جو معلوف: أطمح الى منصب شعبي قادر على إسقاط الحكومة

جو معلوف: أطمح الى منصب شعبي قادر على إسقاط الحكومة



من أكثر الاعلاميين جرأة على الهواء، جنّد شغفه
لخدمة المواطن اللبناني، وهو غالباً ما يوجه سهام انتقاداته لكل مسؤول
متقاعس، وما أكثرهم في هذا الوطن الغالي. لا يخشاهم ولا يخشى الموت، انما
الفساد يخشاه، لأنه أصبح مثل السوسة منتشرة في كل مكان، وهو قرر بامكانياته
المتواضعة، القضاء عليه! هو الاعلامي جو معلوف، مقدم برنامج "انت حرّ" على
شاشة الـMTV اللبنانية، الكابوس الذي حلّ على اصحاب السلطة، المطرقة التي
ستحاسب كل من نهب وقتل واغتصب وأفسد وأفسد...
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]


نباركك على برنامجك الجديد "انت حرّ" الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية
جداً. بعض الزملاء راهن على ايقاف البرنامج خصوصاً انه يلقي الضوء على
الفساد المنتشر في محيطنا، انما أثبت العكس ولا يزال البرنامج منطلقاً مثل
سرعة البرق.
المؤسف في مجال الاعلام، ان لا أحد يتمنى الخير لزميله (ما حدا بحب حدا)،
كل ما قاله الزملاء عن البرنامج، علمت به، وهذا ما دفعني الى الاجتهاد
والتركيز أكثر على عملي، كما خلق عندي تحدّيا من نوع خاص، والحمد لله لا
يزال البرنامج متفوقاً بمواضيعه الساخنة والصادقة.

"انت حرّ"، الى أي مدى ينطبق هذا الامر على البرنامج والمحطة معاً،
خصوصاً ان كل وسيلة اعلامية لديها مصالحها الخاصة وعلاقات لا يجوز المسّ
بها؟
قدمت الى الآن تسع حلقات، ولم ألمس أي تدخل من اي جهة، كما لم أُقيّد
بسياسة المحطة، وفعلاً طرحت في البرنامج مواضيع مختلفة وتطرأت الى تسمية
الأمور كما هي، ووجهت عتبي الى كل المسؤولين المعنيين، وسأستمر كذلك.

لا شك أنك شجّاع، انما هناك بعض الامور متعلقة بأمن الدولة او ربما اذا
أظهرناها الى العلن قد تشكل صدمة عند الجمهور او قد تتسبب بمشاكل أنت في
غنى عنها؟!
لا بتاتاً، أشعر انني خلقت من أجل طرح مثل هذه المواضيع، احاول قدر
المستطاع الابتعاد عن التكرار، لذا نسعى من خلال هذا البرنامج لالقاء الضوء
على مواضيع لم يتجرأ احد من قبل على المساس بها، ربما تلك المواضيع قد
تشكل صدمة عند الناس، انما هي واقع نلمسه في مجتمعنا.

غالباً ما نحاول ان نطرح مواد جريئة على الهواء، الا اننا في الكثير من
الاحيان لا نجد حلولاً لها، خصوصاً ان السلطة السياسية تتحكم أحياناً
بهوائنا. فماذا تقول؟
من المتعارف عليه أنني أستفز السياسيين، وهذا ما يدفعهم بالتحرك سريعاً
لايجاد الحلول. "أنت حرّ" استطاع ان يفوز بقلوب اللبنانيين، لأنه صادق
وشفاف، وغير محسوب على جهة سياسية معينة. هدف البرنامج وطموحي أيضاً ان
نجمع كل اللبنانيين الذين فرقتهم السياسة تحت سقف واحد، وبالتالي، سنشكل
خطراً على سمعة السياسيين المتقاعسين في مهامهم.

قضية الاغتصاب تم طرحها سابقاً، انما ما طرحته في برنامجك، (قضية اغتصاب
الطفل العراقي) شكل صدمة عند الناس. فبماذا تختلف تلك القضية عن سائر
القضايا الأخرى؟
صحيح ما ذكرته، انما كانت تقدم بقالب مسرحي، ولم تكن صادقة. الاسلوب الذي
نتبعه هو ما يميزنا، كما نرفض أن ندفع مالا من أجل كسب "سكوب"... شفافيتنا
في طرح المواضيع وعرضها على الهواء دون طبعها بمنحى جنسي او نفسي، هما ما
جعلا "أنت حرّ" على ما هو عليه اليوم، علماً اننا نتابع أسبوعياً مواضيعنا،
وكما لمس المشاهد، فالحلول ليست من نسيج خيالنا، انما هي واقعية وغير
مفبركة.

الا تخشى الموت أو أن تتعرض الى حادث مؤلم، خصوصاً ان من قال الحق في لبنان تمت تصفيته، وهذا ما عايشناه طوال سنوات عدّة؟
هذا ما أنا عليه اليوم، لا أستطيع أن أقدم برنامجاً خفيفاً، وأعيش مثل سائر
الناس... ظُلمت كثيراً في حياتي، وهذا ما كوّن شخصيتي اليوم، أؤمن بأن
الحقيقة، مهما كان ثمنها لا بدّ أن تتجلى، فالاعمار بيد الله، كما لا أفكر
كثيراً بما طرحته عليّ، حتى لا تشكل هاجساً!

انما لا يخفى على أحد ان ما تقدمه خطير جداً، خطير على غيرك وعلى نفسك معاً!؟
أعلم ذلك، لست متهوراً بطبعي ولست انتحارياً، علماً انني محاط دائما
بأصدقاء ومحبين، انما لا أزال شاباً، والحياة طويلة، ولن أجعل برنامجي
يؤسرني أو يحط من عزيمتي.

من يشاهد البرنامج يشعر بالأسى والخوف من مصير مجهول، الى أي مدى تستطيع أن تتحمل كل هذه الطاقة السلبية؟
أعيش كل قضية أطرحها، وأتفاعل معها، ما يؤثر سلباً على نفسيتي، وأحياناً
أعود الى المنزل محبط، انما أحاول أن أزيل عني هذه الطاقة، فأتمسك بإيماني،
والحمد لله تلك الوسيلة أنجح علاج.

ما هي العقيدة التي تؤمن بها؟
هي مكونة من مراحل عدة من حياتي، بدءاً من طفولتي، مروراً بوفاة والدي،
وانتقالي الى العيش بعيداً من عائلتي، كما عانيت كثيراً من الناحية
المادية، لذا أعرف جيداً قيمة المال. ناهيك أنني أخطأت أحياناً مع بعض
الاصدقاء دون أن أتقصد ذلك، وندمت على ذلك. كل هذه التجارب كوّنت عقيدتي في
الحياة، القائمة على الصدق مهما كانت ردودها، علماً انني نعيش في عالم
ملؤه الكذب، وبخاصة في مجال الاعلام، لذا أؤمن أنه لا يجب أن نكذّب على
الناس، لأننا سنسقط في نظرهم.

هل أفهم من قولك انك متصالح مع نفسك، واذا نظرت الى المرآة، فهل تقول لنفسك شكراً؟
لا أنظر الى المرآة خوفاً من الغرور، إنما أحياناً أنظر الى وجهي من خلال
مرآة السيارة حتى ألمس التعب الذي يسيطر عليّ، وأحاول أن أخفي ذلك عن فريق
العمل حتى لا يؤثر سلباً عليهم. أنا انسان خجول، وأخجل أحياناً حين يأتي
أحد ليلقي التحية عليّ، خصوصاً في هذه المرحلة الحالية، علماً ان من
يشاهدني على الشاشة أو يسمعني على الهواء، يعتقد أنني جريء أكثر من اللزوم.

اللافت في الأمر، أن البرنامج رغم نجاحه الكبير، الا أنه معتم اعلامياً، لماذا؟
صحيح هذا الأمر، علماً أن ثمة مكتبا اعلاميا، يهتم بكل شاردة وواردة، ويرسل
الى الزملاء أسبوعياً ملخصاً عن الحلقة، الا أن أحداً منهم يكتب رأيه او
ينشر الملخص.

لم؟
لأنني لا أتناول العشاء او الغداء مع الزملاء، كما لا أدعو أحدا منهم، كما
يفعل غيري، علماً انني اعتبر هذا الأمر بمثابة الرشوة، ناهيك انني لا أتصل
بهم طالباً منهم أن يكتبوا عني. أحترم وأقدّر جداً كل من كتب عن "انت حرّ"،
لانه كان صادقاً وقام بهذا الأمر من تلقاء نفسه... الأديبة والصحافية مريم
شقير أبو جودة كتبت أربع مرات عن البرنامج، انما القيمون على مجلة
"الشبكة" رفضوا نشره، انما اصرارها الشديد دفع بهم الى نشر المقال بعد
معركة بين الطرفين.

هل صحيح انك تطمح الى تأسيس محطة تلفزيونية خاصة بك؟
صحيح هذا الأمر، وهذا حلم أصبو الى تحقيقه في المستقبل القريب، وأتمنى من
خلال هذه المحطة تشكيل حزب، لا يشبه كل الأحزاب الموجودة اليوم، انما حزب
بكل ما للكمة من معنى، واذا قال كلمته، فعل، واذا طلب من الناس أن ينزلوا
الى الشارع، فعلوا وأسقطوا الحكومة!

أفهم من قولك انك تطمح الى منصب سياسي؟
أبداً، فالمنصب السياسي يضعفك، ما أطمح اليه هو منصب شعبي، لم يحققه أحد من قبل!

وهل من الممكن أن يلغي جو بجرأته وبتميز برنامجه، اعلاميا او برنامجا آخر، شبيها له؟
لا أريد أن ألغي أحداً، "ما حدا بيقطع برزق حدا"، الساحة للجميع!

ما الفرق بين "أنت حرّ" و"للنشر" خصوصاً ان كليهما يتطرقان لمشاكل اجتماعية جريئة وقضايا انسانية عدّة؟
كل برنامج لديه توجهه الخاص، أحترم كثيراً طوني خليفة، فهو يملك باعا طويلا
في هذا المجال، كما أنه صادق بطرح مواضيعه، اما أنا فلا أزال في بداية
المشوار!

هل انت متأثر بأسلوب طوني؟
كلا، لأنني شاركت في تجربة مماثلة على محطة أخرى، قبل بدء "للنشر" على الشاشة.

كيف هي علاقتك اليوم مع طوني؟
جيدة جداً، والتقيت به منذ فترة وجيزة، علماً انه اتصل بي وهنأني على البرنامج قبل أن يبصر النور.