حامل في شهرها الثامن… دخلت المستشفى لتخرج وجنينها في صندوق

حامل في شهرها الثامن… دخلت المستشفى لتخرج وجنينها في صندوق



ريتا الحامل في شهرها الثامن لم تدخل المستشفى
مساء السبت الفائت لتخرج منها وابنها كارل بين يديها، بل خرجت هي وكارل بعد
يومين في صندوق خشبي، والزهور الفرحة لم تزين غرفتهما بل نعشهما الابيض.

مهما كان السبب او من يتحمل المسؤولية، لم تكتمل فرحة الوالد المتأهل
منذ عامين والذي كان ينتظر بفارغ الصبر مولوده الاول، والذي اختار وزوجته
ريتا “كارل” اسما له. امس في البوار – جبيل، كان مأتما حزينا لهما، وحضنت
كنيسة مارت تقلا البحرية غصة الاهل والاصدقاء وتساؤلاتهم.

عمرها 32 سنة، دخلت المستشفى مساء السبت الفائت لانها شكت من ألم في
بطنها، ومن التقيؤ. حضر الطبيب النسائي مساء وطمأنها ان لا شيء يدعو الى
القلق، واعطاها علاجا للغثيان، وبقيت في المستشفى. نهار الاحد اشتد الالم
وازداد التقيؤ، فطلب طبيبها متخصصاً في المعدة والمصران كما اخبر احد
اقربائها “النهار” لانها كانت قد خضعت الى جراحة تصغير المعدة قبل الزواج.
وبعد عملية تنظير للمعدة قال الاطباء إن حالتها سليمة. وبعد ظهر الاحد غادر
الطبيب وبقيت الام على حالها من الالم، فأعطيت مهدئات، لكن الالم ازداد من
الساعة السادسة مساء الاحد. الممرضات اتصلن بالطبيب فطلب اعطاءها مهدئات،
ولكنها لم ترتح ايضاً. ويضيف انها في منتصف ليل الاحد اتصلت هي بنفسها
بالطبيب من هاتفها فلم يجب.



السادسة صباح الاثنين اصبح لونها ازرق، فادخلوها غرفة العمليات ولم تخرج
منها. اجرى الاطباء جراحة عمودية لبطنها ليجدوا ان الجنين توفي هو الآخر.
الطبيب الشرعي الذي استدعاه المستشفى صوّر الاحشاء من دون اصدار تقرير،
لانه غير مكلف من النيابة العامة، وقال انه وجد مصارينها مهترئة. العائلة
المفجوعة ادّعت على مجهول، فعينت النيابة العامة اطباء شرعيين لتشريح
الجثتين والتقرير سيصدر خلال اسبوع.

هل هو خطأ في التشخيص، او في العلاج او الاهمال، ام حظ متعثر فقط؟

مصدر في نقابة الاطباء اوضح ان المريضة عولجت كما يجب من الاطباء الذين
لم يتركوها نهار الاحد، ولكنها كانت تعاني البدانة وخضعت الى عملية تصغير
المعدة في احدى المستشفيات الجامعية الكبيرة في بيروت، منذ سنوات، وهي على
علم ان هناك مضاعفات قد تنتج عن الحمل بسبب هذه العملية، وهذا ما حدث بعد
دخولها المستشفى. ويوضح المصدر ان الاطباء عاينوها واجروا الفحوصات
المخبرية اللازمة، لكن الوفاة كان سببها تجلط في الشريان لحقته ذبحة قلبية.
وفي انتظار التحقيق العلمي في النقابة، وتقرير الاطباء الشرعيين، لا يمكن
اتهام احد الى ان تثبت ادانته.