انطلاق «الميادين» «بدء البث سيكون بطريقة غير مألوفة»
بشيء من الفرح الممزوج بالرهبة، جلس أمس رئيس
مجلس الإدارة غسان بن جدو ومدير قسم الأخبار سامي كليب جنباً الى جنب في
المنصة، في قاعة فندق «البريستول»، ليزفّا الى الحاضرين الذين غصّ بهم
المكان، خبر إطلاق قناة «الميادين» في الثانية من بعد ظهر الإثنين المقبل.
إنها اللحظة المنتظرة منذ أشهر، والتي كانت مقررة في 30 آذار الماضي،
بالتزامن مع «يوم الأرض»، الا أن بن جدو استغل المناسبة أمس، ليقدم عذر
التأخير، الذي يركن لأسباب «تقنية وفنية وبشرية». نافياً «الإشاعات التي
تحدثت عن مشكلات مالية، أو سياسية، وأقوال المغالين بأن القناة تنتظر
انطلاق ثورات في بعض البلدان العربية.. ليتبين الخيط الأبيض من الأسود».
والقاعة، التي احتلت جانبيها شاشتان ضخمتان لـ«الميادين»، شهدت حضوراً
متأخراً لوزير الإعلام وليد الداعوق. وما كان بن جدو بدأ الحديث عنه مع
نقيب المحررين الياس عون، حول إمكانية ان تضمّ «نقابة المحررين» العاملين
في «المرئي والمسموع»، عاد واستكمله مع الداعوق الذي قال: «كنا نبحث بتشكيل
اتحاد يضم العاملين في الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمطبوعة
وحتى المصوّرين والتقنيين.. لأنهم جميعاً يشكلون قطاعاً واحداً».
توزع فريق عمل القناة بين الحاضرين، الذين كانوا يتحسّسون حماستهم ولهفتهم لحظة إطلاق المشروع، الذي شاركوا في تأسيسه منذ تسعة أشهر.
وتناول المؤتمر الصحافي السياسة الإخبارية والتحريرية والبرامج.
وموضوعان تركزت حولهما أسئلة الحاضرين هما مصادر التمويل وسياسة القناة.
وسأل أحدهم كليب عن وجهة نظره في أحداث سوريا، فأجاب قائلاً: «يحق لك أن
تسأل سؤالاً سياسياً، ويحق لي أن أجيب إجابة إعلامية. ستعكس القناة رأي
النظام السوري ورأي المعارضة بحيادية مطلقة، شأنها شأن غيرها من القضايا».
وبن جدو الذي ما فتئ يكرر بأن الممولين هم رجال أعمال. قال: «سندير
القناة بكل مهنية وتوازن ووضوح، ولكننا لن نكون إطلاقاً شركاء بسفك الدماء
تحت أي شعار». ورداً على سؤال أوضح: «هناك فرق بين أن نواكب حدثاً
إخبارياً، وبين أن نواكبه ونروّج له. وسيعتمد قسم الأخبار نمطاً إخبارياً
يوازي بين المهنية والتوازن.. علماً أنه يضم نحو 70 في المئة من الجيل
الجديد».
وقال بن جدو: «إننا نرفع لواء الإصلاح والتسامح والحرية والاعتدال، ونقدم أنفسنا وسيلة إعلامية، وليس تياراً سياسياً أو حزبياً».
وأردف: «إنها ليست قناة ضخمة، بل صغيرة أو متوسطة، ولكنها مستقلة. ونحن
ننطلق من رحم البيئة العربية. وكل ما يعوّق المسار نحو القدس، لن تواكبه
«الميادين».
وانتقل بن جدو الى الحديث عن البرمجة، معلناً أن الإطلالة في الثانية
بعد ظهر الإثنين ستكون «غير مألوفة»، محتفظاً بعنصر المفاجأة الى حينها.
وأعلن أن النشرة الإخبارية الرئيسية ستقرأها الزميلة لينا زهر الدين، في
الثالثة من بعد الظهر. على أن تتبع ذلك ندوة نقاشية حول المشهد العربي
وتحدياته بإدارة سامي كليب. ليحاور بن جدو في الثامنة والنصف مساء رئيس
الحكومة نجيب ميقاتي.
وأشار الى أن الرئيس السابق لحزب «الكتائب» كريم بقرادوني سيشارك في تقديم برنامج «الصوت الرابع»، واعداً «بإطلالات رياضية هامة».
وتحدث كليب فقال: «لا مجال لخبر فتنوي عبر «الميادين»، ولا لتلفيق خبر،
ولا مشاعر شخصية ولا أحقاد، ولا تصفية حسابات. انحيازنا الوحيد سيكون
للإنسان أينما كان، ولإنساننا العربي خصوصاً. ستشمل أخبارنا تحقيقات بين
الناس في مرافئ الصيادين وحقول المزارعين، وبائعي الخضار والموظفين
والأساتذة. ليكون الصوت مسموعاً بدلاً من أن يحرق المواطن العربي نفسه
قهراً وذلاً، كما فعل البوعزيزي وغيره».
وقال: لا نريد لإعلامنا العربي أن يبقى بعيداً عن معرفة ما يجري ليضحكوا
علينا مجدداً، كما ضحكوا في «سايكس بيكو» والأحلاف الغربية الشهيرة
والمشؤومة (..) نريد أن نُصدّر أخبارنا للغرب، كما يصدّر لنا أخباره. وختم
بالقول: «الربيع العربي الحقيقي بحاجة الى ربيع إعلامي حقيقي».
حضر المؤتمر الصحافي الوزير الأسبق وئام وهاب، وممثلون عن الرئيس سليم
الحص وقائد الجيش، ونقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس «المجلس الوطني
للإعلام» عبد الهادي محفوظ، وعضو المجلس غالب قنديل، وسفراء أميركا، روسيا،
سوريا، المغرب، كوبا وفنزويلا.