بمشاركة 26 مقاولة مغربية في قطاع الصناعة الغذائية، يوقع المغرب على
حضور قوي في الدورة 57 لمعرض شمال أمريكا المهني للصناعة الغذائية
والمنتجات المحلية (سامر فانسي فود شاو)، الذي افتتح، الأحد الماضي
بواشنطن، في مسعى لانعاش الصادرات الفلاحية والغذائية للمملكة نحو السوق
الأمريكية.
ويمتد الجناح المغربي في هذه التظاهرة، التي تنظم الى غاية 12 يوليوز،
على مساحة 372 مترا مربعا موفرا للمقاولات المغربية فضاء مناسبا وفرصة
سانحة لعرض منتجاتها وربط الصلة بكبريات شبكات التوزيع بالولايات المتحدة
وشمال أمريكا عموما.
منتجات مجددة وذات جودة عالية
قال وزير التجارة الخارجية، عبد اللطيف معزوز، الذي افتتح الجناح المغربي،
بهذه المناسبة، إن "التجديد" و"الجودة العالية" يميزان المنتجات المغربية
المعروضة، مبرزا الأهمية التي تكتسيها السوق الأمريكية بالنسبة للصادرات
الفلاحية والغذائية المغربية.
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة
ضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة وارداتها الغذائية حيث تستورد حاليا أزيد
من 5ر85 مليار دولار من منتجات الصناعة الغذائية عبر العالم. وانطلاقا من
هذا المؤشر، تظل السوق الأمريكية مصدر طلب كبير على المنتجات المحلية، في
ظل بحث المستهلك الأمريكي الدائم عن منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
وأشار معزوز، في هذا السياق، الى أن السوق الامريكية تختزن امكانيات هائلة
بالنسبة للصادرات المغربية التي تملك امتيازا وازنا يتمثل في وجود اتفاق
للتبادل الحر، ساري المفعول منذ 2006، بين المغرب والولايات المتحدة.
ارتفاع الصادرات المغربية نحو الولايات المتحدة ب 56 في المائة عام 2010
في هذا الصدد، أعرب الوزير عن ارتياحه لارتفاع الصادرات المغربية نحو
الولايات المتحدة عام 2010 بنحو 56 في المائة مقارنة مع 2009، مبرزا أن
المنتجات الغذائية تمثل حصة 18 في المائة من هذه الصادرات.
وأضاف
أن هذه النتائج تعزى الى كون عدة مقاولات مغربية نجحت في التكيف مع
المعايير الجديدة المعتمدة على مستوى السوق الأمريكية وفي تجديد وتنويع
عروضها خصوصا مع دخول مقاولات مغربية جديدة الى السوق بمناهج وتصورات
مجددة.
من جانبه، أبرز المدير العام للمغرب تصدير (المركز المغربي
لإنعاش الصادرات) سعد بنعبد الله، في تصريح لوكالة المغربي العربي
للأنباء، أن مشاركة المقاولات المغربية في هذا المعرض النصف سنوي في تزايد،
مشيرا في هذا الصدد إلى أن اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة
أسفرت عن نتائج إيجابية وواعدة.
منفذ لولوج منطقة اتفاقية التبادل الحر في أمريكا الشمالية ب` 407 ملايين مستهلك
في هذا الصدد، أوضح المسؤول المغربي أن المشاركة المغربية في هذا المعرض
تكتسي بالتالي أهمي،ة خاصة باعتبار أن السوق المغربية تضم لوحدها أزيد من
140 مليون مستهلك، فضلا عن كون معرض فانسي فود الصيفي يمثل منفذا لولوج
منطقة اتفاقية التبادل الحر في أمريكا الشمالية التي تضم أزيد من 407
ملايين مستهلك لمنتوجات الصناعة الغذائية.
وبالفعل، يشكل هذا
الموعد، الذي لا محيد عنه بالنسبة لمهنيي القطاع، أيضا مناسبة للمقاولات
المغربية لربط علاقات جديدة مع الوكلاء الموزعين، والمستوردين، وبائعي
الجملة، ومراكز الشراء، فضلا عن أصحاب المطاعم ومحلات البقالة الراقية في
سوق أمريكا الشمالية.
استهداف مسار التوزيع الكبير والمستهلك الأمريكي
وأكد بنعبد الله، في هذا الصدد، أهمية أن يكيف المصدرون المغاربة عروضهم
ومنتجاتهم مع طلب السوق والمستهلك الأمريكيين، ملاحظا أن المقاربة المغربية
تتمثل في الوصول مباشرة لمسار التوزيع الكبير، وبالتالي المستهلك الأمريكي
وميولاته.
وتشمل المنتوجات المعروضة من قبل 26 مقاولة مغربية
مشاركة، بالخصوص، الفواكه، والخضر، والصلصات، والمخللات، فضلا عن منتوجات
البحر، وزيت الزيتون وأركان، وكذا الزعفران.
وتتخلل الدورة ال57
لمعرض فانسي فود الصيفي، الذي ينظم لأول مرة في واشنطن، عشرون ندوة وورشة
موضوعاتية بحضور كبار المتخصصين في الصناعة الغذائية والمنتوجات المحلية.
ويرتقب أن تمنح الدورة جائزة "صوفي أواردز" لمكافأة منتوجات الطبخ الأكثر
ابتكارا.