[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
في
رحلة بحثك عن ذلك الفستان الذي طالما حلمت به ليوم زفافك، توقعي بعض
المطبات التي قد تزعزع عزيمتك. فستردد على مسامعك، مثلا، آراء بعض المقربات
ممن لا يرين داعيا لصرف مبلغ طائل على فستان لن تلبسيه سوى مرة في العمر،
كما ستجدين أن الطريق إلى ذلك التصميم الذي رسمته في خيالك منذ سنوات،
وتضيفين إليه كل سنة تفصيلا جديدا يتناسب مع ذوقك وتطورك، ليس سهلا وواضحا
وغيرها من المطبات. لكن ما عليك، في الحالة الأولى نقول لك: اتبعي إحساسك
الخاص وأشبعي رغبتك الذاتية، فهذه من المرات القليلة التي يحق لك أن تكوني
فيها نرجسية وأنانية، لهذا اختاري ما يروق لك، أنت ولا أحد سواك، أيا كان
السعر ما دام ضمن إمكانياتك. في الحالة الثانية نقول لك إن الطريق يصبح
أسهل إذا حددت ما تريدين بالضبط وكان لك استعداد للتنازل عن بعض التفاصيل
غير الضرورية، إلا إذا كنت ستفصلينه على مقاسك، وهو الأمر الذي قد لا يكون
متاحا لكل عروس. الحل الوسط يتمثل في اختيار أقرب تصميم لذلك المرسوم في
خيالك، وإجراء تغييرات عليه. معظم المصممين حاليا مستعدون لإرضائك، كذلك
المحلات الكبيرة، والمقصود هنا إجراء تغييرات مهمة، تشمل التخلص من تفاصيل
وإضافة أخرى، وليس مجرد تغيير المقاس، طبعا ضمن المعقول. الفكرة التي يجب
أن تنطلقي منها أن فستانك الخاص، متوفر في مكان ما، وما عليك إلا المثابرة
والصبر في رحلة بحثك عنه، علما بأن هذه الرحلة بالذات قد تستغرق وقتا أطول
من تحضير لائحة الضيوف والأكل والحلويات واختيار الورود وغيرها. السبب أنه،
في مخيلة كل فتاة مقبلة على الزواج، لا يجسد الحلم فحسب، بل وهو العرس
كله، قد تتنازل عن الكثير من التفاصيل، بما في ذلك هدايا العريس، لكنها لا
تتصور أن زواجها يمكن أن يكتمل من دون فستان أبيض وطرحة أو تاج. وعندما
يكون حسب مقاسها وذوقها، فإنه يجعلها تشعر بالثقة والراحة والجمال، وبأنها
نجمة متوجة بلا منازع. وحتى بعد أن تمر السنوات ويتطلع الأبناء والأحفاد
إلى البوم صورها، فإن أول ما يلفت نظرهم هو تصميم الفستان وشكله، ليتحول كل
مرة إلى محور الحديث، سواء بإبداء الإعجاب به أو التفكه على تصميمه.
أما العناصر الثلاثة التي يجب أن تضعيها نصب عينيك حتى تسهلي مأموريتك
فهي تحديد ميزانيتك، والتعرف على شخصيتك والاعتراف بمقاييسك الجسدية.
فالميزانية تحدد ما إذا كنت ستستعينين بمصمم يمنحك فستانا فريدا لا يتكرر،
أو ما إذا كنت ستلجئين إلى فستان جاهز. شخصيتك ستحدد لك تصميمه، هل سيكون
رومانسيا أو كلاسيكيا أو جريئا وحداثيا. أما مقاييسك الجسدية فستحدد لك نوع
القماش والقصة، إذ ليس من المعقول أن تكوني قصيرة وتختاري فستانا بتنورة
مستديرة وضخمة، أو ممتلئة وتختاري فستانا ضيقا من قماش الساتان يبرز عيوبك.
وتذكري أن الفخامة لا تعني فقط حجم الفستان، إذ يمكن أن يكون ناعما على أن
تكمن فخامته في تطريزاته الغنية والمتقنة على انت تنتبهي هنا أيضا إلى
مقاييس جسمك. إذا كان صدرك كبيرا لا تركزي على التطريز في هذا الجزء، بل
على الجزء الأسفل منه والعكس صحيح.
بالنسبة للتصاميم، فإن موضة هذا الموسم لم تتغير بشكل جذري عما تم
تقديمه في المواسم الماضية، لأن المصممين احترموا أساسياته ودلالاته.
فالتنورة المستديرة والمنفوخة لا تزال حاضرة، مع تخفيف طفيف في حجمها
تماشيا مع متطلبات العصر، عدا أن أنواع الأقمشة تغيرت، أو بالأحرى صناعتها
التي خففت من سمكها ووزنها. هناك أيضا التصميم الطويل من الخلف على شكل ذيل
حورية البحر، لكنه مقوس وقصير من الإمام، ليناسب عروس عصرية لا تريد أن
تتنازل عن الفخامة، وتريد الجمع بين الاثنين.
ولا شك أن ظهور النجمات في مناسبات السجاد الأحمر بفساتين فخمة وعصرية
أيضا له تأثير قوي على الكثير من الفتيات والإطلالة التي يردنها في واحد من
أهم أيام العمر، لا سيما أن الكثير من هذه التصاميم يمكن تطويعها كفستان
زفاف بتغيير اللون فقط. في الآونة الأخيرة رأيناهن يملن إلى التصاميم التي
تأخذنا إلى حقب بعيدة مثل العشرينات ذات الخصور المنخفضة، أو الأربعينات
والخمسينات ذات التنورات الفخمة والمستديرة، أو الستينات ذات التصاميم
الشبابية والمنطلقة. ومع ذلك نقول لك، أن حفل الزفاف ليس كحفل توزيع جوائز
الأوسكار أو كمهرجان «كان» السينمائي وغيرهما من الفعاليات الكبيرة، لأنه
حفلك الخاص الذي لا يتكرر مرتين إلا في حالات قليلة، وبالتالي يجب أن يعكس
شخصيتك، ذوقك وتطلعاتك، وحالتك النفسية والعاطفية.
بالنسبة للألوان فإن الأبيض، بدرجاته ومشتقاته، لا يزال المتعارف عليه
والمعترف به في هذه المناسبة، وإن شهدنا في السنوات الأخيرة تسلل ألوان
أخرى إلى هذه السوق. إيلي صعب، يحاول منذ سنوات، إقحام بعض الألوان الأخرى،
ونجح إلى حد كبير في ذلك، لكن فنيته بلغت أوجها في تشكيلته لربيع وصيف
2012، والتي نجح فيها بتغيير فكرتنا بتقديمه تشكيلة ملونة بدرجات الباستيل،
كان أبرزها فستانا بالأبيض والوردي لمس وترا حساسا لدى المرأة، لأنه، وبكل
بساطة، كان تحفة فنية متحركة تشع بالجمال والأناقة والتميز، ثلاثة عناصر
مهمة في أي فستان.
همسات:لأن أغلبية الأعراس تقام في الصيف، أي عندما تكون حرارة الشمس عالية، إليك ببعض النصائح التي ستجنبك بعض المضايقات والإزعاج:
* قماش الفستان: قد يكون الساتان من الأقمشة اللصيقة بفستان الزفاف
الأبيض، لكنه سميك ولا يتناسب كثيرا مع حرارة الصيف، لهذا استعيضي عنه
بالشيفون أو الحرير الخفيق أو الدانتيل أو التول. إذا كان الحفل مقاما في
الهواء الطلق، اختاريه مبطنا بقماش يتيح لجسمك التنفس مثل الكتان أو القطن.
وإذا كنت تحلمين بفستان فخم وطويل ولا تريدين التنازل عن الحلم، لم لا
تفكري في تصميم قصير من الأمام يتدرج طوله من الخلف ليكون ذيلا طويلا؟
فتصميم بهذا الشكل سيتيح لك التنفس وفي الوقت يجسد حلمك الدفين بفستان فخم.
* لا تستغني عن كريم واق من الشمس، فهو ضروري جدا لحمايتك من أشعة الشمس
فوق البنفسجية من جهة ومن تعرض بشرتك للاحمرار من جهة ثانية. لكن جربي عدة
أنواع قبل يوم الحفل، لأنك لا تريدين نوعا يجعل بشرتك دهنية ولامعة.
* يفضل أن يكون ماكياجك من النوع المقاوم للماء، لأن الماكياج العادي
يمكن أن يتبخر بعد دقائق أو يسيل تاركا بشرة شاحبة وآثارا غير مرغوب فيها
حول عينيك. اختاري قلم كحل بتركيبة بودرة وماسكارا مقاومة للماء، علما بأن
أغلبية مستحضرات التجميل بتركيبات تدوم طويلا، بدءا من ظلال الجفون إلى قلم
الكحل السائل وكريم الأساس وغيرها من المستحضرات.
* كلما كانت تسريحة شعرك مرفوعة إلى أعلى شعرت بالانتعاش أكثر. صحيح أن
الشعر المتماوج والمسترسل أكثر رومانسية خصوصا في حفلات الهواء الطلق، إلا
أن الرطوبة قد تجعله يفقد لمعانه والعرق يجعده، وهذا ما سيجعل الـ«شينيون»
حلا عمليا، خصوصا إذا تم استغلاله لخلق تناقض متناغم مع فستان رومانسي
ومنطلق، علما بأن مصفف شعر ماهر يمكن أن يمنحك الرومانسية حتى عندما يرفع
شعرك عاليا، وذلك بترك خصلات متناثرة على الجوانب.
* لأن الكثير من العرائس يفقدن بعض الوزن في الأيام القليلة السابقة
للحفل بسبب الضغوط والقلق، فإن مصممي الأزياء ينصحون باختيار إجراء البروفة
الأخيرة وأي تغييرات قد يحتاجها الفستان في هذه الفترة وليس بأسابيع قبل
الحفل.
* لأن موضة الـ«فينتاج» رائجة منذ سنوات، لا يضر أن تغزي خزانة والدتك
وجدتك وتخرجي منها ذلك الفستان الذي قد يكون كريستيان ديور أو إيف سان
لوران أو هيبار جيفنشي، قد أبدعه في القرن الماضي ولا يوجد له مثيل في
السوق الآن. ثم إن الفكرة من فستان فخم، ويكون ثمنه فيه، هي توريثه لأجيال
قادمة.
* قد تكون لديك صورة واضحة عن تصميم الفستان، لكن هل تبادر إلى ذهنك أنه
يجب أن يكون ملائما لمكان إقامة الحفل؟ نعم، كما لكل فستان تسريحته
وإكسسواراته، كذلك له مكانه المناسب. ففستان كلاسيكي بتنورة مستديرة وفخمة
أو بتنورة بذيل طويل وغني بالتطريزات، مثلا، لا يناسب حفلا مقاما على شاطئ
البحر أو في الهواء الطلق، بل يناسب قاعة مغلقة. أما إذا كان مقاما في
الهواء الطلق، فإن تصميما رومانسيا وبسيطا هو الأنسب، ولا بأس أن يتمتع
ببعض التفاصيل مثل أن يكون الظهر مفتوحا لأن وقوفك وتنقلك بين الضيوف سيعطي
رؤية ثلاثية الأبعاد للفستان، أو أن يكون قصيرا إلى الركبة، لكن يمكن شبكه
من الخلف بذيل طويل يضفي عليه فخامة وتميزا وبالإمكان إزاحته في نهاية
الحفل بعد التقاط الصور.
* تحظى الياقة بالكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة. ففي حين لا تزال
الكثير من الفتيات يفضلن التصاميم المكشوفة عند الأكتاف حتى يتلاعبن
بالمجوهرات، إلا أن الياقة المغطاة بستار خفيف من الدانتيل انتعشت بعد ظهور
كيت ميدلتون بفستان كلاسيكي بأكمام وياقة في حفل زفافها على الأمير
ويليام. ويمكن القول إن الدانتيل يزاحم الحرير هذا الموسم، لأنه أكد أنه
عندما يأتي بتصميم عصري يمكن أن يقطر بالرومانسية والأنوثة.