منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
عندما نكون كتلة مشاعر واحاسيس
عندما يغمرنا الحب والوفاء
عندها فقط نقول لك
.•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.
.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.
.•° وتلونت فرحاً وأملا ً °•.
.•° تزينت سماءنا بلالئي الأنجم اللامعه
وتوشحت بوشاح الفرح والسرور
وهلت بشائر طيور المحبه ترفرف نشوة بقدومك
وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.
.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا
ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه
موشح بالفل والكادي والرياحين°•.
.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك
وفي شوق لعذوبة غدير حروفك لنرتوي منه
ورسم أناملك لنتمتع بابداعك وجماله °•.
.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
عندما نكون كتلة مشاعر واحاسيس
عندما يغمرنا الحب والوفاء
عندها فقط نقول لك
.•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.
.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.
.•° وتلونت فرحاً وأملا ً °•.
.•° تزينت سماءنا بلالئي الأنجم اللامعه
وتوشحت بوشاح الفرح والسرور
وهلت بشائر طيور المحبه ترفرف نشوة بقدومك
وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.
.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا
ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه
موشح بالفل والكادي والرياحين°•.
.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك
وفي شوق لعذوبة غدير حروفك لنرتوي منه
ورسم أناملك لنتمتع بابداعك وجماله °•.
.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon

منتدى لبناني مصري المغرب العربي الخليج العربي عالمي
 
الصفحة الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورJalloul Lebanon Gamesالتسجيلدخولاتصل بنا
ثورة لبنان: يا أيها الكبار أسأل من نصبكن في موضع القرار أي قوانين لكي تحسنوا النظام وتحفظوا السلام وانتم الظلم الذي يكسر النظام وينسف الظلام أصرخ للكبار ... للكبار من يمسكون اليوم بالقرار لا تسرقوا الألوان من أمالنا لا تخطفوا الأحلام من أطفالنا غدا تدور دولة القرار ومن وراء دولة القرار لن تستطيعوا عندنا ان تحبسو الينبوع سوف تطلع المياه من فم الصخور وتخلع الحرية النير عن النسور رجالنا بطولة الملاحم نسائنا خصوبة المواسم أطفالنا مستقبل النسائم حدودنا شعاعة المدى وصوتنا مساحة لصدى وحلمنا يعانق المدى فلترفعوا الحصار يا اولياء القهر والقرار يا أيها الكبار....! يا شعب لبنان قاوم فيداك الأعصار لا تخضع فالذل دمار وتمسك بالحق فأن الحق سلاحك مهما جاروا قاوم فيداك الأعصار وتقدم فالنصر قرار أن حياتك وقفة عز تتغير فيها الأقدار يوم تهب ثورة الغضب في أمة الغضب في وقفة العز في انتفاضة الكرامة تندحر الظلامة عندها لن تستطيعوا وقف ما في النهر من هدير سوف يكون السيل لن تستطيعوا رد هذا الويل سوف يكون السيل عليكم سيجرف الحدود من حدودكم ويكسر القرار يا اولياء القهر والقرار يا أيها الكبار...! يا شعب لبنان قاوم فيداك الأعصار لا تخضع فالذل دمار وتمسك بالحق فأن الحق سلاحك مهما جاروا قاوم فيداك الأعصار وتقدم فالنصر قرار أن حياتك وقفة عز تتغير فيها الأقدار
هوِّر يابو الهوَّارة .. بلادي ارض الحضارة يلي ما بيعرفها منيح يرافقني ليها زيارة

 

 المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
colomb



colomb


اربعة نجوم
ذكر
الحمل
نقاط نقاط : 6377
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1015
السٌّمعَة السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/05/2011
العمر العمر : 39
الاقامة الاقامة : الرباط
وسام الادارة

المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Empty
مُساهمةموضوع: المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟   المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Prefer1210.07.11 12:39

المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ 3136118525

المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Thumbnail.php?file=abdellahamgharnew_896231756


تنعقد في فصل الصيف بالمغرب العديد من اللقاءات والمواسم الصوفية السنوية
برعاية رسمية ملحوظة، حيث يتم تنظيم مهرجانات أو مزارات أو جلسات ذكر، أو
عبر أنشطة فكرية ودينية، وسماعيات صوفية وحفلات غنائية أيضا في الكثير من
مدن المملكة.

ويرى مراقبون بأن تشجيع هذه المواسم الصوفية يعد سياسة
للدولة المخزنية التي تهدف أساسا إلى الإلهاء والإخضاع والتفرقة، وإلى
تكسير شوكة الحركة الإسلامية ذات التوجه الثوري والمعارض.

ويعتبر
آخرون أن هذه المواسم والطرق الصوفية تلعب أدورا رئيسية من بينها ضمان
الولاء للمؤسسة الملكية، كما أنها تتيح للفرد الترقي الديني والاجتماعي من
خلال إشاعة المحبة وإزالة الفرقة بين الناس".

الحج إلى المواسم الصوفية

وحج
آلاف الأشخاص يوم السبت 9 يوليو إلى جبل العلم الذي يقع في سلسلة جبال
الريف بالشمال الغربي من المغرب، لحضور الموسم السنوي للطريقة العَلَمية
وزيارة ضريح الولي عبد السلام بن مشيش العلمي.

وبحسب أخبار رجالات
الصوفية بالمغرب وأتباع ومريدي هذه الطريقة، فإن الولي عبد السلام بن مشيش
عُرف بورعه وتدينه وصلاحه، حتى بات أحد أبرز الأولياء الذين أقيم لهم ضريح
يأتيه الآلاف من الزوار كل سنة، قصد التبرك بقبر عبد السلام بن مشيش الذي
توفي سنة 626هـ/ 1229م.

وبمناسبة هذا الموسم الصوفي، تبرع العاهل
المغربي محمد السادس ـ دأبا على عادته ـ بهبة ملكية على هذه الزاوية
العلمية، مثل دعمه المادي والمعنوي أيضا لطرق وزوايا صوفية أخرى كالطريقة
البودشيشية والتيجانية وغيرهما.

وتُنظَّم ملتقيات عالمية للصوفية
تحت رعاية رسمية من أعلى سلطة في البلاد، من قبيل "ملتقى سيدي الشيكر"
للصوفيين، الذي ينعقد في صيغة وطنية في شهر رمضان كل عامين، وأيضا في صيغة
عالمية، بهدف ربط الصلة بين المنتسبين إلى التصوف في المغرب وبالمتصوفين في
مختلف بلدان العالم.

ويشهد المغرب أيضا في الفترة بين 18 و25 يوليو
موسما صوفيا آخر لا يقل شهرة عن موسم بن مشيش، هو موسم عبد الله أمغار.
وتتوزع المظاهر الاحتفالية للموسم بين الأنشطة الدينية بضريح الولي الصالح،
والأنشطة الفكرية والثقافية والترفيهية بمختلف فضاءات الموسم، بحسب الموقع
الرسمي للموسم.

وفي الشق "الفني" للمواسم الصوفية، تنظم جمعية أبي
الحسن الشاذلي المهرجان السنوي للأيام الدولية الصوفية للمديح والسماع
بمدينة شفشاون خلال الفترة الممتدة بين 14 و17 يوليو الجاري.

سياسة الإلهاء

ويتعرض
تنظيم هذا الكم الهائل من المواسم الصوفية دفعة واحدة، ورعاية الدولة لها
ودعمها بشكل لافت، للعديد من سهام النقد التي ترى في ذلك نوعا من
الإستراتيجية السياسية للدولة، تحاول ضرب عصافير عدة بحجر واحد.

وبالنسبة
للباحث المهتم بالحركات الإسلامية الدكتور عبد العلي مجذوب، فإن المواسم
والمهرجانات الصوفية ـ في بُعدها السياسي- لا تختلف في شيء عن مهرجانات
الموسيقى والغناء والرقص وغيرها.

وأكد مجذوب في حديث مع "إسلام أون
لاين" أنها سياسة للدولة "المخزنية" مرسومة بعناية، الهدفُ منها أساسا هو
الإلهاء والإخضاع والتفرقة، مضيفا أن الدولة في مأمن ما دام الناس، ومنهم
الشباب خاصة، غارقين في اللهو، بمختلف ألوانه وتسمياته، ومشغولين بمعارك
"ثانوية" تشق صفهم وتبدد جهودهم.

وأشار مجذوب إلى بعض هذه المعارك
الثانوية، من قبيل معركة "التصوف والسنة" ومعركة "الإسلام والفن" أو
"الدولة الدينية والدولة الحداثية"، إلى آخر المعارك التي تُبعدنا عن
الاهتمام بالمعركة الكبرى، معركة محاربة الاستبداد وقرينه الفساد.

ولاحظ
الباحث أن هذه المهرجانات، بكل أنواعها ومستوياتها، باتت جزءا لا يتجزأ من
سياسات الدولة الكبرى، وهذا ما يفسر أنه تلقى الرعايةَ الفائقة من أعلى
هرم السلطة إلى أسفله، فضلا عن الإمكانيات المادية واللوجستيكية التي تخصص
لتنظيمها.

وتساءل مجذوب: "ماذا يعني، مثلا، أن تشملَ الدولةُ
برعايتها الخاصة مهرجانات الرقص والمجون والميوعة، إلى جانب مواسم الأولياء
والطرق الصوفية، ومهرجانات الأضرحة والبدع والشعوذة"؟

"كسر" الإسلاميين المعارضين

وبدوره،
انتقد عضو مسؤول في أحد المجالس العلمية المحلية التي تتبع لوزارة الأوقاف
ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ في تصريح مقتضب لـ"إسلام أون لاين"، الدعم المادي
الضخم الذي يُمنح لبعض المواسم والملتقيات الصوفية المعروفة بالمغرب، خاصة
ملتقى سيدي شيكر.

ويرى المصدر أنه كان الأجدر بتخصيص هذه الأموال من
أجل إقامة مشاريع اقتصادية مفيدة للشباب العاطل من حملة الشهادات الجامعية
العليا، مبرزا أن التعاطي الحالي مع ملف الطرق الصوفية تنقصه الواقعية
والمصداقية.

ويعود الدكتور عبد العلي مجذوب ليحدد الهدف الرئيس من
سياسة المخزن في هذا الشأن، موضحا أن الشعب "اللاهي" و"المخدَّر" يسهل على
الحاكم إخضاعه والتحكم فيه، وتوجيهُه حسب ما يريد ويهوى.

ويربط
مجذوب، في تصريحاته لـ"إسلام أون لاين"، هذا الهدف العام بهدف ثان تجعله
الدولة على رأس أولوياتها، وهو كسر شوكة الحركة الإسلامية، في شقها الثوري
الرافض و"العاصي"، الذي بات يشكل النواة الصلبة للمعارضة الشعبية الحقيقة
التي تهدد وجود النظام المخزني اليوم وغدا.

واستطرد: إشغال هذه
الحركة الإسلامية بخصومها، في معارك ثانوية لا تنتهي، يعتبر هدفا
إستراتيجيا للدولة، لهذا لا نستغرب كثرة هذه القضايا المسائل "الشرعية"
والمعارك الفكرية والفقهية، التي أصبحت تثيرها هذه المهرجانات، والتي نجد
الحركة الإسلامية فيها دائما متهمةً مجرَّحة، ومشكوكا في نواياها وأهدافها.

وزاد
مجذوب هدفا آخر يتمثل في حرص الدولة على أن تظهر دائما، للخارج أساسا،
بمظهر الدولة "الحداثية"، التي يتعايش فيها النقيضان، ويتصالح فيها المجون
والفسق والضلال مع الدين والتقوى والصلاح، وحيث الدولة ترعى كل شيء ما دام
يفتل في حبل تقوية سلطانها وإحكام قبضتها على البلاد والعباد" وفق تعبير
المتحدث.

الولاء الروحي والسياسي

لكن
في الجهة المقابلة، هناك مراقبون يرون في التنظيم المكثف للمواسم
والملتقيات الصوفية ورعايتها بمختلف الوسائل، أمرا يحقق عدة إيجابيات
وأدوار هامة على الصعيد الفردي والجماعي والسياسي بالنسبة لسياسة الدولة.

وبحسب
هؤلاء، تلبي هذه المواسم والمهرجانات الصوفية أهم الحاجات الروحية للفرد،
من خلال رقيه نحو درجات أعلى من التربية وتزكية النفس ونشر المحبة بين
الناس، في خضم هيمنة التصوف كشكل من أشكال التدين في المجتمع المغربي.

وفي
سياق ذي صلة، يعتبر باحثون مختصون، من قبيل الدكتور عباس بوغالم، أن الطرق
الصوفية التي تنظم مواسمها السنوية للتواصل بين مريديها، تنشط بشكل بارز
في خضم "غياب وجود مؤسسات وتنظيمات حاضنة ومستوعبة لتزايد متطلبات التأطير
الديني، وعجز أغلب تنظيمات الحركة الإسلامية عن الاستجابة الكاملة لحاجات
التأطير الديني".

ولأن الطرق والزوايا الصوفية ما فتئت تلعب أدوارا
حاسمة في المجتمع المغربي، وفي نسج نسقه السياسي الرئيسي بشكل مؤثر أحيانا،
فإن الدولة وعت بهذا الوضع وأدركته مبكرا، لهذا حرصت السلطة على كسب ورقة
الصوفيين بشتى الأشكال، سيما عبر خيار الترغيب والتقريب من خلال سياسة
الهبات والمنح والمكرمات.

غير أن بوغالم يبرز دورا آخر لهذه الطرق
الصوفية، يتجلى في كونها تعمل بكل الطرق التي يتيحها إشعاعها على "ضمان
الولاء" للمؤسسة الملكية، وتأمين ما يسميه الباحث حاجياتها الضرورية على
مستوى الشرعنة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لبنان



لبنان


ذكر
الجدي
نقاط نقاط : 106071
عدد المساهمات عدد المساهمات : 979
السٌّمعَة السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 07/07/2011
العمر العمر : 49
الاقامة الاقامة : لبنان
تعليق تعليق : لا اله الا الله
وسام الادارة

المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟   المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Prefer1210.07.11 12:44

نشأة الصوفية

التصوف تصورات دينية انتشرت في العالم الاسلامي في بداية الأمر كنزعات فردية تدعو إلى العبادة و الزهد فى الحياة، وذلك كرد فعل لزيادة الفساد واالترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا وحركات منظمة ومعروفة باسم الصوفية. ولا شك ان ما يدعو اليه الصوفية من الزهد والورع والتوبة والرضا, انما هي أمور من الاسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية. وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها.

جميع المؤرخون يتفقون على ان التصوف نشأ وترعرع في العراق، حيث برزت أسماء كبرى قد ساهمت بتأسيسه، منها: داود بن نصير الطائي، رابعة العدوية، معروف الكرخي، السري السقطي، الجنيد البغدادي، وغيرهم الكثيرون([1]). ولكن اختلفت آراء الباحثين حول الكيفية التى بدأ بها التصوف فى العراق وفى غيره من الدول ، وكذلك عن التوقيت بالتحديد ، على عدة آراء :
1- رأى يقول أن التصوف الاسلامي، هو امتداد طبيعي لعقيدة (وحدة الوجود العرفانية) التي بدأت تنتشر في الشرق الاوسط، بالذات في العراق والشام ومصر، منذ القرن الثالث قبل الميلاد. وهي عقيدة تحاول ان تمزج بين (روحانية الشرق الآسيوي ومنطق الاغريق). فبعد سقوط آخر دولة عراقية في القرن السادس قبل الميلاد على يد الفرس، واحتلال الشام ومصر من قبل الاغريق ثم الرومان، بدأ يتغلغل في هذه البلدان تياران دينيان جديدان: التيار الديني الآسيوي(الهندي الصيني) المتضمن (عقيدة وحدة الوجود)عن طريق ايران، ثم التيار الفكري اليوناني (علم المنطق) عن طريق الاغريق أنفسهم ثم الرومان. لقد امتزج هذان التياران الجديدان مع ديانة عبادة الكواكب العراقية وديانة البعل الشامية وديانة خلود الآخرة المصرية. نتج من هذا مزيج يجمع بين (عقيدة وحدة الوجود الآسيوية) و(المنطق الاغريقي) و(عقيدة المهدي ـ المسيح ـ المخلص) العراقية، وعقيدة (الخلود الآخروي) المصرية. تجدر الإشارة، إلى أن (مفهوم وحدة الوجود) في أصله هو مذهب آسيوي واضح الحضور في الأديان الصينية والهندية، مثل البوذية والتاوية والهندوسية. بينما أديان البحر المتوسط ( بضفتيه الأوربية والشرقية) هي بطبعها أديان ثنائية تميز بصورة واضحة بين(الخالق والمخلوق). فالديانة العراقية القديمة وكذلك المصرية والشامية، بالاضافة الى الأديان السماوية، جميعها بدرجات مختلفة تعتبر القوى الالهية مقيمة في السماء العليا ومنفصلة جوهرياً عن مخلوقاتها على الارض .
2- ورأى يقول أنه كدأب أي انحراف يبدأ صغيراً، ثم ما يلبث أن يتسع مع مرور الأيام، فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال: إبراهيم بن أدهم، مالك بن دينار، وبشر الحافي، ورابعة العدوية، وعبد الواحد بن زيد، إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام، وتحريم تناول اللحوم، والسياحة في البراري والصحاري، وترك الزواج. يقول مالك بن دينار: "لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، ويأوي إلى مزابل الكلاب". وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص من كتاب أو سنة، ولكن مما يجدر التنبيه عليه أنه قد نُسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية .
ـ وفي الكوفة أخذ معضد بن يزيد العجلي هو وقبيلُه يروِّضون أنفسهم على هجر النوم وإدامة الصلاة، حتى سلك سبيلهم مجموعة من زهاد الكوفة، فأخذوا يخرجون إلى الجبال للانقطاع للعبادة، على الرغم من إنكار ابن مسعود عليهم في السابق .
ـ وظهرت من بعضهم مثل رابعة العدوية أقوال مستنكرة في الحب والعشق الإلهي للتعبير عن المحبة بين العبد وربه، وظهرت تبعاً لذلك مفاهيم خاطئة حول العبادة من كونها لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار مخالفةً لقول الله تعالى: (يَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً).
ـ يلخص شيخ الإسلام ابن تيمية هذا التطور في تلك المرحلة بقوله: "في أواخر عصر التابعين حدث ثلاثة أشياء: الرأي، والكلام ، والتصوف، فكان جمهور الرأي في الكوفة، وكان جمهور الكلام والتصوف في البصرة، فإنه بعد موت الحسن وابن سيرين ظهر عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء، وظهر أحمد بن علي الهجيمي ت200هـ، تلميذ عبد الواحد بن زيد تلميذ الحسن البصري، وكان له كلام في القدر، وبنى دويرة للصوفية ـ وهي أول ما بني في الإسلام ـ أي داراً بالبصرة غير المساجد للالتقاء على الذكر والسماع ـ صار لهم حال من السماع والصوت ـ إشارة إلى الغناء. وكان أهل المدينة أقرب من هؤلاء في القول والعمل، وأما الشاميون فكان غالبهم مجاهدين". ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار .
3- إنَّ الثابتَ مِن الكتب التي كتبها كثيرٌ مِن المعاصرين عن الصوفية، ومِن القدماء: أنَّ أولَّ مَن أسَّـس التصوف هم: الشيعة، وأنَّ هناك – بالذات - رجليْن كانا لهما دورٌ في ذلك :
الأول: يسمَّى عبدك ، والثاني: يسمَّى أبو هاشم الكوفي الصوفي المتوفى سنة (150هـ)، أو " أبوهاشم الشيعي" ، فهما اللذان أسَّـسا دين التصوف .
فالصوفية أجمع هي وليدة التشيع .. بدأت حركة زهدية علماً "أن الزهد في المشرق [والآن أضف المغرب] إنما تطوّر إلى تصوّف على أيدي الزهاد الفرس الذين يمثلون عصب التشيع ودمه الفوّار" ([2]) .
4- ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قُربها من بلاد فارس، والتأثُّر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب، حيث إن التيارات العرفانية كانت سائدة بين العراقيين قبل الاسلام، مثل(المندائية) و(المانوية) و(التنسك المسيحي).
وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث الهجري. وواصلت الصوفية انتشارها في العراق ثم إيران ومصر والمغرب, وظهرت من خلالها الطرق الصوفية .

نشأة الطرق الصوفية: وضع أبو سعيد محمد أحمد الميهي الصوفي الإيراني430هـ أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلا عن طريق الوراثة .
ويذهب مؤلف موسوعة الصوفية "عبد المنعم الحفني" وغيره إلى أن عبد القادر الجيلاني، صاحب الطريقة القادرية (471ـ 561هـ)، هو أول من نادى بالطرق الصوفية وأسسها وكانت الرفاعية هي ثاني طريقة، وتلت هذه الطريقة المولوية المنسوبة إلى الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي ... وتنتشر في العالم اليوم مئات الطرق، إضافة إلى طرق كثيرة اندثرت، وقد أحصى مؤلف "الموسوعة الصوفية" أسماء 300 طريقة صوفية في عدد بسيط من الدول الإسلامية، ناهيك عن الدول الأخرى .
"ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها، حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي، فظهرت الطريقة القادرية ... كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي (ت 540هـ)... وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن (549ـ 587هـ) صاحب مدرسة الإشراف الفلسفية .
وفي تلك المرحلة، وفي مراحل أخرى برز عدد كبير من رموز الصوفية من ذوي الأصول الفارسية مثل الحلاج والبسطامي والسهروردي والغزالي وغيرهم الكثير ممن اعتبروا مرجعاً ورمزاً لجميع المتصوفة حتى يومنا هذا. كما أن كتب وأفكار شيوخ الصوفية القدامى هي التي تسير عليها الطرق الصوفية اليوم([3]).

هذا وقد تنازع العلماء والمؤرخون في أول مَن تسمَّى بالصوفى. على أقوال ثلاثة([4]) :
أ ـ قول شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه: أن أول من عُرف بالصوفي هو أبو هاشم الشيعى الكوفي ت150هـ بالشام بعد أن انتقل إليها، وكان معاصراً لسفيان الثوري ت 155هـ. وكان معاصراً لجعفر الصادق وينسب إلى الشيعة الأوائل، ويسميه الشيعة مخترع الصوفية. وهو الذي بنى زاوية في مدينة الرملة بفلسطين وكان أبو هاشم حلولياً دهرياً يقول بالحلول والاتحاد .
ب ـ يذكر بعض المؤرخين أن عبدك ـ عبد الكريم أو محمد ـ المتوفى سنة 210هـ هو أول من تسمى بالصوفي، ويذكر عنه الحارث المحاسبي أنه كان من طائفة نصف شيعية تسمي نفسها صوفية تأسست بالكوفة. بينما يذكر الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع أن عبدك كان رأس فرقة من الزنادقة الذين زعموا أن الدنيا كلها حرام، لا يحل لأحد منها إلا القوت، حيث ذهب أئمة الهدى، ولا تحل الدنيا إلا بإمام عادل، وإلا فهي حرام، ومعاملة أهلها حرام.
جـ ـ يذهب ابن النديم في الفهرست إلى أن جابر بن حيان تلميذ جعفر الصادق والمتوفى سنة 208هـ أول من تسمى بالصوفي، والشيعة تعتبره من أكابرهم، والفلاسفة ينسبونه إليهم .




مع التحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لبنان



لبنان


ذكر
الجدي
نقاط نقاط : 106071
عدد المساهمات عدد المساهمات : 979
السٌّمعَة السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 07/07/2011
العمر العمر : 49
الاقامة الاقامة : لبنان
تعليق تعليق : لا اله الا الله
وسام الادارة

المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟   المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Prefer1210.07.11 12:45

التصوف الفرنكوأمريكي الجديد في المغرب

بسم الله الرحمن الرحيم

عند تفحص المكتبة العربية أو التجول في مواقع الشبكة العنكبوتية للبحث عن الدراسات و البحوث العلمية عن الطرق الصوفية يجد الباحث ركاما هائلا من الكتب والبحوث والمقالات عن الطرق الصوفية و عقائدها و تاريخها و شعائرها بيد أنه لن يجد شيئا بالعربية تقريبا عن فئة جديدة من الصوفية برزت بقوة في السنوات الأخيرة في المغرب و التي يمكن نعتها بالصوفية الفرنكوأمريكية الجديدة , فهي جديدة لما تتسم به من خصائص " عصرانية" مخالفة للمعهود من الصوفية بمختلف طرقهم المشرقة و المغربة وهي فرنكو أمريكية لأن القائمين عليها فرنكفونيين مشبعين بالثقافة الفرنسية ولكنها تشبه حركات"العهد الجديد"النصرانية في الولايات المتحدة الأمريكية كما أنها تستجيب للمواصفات الأمريكية المطلوبة و توصيات مراكز البحث الأمريكية المهمة المتكررة بدعم التصوف وتكوين دعاته و تدريبهم حتى يكونوا في مستوى مواجهة ما يسمونه بالأصولية الإسلامية مثل مؤسسة راند و مركز و تصريحات أمريكية متعددة في هذا الصدد و وقد اعترف المستشرق الشهير برنارد لويس المعروف بصهيونيته وعداوته الشديدة للإسلام والمسلمين بأن الغرب يسعى إلى مصالحة (التصوف الإسلامي) ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط (فصل الدين عن الحياة)، وإقصاء الإسلام نهائيًا عن قضايا السياسة والاقتصاد، بنفس الطريقة التي استخدمت في تهميش النصرانية في أوروبا والولايات المتحدة. وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري بعد أن يذكر توصية للجنة الحريات الدينية التابعة للكونجرس الأمريكي بضرورة تشجيع "حركات الإسلام التقليدي والصوفي : "ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام يشجع الحركات الصوفية، ومن أكثر الكتب انتشارًا الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي، وأشعار جلال الدين الرومي".

التخريف و التغريب أوعندما ترتدي الخرافة ثوب الحداثة:

الثوب الجديد الذي يبرز به التصوف في المغرب هذه السنوات الأخيرة غريب و ملفت جدا للنظر فهو يزاوج بين قمة الخرافة فكرا وممارسة و خطابا و الخطاب العقلاني والحداثي العلماني في نفس الوقت!, وذلك حسب مقام الخطاب! , فإذا كان كلنا أو أغلبنا على الأقل قد تعود على أن الطرق الصوفية هي ظاهرة تقتصر أو تكاد على أوساط العوام الأميين وأشباه الأميين حيث ينحصر الخطاب الصوفي في ترديد الخرافات عن كرامات شيوخهم و مجاذيبهم وينحصر نشاطهم الصوفي على الموالد و الحضرات والشعوذة والسحر و يغلب على رموزهم السمت التقليدي في الهيئات واللباس و التظاهر بالتدين, فإن المغرب يشهد منذ سنوات حركة تصوف نشطة تخالف ذلك النمط التقليدي مخالفة شديدة في ظاهرها و إن كانت تتفق معه في أصوله, فالقائمون على هذا التصوف الجديد مثقفون فرنكفونيون و أكاديميون في مختلف تخصصات العلوم الإنسانية و غيرها و العمل جار على قدم و ساق منذ تعيين أحمد توفيق أحد مريدي الطريقة البوتشيشية المقربين من شيخها على رأس وزارة الأوقاف على اكتساح المجتمع و خاصة نخبه المثقفة و المتعلمة و اعادة تصويفه من جديد بعد أن تراجعت الظاهرة الطرقية في المغرب تراجعا كبيرا نسبيا منذ أيام الجهاد والكفاح ضد المستعمر الفرنسي و الإسباني بسبب خذلان أغلب رموزها للجهاد و عمالتها للمستعمر, مما ترك المجال واسعا للصحوة الإسلامية و الجماعات والحركات الإسلامية, و في الواقع إن دعم المخزن{ النظام} في المغرب للتصوف ليس بجديد و إنما نشهده هو تكثيف شديد للدعم, فقد ظل التصوف المدجن دوما مدعوما من المخزن عبر الهبات والذبائح الملكية الموسمية التي توزع على مشايخ الطرق و سدنة الأضرحة التي يحرص على تقديمها بحضور الحاجب الملكي و عامل الإقليم الذي توجد الزاوية في مجال نفوذه, ذلك الدعم الملكي الذي يشمل حتى تلك الطرق المجمع على انحرافها و زيغها حتى بين غيرها من الصوفية أنفسهم بسبب ايغالها في الشعوذة المفضوحة والطقوس الوحشية, مثل عيساوة أصحاب الطقوس الهمجية الذين يفترسون في موسمهم السنوي أضحيات المعز التي يلقيها إليهم الأغمار من الرجال و النساء من فوق السطوح وهي حية ترزق دون ذبح شرعي, بعد أن يعملوا فيها أظافرهم الحديدية و أنيابهم, فيما الدماء تسيل على وجوهم و ثيابهم,و يستوي في ذلك الرجال و النساء منهم في مشهد همجي ووحشي يفوق الخيال!, أو حمادشة الذين يضربون رؤوسهم بالشواقير المهندة أو القضبان الغليظة الرأس أو الهراوات المطوقة بالمسامير!! و الذين صار موسمهم المدعوم بالهبات والأضحيات الملكية فرصة لتوافد الشاذين جنسيا في أعداد غفيرة من مختلف أنحاء المغرب ليرتكبوا جرائمهم الفاحشة و المخزية في حماية العرافات اللاتي يزعمن بأن حضورهم لا بد منه لنزول البركة وقضاء الحاجات! وللتعرف أكثر على أنشطة الطرق الصوفية في المغرب و طقوسها التي تكرس الجهل و عبودية البشر للبشر والخرافة و ما تلقاه من دعم من المخزن و من أحزاب اليمين واليسار حتى حزب "الاتحاد الاشتراكي" التقدمي العتيد يمكن الرجوع الى كتاب الدكتور محمد وراضي " عرقلة الفكر الظلامي الديني للنهضة المغربية" الذي صدر في الآونة الأخيرة الذي يعد من أروع ما كتب عن هذه الظاهرة في المغرب و تطوراتها في السنوات الأخيرة, لما بذله مؤلفه من جهد في البحث الميداني و تتبع الظاهرة و الاطلاع على كتب القوم ولما اتسم به أسلوبه من طرافة و جرأة على تسمية الأمور بمسمياتها و كشف المسكوت عنه بعد أن جبن الكثيرون أو انساقوا مع المخزن و منهم و عاظ السلطان و مثقفون مرتزقة و غيرهم.

إلا أن الدعم تكثف تكثفا شديدا و صعد صعودا مذهلا منذ قرار محمد السادس انتهاج سياسة ما يسمى باعادة تشكيل الحقل الديني التي من أهم دعاماتها دعم التصوف تحت شعار " عقد الأشعري و مذهب مالك و تصوف الجنيد السالك" ! و الحرب على السلفية, حيث لم تسلم حتى جمعية دور القرآن التي كان يشرف عليها الشيخ محمد المغراوي فأغلقت السلطات كل فروعها, ولم يشفع له منهجه الذي عرف به من ولاء للمخزن و بعد عن السياسة إلا عند مهاجمته لمعارضي المخزن!
و من مظاهر هذا الدعم و خاصة منذ تعيين أحمد توفيق على رأس وزارة الأوقاف وشروع المخزن في سياسة التصويف المكثف الذي اكتسح كل المجالات هو" تكثيف عقد و تنظيم ندوات تعنى بالتصوف و الزوايا بعضها يتم تحت الرعاية الملكية بحيث لا يمر شهر دون الحديث عن تنظيم ندوة أو تظاهرة عن
التصوف مع ترويج واسع لموضوع التصوف و الزوايا من قبل مختلف وسائل الاعلام الوطنية أو المكتوبة و المرئية" اضافة إلى تنظيم عديد المهرجانات الصوفية التي تتجند وسائل الاعلام للترويج لها مثل مهرجان سيدي شقير في أصيلة و مهرجان الموسيقى الروحية و مهرجان الثقافة الروحية في فاس و كلا الأخيرين في الواقع مهرجانان للغناء و الطرب واللهو يشارك فيهما إلى جانب فرق السماع الصوفي الموسيقية و غيرها مطربون و مطربات بعضهم لا علاقة لهم بالتصوف من قريب و لامن بعيد حتى ولو بالادعاء و بعض المطربات متبرجات وكاشفات الشعور لا يختلفن عن غيرهن من المطربات مثل المطربة أمنية أبو أمل المتخصصة في تقليد أم كلثوم و المطربة عائشة رضوان وبعض المغنين و المغنيات من الكفار الأجانب الذين لا ينتسبون إلى ملة الإسلام حتى بالهوية مثل احدى المطربات الزنجيات الامريكيات, هذا بالاضافة إلى ورشة موسيقية أشرفت عليها في مهرجان الثقافة الصوفية الأخير,الموسيقية الفرنسية ناتالي شاتو أرتو و الموسيقي الفرنسي فريديرك كالمس....

وفي اطار هذه الخطة المحمومة التي ينتهجها المخزن المغربي لدعم التصوف في المغرب و اعادته إلى الحياة بعد ان كاد ينزوي و يذبل في الزوايا و بين ردهات الأضرحة و روائح البخور و الجاوي و طقوس الشعوذة والسحر, فإذا به اليوم بقوة المخزن و اعلامه و الممولين الداخليين والخارجيين يخترق الجامعات و الندوات الفكرية و يتحدث عن قضايا التنمية و البيئة و السلام العالمي !!! كان المنتدى التي عقد في مدينتي طنجة و تطوان بين 25 يوليو و 30 يوليو تحت عنوان براق و مخادع كما سوف يأتي بيانه ألا وهو " المنتدى العالمي الأول للطريقة المشيشية الشاذلية"!!! , وقد تركزت المحاضرات على محور " الدور الصوفي تجاه قضايا المجتمع" مثل " التصوف و المواطنة" و " التصوف ووحدة المغرب العربي" و" التصوف وحوار الأديان" و كأن التصوف صار ملح الطعام لا غنى عنه وهو الحل لكل مشاكل الإنسان و المجتمع و الدولة! , و الملاحظ دوما في كل هؤلاء المحاضرين المثقفين من الصوفية الجدد سواء في هذا الملتقى أو في محاضراتهم الأخرى التي يلقونها أمام المثقفين أنهم يمارسون التقية الشيعية, فهم يتجنبون كل التجنب ذكر الجانب المظلم والخرافي للتصوف رغم دعوتهم له في زواياهم و حضراتهم ولقاءاتهم الخاصة و طقوسهم , فتلك المحاضرات التي يتظاهرأصحابها بالحداثة و العقلانية تخفي ما يمارس في الزوايا مثل الزوايا البوتشيشية و حليفتها و أمها من الرضاع العليوية من ممارسات تبلغ المدى في تكريس الجهل و الخرافة و اهانة الكرامة الإنسانية وللعقل, من عبودية البشر للبشر وصراخ هستيري كلما ذكر اسم الشيخ وترويج للخرافات التي تمثل انتكاسة للعقل المسلم و لكتب تنحط بالعقل الإنساني إلى هاوية سحيقة مثل كتاب" الابريز" الذي أملاه الجاهل الأمي عبد العزيز الدباغ على أحد تلاميذه , الذي تكفي نظرة على محتواه ليدرك المرء الهاوية السحيقة و الانتكاسة التي تراد بالمجتمع المغربي من جديد و خاصة طلائعه المثقفة, بما يحويه من الشرك بالله العظيم و الخرافات العجيبة و المذهلة التي لا يكاد المرء يصدق أن يكون هناك مثقف يعرف دين الإسلام يمكن أن يصدق بها فضلا عن أن يدعو لها !, وهو ما يعيد إلى الأذهان ما يؤكده الكثيرون ممن يعرفون القوم, ـ وقد سمعت هذا حتى من بعض رموز البوتشيشية أنفسهم ـ بأن نسبة كبيرة ممن يلتحقون بهذه الطريقة إنما هدفهم تحقيق المصالح الشخصية, و يكمن سبب ذلك في النفوذ الكبير الذي تتمتع به الزاوية في البلاد وفي الادارة المغربية مما يجعل الارتباط بها طريقا لتحقيق المصالح الدنيوية و الحصول على المناصب و الامتيازات, و ليس ايمانا خالصا بمعتقدات الطريقة و شعائرها و كذلك كتاب"التشوف إلى رجال التصوف" لابن الزيات الذي حققه أحمد توفيق وزير الأوقاف البوتشيشي, فالمحاضرات التي تلقى لا علاقة لها بالتصوف و ممارساته و إنما هي شعارات براقة مواكبة لثقافة العصر السائدة يراد بها تلميع التصوف و اكسابه حلة عصرية و عقلانية و حداثية و لذلك فعندما سأل أحد الصحفيين الحاضرين أحد المحاضرين عن ماهية علاقة التصوف بالتنمية, بعد أن ظل عديدالمحاضرين يكررون عن الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه التصوف في التنمية ! لم يتلق جوابا, لأن الأمر مجرد شعار براق لا أكثر و لا أقل. أما الحديث عن الأخلاق و أن معنى التصوف هنا هو تركيزه على الجانب التربوي و الاخلاقي أو ما يسميه بعضهم بالتخليق الذي تهتم به الصوفية كما يزعمون, فهو شعار أجوف و مخادع, فكل من خالط هؤلاء القوم عرف أن أغلبهم بعيدون عن حسن الخلق و الاستقامة وهم أقل التزاما بالخلق الكريم وأحكام الشريعة بكثير من العاملين للإسلام بمختلف تياراتهم, حتى تلك المعروفة بآفة الجفاف الروحي و الضعف التربوي و طغيان التسيس, بل يفشو فيهم اضاعة الصلوات و تأخيرها عن وقتها والمجاهرة بالمحرمات مثل الاقتراض بالربا والاختلاط بالنساء وانعدام الأمانة, وفحش القول وفيهم من يشرب الخمر أو يتعامل بها و يغلب عليهم إلا قليل منهم التهالك على متاع الدنيا و يصدق فيهم قول د. محمد وراضي :"إن البودشيشيين انطلاقا من الأضواء التي تم تسليطها عليهم حتى الآن " لا يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"! و سيماهم غير دالة على أنهم " لا يسألون الناس إلحافا"! وسلوكم لا يدل على أنهم " يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسوله"!

وقد حضر المنتدى و حاضر فيه عدد كبير من المثقفين و الرموز الصوفية من البلاد العربية و الغربية, كان من أبرزهم الثنائي الصوفي فوزي الصقلي أهم مثقفي الطريقة البوتشيشية وزعيم التيارالفرنكفوني فيها , و خالد بن تونس شيخ الطريقة العليوية اللذان يعتبران أهم رمزين من المغرب العربي لهذا النوع الجديد من التصوف الذي يمثل تطويرا و تجديدا للتيار الصوفي الذي عرف في فرنسا و البلاد الغربية منذ عشرات السنين باسم تيار " المدرسة التقليدية " , أو ما يسمى بالفرنسية ب"لي تراديسيوناليست" و بالإنجليزية " تراديسويناليستس" , الذين عروفوا بنقدهم الشديد للحداثة الغربية وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسي ريني غينون{1886ـ 1951} الذي كان يؤمن بوحدة الأديان و تعمق في الهندوسية بعد خيبة أمله في قدرة الكاثوليكية على مواجهة الحداثة ثم اتصل بالشاذلية في مصر و أعلن اعتناق الإسلام وقد روج للمدرسة التقليدية التي تقوم على مبدأ وجود حكمة أزلية مشتركة بين الديانات الكبرى مثل النصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية والإسلام التي رغم اختلافها الظاهري فهي تمثل طرقا صحيحة و جديرة بايصال السالك إلى الحكمة الأزلية المطلقة الكامنة في الروح الباطنة لكل الأديان,و يؤكد البعض بأن اعتقاده الحقيقي كان مذهبا من المذاهب الهندوسية فمثلا في احدى مراسلاته إلى أحد تلاميذه يقول له بأنه يعلم بأن الهندوسية هي أقرب إلى الحقيقة و لكنها بعيدة جدا عن عقلية الأوروبي و لكن التصوف الإسلامي هو أقرب إلى عقليته! ولذلك فهو يرشح التصوف الإسلامي طريقا للإنسان الأوروبي الباحث عن الحقيقة, و في فترة يبدو أنها سابقة لهذه الرسالة وصلته رسالة من احدى قريباته في فرنسا وهو مقيم في القاهرة تخبره فيها برغبتها وزوجها في اعتناق الإسلام فنصحها بالتريث والانتظار لأنه كان له أمل في أن يصلح أمر الكاثوليكية, و من أهم تلاميذه الذين روجوا لتياره" فريتيوف شوون" السويسري {1907ـ1998} الذي انضم إلى الطريقة العليوية على يد مؤسسهاأحمد بن عليوة المستغانمي ثم أسس الطريقة المريمية بعد وفاة أحمد بن عليوة, و قد طفحت كتاباته بفكرة الدين الأزلي و الحكمة المطلقة الكامنة في الأديان الكبرى التي كان يرى صلاحها كلها للوصول إلى الحقيقة المطلقة, و لا زالت طريقته المريمية تنشط إلى يومنا هذا في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية و غيرهما,وهي تضم مريدين ينتسبون إلى الإسلام و اليهودية والنصرانية, لأن كل سالك يمكن أن يتربى على دينه حتى يصل إلى الحقيقة المطلقة, وقد عرفت الطريقة بالتهاون بأمر الشريعة فقد أباح شوون لأتباعه في الولايات المتحدة شرب البيرة و ترك الجمعة بدعوى أنهم يعيشون وسط ضغط المجتمع الأمريكي المعادي, كما أباح لهم تأخير صلاة الفجر لأنه في عصر الكهرباء يصبح وقت الشروق مع اشعال النور الكهربائي حسب قوله! وقد ربط طريقته بالعذراء مريم و جعل لها تمثالا في غرفته في أواخر الاربعينات,كما دعا إلى العري المقدس بعد أن زعم أن العذراء البتول عليها السلام قد تجلت له عارية في منامه سنة 1958 ! و قد أقام فترة بين احدى قبائل الهنود الحمر التي اتبعت دعوته في الولايات المتحدة حيث رفعت ضده قضايا بتهمة التحرش الجنسي بالفتيات و انتهاك عرضهن , و من أهم مؤلفات شوون " الوحدة المستعلية للأديان" و" عين القلب" و" الأديان بين الجوهر و المظهر", ويعد الفيلسوف الايراني حسين نصر ـ أو رجل المناصب المتأله كما يسميه مهرزاد بروجردي ـ أبرز أتباع شوون في البلاد الإسلامية الذي كان شخصية ثقافية مرموقة في البلاط البهلوي و تقلد مناصب متعددة من بينها رئيس مكتب الشاهبانو الخاص{1978ـ1979} و سفير ايران المتجول للشؤون الثقافية {1975ـ1979} و قد غادر ايران بعد الثورة و يشغل اليوم منصب أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن و من أبرز تلاميذه أيضا البريطاني مارتن لينغس صاحب الكتاب الشهير في السيرة النبوية و الفيلسوف الفاشي و المنظر العنصري الايطالي يوليوس إيفولا الذي استلهمت أفكاره العديد من تنظيمات أقصى اليمين الارهابية في ايطاليا , فإذا عرفنا هذه الجذور أدركنا سر التقارب الكبير بين التيار التجديدي للمدرسة التقليدية الذي ينتمي إليه فوزي الصقلي و خالد بن تونس و الذي تصالح مع جانب كبير من مواضعات الحداثة والبوذيين و غيرهم من أهل الملل المخالفة لدين الإسلام و كذلك سبب تحللهما الكبير من أحكام الشريعة و لذلك فلا عجب أن عرف هذا الثنائي بتعاونهما الوثيق مع البوذيين وخاصة رفيق دربهما في فرنسا البوذي الفرنسي لاما دانيس و ذلك ما يفسر دعوة أحد البوذيين إلى" منتدى المشيشية الشاذلية" المزعومة ليحاضر فيه!!

أما فوزي الصقلي فهو فرنكفوني حتى النخاع لغة و تفكيرا وهو لا يكتفي بالمحاضرة بالفرنسية بل يفضل الحديث بها في حياته اليومية و خاصة و أن زوجته فرنسية وهي بالمناسبة ليست محجبة, لأن الحجاب والالتزام بأحكام الشريعة ليس له أهمية كبرى عند أغلب البوتشيشية كما سوف نرى لاحقا بل يعد مسالة شخصية, رغم ما يرددونه من أن طريقتهم تهتم بأمر الشريعة, و لكن نكتفي هنا بالاشارة إلى أن زكية زوانات وهي الأكاديمية المغربية الفرنكفونية المقيمة في المغرب التي تعد أبرز مثقفة بوتشيشية و صاحبة عديد المؤلفات الصوفية بالفرنسية, هي أمرأة متبرجة تحاضر عن التصوف و شعرها مكشوف ووجهها مطلي بالمساحيق ! كما أن حفيدة حمزة بوتشيش شيخ الطريقة الذي يعتبره أتباعه الولي والشيخ المربي الوحيد الموجود على أرض البسيطة في أيامنا هذه, و المقيمة في الحي المحمدي في الدار البيضاء امرأة متبرجة أيضا و تلبس لباسا لا يزيد أو يكاد عن مستوى الركبة!, وهي رغم ذلك تعطي الاذن بأوراد الطريقة لأنها تنتمي إلى العائلة البوتشيشية المقدسة!, وقد درس الصقلي في مدرسة فرنسية في فاس منذ نعومة أظفاره ثم واصل دراسته العليا في فرنسا حيث حصل على الدكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة السربون ثم قاده تأثره بقراءاته لريني غينون إلى الاهتمام بالطاوية في البداية { فلسفة دينية صينية} التي كانت موضة في ذلك الوقت بين بعض الأوساط الفرنسية المهتمة بالروحانيات الشرقية, قبل أن يقرر البحث عن شيخ صوفي مغربي ليرشده وهو ما أوصله إلى اعتناق البوتشيشية ويعد الصقلي بعد تجميد طه عبد الرحمن لنشاطه مع الزاوية البوتشيشية احتجاجا على اختراق المخابرات المغربية لها حتى العظم حتى صاروا يتحكمون في كل مفاصلها وعلى توجهات فوزي الصقلي و أحمد توفيق و أضرابهما من المهيمين على الزاوية التي تهدف إلى مصالحة العلمانية مع التصوف , أهم مثقفي هذه الطريقة التي صارت المفضلة عند المخزن في المغرب حتى قيل بأنها صارت دين الدولة الجديد!! و يعرف الصقلي بمواقفه وتصريحاته العدائية لمن يسميهم بالأصوليين الذين يتهمهم بالدعوة إلى الهرطقة و أنه لا لقاء بينهم وبين الصوفية , وقد لعب الصقلي دورا كبير ا في نشر البوتشيشية في فرنسا و خاصة و أنه كان مقدم الطريقة في فرنسا, و من الذين اعتنقوها على يديه هناك مغني الراب الفرنسي ذو الأصل الكنغولي عبد المالك الذي يصرح في كتابه " فليبارك الله فرنسا!" أنه كان من جماعة التبليغ ثم اختلف معهم لأنهم نهوه عن الاشتغال بالموسيقى و لأنهم وغيرهم من الجماعات الإسلامية التي تعرف عليها في فرنسا يعيشون ضمن ثنائية الحلال و الحرام كما يذكر ذلك في كتابه الآنف الذكر,وذلك لم يرق له فوجد الحل مع البوتشيشية التي فتحت له المجال ليفعل ما يشاء و تحول من نقد الحضارة الغربية الى نقد دعاة الاسلام و أحكام شريعة الإسلام عن جهل وهو المسلم الجديد الذي وقع فريسة للتصوف الفرنكو أمريكي الجديد!, وقد كان سافر ضمن وفد يهودي نصراني إلى معكسر أشويتز النازي في ألمانيا استجابة لنداء وجهه القس العربي الإسرائيلي أميل شوفاني دعا فيه أن يلتقي يهود و مسلمون و نصارى في متحف" المحرقة النازية" في أشويتز في المانيا , وقد سانده فيه فوزي الصقلي و خالد بن تونس و ذلك للمساهمة في السلام مع" اخوتنا اليهود" كما يقول ـ أي عبد المالك ـ و يذكر في كتابه وهو ما تعلمه من الصقلي الذي يدعو إلى تقارب الأديان ,أنه عندما دخل إلى الكنيس اليهودي هناك شعر بنفس الخشوع الذي يشعر به عندما يدخل مسجدا ,ويضيف قائلا :" وأنا في طريق عودتي إلى الفندق كدت أبكي من الفرح و أنا أعيد التفكير في صورة قس و إمام و حاخام يمسكون بأيدي بعضهم داخل الكنيس و يدعون معا إلى التذكر من أجل السلام"!! ثم يحاول التأكيد على القواسم المشتركة بين الإسلام و اليهودية, ليصل بعد ذلك للقول بأنه بعد هذه الزيارة فوجئ بدعوته مع فرقة موسيقى الراب التي يقودها إلى احياء حفل لاتحاد الطلبة اليهود في فرنسا وهو ما قبله بكل فرح و حبور كما يقول!

كما أن الصقلي هو مؤسس مهرجان فاس للموسيقى الروحية الذي تخلى عنه لخلافات مع شركاءه فيه ليؤسس مهرجانا آخرا للموسيقى والغناء سواء منه السماع الصوفي أو الغناء المعتاد المقحم في التصوف وقد سماه مهرجان الثقافة الصوفية في فاس وإن كان أقحم فيه بعد أن اشتد الانكار عليه محاضرات يلقيها الصوفية و أصدقاءهم من بوذيين وغيرهم عن قضايا لاعلاقة لها بالتصوف في كثير من الأحيان كما أسلفنا, مثل الموسيقى! وهذا المهرجان كما توضح النشرة المعرفة به تساهم في تمويله إلى جانب وزارة الأوقاف "البوتشيشية" و جهات مغربية أخرى رسمية وسياحية, السفارتين الأمريكية والإسبانية في المغرب اضافة الى المعهد الفرنسي في فاس المرتبط بالسفارة الفرنسية في المغرب, وتشجيعا لمجهوداته في نحر عقيدة الولاء و البراء و تذويب الإسلام في العقائد الأخرى فقد أدرجت الأمم المتحدة الصقلي سنة 2001 ضمن 12 شخصية عالمية ساهمت في حوار الحضارت !!
ولا شيء في فوزي الصقلي يوحي بمعنى من المعاني التي توحيها كلمة صوفي أو رمز صوفي في الذهن فهو حليق اللحية والشارب و يلبس أحدث الموديلات الفرنسية كما أنه يتصرف بكل أريحية على الطريقة الفرنسية فقد كان يتبادل" القبلات البريئة" ـ على الخدين طبعا ـ بكل أريحية فرنسية مع المريدات اللاتي كن يأتين للسلام عليه ويطوقهن بذراعه أمام أنظار الحاضرين! و كذلك كان شأن رفيق دربه وحليفه" الولي الصالح" شيخ الطريقة العليوية خالد بن تونس المقيم في فرنسا منذ عقود, الذي لم يقل عنه في توزيع "القبلات البريئة" على الطريقة الفرنسية و تلقيها من المريدات و تطويقهن بذراعه أيضا ! وآخر يمكن أن يخطر على بالك إذا ما رأيته أنك أمام شيخ طريقة صوفية يعتقد أتباعها الذين يوجد أغلبهم في فرنسا وبلاد الغرب أنه و لي من أولياء الله و صاحب سر عظيم و بركات عظيمة, فهو حليق اللحية والشارب أيضا ويفضل لغة فولتير في التخاطب ولا شيء في سلوكه يذكر بالدين و بالصلاح و التقوى وهو من أقارب أحمد بن عليوة مؤسس الطريقة العليوية في مدينة مستغانم الجزائرية! ذات التاريخ الأسود الكالح في الجزائر بسبب عمالتها للاستعمار و عقائدها الحلولية واتصالاتها بالقاديانية في الهند و عداوتها لحركة الاصلاح حتى ان أحد مريديها حاول اغتيال الشيخ عبد الحميد بن باديس مما زاد في تاليب الشعب الجزائري عليها " فقد كانت زاوية مستغانم أعظم مراكز الاستخبارات الفرنسية بالنسبة للمغرب و كان فقراؤها{ أي مريدوها} العليويون من أمهر الجواسيس العاملين لحساب السياسة الفرنسية" ولذلك صودرت أغلب أملاك الزاوية العميلة بعد استقلال الجزائر و تعرضت لنقمة الشعب ممما اضطر خالد بن تونس الى الهجرة الى فرنسا حيث اشتغل في التجارة التي درت عليه أموالا طائلة وواصل أنشطته, و يعجب المرء من خالد بن تونس هذا و من قدرته على اقناع أتباعه المبثوثين في أنحاء الأرض بولايته فبقطع النظر عن مظهره الخارجي و عن عقيدة العليوية الحلولية و الاتحادية{الاعتقاد في وحدة الوجود} و عن اعتقاد الرجل بوحدة الأديان و عن موقفه من عقيدة تناسخ الأرواح التي يؤمن بها رفاق دربه ودرب فوزي الصقلي من البوذيين و الهندوس التي يقول عنها :" إني لم أر قط في كتب التراث الإسلامي موضوعا يعالج مسألة التناسخ, كما أنني لم أسمع أبدا بأنها غير موجودة, فالنقاش يبقى مفتوحا"! , فهو يمارس "إسلام آخر موضة" بامتياز و بدون حدود أو تحفظ فكل شيء مباح و سمه" إسلاما فرنسيا أو أمريكا" إن شئت, فزوجة "الولي الصالح" غير محجبة و كذلك ابنته اللتان تصافحان الضيوف بكل أريحية فرنكفونية بل الأدهي من ذلك و أمر, أن ابنته كانت ترتدي لباسا يكشف عن جانب كبير من صدرها و كذلك مريداته وقريباته اللاتي جلبهن من الجزائر , فقد امتلأت قاعة المحاضرات بالصوفيات البوتشيشيات والعليويات اللاتي كن يرتدين ما خف و شف من ملابس تكشف الأفخاذ و جوانب كبيرة من الصدور والنهود أيضا وملأن القاعة بدخان سجائرهن الفاخرة حتى همس أحد الظرفاء الحاضرين قائلا:" لم نعد ندري هل عدد المدخنين أكثر أم المدخنات"! و عندما عبرأحد الحاضرين صهر بن تونس{ زوج ابنته} عن استغرابه من لباس المريدات و كشفهن للصدور رد عليه بأن لا حرج في ذلك ! و أن الحرام هو كشف مواضع الرائحة مثل ما تحت الإبطين ـ كذا! ـ
مع العلم أن علي جمعة مفتي النظام المصري كان ضمن الحضور و لم ينبس ببنت شفة عن هذه المهازل الصوفية المباركة! بل تجاوزها ليتحدث بعد ذلك لبعض الصحف مثل صحيفة" المساء" المغربية عن" نحن بحاجة إلى التصوف لمعرفة التعامل مع الآخر و تحقيق السلام العالمي" فهل تعامل الصقلي وبن تونس مع المريدات هو جزء من هذا التعامل الذي نحن بحاجة إليه؟ و هل السلام العالمي يعني الحرب على دعاة الاسلام واتهامهم بالأصولية مقابل التودد الى العلمانيين بل اعتناق العلمانية و التطبيع مع عبدة الأوثان و الصليبيين و اليهود؟!, كما صرح المفتي بأن " عبد السلام بن مشيش خلق أممية كبيرة" ! فاللهم رحماك من هذه الأممية الصوفية الفرنكوأمريكية الجديدة المتحالفة مع عباد الصليب والأوثان التي تداعت على أمة الإسلام و دين الإسلام!

و مقابل دعوة البوذيين و العلمانيين و غيرهم إلى الندوات و الملتقيات الفكرية التي ينظمونها فهم حريصون كل الحرص على تجنب دعوة للعاملين للإسلام{ ما يعرف باسم الإسلاميين} أو التعامل معهم! رغم أن بعض هؤلاء و خاصة من حركة التوحيد و الإصلاح و حزب العدالة و التنمية قد اجتهدوا في مد الجسور مع الطرق الصوفية و الحوار معها و عدم تركها فريسة للأمركة كما قال بعضهم, ووصل الأمر إلى امتناع محمد اليتيم عن نشر مقال لصديقه الدكتور محمد وراضي في جريدة "التجديد" ينقد فيه محاضرة لأحمد توفيق وزير الأوقاف البوتشيشي افتتح بها "الدروس الحسنية" في رمضان و كانت بحضور الملك محمد السادس تحت عنوان" النسب الشريف و السند الصوفي" رأى فيها الدكتور محمد وراضي تزلفا غبيا و اساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و عندما استفسره عن سبب امتناعه عن نشرها قال له:" ما معناه : "إن سياسة حزبنا تحرص أشد الحرص على تجنب أي صدام مع جماعات إسلامية من أسرة واحدة! فضلا عن كونه يحرص على مواجهة العلمانيين كخصوم حقيقيين للدين!" , بيد أن كل ذلك لم يثمر شيئا مع البوتشيشية ,وذلك أن الحوار يكون مع من يملك زمام أمره أما عندما يكون المدعو إلى الحوار تتحكم فيه الدوائر الأمنية المشبوهة و يكون بعض عناصره هم مجرد موظفين دسوا داخل الزاوية للقيام بمهمة محددة, فيخشى أن يساهم دعاة التطبيع مع هؤلاء و عدم الرد عليهم, في دعم هذا التصوف الخرافي القبوري من حيث لا يشعرون و من دون أن تستفيد الدعوة الإسلامية من ذلك شيئا بل قد تتضرر بتضرر عقائد الناس, ذلك أن المخزن حريص على لعبة التوازنات و هو لن يسمح باللقاء بين الإسلاميين و الصوفية الذين لا يدعمهم حبا في الصوفية و ايمانا بمعتقداتها ولكنه يهدف من وراء ذلك إلى العمل على التصدي للمد الإسلامي و اضعافه, بيد أن الحوار أو الانفتاح يكون أجدى مع الطرق التي تملك زمام أمرها أو تعمل على ذلك مثل الزاوية الريسونية و كذلك الطرق التي هي أقرب إلى السنة من غيرها مثل الناصرية التي تعد أقرب الطرق الصوفية المغربية إلى السنة و تعرف برفضها للكثير من البدع التي يعرف بها الصوفية.

ونعود إلى "الطريقة الشاذلية المشيشية" المزعومة التي عقد تحت يافطتها هذا المنتدى العالمي! لنؤكد بأنه لا وجود لهذه الطريقة المزعومة وأن جميع القائمين على هذا المنتدى يعلمون علم اليقين حقيقة اللعبة و أنه لا توجد طريقة اسمها "الطريقة المشيشية الشاذلية" في المغرب, و ذلك ليس فقط لأن عبد السلام بن مشيش شيخ أبو الحسن الشاذلي لم يؤسس طريقة, و لكن لأنهم يعلمون جيدا أن هذه الطريقة طريقة وهمية لا وجود لها و ليس لها أي مريدين, اللهم إلا شيخها المزعوم, و إنما هي لعبة تقف وراءها أطراف مشبوهة داخلية و قد يكون بعضها خارجي أيضا للوصول إلى أهداف معلومة, فالذي يزعم أنه شيخ الطريقة ويسمي نفسه نور الهدى واسمه الحقيقي نبيل الإبراهيمي هو رجل في بداية الأربعينات من عمره كان عضوا في الجماعة المعروفة باسم " جماعة العدل والاحسان" المعروفة بتوجهاتها الصوفية و كان يمارس ما يعرف بالرقية الشرعية واستخراج الجن ثم تمادى به الأمر فادعى المهدوية منذ سنوات قليلة وهو ما أدى إلى فصله من الجماعة و لكنه تمادى في طموحاته ليراسل الاتحاد الأروبي و الولايات المتحدة عارضا عليهم مهدويته أو ربما خدماته ليتحول في وقت وجيز إلى صاحب أموال, بعد أن كان متواضع الحا ل و يشتغل معلما في التعليم الابتدائي , وهو متهم بالاستيلاء على مبلغ مليون وأربعمائة الف درهم مغربي عبر النصب والاحتيال في شكوى رفعت ضده لدى الشرطة, و خاصة و أنه يمتهن الشعوذة و استخراج الجن, وقد افتتح موقعا على الانترنيت باسم طريقته المزعومة وكان مما زعم فيه قبل أن يحذف ذلك قرب اطلاق قناة فضائية مشيشية شاذلية ! ويمتلأ الموقع الذي هو في شكل مدونة بالأكاذيب المضحكة و المبالغ فيها عن فضل الشيخ المزعوم وعن انتشار طريقته في مختلف الأصقاع و كذلك بالغلو الرافضي في الأئمة الذين يقدمهم الروافض بعد أن اعتنق التشيع ويؤكد البعض في مدينة تطوان بأنه يتلقى حوالات من جهة شيعية في بريطانيا عبر أحد المصارف في مدينة سبتة المحتلة , و الملفت للنظر أن تصوف هذا الدجال المحتال هو من التصوف التقليدي المعتاد سواء في سمته حيث أن الرجل يطلق لحية كثة و طويلة أو في لباسه التقليدي المغربي , كما أن لغة خطابه بعيدة كل البحث عن الخطاب الحداثي الذي يتبناه التيار التصوف الجديد, وهو يصف نفسه في مدونته بصفات عجيبة و غريبة, فهوعلى حسب زعمه" شيخ الشاذلية المشيشية مولانا القطب الغوث تاج العارفين قطب الدائرة الصمدانية صاحب الوقت و الآن وارث المشربين و مفتي المذهبين و مجمع البحرين نون الأسرار وصفوة الأنوار ساكن البر و البحر الصاحب بالجنب و ابن السبيل فخر آل مولانا محمد وعلي و الزهراء والحسن و الحسين و الأئمة عليهم الصلاة والسلام زينة العصر و مكرمة الأمم الإسم الأعظم الذي يمشي على رجلين النور المبين و الجامع لشتات الدين قدس الله سره العظيم. كل الحقوق محفوظة له" !!! و كأنه يخشى أن يسطو أحدهم على ألقابه العجيبة! فيؤكد على حفظ حقوقه فيها و لكنه لا يكتفي بها بل يضيف إليها ألقابا أخرى مضحكة في مواضع أخرى يضيق عنها المجال. و هكذا نرى تحالف التصوف التقليدي الذي من رموزه المفتي علي جمعة و هذا الدجال المتشيع مع التصوف الفرنكو أمريكي البوذي الجديد في سبيل الأهداف المشتركة, و يبقى السؤال المطروح عن أية حداثة و تنمية يتحدثون! و إلى أين يسير" الإسلام البوذي الفرنكو أمريكي الجديد" في المغرب و هل سوف ينجح في التوسع إلى البلاد العربية والإسلامية كما يخطط القائمون عليه و خاصة و أن البوتشيشية مثلا قد تمكنت من اختراق بعض دول غرب إفريقيا و خاصة مالي التي حققت فيها نجاحا معتبرا , وبدأت طلائعها تنشط في تونس و خاصة في مدينة طبلبة في فيلا يملكها أحد الاثرياء المنضمين إليها, أم أنها سوف تتعرض إلى عراقيل في البلاد العربية بسبب صعود الصحوة الإسلامية و خاصة السلفية و كذلك بسبب ارتباطها الوثيق بالمخابرات المغربية مما قد يعرضها إلى مضايقات الأجهزة الرسمية في بعض البلاد العربية؟ وهل سوف يتحول هذا التيار الصوفي المعادي للصحوة الإسلامية و العمل الإسلامي إلى ما يشبه جماعة الأحباش في المستقبل بعد أن يتنامى أكثر و يلجأ إلى العنف في مواجهتها{ أي حركة الصحوة الإسلامية و العمل الإسلامي} و خاصة وأن العديد من مريديه يتميزون بالتعصب الشديد للشيخ و طريقته والعداء المكين للعاملين للإسلام من أبناء الصحوة الإسلامية الذين ينعتونهم بالوهابية وبعدم الاخلاص للملكية, بما فيهم المنتمون لحزب العدالة والتنمية كما أسلفنا!
كانت تلك لمحات عن ظاهرة التصوف الجديد بالمغرب, عسى الله أن يوفقنا لاخراج دراسة علمية وافية عن الموضوع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» :ثقافة المغرب و سينما المغرب و موسيقى المغرب و طبخ المغرب و السياحة في المغرب و قائمة مهرجانات في المغرب و الإسلام في المغرب و المسيحية في المغرب
» قطع نقدية جديدة في المغرب تحمل صورة الملك ورسوما تشكيلية
» الملك يؤكد التزام المغرب بإعطاء دينامية جديدة للعلاقات مع الجزائر
» الرياضة في المغرب و منتخب المغرب لكرة القدم و المغرب في الألعاب الأولمبية
» المواصلات في المغرب و البنية التحتية في المغرب و طرق سيارة في المغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon :: منتديات لبنان العالمية :: أخر الاخبار العالمية و المحلية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
اعلان فلاشي
المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Mahmou10
المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Mahmou10
المواسم الصوفية في المغرب.. الفقراء في خدمة الملك؟ Mahmou10
جميع حقوق موقع جلول لبنان محفوظة 2010-2011-2012-2013-2014 @
ملاحظة: جميع المشاركات والمواضيع في موقع جلول لبنان لا تعبر عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
 | منتديات |دين الاسلامي| صور | افلام | العاب | برامج | فيديو | جوال |
سياسة الخصوصية

.: عدد زوار منتديات جلول لبنان :.