الذهب ينير لبنان بكامله

الذهب ينير لبنان بكامله
ذهب لبنان يضيء بلمعانه حاليا مستودعات الذهب العالمية في حين ان ثلث هذا الذهب كاف لإضاءة كل لبنان 24 على 24.

لدى مصرف لبنان المركزي اكثر من 15 مليار دولار اميركي سيولة متمثلة بالاحتياطي الذهبي المقوّم بالاسعار الحالية، انها اموال الشعب اللبناني. هذه الاموال يجب ان توظف لخدمة هذا الشعب وتخفيف الضغوط المعيشية عليه، ولتحسين مستوى المعيشة لافراده وخصوصا للطبقات الوسطى والفقيرة. ومن اهم الحاجات الاجتماعية المطلوب تحقيقها حاليا هي تحسين الامدادات الكهربائية والغاء التقنين واضطرار اللبنانيين الى دفع فاتورتين للكهرباء.

وكان بالامكان اقتطاع ثلث الاحتياطي الذهبي وبيعه في الاسواق العالمية واستخدام الخمسة مليارات دولار مباشرة لانشاء محطات كهربائية جديدة قدرات انتاجية تغطي حاجات مختلف المناطق اللبنانية وعلى مدار الساعة، لتنتفي الحاجة نهائيا للتقنين الكهربائي، وبذلك تستفيد البلاد من ثلث هذه الثروة الذهبية النائمة في مستودعات عالمية للذهب تكلفنا سنويا بدل ايجاروضمانات حفظها، فلا يضطر اللبنانيون للاستدانة لتمويل توسيع وتطوير وتحسين محطات توليد الكهرباء، ومع انتفاء الحاجة للمولدات الكهربائية التي تمدّ سكان لبنان على مساحة ارضه بالكهرباء فان الشعب اللبناني سوف يُلزم بفاتورة واحدة للكهرباء ستكون اكبر من الحالية وسوف يذهب المبلغ الاضافي الى الخزينة اللبنانية بدلا من ذهابه الى اصحاب المولدات الكهربائية.

اذا سوف تتحسّن جباية خزينة الدولة كما ان الظروف البيئية للمدن والقرى ومختلف الاحياء السكنية ستكون افضل في غياب دخان المولدات الكهربائية فهل سيكون لدى اللبنانيين والمسؤولين منهم الشجاعة الكافية لاتخاذ هذه القرارات الكبيرة؟

قد يكون الاعتراض الاول من قبل مصرف لبنان المركزي والذي يعتقد ان القيمة المعنوية للذهب تبقى اكثر فائدة للبنانيين من تيار كهربائي متواصل على مدار الساعة.

كما ان القطاع المصرفي يفضل ان تكون لدى مصرف لبنان المركزي قوة نقدية ذهبية كافية للحفاظ على هيبة ومعنويات هذا المصرف المركزي ليكون على مستوى حجم القطاع الذي باتت موجوداته تتجاوز الـ 140 مليار دولار اميركي.

الموضوع قابل للمناقشة الموضوعية لأن انارة البلاد سيكون لها مردودها الايجابي على مختلف الاصعدة، علما ان الحاجة تبقى الى بيع ثلث المخزون الذهبي فقط على ان يُعاد تكوينه تباعا من ارباح مصرف لبنان ومن فائض جباية كهرباء لبنان في الوقت ذاته.

ومن السخرية في مكان ان يكون لدى شعب ما مخزون ذهبي غير مستثمر، وهو ما زال قابعا في ظل تقنين قاسٍ في الالفية الثالثة، علما ايضا ان أجيال لبنانية سوف تكون ولدت وترعرعت وشاخت وماتت في ظل نظام التقنين الكهربائي المستمر في لبنان منذ عقود من الزمن. فهل يتحرّك مجلس النواب الى مناقشة هذا المشروع او ان المخزون الذهبي لدى مصرف لبنان سوف يستعمل فقط وحتما اذا ما انزلق احد المصارف الكبرى في ازمة مالية او سيولة كبيرة وخطرة مما سوف يضطر مصرف لبنان لاستعمال الذهب لضمان استقرار وتوازن واستمرار القطاع المصرفي اللبناني.

في المقارنة بين الاحتمالين اي اضاءة لبنان او نجدة مصرف محدّد، فان المصلحة الوطنية تقضي بالاهتمام بالشريحة الكبرى من اللبنانيين وبقطاع حيوي ومهم على الصعيد الاقتصادي والمالي والاجتماعي السياحي ايضا. فلنخرج ثلث الذهب الى النور وليخرج معه لبنان من الظلمة وليتغيّر وجه لبنان.