سيارة المرأة السعودية.. الصورة بين المزحة والتطاول على المعتقدات

سيارة المرأة السعودية.. الصورة بين المزحة والتطاول على المعتقدات





تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي الى منبر واسع
لمناقشة وانتقاد الأحداث الاجتماعية والسياسية المسيطرة على المنطقة.
فتحوّل كل فرد الى "ناقد ساخر" لا حدود لمدوناته ولا رقيب على "أعماله
الفنية" التي تسعى بغالبيتها الى التعبير عن أفكاره بطرق يطغى عليها
التطرّف وتتخطى كلّ القيم والمعتقدات والمقامات.
فمن حادثة محاولة اغتيال جعجع وربطها بالفنانة الراحلة وردة، مروراً بالصور
المركّبة الساخرة من نتائج الانتخابات المصرية وصولاً الى الأحداث الأمنية
التي سيطرت على لبنان مؤخراً... يبدو أن حملة السخرية مستمرة لتطال اليوم
المرأة السعودية التي لم تسلم من صورهم وتعليقاتهم.
اذ نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تحت عنوان: "سيارة للمرأة
السعودية" والتي أثيرت ضجة كبيرة من حولها لما تحمله من "مزاح" ولكن من
العيار الثقيل.
فأول ما يخطر ببال القارئ: هل للمرأة السعودية سيارة خاصة بها؟ كيف ذلك وهي ممنوعة من القيادة أصلاً؟
الموضوع ليس بالعنوان، بل بالصورة نفسها. اذ تظهر في الصورة سيارة مغطاة بالكامل وكأنها تشبه المرأة السعودية مرتديةً النقاب.
وقد انهالت التعليقات على الصورة بكمّ كبير، فبين المدافع عن المرأة
السعودية ودورها وبين الرافض لتشبيه السعوديات بالسيارة وبين الممازحين
الذين يعتبرون الصورة "مهضومة ومضحكة"، وقعت المرأة السعودية ضحيةً سهلة
للمشاغبين الّذين لا تفوتهم فائتة.
ولكن المشكلة هنا لا تكمن في أننا نتحدث عن واقع اجتماعي معيّن. بلّ نتحدّث
عن واقع ديني وعقائدي وقانوني يطال شريحة كبيرة من مجتمعنا العربي. فهل
يحقّ لمن أراد أن يسخر من هذا الواقع علماً أن المرأة السعودية تحاول
جاهدةً لأخذ رخصة قيادة؟ واذا أردنا أن نأخذ الموضوع على سبيل المزاح هل
نقبل بأن تتحوّل قضايانا ومأساة شعوب عدّة الى وسيلة جديدة ترفّه عنا،
فنجعل من واقعنا واقع الصور المركبة والتعليقات الجارحة؟