اشتعلت
هذه الأيام على الحدود الجزائرية التونسية، حرب بين المهرّبين الجزائريين
والعصابات التونسية في سابقة من نوعها ولم يسلم المواطنون من الاعتداء
والاختطاف وسرقة ممتلكاتهم بعدما تم في عدة حالات خرق للحدود من قبل
العصابات التونسية في تطور خطير يتعارض مع الشائعات التي تروج لسياحة آمنة
في تونس هذه السنة.
وسجلت
مختلف المعابر والمناطق الحدودية بين الجزائر وتونس عدة مواجهات بين
العصابات والمجرمين الفارين من السجون التونسية والمهربين الجزائريين الذين
ينشطون عبر ذات المحور استعملت فيها عدة أسلحة، حيث تؤكد مصادر محلية من
المنطقة الحدودية بولاية تبسة أن مواجهات انتهت بعدة إصابات خطيرة كانت بين
مهربين جزائريين والعصابات التونسية حول كمية معتبرة من المحروقات التي
كان ستدخل تونس بعدما حاول أفراد العصابات تخليصها من المهربين الجزائريين.
6حالاتاعتداءعلىجزائريينبالطارفو12حالةخرقللحدودوإذا
كانت حرب العصابات قد أخذت منحى تصاعديا هذه الأيام، فإن المواطن البسيط
الذي يقطن بالمراكز والمناطق الحدودية لم يسلم من هذه الاعتداءات، حيث سجلت
المصالح الأمنية لولاية الطارف 6 شكاوى تتعلق بالاعتداء على مواطنين من
قبل عصابات تونسية بالمراكز الحدودية، وهو الأمر الذي يجعل الوضع يزداد
خطورة أمام تزايد عدد هذه الاعتداءات ليلا نهارا. في المقابل، تم تسجيل 12
حالة خرق للحدود من قبل تونسيين حاولوا التسلل إلى الجزائر عبر مناطق
حدودية عبر منطقة أم الطبول التابعة إقليميا لولاية الطارف، الأمر الذي
يعكس نية عدد كبير من أفراد العصابات في دخول التراب الجزائري قصد النهب
والسرقة.
حالةاعتداءواحدةبمركزالطالبالحدوديبالواديعلى
مستوى مركز الطالب الحدودي بولاية الوادي، لم تسجل الجهات الأمنية أية
حالات اعتداء يكون قد تعرض لها الجزائريون في تونس عدا حالة فردية واحدة تم
تسجيلها منذ أسبوعين، بالعكس بدأ الجزائريون يغادرون إلى تونس بمعدل 7
عائلات يوميا تعبر مركز الحدود لقضاء عطلة الصيف وإن كانت حالات الاعتداء
بمركز العبور الطالب العربي قليلة، غير أن عزوف الجزائريين بدا واضحا بسبب
تخوفهم من الاعتداء عليهم داخل الأراضي التونسية التي أصبحت مأوى للعصابات
الإجرامية التي تترصد المصطاف الجزائري قصد الاعتداء عليه وسلبه ممتلكاته.
مايقارب400شكوىعلىمستوىمختلفمراكزالأمنالحدوديةوتشير
المعطيات والإحصائيات المتعلقة بشكاوى المواطنين الذين تعرضوا للاعتداء من
قبل العصابات التونسية إلى بلوغها حوالي 400 حالة اعتداء خلال 3 أشهر، فيما
قالت مصادر أمنية إن حالات الاعتداء شهدت ارتفاعا ملحوظا خاصة بالنسبة إلى
المواطنين الذين يقصدون تونس عبر ولايتي الطارف وتبسة، وهي المناطق الأكثر
خطورة هذه الأيام. وحسب شهادات استقتها ''النهار'' من أصحاب الشاحنات، فإن
مجموعات إجرامية ترصدهم بمواقع محددة بالمناطق الحدودية تقوم بتجريدهم من
هواتفهم النقالة أموالهم والسلع التي تكون بحوزتهم، ويتم الاعتداء عليهم
بالضرب والجرح في حال قاوموا هذه العصابات والمجموعات الإجرامية التي تعمل
بشكل منظم جدا.
اختطافعروسينفيظرفأسبوعوفي
سابقة من نوعها، لم يسلم من هذه الاعتداءات لا المرضى ولا العرسان الجدد
ولا حتى النساء والأطفال، حيث تم تسجيل حالة اختطاف سيدة كانت متوجهة إلى
تونس من أجل العلاج وإجراء عملية جراحية جد مستعجلة وذلك على بعد 10 كلم
فقط من مدخل العاصمة تونس بعدما تم الاعتداء على مرافقيها وسلبهم أموالهم
وممتلكاتهم، فيما عادوا أدراجهم بعد الحادثة إلى أقرب مركز حدودي قصد إيداع
شكوى. في المقابل، قامت مجموعات إجرامية باختطاف عروسين من عريسيهما،
إحداهما من ولاية سطيف والثانية من ولاية تبسة بعد محاولتهما دخول الأراضي
التونسية الأسبوع الفارط، ولم تتوصل التحقيقات التي فتحتها مصالح الأمن
الجزائرية إلى غاية اللحظة من التعرف على هوية المختطفين وتحرير العروسين،
وقال أحد أقارب العريس الذي اختطفت منه عروسه بتونس أن قريبه قال إنه لم
يدر من أية جهة فاجأه المختطفون الذين هددوا بقتله وقتل عروسه في حال لم
يسلم لهم جميع ما يملك قبل أن يختطفوا زوجته ويفروا إلى وجهة غير معلومة.
حرببينالعصاباتوالمهربينالجزائريينوانفلاتللوضعالأمنيبالحدودولم
تنتهِ متاعب الجزائريين على الحدود فقط، بل امتدت إلى المدن التونسية، وحسب
العائدين من تونس التقت بهم ''النهار'' بالمركز الحدودي بوشبكة، أن
العصابات قد أحكمت قبضتها على جل الطرق والمسالك انطلاقا من المركز الحدودي
بوشبكة ومع أول خطوة يخطوها المواطن الجزائري إلى التراب التونسي يجد نفسه
محاصر من طرف اللصوص وقطّاع الطرق الذين تمكنوا خلال الأيام الماضية من
الطريق بين الجزائر وتونس، فيما حاولت حسب عدد من الناقلين عدة عصابات
تخليص المهربين الجزائريين من السلع التي كانت بحوزتهم والاعتداء عليهم مما
جعل حربا تندلع بين الطرفين قصد حفاظ كل طرف على مصالحه.