جنبلاط: نتمنى لو تتعظ الدول العربية من الدرس التركي في الديمقراطية تاريخ الخبر : 13/06/2011

تمنى رئيس "جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "لو تتعظ الدول العربية من الدرس التركي في الديمقراطية وتوفر على شعوبها القهر والكبت وتفسح لها المجال للتعبير عن آرائها السياسية بحرية وطمأنينة في إطار من التنافس السليم وفق الأنظمة والقوانين".
ولفت جنبلاط في حديث أدلى به لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي"، الى أن "تركيا قدمت بالأمس نموذجا جديدا عن تمسكها بالديمقراطية والحريات من خلال خوضها إنتخابات عامة أعادت فيها تفويض حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لولاية جديدة، وهو ما يعكس تقدير الناخب التركي للسياسات التي إعتمدتها حكومته في المراحل السابقة وهي التي حققت قفزات إقتصادية نوعية أسهمت في تحويل تركيا الى عملاق إقتصادي إقليمي كبير".
ورأى أن "هذا النموذج التركي يؤكد أن الخيار الديمقراطي يبقى هو الأساس الذي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يفتح المجال أمام الشعوب للاختيار بحرية، ولتحديد خياراتها المستقبلية في مناخ سياسي ملائم للتنافس بين برامج ورؤى مختلفة. لقد إستطاع هذا النموذج التوفيق بين الخيارات الأساسية التي كان حددها مؤسس تركيا كمال أتاتورك وبين الاسلام الحديث الليبرالي المنفتح. لقد نجحت تركيا في أن توفق بين المسار العلماني الذي إعتمدته منذ سنوات طويلة مع مسار الاسلام الحديث، فقدمت بذلك مثالا للعالم بأكمله عن إمكان الجمع بين هذين الخطين، وهي بذلك أدارت بمسؤولية التنوع العرقي والتعدد السياسي والثقافي الذي يتميز به المجتمع التركي واكبه نمو إقتصادي كبير".
وتابع: "لقد إستطاعت تركيا بفعل سياسات حكومتها الأخيرة أن تؤدي دورا كبيرا على المستوى الاقليمي من خلال سعيها الحثيث لتقليص مشاكلها مع دول الجوار الى الحد الأدنى وذلك من خلال إعادة بناء علاقات جديدة من الثقة مع الاطراف المختلفة. كما أن موقفها من القضية الفلسطينية يتقدم على مواقف العديد من الدول العربية التي تهادن إسرائيل ولا تحرك ساكنا لمواجهة سياساتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل".
وأردف: "إن الدرس التركي مهم على أكثر من صعيد: فهو يثبت أن الاهتمام بالملفات الاقتصادية ورفاهية المواطنين يمكن ان يشكل ممرا لصعود سياسي، كما أنه يتيح متنفسا للقيادة السياسية للتفرغ للقضايا الاستراتيجية الكبرى. وهو يثبت أيضا أن الديمقراطية ضرورية لتحصين الموقع السياسي والانطلاق من تفويض شعبي عارم لمعالجة مسائل واهتمامات واولويات المواطنين".
في سياق متصل، أبرق جنبلاط الى الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو مهنئا بمناسبة فوز حزب "العدالة والتنمية" التركي بالانتخابات التشريعية، مؤكدا "حجم الثقة الكبيرة التي اولاها الناخب التركي بهذه التجربة الرائدة وعلى عمق الصداقة بين الحزبين والشعبين التركي واللبناني".
كما ابرق الى الامين العام لـ"الحزب الشيوعي" الصيني ورئيس الدولة هوجينتاو، مهنئا بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب.