سليمان: سوف اباشر سلسة لقاءات مع القادة لبلورة اطر حوارية تحصن لبنان تاريخ الخبر : 16/07/2011

رأى الرئيس ميشال سليمان في كلمة له في العشاء الذي يقيمه في دارته في عمشيت على شرف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن "الفرصة متاحة اليوم على ما نأمل في ظل حكومة تعمل تحت رقابة المعارضة للمضي قدما في تنفيذ المشاريع الحياتية التي طال انتظارها والتي هي حق طبيعي للمواطنين فتنجح في الفوز بلقب الحكومة المتجة، ويبقى للسياسة اطارها وللعدالة مسارها المستقل"، لافتا الى أن "النقاشات في الاسابيع الماضية اظهرت انقسامات سياسية حادة من شأنها اضعاف الروح الميثاقية في حال تفاقهما تعريض النسيج الوطني للاهتزاز، واظهرت كم اصبح لبنان حاجة لبنان امصالحة حقيقة ولحوار صريح وشامل ولعمل سريعا هادف لاعادة بناء عناصر الثقة بين قادته ومختلف مكونات شعبه وخصوصا ان النظام اللبناني يحترم التعددية ويحرص على التوافق".
وأكد سليمان سعيه للمباشرة بسلسلة مشاورات بأقرب الآجال مع قادة البلاد تمهيدا لبلورة اطر حوارية مناسبة لحماية لبنان وتحصينه من المخاطر الداخلية والخارجية من دون التوقف عن المسعى الاساس الهادف الى التوافق على استراتيجية وطنية للدفاع عن الوطن، سيما وان تهديدات اسرائيل الاخيرة ومطامعها بما تختزنه بحاربنا يجب ان تزيد عزمنا لتوحيد صفوفنا من خلال حوار هادف وبناء".
وأشار الى أن "تجربة السنوات الماضية أظهرت جدية الثغرات الدستورية التي ساهمت في تعطيل آلية عمل الدولة والمؤسسات وحالت دون تمكين رئيس الدولة بدفع الامور نحو الحسم بصفته الحاكم والحكم، مما دفع بعضهم الى حد التشكيك بطبيعة النظام وابراز الحاجة لحوار وطني صريح وشامل يتمخض عن رؤى واضحة لتطوير النظام"، داعيا الى "وجوب الحوار حول كيفية تطبيق وثيقة الوفاق الوطني بكامل بنودها وحول سبل توضيح الاشكالات الدستورية لتوزيع المسؤوليات بصورة رشيدة ولتحرير آليات الحكم وقدراته وإعادة ثقة اللبنانيين بامكان قيام دولة قادرة وعادلة مسوؤلة حصرا عن أمنهم واستقرارهم".
وكان سليمان قد استهل كلمته بالترحيب بالبطريك الراعي "سيدا بطريركا جامعا"، منوها الى أنه "اذا كانت الطريق الضيقة التي تفصل البيت الوالدي عن دار البطريركية فالمسافة التي تفصل بعبدا عن بكركي لن تشكل عنصر بُعد، بل عنصر لقاء لتوحيد الصفوف وخدمة الخير العام".
وتوجه اليه قائلا: "أعلنتم منذ اليوم الاول لتنصيبكم وضع خدمتكم الرعوية تحت شعار الشركة والمحبة وعملتم على جمع القادة الموارنة، وتجاوبتم مع الدعوة لعقد قمة روحية اسلامية مسيحية للتأكيد على خصوصية لبنان والتزام الحرية والحوار والعيش المشترك، واظهرتم اهتماما خاصا بالشباب، ولم تتوانوا يوما عن الدعوة لدعم الشرعية والمؤسسات الشرعية التنمية البشرية، فهنيئا لكم هذا الإلتزام الشجاع".
ولفت الى انه "خلال السنوات الماضية تمكنا من تحقيق قدر كبير من الاستقرار المحفز للاقتصاد والاستثمار ولا شيء يمنع من المحافظة على هذا الاستقرار والبناء عليه اذا ما توافرت الارادة السياسة والتزمنا مبدأ التداول الديمقراطي للسلطة واستمرينا بالحوار واحتكمنا بالممارسات الشرعية لحل اي خلاف، من دون ان ننسى واجب السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية"، مشيرا الى ان "الشعب وإن كان ما يزال يتقبل الخطاب السياسي فهو قد سئم الاقتتال الداخلي وبات يطمح بالدرجة الاولى لاعادة بناء الدولة والمؤسسات وصولا لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة".
ولفت الى أنه "في المقابل تم استهلاك وقت طويل لتشكيل حكومات ثلاث وحال ذلك الى جانب التجاذبات السياسية داخل الحكومات من دون تنفيذ غالب المشاريع التي نصت عليها البيانات الوزارية".
وأعرب عن سروره أن "يتزامن هذا اللقاء من الذكرى 25 لارتقاء البطريرك الراعي الرتبة الاسقفية ومع عيد مار شربل ونرفع لله آيات الشكر والدعاء ليحفظ البطريرك ولتعزز بالوطن روح الآخاء".
وشكر الموفد البابوي الكاردينال ليوناردو ساندري "مشاركتنا بهذا التكريم، طالبا منه ان يرفع للبابا بنديكتوس السادس عشر "احترامنا لاهتمامه الدائم بلبنان".