أطلق وزير السياحة فادي عبود الموسم السياحي للعام 2012، خلال احتفال أقيم في مجمع "اده ساندس" السياحي في جبيل، شارك فيه نقيب أصحاب المؤسسات السياحية البحرية في لبنان جان بيروتي، المحامي روجيه اده، رئيسة مهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس، فاعليات نقابية، سياحية وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير.
إده
بداية النشيد الوطني، الى كلمة المحامي إده الذي نوه فيها بما يقوم الوزير عبود للحفاظ على السياحة والمؤسسات السياحية في لبنان، وقال:"ان أهم شيء هو الحفاظ على جاذبية رأس المال للتوظيف في القطاعات الاقتصادية اللبنانية جميعا، وخصوصا السياحية فيها، فالمحيط الذي يخلق لرجال الاعمال هو الذي يشجعهم في الاستمرار في التوظيف ويشجع الاخرين من رجال الاعمال للمجيء الى لبنان وتوظيف أموالهم في القطاعات المنتجة في لبنان".
أضاف: "ان لبنان بحاجة كبيرة للاعلام في هذه المرحلة التاريخية الصعبة التي يمر بها لبنان الوطن، وعليه مسؤولية ودور في ابراز الصورة الجيدة للبلد، لا أن يكون التنافس الاعلامي للضرر بمصلحة الوطن، مما ينعكس سلبا على الحركة السياحية، وبدا واضحا ذلك من خلال الغاء بعض الحجوزات في الفنادق اللبنانية".
ونوه بـ "الدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مع الوزراء الواعين لاهمية تشجيع السياحة"، مشيدا ب "موقف وزير الداخلية الذي سمح للجمهور بالمشاركة في المباراة الرياضية بين لبنان وقطر، وهذا يؤكد أن اللبنانيين هم أهل سلام وروح رياضية، وكفاه حوادث وسفك دماء وتغذية العصبيات".
واستغرب مطالبة بعض الوزراء بزيادة 2 بالمئة على القيمة المضافة، معتبرا أن هذا المنطق يضر بمصلحة فئة كبيرة من اللبنانيين وبالمؤسسات السياحية في لبنان. وهذا لا يشجع على التوظيف في أي قطاع من القطاعات اللبنانية، داعيا الدولة الى وضع سياسة اقتصادية تلحظ نقصا في مصروف الدولة وضبط الهدر فيها.
أضاف: "ان السعي الذي يقوم به الوزير عبود لان يكون في لبنان المواسم الاربعة السياحية وليس الواحد شيء جيد، ويمكن التعاون في هذا المجال بين الدولة والمؤسسات السياحية المحلية والاجنبية، لان ذلك يكون المنقذ للمؤسسات السياحية اللبنانية، لافتا الى ضرورة التعاون مع المؤسسات الخاصة ولجان المهرجانات الدولية في لبنان، لان هذه النشاطات تشكل حجر زاوية لبناء لبنان".
وختم: "نتمنى أن يكون الموسم السياحي هذا العام جيدا على رغم المخاطر المحدقة بالوطن والدول المجاورة، وأن يعود لبنان كما كان القطاع الانساني المنتج، ويستمر في الحياة مهما بلغت المخاطر في محيطه، ولبنان أستمر بقوة اقتصاده ورجال أعماله".
عبود
وألقى الوزير عبود كلمة أعتبر فيها أن "ما يميز الشعب اللبناني عن غيره رغم الحروب التي مرت عليه، هو رفضه أن يموت"، متحدثا عن زيارته الاخيرة الى كل من كندا والولايات المتحدة الاميركية "التي تصب في دعوة السواح لزيارة لبنان، الذي يتكل على40 بالمئة من سياحته خصوصا من الدول العربية، وهذا الموضوع تعمل عليه وزارة السياحة ولكن يبقى السائح الاول في لبنان هو المغترب اللبناني، ونحن كدولة لبنانية أقل دولة تعطي الاحترام للمغترب اللبناني، مع أن الاغتراب سوق مهم للبنان، وعلينا تحريك موضوع الطيران المباشر على القارة الاميركية، فان كان في بعض البلدان يوجد مشاكل سياسية يمنع ذلك، الا أنه في بعض البلدان لا توجد هذه المشاكل، وهذا يساعد في النهضة الاقتصادية اللبنانية".
أضاف: "التغيير والثورات تبدأ مع وسائل الاعلام، ولكن مع محبتي للاخوان العرب قد يكون هناك بعض التسرع أو شيء من السياسة في القرار الذي اتخذته بعض الدول بالطلب من مواطينيها عدم المجيء الى لبنان، ولكن نحن لن نتفرج اذا احدا أراد محاصرة لبنان. فالعدو لم يستطع القيام بذلك، والصديق مع محبتنا لن نسمح له بمحاصرة لبنان واقتصاده، صحيح لدينا مشاكل أمنية ولكن بعض التسرع في قرار بعض الدول العربية، وهنا أوجه شكرا خاصا للملكة العربية السعودية ولسفيرها في لبنان، الذين تعاملوا مع الموضوع بتأن، ومن هنا أقول لاخواننا العرب أنه مرحب بكم في لبنان، ولا يوجد حكومة في لبنان تحبكم أكثر من حكومة، وأهلا وسهلا بكم، ومقاطعة لبنان في غير محلها".
وعما تقوم به وزارة السياحة في لبنان لرفع اسم البلد عاليا، شكر عبود كل المؤسسات وخصوصا المصرفية منها "لتعاونها في انجاح الموسم السياحي، مؤكدا أن لبنان لن يسمح لان يعود وينزلق في حروب أهلية دفع الثمن الكثير فيها".
وقال: "الموسم السياحي هذا العام سيكون جيدا، ونحن لن نقف مكتوفي الايدي، ونحن شعب لن ولم يركع مهما مر عليه. وعلينا تنشيط الرحلات السياحية الى لبنان، ليس فقط الصيف بل على مدار السنة، وهذا هو الاتجاه الصحيح، وعلينا تأمين الاستقرار السياسي والامني، لانه لا توجد سياحة من دون استقرار، وعلينا أن نبقى متفائلين".
وأضاف: "يبحثون اليوم عن زيادة الضريبة على القيمة المضافة، فيا ليتهم يعملون على كشف السرقات ومصدرها ومكانها، ويضيفون ضريبة عليها، مشيرا الى أن هناك مواقع كثيرة في البلد السرقات مستشرية فيها، وعلينا وضع ضوابط لها من ألعاب الميسر الى موضوع الاعلانات على الطرقات، الى تسجيل العقارات، وتؤثر على خزينة الدولة، وهي ان ضبطت تؤمن اموالا طائلة للدولة اللبنانية".
ورأى عبود أن "النظام الاداري مبني على الفساد وعلينا معالجته، واذا لم يتغير هذا الواقع لا يمكننا خلق مستقبل للبنان، معلنا أن موضوع معالجة مكافحة الفساد ليس سهلا، ومن يحاربه لن يكون بطلا قوميا بل سيكون له أعداء كثر، لان تركيبة البلد كله مبنية على الفساد، واذا لم نستطع تغيير هذا الواقع لا يمكننا النهوض بوطننا، فأصحاب الارادات الطيبة موجودون في كل الاحزاب والقطاعات والهيئات في لبنان وعلينا التعاون مع بعضنا لاقصاء آفة الفساد".
وختم: "السياحة هذا العام ستكون بألف خير، وأتوجه الى كل المغتربين والسواح في هذا العام ، وأقول لهم من يحب لبنان عليه أن يزوره، وأن يحب سياحته كما يحب صناعته، ولن نسمح لاحد أن يحجمنا ولبنان بألف خير، ونحن نرحب بجميع المغتربين ولن نستسلم".
وفي الختام، قام الوزير عبود والحضور بجولة في ارجاء المنتجع السياحي، واطلع على ما يقدمه من خدمات للسواح، والتقى عددا منهم واستمع الى وجهة نظرهم.