رأى الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب القاه في جامعة دمشق ان المؤامرة تزيد سوريا عزة ومناعة مؤكدا ان سوريا في لحظة فاصلة بعد ايام صعبة مرت بها . واشار الاسد الى ان الشهداء الذين سقطوا يشكلون خسارة لاهلهم وللوطن .وقال ان المؤامرات كالجراثيم لا يمكن ابادتها انما يجب ان نقوي المناعة في اجسادنا واضاف الرئيس السوري : "لا اعتقد ان سوريا مرت بمراحل لم تكن فيها هدفا لمؤامرات مختلفة قبل او بعد الاستقلال".و اشار الاسد الى ان تأخره في الحديث حتى اليوم فتح المجال للكثير من الشائعات في سوريا موضحاً انها ليست مهمة واضاف : " نلتقي في لحظة فاصلة في تاريخ وطننا، ايام صعبة مرت علينا دفعنا فيها ثمنا كبيرا من خلال محنة غير مألوفة بفعل عمليات قتل وتخريب تخللت الاحتجاجات الشعبية وسقط خلالها شهداء وجرحت اعدادا كبيرة اخرى، وكانت خسارة كبيرة لاهلهم وذويهم ولي شخصيا كانت خسارة كبيرة" مؤكداً ان خيارنا الوحيد هو التطلع الى المستقبل وعندما نسيطر على الاحداث نصنع المستقبل وان نقوم بالبناء على تجربة غنية ونحول الخسائر الى ارباح وترتاح ارواح شهدائنا .واكد ان الامر يتطلب قراءة للماضي وفهما للحاضر موضحاً ان سوريا مرت في مرحلة لم تكن فيها هدفا لمؤامرة معينة بعضها مرتبط بالجغرافيا السياسية ومواقفها السياسية وقال :" لا اعتقد ان المعطيات عن المؤامرة ستظهر قريبا، والكلام عن عدم وجود مؤامرة غير طبيعي، ماذا نقول عن المواقف السياسية الخارجية والضغط الاعلامي والتزوير والهواتف المتطورة بيد المخربين وهذه بالتأكيد مؤامرة، وعلينا ان نركز على الوضع الداخلي ولن اعير اهتماما بهذا الخطاب لأي شيء خارجي". ورأى الرئيس السوري "أن ما يحصل في الشارع السوري له ثلاث مكونات: الأول صاحب حاجة يريد تلبيتها ويجب على الدولة تحقيق هذه المتطلبات وعلينا الاستماع اليهم ومساعدتهم فلا شيء يبرر عدم السماع للناس، ولا حاجات الناس تعني ضرب الامن، هناك فئة صغيرة حاولت استغلال الفئة الطيبة الاكثرية من الشعب، والفئة الاولى ضد التدخلات الخارجية، ما زال هناك نوع من الخوف يمنع الناس من المبادرة تجاه مؤسسات الدولة، وعن العفو شعرت بلقاءاتي الاخيرة انه لم يكن مرضيا رغم انه اشمل عفو منذ ثلاثة وعشرين عاماً وهناك رغبة ان يكون اشمل ". واكد انه سيطلب من وزارة العدل ان تدرس ما هو الهامش الذي سيوسع به بالعفو ليشمل آخرين دون ان يضر مصالح الدولة والمواطنين اما المكون الثاني بحسب الاسد فيمثله عدد من الخارجين عن القانون وجدوا بمؤسسات الدولة خصما فالفوضى لهؤلاء فرصة ذهبية لاقتناصها، وتطبيق القانون لا يعفينا عن ايجاد حلول اجتماعية لابعاد هؤلاء عن الطريق السيئة. واضاف الاسد ان المكون الثالث الاكثر خطورة وهو يمثل اصحاب الفكر المتطرف والتكفيري الذي حاول منذ فترة سابقة التسلل الى سوريا وهو نفسه اليوم وما تغير الاساليب وهو يقبع بالزوايا المظلمة ويقتل باسم الدين ويخرب تحت عنوان الاصلاح مشدداً على ضرورة تطويق هذا الفكر، كما ان هناك مكونات اخرى كالمكون الخارجي وهناك اشخاص يدفع لهم اموال ورأى مسار الاحداث اكدت ان التصعيد كان مرادفا لكل خطة اصلاحية وعندما فُقدت المبررات كان استخدام السلاح امامهم . واعلن الاسد انه لا تطوير من دون استقرار، ولا اصلاح عبر التخريب وقال :" علينا ان نصلح ما تخرب ونصلح المخربين او نعزلهم وعندما نستطيع الاستمرار في التطوير". واضاف انه بدأ بسلسلة من اللقاءات التي شملت مختلف الفئات لفهم الواقع كما هو من الزوايا المختلفة بالشكل الذي يساعد في ترتيب اولويات الدولة مع اولويات المواطنين. كما تطرق الاسد الى موضوع الحوار الوطني فشدد على ان التنفيذ يبقى الفيصل موضحاً ان الحوار الوطني لا يعني نخبا محددة ولا السلطة مع المعارضة فقط، ولا يمكن التحدث عن حوار وطني باهمال القسم الاكبر من الشعب , واكد الاسد ان الحوار عملية مهمة جدا ويجب ان نعطيه فرصة موضحاً ان مستقبل سوريا يجب ان يبنى على هذا الحوار الذي يجب ان يشارك فيه كل اطياف الوطن , واشار الرئيس السوري الى ان المطالب الملحة للشعب بوشر بتنفيذها قبل بدء الحوار فرفعت حالة الطوارئ واصدر قانون تنظيم حق التظاهر السلمي وتم تشكيل لجنة لاعداد مسودة لقانون جديد للانتخابات ما يرسخ بنظر الاسد معايير النزاهة والمساواة والعدالة وهي عناوين المستقبل الذي ننشده لبلدنا حيث سيعطي الفرصة للمواطنين لانتخاب من يمثلهم واضاف الاسد انه شكلت لجنة لاعداد قوانين للحد من الفساد ومكافحته وسيكون للمواطن دور في المراقبة والمشاركة في هذه العملية اضافة الى تعزيز مسؤولية الاعلام وسيطرح قانون على النقاش العام لمناقشته قبل اصداره، اما قانون الادارة المحلية فهو قيد النقاش وهو من اهم الخطوات التي سيتم اتخاذها .