك
تجهيز سيارات الإسعاف بالأدوية والمستلزمات الطبية.
7- عدم تنسيق عمل المنظمات الدولية
ولا يتم الاستفادة من العروض التي تقدمها المنظمات الدولية والجمعيات
الطبية الخيرية لتوفير الأدوية وقطع الغيار والأطقم الطبية وعلاج الحالات
الطبية المستعصية (من غير الجرحى) على نفقتها.
8- عدم رغبة إدارة الشؤون الصحية
في تغيير إدارات المستشفيات التي تورطت في الفساد قبل وبعد الثورة أو تركت
مواقعها أثناء الثورة أو مارست ضغوط على الأطباء لإخفاء جرائم الكتائب ضد
الليبيين والليبيات، ولكن بدون طائل.
وختاماً .. احتراماً لدماء الشهداء .. فنحن لن نسكت .. ولن نتراجع
فبعد إن وجهنا شكونا في مذكرة
تفصيلية للمجلس الوطني الانتقالي مطالبين فيها بعزل إدارة الشؤون الصحية
بكاملها وذلك يوم السبت 11/6/2011 دون استجابة حتى الآن فإننا نوجه هذه
الرسالة إلى كل أبناء الشعب الليبي ليقولوا كلمتهم لعل صوتهم يكون أقوى.
د. ايهاب الفقية
د. على بحيح
التاريخ : 13/7/2011