لبنان في خطر.. أوجه عدّة للتفجير!

لبنان في خطر.. أوجه عدّة للتفجير!



ما تكاد الحكومة اللبنانية تفكّ لغماً حتى يظهر
أمامها لغم آخر، في ظلّ استمرار الخطاب التحريضي والتجييشي في الشارع،
فضلاً عن التطورات المتلاحقة في لبنان بين ليلة وضحاها، وآخرها حادثة خطف
الزّوار اللبنانيين الشيعة قرب مدينة حلب، العائدين من زيارة إيران، والتي
نقلت وجهة الرصد من الشمال إلى الضاحية الجنوبية، وحوّلت الحدث من إطلاق
المدعو شادي المولوي في طرابلس بكفالة مالية بقيمة خمسمئة ألف ليرة، إلى
متابعة حركة الاتّصالات التي لم تشهدها البلاد من قبل، حيث فُتحت الخطوط
الهاتفية بين قصر بعبدا وعين التينة والسراي، وما بين قصر بعبدا وقيادة
الجيش اللبناني والوزراء المختصين، لمواكبة التطورات والسعي إلى تطويقها
قبل أن ترتكب أيّ أخطاء يمكن أن تودي إلى حال من الفلتان لا يعرف أحد مداها
وما يمكن أن تنجم عنه.

تكمن خطورة ما يجري أنّه يظهر وجود تصميم على إشعال الفتنة في لبنان،
والدليل إلى ذلك هو أنّه كلّما حصل إطفاء لحريق ما واحتواء لحادث ما،
يُصطنع حادث آخر، إلى جانب أنّ طبيعة الأحداث الجارية هي كلّها ذات طابع
تفجيري وفتنوي، من طريقة القبض على المولوي إلى ملابسات مقتل الشيخ أحمد
عبد الواحد ورفيقه، إلى قطع الطرقات في الجنوب والبقاع الغربي وبيروت،
وانتقال الأحداث الأمنية من الشمال إلى العاصمة، إلى خطف الحجاج الشيعة
اللبنانيين.



وإذ لاحظت مصادر سياسية أنّ هناك تركيزاً على أوجه عدّة للتفجير: تفجير
لبناني ـ سوري، وتفجير سنّي ـ شيعي، وتفجير العلاقة بين الجيش والمسلمين،
رأت أنّ القيادات الأساسية في البلاد تتمكّن حتى الآن من استيعاب الأمور
واحتواء الأوضاع، لكنّها نبّهت إلى ضرورة حصول استيعاب إنقاذي من خلال
استقالة الحكومة وتأليف حكومة إنقاذ وطني أو ما شابه، إذ إنّ المعالجات
الراهنة تستطيع إيقاف الحوادث الأمنية المباشرة، لكنّها غير قادرة على
إيقاف الفتنة.

وتوقّفت المصادر من جهة أخرى عند طريقة إطلاق المولوي و"الملابسات التي
رافقت إخلاء سبيله والتي تدعو إلى التساؤل حول أهدافها، إذ لا يمكن لجهاز
أمني رفيع أن يتّهمه بالإرهاب ويطلقه القضاء بكفالة مالية، فإمّا أن يكون
هذا الجهاز قد أخطأ وإمّا يكون القضاء قد أخطأ، وفي الحالتين أين المحاسبة
وعلى من تقع المسؤولية؟