أضاءت مدينة النبطية اللبنانية أكبر فانوس رمضاني على أرض ملعب المدينة في محاولة للدخول في الموسوعة العالمية للارقام القياسية "غينيس" كأكبر فانوس في العالم.
وأقيم للمناسبة احتفال نظمته الجهات الراعية لانجاز الفانوس وهي بلدية النبطية وجمعية تجار النبطية، جمعية دايز، اسعاف النبطية ومؤسسة حسن حسين، وحضره ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، ممثل النائب عبداللطيف الزين سعد الزين، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، رئيس جمعية العمل البلدي المركزي في "حزب الله" الدكتور مصطفى بدرالدين، مسؤول الخدمات المركزي في حركة "أمل" باسم لمع، رئيس جمعية تجار النبطية وسيم بدرالدين وحشد من الشخصيات والفاعليات والمواطنين.
وتم وضع الفانوس وسط الملعب وبلغ ارتفاعه 18 مترا ونصف المتر، وعرض قاعدته خمسة أمتار، وبلغ وزن الحديد المستعمل لانشائه 4 طن، وأحيط بـ 340 مترا مربعا من تلبيس البلاستيك فلكس، فيما استخدم لانارته20 بروجيكتورا 4000/1000، بحيث بلغ حجم استخدام الكهرباء فيه 25 ك ف أ، وقد استغرق التصميم واجراء الدراسات لتصنيعه ثلاثة أيام، فيما استغرق تصنيعه 180 يوم عمل بمعدل عامل واحد لكل يوم، واستلزم 6 شاحنات متوسطة لنقله من مكان التصنيع الى الملعب، والفانوس مجهز بمروحة تبريد لمنع انحباس الحرارة بداخله.
استهل الحفل بالنشيد الوطني عزفته الفرقة الموسيقية لكشاف الجراح - فوج كفررمان، ثم ألقى الزميل حسان قنبر كلمة ترحيبية أشار فيها الى "اننا كجنوبيين تلاميذ حياة والحياة عندنا مدرسة تعلمنا فيها بأن النوم على كتف الوطن المصلوب صلاة والموت عند أقدامه حياة"، تلاه كلمة لرئيس جمعية "دايز" وسيم شميساني قال فيها: "ها هو الحلم يتحقق، هو حلم رسمه مجموعة من الشباب المحلي، الذي أبى إلا أن يبرهن للعالم أجمع أن مجتمعنا المحلي النبطاني هو مجتمع نامي لديه الكثير من الطاقات والخبرات والإبداعات".
وقال: "بدأ هذا الحلم منذ إنشاء جمعية دايز في العام 2010، إذ كما يدل إسمها تعمل على تنمية المجتمع المحلي من خلال الشباب. فوضعت لذلك استراتيجية تنفذها من خلال محاور وأنشطة ومشاريع تصب في هدفها الأساسي أي تنمية المجتمع المحلي. والجدير بالذكر أن هذه الجمعية تمول محليا ووطنيا فقط".
أضاف: "إنطلاقا من مبادئها وإيمان أعضائها بها، كانت فكرة إنارة أكبر فانوس بالعالم وتسجيله في كتاب غينيس، كنشاط نوعي يحصل لأول مرة في منطقة النبطية، كيف لا ونحن شباب من هذه المنطقة، منطقة النبطية، نبطية حسن كامل الصباح، نبطية الصمود والبقاء، نبطية المبادىء السامية، مبادىء الإمام الحسين وأهل ، فليس غريبا علينا أن نعيد النبطية إلى أمجادها، أن نعيد وضعها على الخريطة ليس فقط الوطنية بل الخريطة العالمية".
صادق
وألقى رئيس "اسعاف النبطية" مهدي صادق كلمة قال فيها: "ان هذا الفانوس تحفة جمالية رمضانية تدخل السرور على قلب المار بها و تضفي جوا روحيا مؤنسا، فان في انجاز هذا الفانوس دلالات يجدر الالتفات اليها وهي ان انجاز هذا الفانوس لم يكن ليتم لولا تضافر جهود الجمعيات والجهات المشاركة الذين شكلوا فيما بينهم فريقا واحدا عمل بمحبة وانسجام وتعالى عن العنوان الضيق مجسدا صورة نتوق اليها قي ساحتنا الاجتماعية والسياسية اليوم".
اضاف: "كما ان انجاز الفانوس بهذا الحيز الزمني الضيق وبهذه التقنية العالية والحجم العملاق يدل على المستوى العالي لصناعيي الجنوب وقدرتهم على التفوق والابداع".
وأشار الى ان "وضع هذا الفانوس في هذه الساحة بالخصوص أضفى على المشروع رونقا خاصا وذلك لما لهذه الساحة من مكانه في نفوسنا، فكلنا - أحسب - له على تراب هذا البيدر ذكريات لا تمحى، هنا تشاجرنا على هدف ضاع في لعبة كرة القدم، وهنا دفنا أسرارنا البريئة وهنا لا زالت حناجرنا منذ الصغر تصدح عشقا باسم الحسين (ع)، وهنا سجلت مدينتنا وقبل فانوسنا هذا بـ29 سنة اسمها في سجل المجد الذهبي حين أطلقت شرارة المقاومة الشعبية في 10 من محرم 1983".
وختم: "لهذا نرى ضرورة ان يعنى بتجميل وتأهيل هذه الساحة الغنية بالأمجاد والذكريات وهذا ما وعدنا به مشكورا رئيس البلدية الحالي الدكتور العزيز احمد كحيل مشكورا".
كحيل
ثم ألقى رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل كلمة نوه فيها "بالمبادرة بين اطراف عدة لانجاز هذا الفانوس ، وما كان هذا ليتحقق لولا التوكل على الله ولولا التعاون الوثيق بين الجمعيات المساهمة والمشاركة، وان هذا الفانوس سيضيء المساحة الحسينية في النبطية ، كما سيضيء شهر رمضان نفوسنا بالعبادة والدعاء والقران، وما أحوجنا الى هذا الضوء في ظل العتمة التي تعم مدننا وبعض النفوس".
وقال: "كما حققنا هذا الانجاز معا، وسننقل النبطية الى موسوعة الارقام القياسية، نستطيع ونقدر ان نحقق انجازات للمنطقة، ومعا نتعاون لما فيه مصلحة المواطن، وسمعة مناطقنا، وكرامة أهلها وعزتهم".
بدر الدين
ثم كانت كلمة رئيس جمعية تجار النبطية وسيم بدرالدين قال فيها: "انه قنديل شهر رمضان المبارك، المبادرة جنوبية بإمتياز، وكما تعودنا دائما ان نصنع صمودنا وانتصاراتنا في الحياة بأيدينا وبعيدا عن الاحتضان الرسمي ، نرى المواطن الجنوبي يبدع في التألق والنجاح في كل المجالات، ويضع عناوين كبيرة ومضيئة ان على صعيد الجهد الفردي، أو العمل الجماعي، كما التناغم بين جمعيات المجتمع الاهلي التي يعول عليها الكثير، في بناء مجتمع مدني متحضر، ومتماسك ، غني بالعطاءات والابداعات".
ولفت الى ان الاحتفال بانارة اكبر فانوس في العالم هو "إشارة واضحة بإلتزاماتنا الفعلية ومسؤوليتنا تجاه شعبنا واهلنا، وهذا العمل الابداعي ما هو الا ثمرة تعاون وشراكة تامة بين عدد من جمعيات المنطقة، وبإحتضان من مجلس بلدي يحمل لواء الانماء للارض والانسان والمجتمع، ونحن شعب يحب الحياة ويقدرها حق تقدير، ولكن ماالعمل فالظلمات تحيط بنا أنا ألتفتنا فكان القرار، وان تنير فانوس خير من أن تلعن الظلام".
الرقصة المولوية
ثم قدمت الرقصة المولوية من وحي المناسبة للفنان فادي المولوي وبعدها تمت اضاءة الفانوس، وسط اطلاق المفرقعات النارية وتصفيق الحضور، وسيتم رفع ملف الفانوس الى موسوعة غينيس للاطلاع عليه.