أشعلت
موجة الحر التي اجتاحت ولايات الوطن في الأيام الأخيرة، حربا حقيقية في
أسواق المكيفات الهوائية والمبردات، التي جعلت الجزائريين يهرولون للظفر
بأحد الأجهزة للإستعانة بها في شدة الحر، التي أجبرت الكثيرين على قضاء
ليالٍ بيضاء والتفكير في توجيه مدخراتهم لشرائه، أو الإستدانة إذا تطلب
الأمر، فيما عمد آخرون إلى البحث عن محلات البيع بالتقسيط، خاصة من الأجراء
وميسوري الدخل.
لا يعرف
الجزائريون هذه الأيام إلا أحاديث ''الفونتيلاتور'' و''الكليماتيزور''، كل
حسب إمكاناته المادية التي تخول له الحديث عن الجهاز الذي يمكن أن يخلصهم
من جحيم الحر الذي تمر به معظم ولايات الوطن، مما جعلنا نقوم بجولة إلى
إحدى أسواق العاصمة لمعاينة مدى الإقبال على هذه الأجهزة، والأسعار
المتداولة، حيث كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار من يوم أمس، حين وصلنا
إلى محلات ''الحميز'' المعروفة بتسويق مثل هذه الأجهزة.
المكيفاتالهوائية... أولاوقبلكلشيءوفور
وصولنا إلى المحلات بالحميز، كان هناك العشرات مقبلين نحو موقف السيارات،
وكل واحد منهم -أو اثنان- كان يحمل مكيفا، سواء كان مكيف هوائي
''كليماتيزور'' أو مروحة كهربائية ''فون تيلاتور''، فتابعنا الطريق إلى
المحلات، أين كانت كلها مكتظة بالزبائن، كل واحد منهم يود اقتناء مكيف هواء
ولا يريد العودة من دونه، فاقتربنا من بعضهم لاستطلاع آرائهم حول كيفية
التفكير في شراء هذا الجهاز، والطريقة التي تم من خلالها تأمين مستحقاته.
فقال
''سليم'': ''لقد أجبرت على شراء هذا الجهاز نظرا إلى الحرارة الشديدة التي
أحالت ليالينا إلى جحيم، فقد كنت أدخر هذه النقود بغرض شراء بعض قطع الغيار
التي تتطلبها السيارة، إلا أن حاجة وإلحاح أفراد العائلة على ضرورة اقتناء
المكيف الهوائي، اضطررت إلى إيقاف السيارة، إلى وقت لاحق أجمع فيه ما يكفي
لأخذها عند الميكانيكي لإصلاح الخلل''، مشيرا إلى أن حرارة الليل لا تقاوم
لهذا رأى تغليب رأي العائلة في شراء المكيف على رأيه في إصلاح السيارة.
وأضاف
من جهة أخرى، زهير، أنه سيشتري مروحة كهربائية لأن مدخراته لم تسمح له
بشراء مكيف هوائي، بالرغم من محاولته البحث عن محل للبيع بالتقسيط بدون
جدوى، مما اضطره إلى التفكير في شراء ''فونتيلاتور'' للتقليل من شدة
الحرارة، التي تجعل النوم مستحيلا، خاصة وأنه مجبر على النهوض في الصباح من
أجل مباشرة العمل، بدون الإستفادة من الراحة الكافية التي تمكّنه من بدأ
يوم جديد، نظرا إلى طبيعة عمله، حيث يعمل بناء تحت حر الشمس.
عائلاتيتضامنأفرادهالشراءمكيفواحدوأخرىتسعىإلىاقتناءالمزيدوأشار
بعض المواطنين من الذين أقبلوا على محلات بيع المكيفات، إلى أنهم يمتلكون
مكيفات في منازلهم، لكن مكيفا واحدا لم يعدّ يكفي لتجاوز جحيم هذه الأيام
ولا يغطي كل الغرف، مما أجبرهم على شراء مكيف آخر. حيث قال في هذا الصدد،
نور الدين، أنه حضر لاقتناء مكيفا جديدا ذو قوة عالية، مشيرا إلى أن مكيفه
الذي ببيته لم يعد قادرا على تلطيف الأجواء في الشقة الواحدة، كما كان
الأمر من قبل، نظرا إلي الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وكذلك اتساع
الغرف.
وأضاف
من جهته، ''أحمد'' أنه يسعى إلى اقتناء مكيف هوائي، وحضر هذه المرة فقط
لاستطلاع أسعارها التي اعتبرها باهضة الثمن، إلا أنه قال: ''سأسعى لجمع
المبلغ ولو بالاستدانة أو التكافل مع أفراد الأسرة، لأن المكيف هو الوحيد
الذي يمكنه أن يعيد طعم النوم والقيلولة إلينا في هذه الأيام''، مضيفا ''لم
يعد الإنسان يمكنه أن ينعم بساعة واحدة يغمض فيها عينيه، لهذا سأعود
لشرائه، وإن اقتضى الأمر اقتناء مكيف بسيط يغطي غرفتين أو غرفة على
الأقل''.
ووصل
سعر المكيفات الهوائية أمس، في سوق الحميز إلى 55 ألف دينار، حسب نوعية كل
جهاز، حيث تتراوح أسعارها ما بين 25 و55 ألف دينار، ما بين الماركات
الصينية والأوروبية. في الوقت الذي يسعى فيه الزبائن إلى الاستفادة من
مكيفات مضمونة وبأسعار معقولة، نظرا لما يروج حاليا بشأن الماركات القادمة
من القارة الأسيوية بين الجزائريين باستثناء اليابانية منها.