السيرة الذاتية فرح عبد الحميد (عدد المقالات8 )

كثيرٌ منا يؤمن بمقولة "تفائلوا بالخير تجدوه
'" , فقد يعتقد البعض أنهم سعداء من خلال كلامهم المنمق والذي يتسم
بالايجابية اكثر عنه من السلبية, يدعون السعادة وربما يظهرونها عند تواجدهم
مع الآخرين ولكن من الداخل, هم أشخاص يملأ التشاؤم عقولهم ويملأ الفراغ
قلوبهم، فقد خلصت دراسات حديثة إلى أن الأشخاص السعداء يحظون بفرصة أطول
للعيش بعكس الأشخاص الذين يعانون من نزلات الحزن والإكتئاب بشكلٍ مستمرٍ.

مفهوم العولمة الذي أدى الى انفتاح الشعوب والثقافات على
بعضها البعض قد أثر بشكلٍ ما أو بآخر على مقدار سعادة الكثيرين، فلا
نستطيع أن نخفي أن نسبةً كبيرةً من الاشخاص تتأثر نفسياتهم بشكلٍ سلبيٍ
بمجرد تفكيرهم بما ينقصهم بالمقارنة مع الغير، فالحرية على سبيل المثال
التي يحلم بها أطفال فلسطين وغيرهم من أطفال الشعوب المحتلة, أثرت على
طريقة تفكيرهم وسلوكهم في المجتمع, حيث توصل الباحثون إلى لجوء نسبةٍ
كبيرةٍ من الأطفال إلى العنف والفظاظة في التعامل مع الآخرين,
واتسامهم باللامبالة, بالإضافة إلى تحجر عقولهم لأنها نمت منذ البداية مع
رغبةٍ قويةٍ بالبقاء والحرية التي حالتا دون تحقيق الأمر الذي دفعهم إلى
التفكير بطرق سلبية, أقرب إلى العنف عند التعاطي مع اي فرد أو قضية, مما
أثر في نفسياتهم وجعلهم يولدون مساحةً كبيرةً للبؤس والأحزان.

لذلك... لم لا نغير ما بأنفسنا قبل أن نسعى لتغيير
الآخرين, لم لا نملأ قلوبنا بالإيمان ونسخّر جميع طاقتنا للتفكير بطرق
ايجابية؟! , لم لا نصنع سعادتنا بأنفسنا بدلاً من تضييع الوقت في البحث
عنها بين الحين والآخر، لم لا نقابل المنكر بالمعروف ونقابل التشاؤم
بالتفاؤل ؟! ألا تعتقدون أيها القراء أنه بيننا وبين السعادة خيطٌ رفيعٌ
محاطٌ بسحابةٍ سوداء تملؤها الأفكار السلبية والأحداث المأساوية التي سبق
وعشناها في الماضي؟!

دعونا نبتعد عن كل ما يمكن أن يشغل تفكيرنا بطريقة
سلبية, دعونا نهمل ما يظنّه الآخرون, دعونا نتجاهل التفاصيل التي ستغرقنا
بدوامةٍ جديدةٍ من الهموم, دعونا نتجاوز تحليل كل صغيرة وكبيرة, فالوقت
والجهد الذي استغرقه الأشخاص في تحليل الألماس أدى إلى صدمتهم عندما وجدوا أصله فحماً!

أما الماضي.. فقد تكون له جماليات وذكريات, و لكن هذا لا
يعني أن تحكم جماليته ضرورات الحاضر لذلك على كل فرد منا أن يركز على نقاط
القوة في نفسه, ويسعى جاهداً لتسخير جميع طاقاته الإيجابية لتحقيق أهدافه
ورغباته, فعندها فقط سنكتشف معنىً آخر للسعادة و سندعمها بزبدة النجاح،
فليس طويل العمر من عاش سنيناً أكثر من غيره, ولكنه الشخص الذي عاش حياته
سعيداً .. لذلك إضحك عزيزي القارئ لتضحك لك الدنيا من جميع أبوابها .

عندما نتحدث عن اي علاقة عاطفية بغض النظر عن جديتها أو
عن طبيعة الظروف التي تحكمها, نتساءل هل هي علاقة عابرة و مؤقتة , ام
ستكلل بالنجاح و الاستقرار لكلا الطرفين فيما بعد، كثيرٌ ما نسمع احبها
واحبته , انتظرها وانتظرته ولكن في النهاية كل شيئ قسمة و نصيب! فأين موقع
الحب النزيه بين جدران القدر المحتوم إن كانت جدرانه مطلية بالقسوة و
المرارة و ان كانت ستمنع نزاهة ذلك الحب من ان يستمر!!؟

كيف تنشأ العلاقات العاطفية في هذا الوقت و ما تأير
التكنولوجيا و مواقع التواصل الاجتماعي وهل يفضل الشباب التعارف عن طريق
هذه المواقع, و لماذا تنتهي العلاقات العاطفية بسرعة او تتوج بنجاح خارج عن
النظير بين الطرفين, هذه الاسئلة و غيرها طرحت على مجموعة من الشباب و
الشابات و هكذا جاءت اراؤهم حول هذا الموضوع .

الرأي الأول: طالبة جامعية نشأت
في الامارات وتدرس حالياً في مصر, تعتقد ان اغلب العلاقات العاطفية التي
تنشأ بين الشباب هي تلك التي تكون في مراحل الدراسة الجامعية, لأن الجامعة
مجتمع دراسي وتربوي و اجتماعي وترفيهي في نفس الوقت, وكثيرٌ من الطلبة
يجدون فيها متنفس عن ضغوط المنزل ومشاكل الحياة عن طريق بناء علاقات
اجتماعية مختلفة الحجم والابعاد، وتعتقد ان الفيس بوك و غيره من مواقع
التواصل الاجتماعي اصبح له الدور الكبير في تكوين العلاقات العاطفية على
الرغم من ان نسبة فشل هذا النوع من العلاقات كبيرة جداً.

الرأي الثاني: شاب مقبل على
التخرج من الجامعة يعتقد أن أغلب العلاقات التي تنشأ بين الطلاب في الجامعة
هي تلك التي تأتي عن طريق الدراسة في نفس الفصل او المشاركة في الانشطة
الجامعية او عن طريق الاصدقاء و المعارف، ويضيف أن العلاقات الصحيحة تبدأ
عندما يتعرف الشخص على الطرف الآخر و هو مدرك انه نصفه الآخر, و على الشخص
ان لا يندم على اي قرار إذا كان مبنيا على اساس اختيار الشريك الصحيح في
اي علاقة, لان كثيرا من العلاقات الحالية تفشل بسبب عدم دراسة جوانب
العلاقة من زوايا مختلفة, فيتخذ الشريكان قرارات سريعة و فجائية قد تكون
مبينة على مبدأ الاعجاب, ثم يتفاجأن مع الوقت ان هناك فوارق كثيرة تحتم
عليهما من أن يمكلا تلك المسيرة سوياً، ويتابع بالقول انه على الشباب ان لا
يستعجلو في مثل هذه المواضيع لان تفكير الاشخاص يتغير بين الحين و الآخر و
بين يوم و ليلة فكيف بعلاقة ان تنجح ان كانت مبنية فقط على مبدأ العواطف
المؤقتة و السريعة دون اخذ الاساسيات بعين الاعتبار!

الرأي الثالث: تعتقد ان العلاقات
تختلف من شخص الى اخر باختلاف درجة الوعي الموجودة عند الشخص, و كيفية
تعامله مع العلاقة, لان الكثير من الشباب يتعاملون مع العلاقة على اساس
انها مؤقتة دون وجود اي جدية فيما بعد فتنتهي بسرعة, على عكس العلاقة
المبنية من الاساس على التفاهم و الوضوح و الجدية، وتجد ان السن المناسب
لدخول اي علاقة هو بعد العشرين حيث يصبح الفرد أنضج و أوعى و أذكى في
تعاطيه مع اي نوع من هذه العلاقات, و هو السن الانسب للارتباط الرسمي
والزواج.

الرأي الرابع: يعتقد ان اغلب
العلاقات العاطفية الحالية تنتهي بنتائج سلبية لان الطرفين يميلان الى
الملل بعد الحماس الزائد و الشعور المتدفق الظاهر في بداية العلاقة. و
يضيف ان بعض الاشخاص يتعاملون مع اي علاقة على اساس انها عابرة وللتسلية
وملأ الفراغ فقط دون اخذ العاطفة والحب بعين الاعتبار لذلك غالباً ما
تنتهي بالفشل، ويضيف أن هناك الكثير من الظروف التي يمكن ان تعيق العلاقة
بين الطرفين مثل الاهل والمجتمع والعادات والتقاليد إن كان الطرفان مختلفان
مادياً, ثقافياً , اجتماعياً ودينياً.

الرأي الخامس: تعتقد أن العلاقات
العاطفية المبنية على أسس الصدق و الوضوح و التفاهم هي افضل ما يمكن ان
يحدث لأي شخص لأتها ان كانت صحيحة منذ البداية سترفع من ثقة النفس و من
عزيمة و ايمان كل من الطرفين, و ذلك لأن كل منهما سيؤمن بأن الطرف الآخر
رفيقاً له في كل اللحظات و المواقف والظروف التي ممكن ان يتعرض لها سواء
كانت ايجابية او سلبية، و تضيف تمارا أن استمرار و نجاح اي علاقة او فشلها
يعتمد على كمية الحب و العطاء والتضحية التي يقدمها كل طرف للآخر , وتعتقد
بأنه من البداية على الطرفين تسوية جميع الاختلافات والفوارق ان وجدت
وعليهم محاولة ايجاد حل لأي امر قد يظهر كعائق محاولاً انهاء تلك العلاقة
فيما بعد، وتضيف انه في اي علاقة ناجحة, إن وضعت شروط واحكام على طرف ما
فعلى الطرف الآخر تفهماً وتقبلها ومحاولة تطبيقها على نفسه فإن كان الامر
عادياً لكلا الطرفين لا حرج من فعله اذاً, و الا عليهما ان يعيدا النظر في
مبدأ التعامل والحرية والمساواة بينهما لموازنة تلك العلاقة بالشكل الصحيح.

الرأي السادس: يعتقد بأن وجود
علاقة عاطفية وجدية من الامور المهمة في حياة كل شخص لأن الانسان غالباً ما
يحتاج إلى الدعم و الاهتمام والتشجيع من الطرف الآخر في الحياة، و يضيف أن
العلاقات العاطفية و الجدية ليس من الممكن أن تنجح إلا إن كانت مبنية من
الاساس على مبدأ الاحترام, الثقة والتسامح لان هذه العوامل الثلاثة ستمكن
كل من الطرفين من التفاهم والتعامل مع الطرف الآخر بشكل ناضج وصحيح، ويعزي
الرأي سبب انتهاء وفشل الكثير من العلاقات الى عدم وجود لغة الحوار بين
الطرفين مما يؤدي الى تفكير كل طرف بشكل مناقض للآخر وان اتبع ذلك التفكير
بالتصرفات النابعة عن اللاوعي والتذمر وعدم مشورة ومراعاة رأي الطرف الاخر
قد تزداد المشاكل بين الطرفين وسيؤدي ذلك ان انتهاء العلاقة بشكل سريع، و
يجد أنه لا يوجد سن معين و مناسب لجعل اي شخص يفكر في الدخول في علاقة جدية
لأن نضوج العقل يتفاوت من شخص الى اخر لكن ليس بالطبع في حالة المراهقة.

عرضنا عليكم بعضاً من الآراء التي عبرت عن العلاقات
العاطفية في وقتنا الحالي ، لكن انتم ما رأيكم بهذا الموضوع هل هو مرتبط
بالاشخاص المعنيين بالعلاقة أم بمسألة القسمة و النصيب؟ شاركونا بآرائكم .

سواء كان على الطريقة التقليدية أو الوديّة العصرية,
يبقى حلما تنتظره كل الفتيات ويتطوق له كل الرجال ف لله حكتمه عندما اوجد
كل منهما لإكمال الطرف الآخر.. الزواج الذي يجمع هذين الفردين المختلفين
بيولوجيا , ايديولوجيا, فكرياً وعاطفياً عن بعضهما البعض والذي أصبح
وللأسف لعبة يتنافس بها الاثنان لإسعاد أو تحطيم الطرف الأضعف!!

اليوم.. الحلم الوردي لم يعد وردياً , و البيت الابيض لم
يعد ابيضاً .. أصبح الحلم كابوس وتحول البيت الى مقبرة جدرانها تشبه بعضها
البعض.. فجميعها مظلمة تئـن من شدة الكآبة و الآلام , أرضيتها سوداء
ملطخة بالدمع و الأحزان .. أما نوافذها, فهي هشة من كثرة الخيانة و الخداع
, تمرر عتمة آتية من نار الشوق و الفراق!!

فما هو هذا العصر الذي تحول فيه القفص الذهبي الى قفص
حديدي , وتحولت فيه المنازل الى فنادق!! أصبح الزواج و للأسف مقبرة هذا
العصر, يظن فيه الرجل أن الشمس ستشرق لتسمع صياحه وحده يوميا , و تعتقد فيه
المرأة أن الحياة ممكن أن تبدأ بسهولة مع أي رجل آخر كسرعة انتهائها مع
الذي سبقه , فينتهي الامر بالطلاق الذي اصبح من اسهل الامور الممكن فعلها
هذا اليوم.

لست ادري إن كان العيب فينا أو بهذا الزمان الذي غير من
نفسياتنا و طوق حياتنا بالحقد و الكراهية, فلم تعد المحبة تفطر قلوبنا و
تغسلها من الشرور , لم نعد نقدر عظمة معانيها و درجاتها , و لم نعد نتعامل
بأسسها و مبادئها مع الآخرين !! لذلك لم الاستغراب إن لم يعد الزواج
الأولوية العظمى في حياة كل رجل و امرأة !! هذا الأمر المرتبط بعدة عوامل و
الذي يفسر تفشي ظاهرة الزواج المتأخر, كثرة العنوسة , و زيادة نسبة
الطلاق في مختلف المجتمعات العربية و الغربية.

صحيح أننا نتعايش مع مفهوم الطلاق و نقدر نسبة نموه
المتزايدة يوماً بعد يوم , و لكن لا يمكن أن نتجاهل و ننكر أننا ما زلنا
نعيش في مجتمعات ذكورية سلطوية تنصر الرجل على المرأة, فالمطلق "لا يعيبه
شيئ" و ممكن أن يكمل قطار العمر مع أي راكبة اخرى , أما المطلقة فتعامل
"كالخردة ّ" !! من الممكن أن تباع و تستعمل مرة ثانية أو تترك للدهر ليمحو
قيمة وجودها شيئاً فشيئاً، ولأجدر بالذكر موضة هذا العصر, طلاق بنكهة
جديدة فهو ليس لفظياً ولا كتابياً وإنما الكترونياً , برسالة (اس ام اس)
قصيرة تفصل ذلك الرباط المقدس بأقل من ثانية !

ففي إحدى الدول الخليجية على سبيل المثال تم تسجيل أكثر
من 150 حالة طلاق الكتروني في ال 2010 , أما في الأردن وصل عدد قضايا
الطلاق الالكتروني الى 450 حالة العام الماضي, الأمر الذي زاد من خطورة
فكرة الزواج عند الأغلبية، و لكن إن تأملنا الفكرة و درسناها من زوايا
مختلفة , سندرك أن هذا النوع من الطلاق يرتبط بأسباب مختلفة نوعا ما عن
غيره , كأسباب تتعلق بضعف شخصية الزوج أو الزوجه حيث يصبح أحد الطرفان غير
قادر على المواجهة فيلجأ الى هذا الاسلوب الأضمن و الاسرع لإنهاء العلاقة! و
أسباب أخرى تتعلق بعدم مراعاة الجوانب النفسية و الشرعية عند الإقدام على
هذا النوع من الطلاق , الأمر الذي يرفع من حجم التساؤلات إن كان تطور
المجتمعات و تحضرها يقاس بهذه الطريقة أم لا, و إن كان عصر الانترنت وحده
المسيطر على العقل البشري و المغيّر لأفكاره؟! إلى أي مدى ممكن أن نعطي
التكنولوجيا إشارة خضراء للتدخل و التلاعب بأدق تفاصيل حياتنا ؟!!

مرت الليالي و الأيام


و انتظرتـه بشوقها قرابة العام ..


ذهب و لم يترك سوى الآلام


و حنين إلى ماض حافل بالذكريات ..


ضاعت بين نار البعد و الهجران


و أمل بعودته على مر الأيام ..


نامت و في عينيها الحالمتان


سيول دمع, على وشك الانهمار..


و إذ به يطل كالملـَكِ الجبار


ليكفكف الدمع و يخفف الهمام ..


يناظرها متبسم


أنا عائد في الغد فلا تطيلي المنام ..


و لا تحزني يا حبيبتي


إن شاءت الظروف و بعـدتنا الأقدار..


أنت في جوف قلبي


مالكة روحي و الوجدان ..


ففاقت مخطوفة العقل , مربوطة اللسان !


دقات قلبها, كالجرس الرنان ..


مستغربة رؤياها ,


و في نفسها سكينة و اطمئنان ..


و مضت الليالي بعد المنام


و اذ بهاتفها يدق قبل فوات الأوان ..


معلنا لحظة الصفر بعودته,


رافعا لهيب الشوق


محددا لحظة اللقاء ..


فاجتمع القلبان بعد أشهر من البعد و الحرمان ..


ليخبرها أنه لم يعلم


أنها الوحيدة التي يزلزل حبها كل أشكال الفرقة و البعاد !!


و لتخبره أنها لم تعلم


بأنه الوحيد الذي يكملها و يشعرها بالفرح و الأمان !!

لكل مهنة أخلاقيات و آداب يجب مراعاتها والتقيد بها ، و للصحافة بكافة
أطيافها أخلاقيات ومواثيق شرف وضّحها ميثاق الشرف الإعلامي يحتم على كل
العاملين الالتزام والتقيد بها, خاصة لأن الصحافة بشتى فروعها وتشعباتها
تلعب دوراً مؤثراً في الرأي العام . فمن أهم أخلاقيات الإعلام التي وضحها
ميثاق الشرف الاعلامي العربي , الأمانة والصدق ونقل الأخبار كما هي بدون
تهويل أو تخويف أو تضليل لا بل إن الصحافة المسؤولة تلعب دوراً هاماً في
التقليل من حجم أي حدث قد يحدث فزعاً و هلعاً بين الناس .

و على جميع الوسائل الاعلامية ان تأخذ بعض الالتزامات التي حددتها مواثيق
الشرف الاعلامية بعين الاعتبار, حيث يقع على جميعها مسؤولية كبيرة في نصرة
الحق العربي و شتى انواع القضايا العربية و الانسانية ، و على هذه الوسائل
نقل الصورة الحضارية للإنسان العربي بعيدا عن التمييز بين قطر و آخر لأن
الاعلام بشتى أنواعه قائم على حقين , حق التعبير و حق الاطلاع على أي
معلومة تعزز من قيم و مبادئ المتلقي و تُصعد من رصيده الثقافي و التربوي و
العلمي بشكل واسع. فعند طرح مفهوم الاعلام علينا أن نتذكر بأن الهدف
والمصير واحد فجميع الشعوب المتلقية و المتأثرة بشتى انواع
المضامين,المفاهيم , و المعلومات التي تخرج عن طريق هذه الوسائل ستتأثر
بطريقة ما سواء كانت ايجابية او سلبية , لذلك يتوجب علينا العمل بمصداقية و
أمانة أثناء تأدية الرسالة الاعلامية والابتعاد عن التجاذبات السياسية
التي تحدث بين الحين و الآخر بين أبناء الأمة , وعدم تحويل الإعلام الى
أداة للتحريض , بل الإلتزام بمبدأ نقل الاحداث و المجريات بموضوعية , و
الابتعاد عن الوسائل غير المشروعة في الحصول على المعلومات أيا كانت
الظروف. و ينبغي على جميع العاملين في الحقل الصحفي المحافظة على اللغة
العربية و تعزيز أواصر التعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات .

أما فيما يتعلق بموضوع الرقابة فهي قد تكون موجدة ضمنياً في اي بند من
بنود الميثاق الاعلامي او رؤية اي مؤسسة اعلامية , ولكنها غائبة عن
التطبيق فعلياً و واقعياً خاصة في ظل الأجواء المفتوحة بمساعدة الانترنت و
مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت من اكثر الوسائل تأثيراً و تغيراً في
تفكير, واقع و مصير شتى الشعوب العربية و العالمي، و إن تناولنا موضوع نظام
التشفير الذي تم تطبيقه على العديد من القناوات, سنجد أن هذا النظام لم
يجد نفعا بل على العكس أصبحت أسعار هذه القناوات خيالية مقارنة بغيرها
لأنها قنوات ربحية من الدرجة الاولى .

و في النهاية تبقى الرقابة الفعلية المطلوبة ,الرقابة الذاتية بالاضافة
الى اسس التحلي بمبادئ أخلاقيات المهنة النابعة من الضمير ، فهناك صحفيون
ملتزمون, يصلون الليل بالنهار بحثا عن المعلومة الصحيحة التي يشغف المتلقي
لسماعها , هدفهم واحد ألا و هو إعلاء شأن الأمة ونقل المعلومة بمصداقية و
أمانة . وفي المقابل نجد الكثير ممن يسعون لتحقيق السبق الصحفي عن طريق
التهويل والمبالغة وإثارة القلاقل والفتن ، وبالتالي يبقى الضمير هو المحرك
الرئيس لطبيعة عمل أي إعلامي سواء كان يعمل في وسيلة اعلامية مقروءة ,
مسموعة أو مرئية .

جمالك نور..


يضيئ عتم ليلتي


جمالك شمعة..


تذيب شك حيرتي


جمالك أمل..


يمحو وحشة غربتي


جمالك فرح..


يؤنسني في وحدتي


جمالك بسمة..


تخجل منها ضحكتي


جمالك صمت ..


يكسر عظمة جرأتي


جمالك هيبة ..


تذلل كبرياء مشيتي


جمالك بحر..


يغرق جبروت رجولتي


جمالك أنت سيدتي..


وحده الذي زلزل كياني


و أسر سويداء القلب و فلذة الكبدي!!

مع انخراطنا المكثف في عصر السرعة و بوجود العولمة التي
ادت الى انفتاح الشعوب على بعضها البعض و التواصل البلا حدود مع أي كان في
اي وقت, و في اي بقعة من بقاع العالم , تأثر الاعلام العربي اليوم بظاهرة
جديدة يعيشها فضاؤنا الاتصالي ألا و هي" التلفزيون الواقع" الذي يندرج ضمن
فئة البرامج المنوعة او الجماهيرية, هذه الظاهرة التي اثارت صدمة كبرى في
البداية والتي حققت نسبة مشاهدة عالية عند الغرب, فما كان على فضائياتنا
العربية سوى الاسترزاق مالياً والاستحواذ فكرياً على عقل المشاهد العربي من
خلال تبني هذا النوع من البرامج بنسخ عربية!!

هذه النوعية من البرامج التي تعرض مثل ستار أكاديمي ,
قسمة و نصيب, نجم الخليج و غيرها, دخلت بيوتنا و عقولنا من باب العولمة
الثقافية! فهذه الصورة النمطية التي تعرضها الفضائيات و تروج بها لمثل هذا
النوع من البرامج هدفها الوحيد هو تأليف القوة التقنية مع الصورة
التلفزيونية و التلاعب باستهلاكية المشاهد من خلال الاستحواذ على عقله و
وقته بشكل تام ..

صحيح أننا في عصر الثورة الاعلامية و الصورة التلفزيونية
لكن هذا لا يعني أن تستباح الحرمات و تصبح جرعة الانفتاح على هذا النوع من
البرامج مرتفعة نسبيا بين الدول باختلاف حضاراتها و شعوبها.

و لا نستطيع ان ننكر حجم الانتقادات التي وجهت للفضائية
اللبنانية ال بي سي عندما كانت السباقة في تبني فكرة هذا النوع من البرامج,
فستار اكاديمي الذي كان حديث الناس و الصحف و المجلات في 2003, حظي
بجماهيرية واسعة على الرغم من اختراقه لمجتمعات متحفظة و تأثيره على عقول
الكثير من الشباب الذين باتو يقلدون طلة نجمهم المفضل و ستايله و قصة شعره و
حركاته , حتى ان البعض احب فكرة مشاهدة البرنامج لتعلقه بشخصية معينة , و
ها هو اليوم يثبت نجاحه من خلال الاستمرارية لمدة 6 سنوات.

و إن جئنا للواقع يمكن القول بأن ستار اكاديمي يحتل
مكانة سنوية في بيت كل مشاهد لأن عقلية و أيديولوجية بعض المجتمعات أصبحت
مشكلة بطريقة تسمح بتقبل و استيعاب جرعات اباحية زائدة من هذه البرامج
كالحديث عن مواضيع حساسة لدى الفتيات او التصرف بطريقة غير أخلاقية اما
عدسة الكاميرات!

فإن كان تحرر الفكر و العقول يكمن بتبني أفكار برامج
كستار اكاديمي و غيرها , على المجتمع أن يتستعد و يحصن نفسه فكريا و نظريا
لموجة من الصدمات بدلا من تضيع الوقت بالمشاهدة و الانتقادات.. فإن قبلتم
تغير المبادئ و تطوير العقول فلتقبلوله بجميع اشكاله و نتائجه , و إلا
لتبقى مجتمعاتنا عالقة بين سماء التغير و نار المحافظة في مثل هذه الأمور .

أؤمن بأن مشوار الميل يبدأ بخطوة و لكن الاهم ان ندرك ما
نريد و نضع رؤيا لطموحاتنا و احلامنا قبل ان نخطو في طريق المجهول الحافل
بالمفاجآت ,,


أؤمن بالدور الكبير لجميع الوسائل الإعلامية في التأثير و
التغيير و التطوير في كل المجتمعات و الشعوب باختلاف حضارتها,
ثقافاتها,عقلياتها , و امكانياتها ,,


أؤمن بالقيمة اللغوية و المعنوية للسطور فلا كلام يولد من سدى و لا كلمة وجدت من عبث,,


لذلك عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة أكتب إليكم كلماتي و
كللي أمل بأن تحجز مقالتي و كتاباتي و خواطري حجرة في ذاكرة كل قارئ و
سأسعد بالتواصل مع جميع الآراء و الانتقادات..


خالص المودة و الاحترام للجميع




7abouha bten7ab :P