أجمل ما قيل عن جمال العيون ***

]

يا ناعس الطرف لا والله ما انتبهت

فيك المحبة إلا وقت نعسته

وكاسر الجفن إي والله ما انكسرت

فيك الجوانح إلا بعد كسرته

ما لحظ عينيك إلا شارب ثمل

وكسرة الجفن إلا عين سكرته

ما لدمعي ساجماً كالغمام

ولجسمي ناحلاً بالسقام

صابني من شادن سهم لحظ

فؤادي دائم القرح دام

وصديقي لائمي في هواه

لست فيه سامعاً للملام

قال موت عاجل لمحب

قلت إني راغب في الحِمام

أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب

وردوا رقادي فهو لحظ الحبائب

فإن نهاري ليلة مدلهمة

على مقلة من بعدكم في غياهب

بعيدة ما بين الجفون كأنما

عقدتم أعالي كل هدب بحاجب

وأحسب أني لو هويت فراقكم

لفارقته والدهر أخبث صاحب

[b]

ما كنت أعلم لولا لحظ مقلتها

ان الحِمام غرير الطرف مكحول

يا حبذا بلداً حلت بجانيه

بهنانة من بنات البدو عطول

كأن فاها بماء الكرم خالطه

ماء الغمام قبيل الصبح معلول

مولع ذي الوجد بالذي يجده

عندك عقل المحب إن فتكت

به عيون الظباء أو قوده

دمع إذا قلت كف هامله

أجراه هجر الحبيب أو بعده

ولا يؤدي إلى الحسان هوى

من لا تَرى أن غيّه رشده

من حرجٍ في حبه أو جُناح

سحر العيون النجل مستهلك

لُبّي وتوريد الخدود الملاح

تلاقى به حور العيون كأنها

مها عقد محرنجم غير مجفل

ضرجن البرود عن ترائب حرة

وعن أعين قتلتنا كل مقتل

إذا ما التقين من ثلاث وأربع

تبسمن إيماض الغمام المكلل

يهادين جمّاء المرافق وعثةً

كليلة حجم الكعب ريا المخلخل

لعمري ما استودعت سري وسرها

سوانا حذاراً أن تشيع السرائر

ولا خاطبتها مقلتاي بنظرة

فعلم نجوانا العيون النواظر

ولكن جعلت اللحظ بيني وبينها

رسولاً فأدى ما تجن الضمائر

يا رب عائدة بالغور لو شهدت

عزت عليها بدير اللج شكوانا

إن العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله أركانا

لم يدر من أين أصيب قلبه

وإنما الرامي درى كيف رمى

يا قاتل الله العيون خلقت

جوارحاً فكيف صارت أسهماً

ورامياً لم يتحرج من دمي

مقتنصاً كيف استحل الحرما

إن العيون على القلوب شواهد

فبغيضها لك بيِّنٌ وحبيبها

وإذا تلاحظت العيون تفاوضت

وتحدثت عما تجن قلوبها

ينطقن والأفواه صامتة فما

يخفى عليك بريثها ومربيها

وخلعت نسكي واشتملت تولهي

ما بين كأس فم وآس عذار

وألِقتُ في شرك الجفون تخبطي

فحذار من فتن العيون حذار

على العقيق اجتمعنا

نحن وسود العيون

أظن مجنون ليلى

ماجن بعض جنوني

إ ن مت وجداً عليهم

بأدمعي غسلوني

نوحوا عليّ وقولوا

هذا قتيل العيون

أيا عيوني عيوني

ويا جفوني جفوني

فيا فؤادي تصبر

على الذي فارقوني