ذكر تقرير حديث أن تزايد حجم التجارة العالمية غير المشروعة في الحيوانات البرية الذي بلغ 19 مليار دولار في العام أصبح يهدد استقرار بعض الحكومات.
وألقى التقرير الذي صدر لصالح "الصندوق العالمي للحياة البرية" الضوء على "موجة جديدة" من الجرائم المنظمة بحق الحيوانات البرية تقوم بها جماعات مسلحة تمارس عملها في تهريب هذه الحيوانات عبر الحدود، على ما نشرته الـ "بي بي سي".
وحذر من أن الأموال الناتجة عن هذه التجارة غير المشروعة تستخدم في تمويل الصراعات الأهلية.
ويأتي هذا التقرير بعد قيام مسؤولون في ماليزيا بضبط 20 طنا من العاج في إحدى أكبر عمليات ضبط تهريب مثل هذه المواد.
وقال جيم ليب، المدير العام الدولي للصندوق إن التقرير يؤكد على حقيقة أن الجرائم التي ترتكب بحق الحيوانات البرية قد تصاعدت بشكل كارثي خلال العقد الماضي، وأنها تمثل الآن خطرا أكبر من ذي قبل.
مسلحون بالعاج
وقال ليب في مؤتمر صحفي: "إن الأمر يتعلق بما هو أبعد بكثير من الحفاظ على الحيوانات البرية، فهذه الأزمة تهدد استقرار حكومات والأمن القومي لبعض البلاد."
وقال جون سكانلون، الأمين العام لمؤسسة سايتس المعنية بمراقبة التجارة في الأحياء المهددة بالانقراض إن جماعات التمرد المسلحة في افريقيا تستغل زيادة الطلب على حيوانات مثل الأفيال، والنمور، والكركدن لتمويل الصراعات الأهلية.
وأضاف: "لقد رأينا في وقت سابق من هذا العام جماعات مسلحة قادمة من تشاد والسودان ومتجهة إلى شمال الكاميرون وهي تذبح450 فيلا، لأخذ العاج بغرض بيعه من أجل الحصول على المال اللازم لشراء أسلحة للحروب الداخلية."
وقال إن هناك ممارسات مشابهة في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية كريستيان غلاس "الموجة الجديدة من جرائم التجارة في الحيوانات البرية من قبل جماعات مسلحة من الصيادين تعرض ما توصلنا إليه من نجاحات في مجال حماية البيئة إلى خطر كبير."
وقال التقرير إن التجارة غير المشروعة في الحيوانات والنباتات تمثل رابع أكبر أنواع التجارة غير المشروعة في العالم بعد تجارة المخدرات، والمقتنيات المزيفة، والعملة، والإتجار في البشر.
خطوات إيجابية
وقبيل صدور التقرير، أعلن مسؤولو الجمارك في ماليزيا احباط محاولة ضخمة لتهريب العاج، حيث كانت الشحنة في طريقها إلى الصين قادمة من توغو، وكانت تضم نحو ألف و500 قطعة من الأنياب من العاج.
وقد أخفي العاج في صناديق خشبية صممت لتبدو وكأنها أكوام من الخشب المنشور.
وأشارت التقديرات الأولية إلى أن حجم الشحنة بلغ 20 طنا، وإذا تم تأكيد ذلك رسميا فستكون هذه واحدة من أكبر عمليات التهريب التي تم احباطها في التاريخ.
وقال ويل ترافرز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "بورن فري" إن أكثر من 30 ألف من الأفيال قتلت هذا العام لتغذية الطلب الدولي الذي تتصدره الصين.
وأضاف: "لا يوجد هناك الآن منطقة آمنة في افريقيا، فهذه هي المرة الأولي عبر القارة كلها التي تتجاوز فيها الأرقام المسجلة لعمليات الصيد الجائر للحيوانات أرقام حالات الوفاه الطبيعية."وتابع: "إن تجارة العاج الدموية قد وصلت أرقاما قياسية عام 2012."
وهناك حاجة لتعاون دولي كبير وفقا لتقرير الصندوق العالمي للحياة البرية من أجل استخدام المعلومات بشكل أفضل وتحسين وسائل التحقيق.
وقال جون سكانلون إن هناك حاجة لاتخاذ خطوات صارمة من قبل السلطات في الدول المعنية بهذا الأمر.
وأضاف: "نحن في حاجة لنشر مزيد من قوات الشرطة، وفي عدد من الحالات نحتاج لنشر قوات الجيش."
وأوضح أن هناك الآن خمس دول افريقية تستخدم القوات المسلحة في مكافحة التجارة غير المشروعة في الحيوانات المهددة بالانقراض.
وقد خرج هذا التقرير الحديث بناءا على مشاورات ومقابلات مع ممثلين من أكثر من 110 حكومة و منظمة الدولية.