وجّهت
السلطات التونسية رسالة طمأنة إلى مئات الآلاف من السياح الجزائريين الذين
اعتادوا (غزوها) كلّ صيف، حين ردّت على الأنباء التي أشيعت في الأيّام
الأخيرة بشأن اعتداءات يكون قد تعرّض لها سياح جزائريون في تونس، وقالت
السلطات التونسية إن تلك الأخبار غير دقيقة، مؤكّدة أنها اتّخذت إجراءات
استثنائية لتأمين موسم الاصطياف·
ويبدو
أن المعلومات (المخيفة) التي انتشرت بسرعة في الأيّام الأخيرة بشأن تعرّض
جزائريين لاعتداءات في تونس، وهي معلومات وجّهت ضربة قوية للسياحة في هذا
البلد الشقيق، دفعت السلطات التونسية إلى التحرّك سريعا باتجاه احتواء
تداعيات الموضوع، لذلك أكّد النّاطق باسم وزارة الداخلية التونسية ناجي
زعري أن سلطات بلاده اتّخذت إجراءات أمنية (استثنائية) بغية ضمان الأمن
خلال موسم الاصطياف الجاري وتفادي أيّ (تهديدات محتملة) قد تمسّ بسلامة
السياح الأجانب والتونسيين· وأمام التقهقر الذي يعرفه قطاع السياحة
والتراجع المذهل للعائدات السياحية والانخفاض الكبير لعدد السياح خلال
الموسم الحالي عمدت سلطات هذا البلد إلى اتّخاذ كلّ ما من شأنه ضمان
السكينة والطمانينة والأمن على مستوى المرافق والمنشآت السياحية المنتشرة
في ربوع البلاد للحيلولة دون وقوع (اعتداءات محتملة) على السياح أو المرافق
السياحية، وذلك من خلال تواجد وحضور مكثّف وقوي لرجال الأمن· ويتعلّق
الأمر حسب المسؤول التونسي بعمليات أمنية تطبّق على ثلاث مراحل، أي خلال
شهر جويلية وشهر أوت والنّصف الأوّل من شهر سبتمبر، موضّحا أن مثل هذا
المخطّط الأمني يطبّق لأوّل مرّة في تونس·
وكانت
أنباء قد تواردت في تونس مفادها (احتمال تعرّض المنشآت السياحية التونسية
لهجمات من طرف إسلاميين متطرّفين ضد كلّ من لا يقاسمهم قناعاتهم)، وهو ما
نفاه السيّد ناجي زعري، موضّحا أن هذه (الإشاعات لا أساس لها من الصحّة)·
وكانت عدّة أحزاب سياسية تونسية ومكوّنات المجتمع المدني قد أعربت عن
(قلقها) إزاء تصاعد تهديدات المتطرّفين، لا سيّما بعد الهجوم الذي تعرّضت
له يوم الأحد الماضي شخصيات ثقافية وفنّية خلال تنظيم تظاهرة ثقافية في قلب
العاصمة التونسية، وكذا الاعتداء الذي تعرّض له يوم الثلاثاء الفارط جمع
من المحامين التونسيين أمام قصر العدالة من طرف جماعة متطرّفة· وتحدّث
المصدر ذاته بالتفصيل عن الإجراءات الأمنية المتّخذة لضمان سلامة السياح
فأكّد أن مراكز للشرطة ستوزّع على طول الشريط الساحلي التونسي، خاصّة في
المدن الكبرى، كما ستحظى الشواطئ وأماكن التسلية والفعاليات الثقافية
والمهرجانات هي الأخرى بإجراءت أمنية مشدّدة فيما ستعرف مداخل ومخارج المدن
السياحية التونسية مراقبة أمنية صارمة، مع منع حافلات السياح من التجوال
في المناطق غير المؤمّنة وضبط وتحديد مسالك سياحية مؤمّنة بالتنسيق مع
وزارة السياحة·
ومن
أجل السير الحسن لفعاليات مهرجان قرطاج الدولي ذكر الوزير التونسي للثقافة
السيّد عزّ الدين باش شاوش أنه طلب من وزارة الدخلية اتّخاذ كلّ الإجراءات
الضرورية الكفيلة بتنظيم هذه الدورة في أجواء من الأمن والسكينة وضمان
سلامة الفنّانين والمتفرّجين على حد السواء· والجدير بالذّكر أن قطاع
السياحة في تونس يشكو من تراجع حادّ في العائدات السياحية التي انخفضت منذ
مطلع العام الجاري بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الفارط،
ممّا أدّى إلى توقّف نشاطات العديد من الفنادق والمطاعم ومرافق التسلية
ووكالات الأسفار· وأمام هذه المعضلة صرّح وزير التجارة والسياحة التونسي
السيّد مهدى حواص بأن الموسم السياحي للسنة الحالية يعدّ (الأسوأ في تاريخ
السياحة التونسية)، وأن بلوغ نصف نتائج الموسم الماضي فقط يعدّ نتيجة مرضية
في ظلّ الظروف الحالية التي تمرّ بها البلاد، في إشارة إلى الإضرابات
والاعتصامات·
ف· هند