الثقافة
إن قدم تاريخ لبنان وعبور الحضارات على أراضيه وتنوع شعبه يجعله غنيا بتنوع وغزارة ثقافاته. والمجتمع اللبناني الحالي متطور وحديث ويماثل المجتمعات الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
الموسيقى
فيروز، إحدى أشهر المطربات اللبنانيات، عام 1946.
الغناء
من أشهر مطربي لبنان فيروز وصباح حيث أغانيهم ما زالت تذاع على جميع الإذاعات العربية وشاشات التلفزيون منذ أكثر من خمسين سنة. ومن المطربين اللبنانيين المشهورين: مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، وديع الصافي ونصري شمس الدين.
وفي الوقت الحالي يميل بعض المغنيين اللبنانيين للغناء باللون اللبناني الفلكلوري مثل نجوى كرم وعاصي الحلاني. بينما حاول أخرون إضافة النغم الغربي في موسيقاهم مثل زياد الرحباني وخالد الهبر. ومن مشاهير الغناء اللبناني الحديث: راغب علامة وإليسا وكارول سماحة ونوال الزغبي ونانسي عجرم وغيرهم.
الفن والأدب
جبران خليل جبران.
اشتهر اللبنانيون بجميع ضروب الفن وكانت لهم شهرة محلية وعربية وعالمية. فبالرسم برز مصطفى فروخ وبول غيراغوسيان ووجيه نحلة وغيرهم. وفي النحت عرف الأخوة بصبوص منشئي محترف راشانا. وفي الرقص برزت فرقة كركلا التي جعلت الرقص اللبناني مفخرة عالمية. أما في الأدب فللأدباء اللبنانيون مكانة عربية رائدة وشهرة عالمية وخاصة في التإثير بعصر النهضة العربية في القرن العشرين[108] واشتهر العديد من الأدباء اللبنانيون الذين كتبوا باللغات الأجنبية مثل جبران خليل جبران، أمين معلوف وجورج شحادة. وفي الشعر كان لهم دور بارز في تحديث الشعر العربي مثل أعمال الأخطل الصغير وهنري زغيب. والزجل اللبناني الارتجالي حافظ على أسلوب الشعر القديم في العفوية والعبقرية. وبرع العديد من اللبنانيين في مجال الإنتاج والإخراج السينمائي مثل مارون بغدادي وجان شمعون. في المسرح كان اللبنانيون من رواد المسرح العربي في مصر مثل روز اليوسف ومؤخراً نضال الأشقر ورفيق علي أحمد الذي برع بمسرحيات الشخص الواحد.
الرياضة
بسبب طبيعة لبنان الفريدة، فإن النشاطات الرياضية الصيفية والشتوية متوافرة، كل في موسمه. وحتى إنه يمكن ممارسة نشاطات الفصلين معا في الخريف والربيع مثل التزلج في الصباح والسباحة بعد الظهر. من أهم الرياضات الشتوية التزلج في أكثر من ستة مناطق جبلية. وفي الصيف تزدهر النشاطات البحرية، مثل السباحة، التزلج على الماء، والإبحار، على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتسلق الجبال واستكشاف الكهوف. والرياضات المنتشرة في لبنان هي: كرة اليد، كرة القدم، كرة المضرب، كرة السلة، الكرة الطائرة، القوس والنشاب، الركبي، الدراجات، ألعاب القوى، ماراثون، كرة الطاولة، التزلج على الثلج، المصارعة، الفروسية، الكيك بوكسينغ، الكونغ فو، الكاراتيه، سلاح المبارزة، الايكيدو، الجيدو، التايكواندو، الشطرنج، الجمباز، السباحة، الملاكمة، التزلج المائي، رفع الاثقال، الريشة الطائرة، اليخوت، الرماية والصيد، راليات، التزحلق على الجليد، الهوكي، الغوص والسباحة على أنواعها، تاي بوكسينغ، الرقص الرياضي، الغولف،[109] السكواش، والالعاب البحرية مثل الكانوي والكاياك، والعاب الورق مثل الليخا والطرنيب والبريدج والعاب النرد مثل المحبوسة والفرنجية.
المهرجانات
يقام في لبنان العديد من المهرجانات الموسيقية لفنانين لبنانيين وعرب وعالميين والتي تجذب اللبنانيين والعرب، ومن أشهر مهرجانات لبنان: مهرجانات بعلبك، مهرجان بيت الدين، مهرجان بيبلوس، ومهرجان البستان. كما أن لليالي بيروت رونقها الخاص وأنشطتها العديدة من معارض وعرض أزياء وأعمال مسرحية تقام بشكل دائم في مسارحها ومتاحفها ومعارضها والأماكن العامة.
وللبلدات والقرى اللبنانية احتفالاتها الخاصة التي تجذب المواطنين الذين يسكنون جوارها مثل احتفالات عيد السيدة في أب وانتخابات ملكات الجمال واحتفالات العنب والأعمال اليدوية وغيرها.
المتاحف
لبنان الحضارة والتراث يحتوي معالم ترقى إلى أعرق مراحل التاريخ وأقصاها في الزمان. من هنا اهتمام السياح بهذه المعالم التي تضمها أكثر من عشرين متحفاً على كامل الأراضي اللبنانية.
التعليم في لبنان
النظام التربوي اللبناني نظام حر بحسب الدستور اللبناني. والتعليم إلزامي لجميع اللبنانيين للسنوات التسع الأولى من الدراسة الأساسية. ويوجد في لبنان ثلاث مراحل تعليمية:[110]
المرحلة الأساسية: وهي تشمل السنوات التسع الأولى من الدراسة فيما يعرف بالسنوات الابتدائية والمتوسطة وهي سنوات إلزامية لجميع اللبنانيين. وينال الطلاب في نهايتها على "الشهادة المتوسطة الرسمية"
المرحلة الثانوية: وهي عبارة عن ثلاث سنوات بعد المرحلة الأساسية. وفي السنة الثانية الثانوية، ينقسم الطلاب بين المسار العلمي أو المسار الأدبي. وفي السنة الثالثة، يختار الطالب أحد المسارات الثلاث التالية: الآداب والإنسانيات، العلوم العامة، علوم الحياة والاقتصاد والاجتماع. ويحصل بنهايتها الطالب على "الشهادة الثانوية الرسمية" أو ما يسميه العامة "بالبكالوريا القسم الثاني" بعد اجتياز امتحانات رسمية تشرف عليها وزارة التربية والتعليم.
التعليم الجامعي: وهو التعليم الأكاديمي الذي يؤدي إلي الحصول على شهادات جامعية مثل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وقد نتج عن هذا النظام وجود قطاعين للتربية في جميع مستوياتها وهما: القطاع الحكومي الذي بدء مع الاستقلال والقطاع التربوي الخاص الذي يُعد أقدم منه بأجيال.
وتتجلى الثقافة في لبنان بشكل عام بانفتاحها على ثقافات الشرق والغرب، الأمر الذي يبرر توجه الكثير من الطلاب اللبنانيين إلى متابعة تحصيلهم العلمي العالي في جامعات أوروبا وأميركا وجامعات العالم العربي.
تعليم مهني
مبنى جامعة هايكازيان.
التعليم المهني في لبنان هو نظام تربوي يهيئ طلاب المستوى الثانوي للعمل فور تخرجهم بتخصصات مطلوبة في سوق العمل. وفي لبنان العديد من المعاهد والمدارس المهنية والتي تستحوذ على 27% من مجموع طلاب المستوى الثانوي[111] إذ بلغ مجموع طلاب المسجلين في البرامج التقنية والمهنية: 39,773 طالب. ويتميز التعليم والتدريب المهني في لبنان بالآتي:
يتعلم الطالب في جميع مراحل الدراسة المهنية، المواد النظرية العامة والمهنية والأعمال التطبيقية في ورش ومختبرات المدرسة.
لا يوجد أي تدريب للطالب في سوق العمل أثناء الدراسة إلا في إطار المدارس التي تتبع نظام "التعليم المزدوج".
تستطيع المدرسة المهنية الخاصة طلب الترخيص لأي اختصاص إذا كانت شروط البناء متوفرة.
تستطيع المدرسة المهنية الحكومية اعتماد التدريس لأي اختصاص مع شروط الموافقة من المديرية العامة للتعليم المهني وموافقة وزير التربية.
ويوجد نموذج تعاون بين مؤسسات التعليم والتدريب وقطاعات العمل والإنتاج عنوانه "التعليم المزدوج" وهو تعليم وتدريب مهني تتوزع مهمة القيام به على جهتين: المدرسة المختصة والمؤسسة التدريبية. وبالتالي يحصل التدريب المهني في المدرسة ومؤسسة العمل. حيث يتم التنسيق بين التعليم النظري في المدرسة والتدريب العملي في الشركة، ويحصل الطالب بموجب ذلك على الشهادة الثانوية المهنية بعد ثلاث سنوات، مرفقة بوثيقة تدريب خاصة من قبل الشركة.[112]
تعليم عالي
بعد الحصول على شهادة الثانوية يمكن لأي طالب أن يكمل تعليمه في الجامعة أو الكلية أو أي مؤسسة تعليم عالي. واليوم هناك 41 جامعة في لبنان، وبعضها هي من الجامعات المعروفة عالمياً.[113][114] كانت الجامعة الأميركية في بيروت أول جامعة تلقن مناهجها باللغة الإنكليزية في البلد، وجامعة القديس يوسف الجامعة الأولى التي لقنت مناهجها باللغة الفرنسية.[115][116] كما هناك الجامعة اللبنانية التي تديرها الحكومة، الجامعة الأنطونية للرهبان الأنطونيين وجامعة بيروت العربية المدعومة من مصر وبالتحديد من جامعة الإسكندرية. وفي الربع الأول من القرن العشرين تأسست الكلية الأميركية للبنات وهي ما يعرف اليوم بالجامعة اللبنانية الأميركية وهي تماما مثل الجامعة الأميركية في بيروت كانت نتيجة جهود بعض المرسلين من الطائفة الإنجيلية للمشيخية الأميركية.[117]
تعتبر الفترة الممتدة من سنة 1999 إلى 2003 هي فترة نشاط استحداث الجامعات في لبنان. فلقد كثرت وأخذت أسماء مختلفة فمنها ما هو وطني ومنها ما هو أميركي ومنها ما هو دولي ومنها ما هو شرق أوسطي أو عربي. ويعتبر اللبناني الحكم الأول على هذه الجامعات. فالجامعة التي لا تلبي طموحه وتمنحه العلم بالصورة الصيحة غالبًا ما تتلاشى وتذهب ريحها سريعًا.[117] حصل لبنان على المركز الثامن والثمانون في قائمة أعدتها الأمم المتحدة حول نسبة الأمية في العالم وفقا لنسبة إجمالي الالتحاق بالمؤسسات التعليمية لعام 2008، من بين 177 دولة مشاركة.[118]
الصحافة والإعلام
يعتبر لبنان من أكثر الدول العربية اشتهاراً بهذه المهنة منذ انطلاقتها مع جريدة "حديقة الأخبار" عام 1858.[119] واستطاعت الصحافة اللبنانية أن تحتل مركز الصدارة في مجالات الإعلام والإعلان والتثقيف والدفاع عن الحرية في العالم العربي.[120] كما يوجد في لبنان جامعات ومدارس خاصة لتعليم الصحافة والإعلام على درجة من الرقي والإتقان وبذلك تكون البلاد من أقوى الدول العربية في هذا المجال وخاصة في مجال الإذاعة والتلفزيون والصحافة. والإعلام في لبنان حر وغير موجه ومتعدد
الإعلام المرئي
ويوجد في لبنان تسعة محطات تلفزيونية أرضية، وسبعة منها فضائيات. تجذب محطات التلفزة التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية مشاهدين من كل البلاد العربية.
وكان الإنتاج التلفزيوني اللبناني السباق مرتفعا ومعروفا بإنتاج الدراما العربية التي انتشرت في العالم العربي قبل الحرب الأهلية، إلا أن إنتاجية هكذا أعمال انخفضت مع بداية الحرب. والآن يشتهر التلفزيون اللبناني بالبرامج الاستعراضية والألعاب الفنية مثل سوبر ستار وبرامج الواقعية مثل ستار أكاديمي الذين يجذبان ويتفاعلان مع المشاهدين من كل العالم العربي. ومن أشهر محطات التلفزة اللبنانية هي تلفزيون المستقبل وLBC وOtv وMtv وتلفزيون المنار.[123]
الإعلام المسموع
الإعلام اللبناني متطور إلى حد كبير، ويتمتع بالتنوع الذي يعكس تنوع البلاد والانقسامات التي تعصف به. ولبنان أول دولة عربية تسمح لمحطات إذاعة خاصة بالعمل ضمن حدودها مع احتفاظ الحكومة بحق الموافقة على إنشاء المحطات ومراقبة نشرات الأخبار والبرامج السياسية. وبإمكان جهاز الرقابة إيقاف أي بث يعتقد أن له انعكاسات سلبية على الأمن.[124]
وتقسم المحطات الإذاعية إلى ثلاث فئات:[125]
الفئة الأولى هي التي يسمح لها ببث الأخبار السياسية. ومعظم هذه الاذاعات تتبع جهات سياسية أو طائفية.[126]
الفئة الثانية هي التي تبث البرامج الفنية فقط.
الفئة الثالثة هي إذاعات الإف أم التي تبث في المناطق التي تعد بالمئات، فخلال الطفرة الإعلامية الغير شرعية التي شهدها لبنان بثت المئات من إذاعات الـ «إف. أم» التي تعمل على الموجة القصيرة جداً، وكان يكفي وجود هاتف ومكتب صغير لإدارة إذاعة يغطي بثها بضعة كيلومترات مربعة، وبعد صدور قانون الإعلام إنخفض عددهم بشكل ظاهر
النشر
يشجع الدستور اللبناني الحرية الشخصية وحرية المعتقد والتعبير مما يجعل الحرية الصحفية في لبنان من أعلاها في البلاد العربية.[128] ولفترة طويلة من الزمن كانت معظم الأنظمة والمعارضات العربية تنشئ صحفها في لبنان من أجل التعبير عن مبادئها أو مهاجمة منافسيها. ومما يزيد من اعتزاز الصحافة في لبنان بأن يكون خريجوها قد انتقلوا بخبراتهم إلى أقطار عربية عدة، لا سيما في السعودية والخليج وأوروبا، لكن هذا الانتقال أثراً سلباً على الصحافة اللبنانية نفسها إذ لم تستطيع تعويض الخسارة.[129]
وحالياً هناك 110 صحف ومجلات سياسية مرخصة في لبنان متنوعه بين شهرية وأسبوعية ويومية. 14 منها هي صحف يومية، من ضمنها ثلاثة تصدر بلغات أجنبية هي الأرمنية والفرنسية والإنكليزية. تتحدث الأرقام المتداولة عن نسبة تتراوح بين الثمانين ألفا والمائة ألف عدد تباع يومياً موزعة على الصحف الأربعة عشر مجتمعة. أما القراء فيتراوح عددهم بين 320 ألفا و400 ألف قارئ.[130]
ودفع الصحفيون اللبنانيون أثمان غالية بسبب مواقفهم، فقد اغتيل جميل مروة وجبران المتني في أواخر ستينات القرن العشرين ورياض طه وسليم اللوزي أبان الحرب الأهلية، ومؤخراً اغتيل سمير قصير وجبران تويني بسبب مواقفهم من ثورة الأرز الداعية لاستقلال لبنان، كما تعرضت مي شدياق إلى محاولة اغتيال أدت إلى بتر يدها وساقها،[131] بالإضافة إلى ذلك فقد هرب العديد من الصحفيين اللبنانيين من لبنان بسبب التهديدات التي تلقوها بسبب مقالاتهم.
ويصدر في لبنان العديد من المجلات الأسبوعية والتي تغطى كل ميادين المعرفة من سياسية وفنية وعلمية وقصص مصورة. وكان لبنان أول من أصدر المجلات المصورة مثل سوبرمان و"ريما" في العالم العربي.
ويشتهر لبنان بدور النشر التي تصدر الكتب المتنوعة العربية منها والمترجمة من لغات أخرى. وأول دار للنشر في لبنان أنشئت بهدف النشر والتوزيع والتأليف هي دار العلم للملايين في سنة 1945، وكان معظم الشاغلون في إنتاج الكتاب قبل ذلك إما أصحاب مطابع أو أصحاب مكتبات ولم يمكن تخصصهم بالنشر. ويوجد لدى نقابة الناشرين في لبنان حوالي 600 ناشر مسجل لديها ولكن عدد الفاعلين لا يتجاوز ال 100 ناشر أبرزهم دار النهار وشركة المطبوعات ودار المنشورات الحقوقية صادر ودار الفارابي ودار كنعان ودار الحلبي للمنشورات الحقوقية. وتُصدر هذه الدور حوالي 5000 عنوان جديد سنوياً. كما أنشأ الناشرون اللبنانيون دور نشر في أوروبا مثل "دار الريس" وفي الدول العربية مثل "مكتبة خياط". اختارت منظمة اليونسكو مدينة بيروت عاصمة للكتاب العالمي لسنة 2009.[132][133]
معظم الجرائد والمجلات لها وجود ومواقع على الإنترنت. وبدأت في الفترة الأخيرة شيوع الصحف الإلكترونية مثل "ليبانون فايلز" و"النشرة" و"لبنان الآن" التي يقدمون الأخبار على موقعهم لحظة حدوثها، بالإضافة إلى البلوغات التي بدأت تأخذ اهتماما كبيراً كصحافة فردية. كما برز في لبنان مجموعة من رجال الفكر والأدب والشعر والفلسفة مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وعبد الله غانم ومارون عبود وتوفيق يوسف عواد ورشيد أيوب وعيسى المعلوف وصلاح لبكي وسعيد عقل ورشيد نخلة وروبير عبد الله غانم ويوسف غصوب.