الغدر والخيانة في سطور ...***

الغدر والخيانة في سطور ...
للخيانة رائحة نتنة عفنة لا يشمها إلا الأوفياء وأصحاب القلوب الطاهرة البريئة وكل الأعذار بعد الغدر والخيانة مجرد أقوال وثرثرة بغيضة لا معنى لها أبدا سوى النفاق والكذب والاحتقار والكراهية

في دقائق قليلة استعرضت معنى الخيانة والغدر فكانت النتيجة أن هذا الموضوع يتمحور حول الحب والخيانة بين العاشقة والعاشق بين المحبين والمتيمين بالحب وأوهامه وكلماته المقيتة
إنها الحقيقة المجردة والواضحة فدخول أي معنى للكراهية والغدر يذهب معنى الحب والطهارة والبراءة وتغدو تلك المعاني مجرد ترهات وثرثرة لاتسمن ولا تغني من جوع
وأكثر ما كتب عن الخيانة بين المتزوجين وكل يرمي الكرة لمرمى الآخر مدعيا براءته وطهر روحه وهو أبعد الناس عن المعاني الجميلة
نهاية المطاف الغدر والخيانة معاني تتمثل بغدر العاشقين لبعضهم وتحطيمهم لقلوبهم ونحيبهم وبكائهم على الأطلال وانهمار دموعهم الزائفة والنواح بمختلف أنواع القصائد والأشعار
والمؤسف ما يحدث بعد الزواج الذي هو تتويج لمعنى الحب والطهارة والرغبة الجامحة ببقاء المحبين مع بعضهم تحت ستار الزواج ومن ثم خيانتهم لبعضهم ولا يهم ممن صدرت الخيانة لان النتيجة مؤلمة جدا
الحقيقة أن معنى الزواج هو التتويج للحب والإخلاص العمر كله
من تجربتي الخاصة ومما شاهدت وألفيت ما يحصل أقول لكم أن الزواج الآن هو عبارة عن برستيج وزخرف وضرورة اجتماعية وستار يخفي الكثير من القذارة وصفة تميز المتزوجين عن الغير متزوجين
لن ندخل هنا بتفاصيل لن تهم القارئ فالمعنى الآن واضح أن للغدر والخيانة الحظ الأكبر بين صفوف العاشقين والمقبلين على الزواج وأرفع الراية البيضاء ولن أعطى لنفسي أبدا الفرصة لدخول تجربة عاطفية ولا المبرر لهذه المعاناة والقسوة التي ستنتهي نهاية غادرة واعتلى درجات العتاب وأدع الحب لمن يجروأ وأجعل كلمة الزواج معنى منسيا من قاموس حياتي وأودعها قائمة التجاهل وأضع قفلا بلا مفتاح أغلق به قلبي ونبض مشاعري إلا فقط ..........
وأضع جانبا هذا المعنى بهامش الحياة حتى تطأه الأقدام ويرمى بسلة المحذوفات وأروى لكم هذه القصة الحزينة
بداية القصة دموعا ونهايتها دموعا كحياتي الهزيلة التي تضخ نزيف هائل وبكاء مرير لم يستمع إليه أحد إلا ....
عائلة سعيدة جدا وبغاية الترف والغنى الفاحش لديهم ابن وحيد مدلل
في أحدى جولاتهم وأسفارهم تبنت الأم طفلة صغيرة أحبتها حبا هائلا ولم تستطع التخلي عنها وأطلقت عليها أسم نعمة لأنها اعتبرتها نعمة من الله عزوجل ولم يمانع الأب مطلقا وأحب تلك الطفلة اليتيمة وكذلك ابنهم الذي فرح فرحا لا يوصف لحظة معانقته لأخته الصغيرة التي دخلت حياته فجأة بلا دعوة ولا موعد
هذه الصغيرة البريئة أدخلت السرور والحب في قلوب تلك العائلة أحبوها بصدق وعاشت بينهم مدللة مكرمة والجميع دون استثناء أحبها
الأيام تمضي بلمح البصر و غدت نعمة فتاة كبيرة مثقفة ومتعلمة وبغاية الجمال وكذلك شقيقها سامي غدا رجلا وسيما ورائعا وبغاية الوسامة وله طلة جميلة ويثير الجميع بجماله وحنانه ورقة أحاسيسه
سامي ونعمة عاشوا مع بعضهم نعمة ترى في شقيقها جمال الدنيا وحبها وترى فيه الدرع المتين والترس الذي يمنع عنها الأذى وقساوة الدنيا وكانت مشاعر سامي تجاه شقيقته المتبناة نبيلة جدا وكان يخاف عليها من نسمة الهواء ودائم السؤال عنها هل هيا سعيدة هل تناولت غداءها هل نجحت بدروسها
كان الحب غطاء وكان الحنان فراشا وكانت المودة والألفة شعارا
نعمة وسامي مثالا رائعا للحب بين الأشقاء
مرت فترة قاسية توفيت الأم وعم الحزن البيت وحزن والد سامي جدا لرحيل زوجته وكانت نعمة تبكي بكاء مريرا وسامي يعانق شقيقته ويمسح دموعها ويواسيها ويواسي نفسه والدته توفيت ونار الحزن تتأجج بقلبه
تمضي الأيام ووتيرة الزمان متقلبة
تزوج سامي وأصبحت لديه عائلة وأولاد وله مسؤولياته
واقتربت ساعة رحيل الأب وأحس بدنو أجله وخاف على نعمة من مرارة الأيام ومن انشغال أخيها بأسرته
فكتب وصيته وجعل ثروته كلها مناصفة بين سامي ونعمة له النصف ولها النصف وبحضورهم ولم يبدي سامي أي اعتراض وقبل رغبة أبيه وأعتذر لنعمة عن غيابه عنها وعانقها وتمنى لها كل الخير وأن تجد رفيق دربها وتسعد بحياتها
وتكرر مسلسل الموت وتوفي الأب وانتهى العزاء ومرارته
تعلم زوجة سامي بمضمون الوصية وأن نصف الثروة لنعمة فتساورها الأفكار الشيطانية وتحرض الأخ على أخته مبررة تصرفها بأن نعمة ليست سوى لقيطة من الشارع وليس لها أي حق بثروة العائلة وترسم خطة للتخلص من نعمة والحصول على الثروة كلها
وتقول لزوجها أنها تعرف طبيب يتاجر بالأعضاء البشرية وأنه على استعداد لشراء نعمة بالمبلغ الذي يريدونه وهكذا يمكن التخلص من نعمة بسهولة عن طريق ذلك الطبيب الذي سوف يذبحها ويبيع أعضائها لمرضاه ولن يعلم أحد شيئا عن نعمة وسترجع الثروة كلها لهم ولن ينافسهم بها أحد
هذا الكلام بغاية الوحشية ولا يصدر إلا عن شيطان بهذا الكلام أخذ سامي يحدث نفسه ويلومها ماذنب أخته البريئة نعمة
يالها من أيام ويا لكم من بشر تحت ضغط هائل من زوجته وكأنه تناول جرعة هائلة من المخدر لم يعد يدري ما يفعل
وحدثت تلك الجريمة بحق نعمة تم بيعها واختطافها وذبحها وكأن شيئا لم يكن وحصدت تلك الزوجة الثروة كلها مع ثمن نعمة البريئة
الأخ يغدر بشقيقته اليتيمة ويخون عهد الأخوة ورباطها المقدس هل هذا من فعل البشر
مرت الأيام ولم يستطع سامي أن ينسى ما فعل بشقيقته ولم تغادر وجدانه نظراتها إليه وتوسلها إليه ليلتها
وأخذت النيران تتأجج بقلب سامي الذي شعر بالحزن الرهيب لغدره بأقرب الناس إليه ويتذكر نعمة الصغيرة وكيف كانوا أطفالا وكيف كانوا يلعبون مع بعضهم أنها أخته الوديعة التي كانت رفيقة طفولته
واخذ يكن الضغينة لزوجته ويرى فيها شر الدنيا كلها ويحزن عندما يرى أطفاله الصغار ويأسى لحالهم إن علموا حقيقة أبيهم وما فعل هو وأمهم ويبكي على أطلال أخته نعمة التي لا قبر لها يضم رفاتها ولا يعلم مكانا يزورها ويدعوا لها
ولكنه أكمل مشوار حياته والزمان كانت له فسحة لينسى
تلك صورة بشعة عن الغدر والخيانة بسبب المال والجشع
أختتم كلماتي بهذه الأبيات المنقولة وليا عودة ثانية بقصة ثانية أودعكم وأتمنى لقلوبكم كل الحب والخير الخالي من الغدر والخيانة ...