Queen Kadiji
نقاط : 8931 عدد المساهمات : 2528 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 05/01/2012 العمر : 34 الاقامة : lebanon تعليق : اطلبوا العلم ولو في الصين
| موضوع: سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام *** 14.05.12 3:55 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، عدد حروف القرآن حرفاً حرفاَ ..... وعدد كل حرفٍ ألفٍ إلفٍ ..... وعدد صفوف الملائكة صفاً صفاَ ...... وعدد كل صفٍ ألفٍ ألفٍ ...... وعدد الرمال ذرةٍ ذرة ...... وعدد كل ذرةٍ ألفٍ ألف مرة ...... عدد ما أحاط به علمك .... وجرى به قلمك ونفذ فيه حكمك فى برك وبحرك وسائر خلقك ...... عدد ما أحاط به علمك القديم من الواجب والجائز والمستحيل ...... اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه مثل ذلك. أخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... فلو اجتمعت كل القلوب المُحبة للحبيب المصطفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،.... وحتى القلوب الكارهة والحاقدة والحاسدة والتي تعلم فى قرارة نفسها انه صادق وأمين. و لو اجتمعوا هذان الفريقان علي قلب رجل واحد. بل قل لو اجتمعوا علماء الأرض. بل قل لو اجتمعوا مُحبي النزعة العاطفية من عرب وعجم. بل قل لواجتمعوا مع من يستطيع أن يجعل قلمه يجري وورائه قناطير من ورق,...... ما أستطاع واحداً منهم بلوغ الخطوة الأولى, فى وصف خُلق وأخلاق الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم ) أو حتى بلوغ مقاماً يناهز فى وصفه كل الأوصاف .. مقارنة بما وصفه الله سبحانه في القرآن الكريم : { وأنك لعلى خُلق عَظيم .........}( القلم آية 4 ) وما أستطاع أحد أن يختزل ما بلغهُ من خِلقةٍ وخُلق وسلوك وقوة وطاعة ، فى كلمة واحدة فى قوله { وأنك لعلى خُلق عَظيم . . . . . } فسبحانه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد لم يُولد ولم يكن له كفواً أحد ، .. أن يجعل أحد مقرُونا باسمه زد على ذلك و مكتوباً على أحدى قوائم عرشه ... فيكفيه شرف أن يذكره الله بالكمال البشرى والذي لم يصله احد من خلقه من قبل ، فكل نبي تميز بأمر وبصفة فمنهم من تميز بالحكمة ... ومنهم بالقوة .... ومنهم بالجمال ..... ومنهم بالعلم والمعرفة والإعجاز.... ومنهم بالصبر وتحمل الشدائد ..... إلاّ الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم )،فتميزه عظيم حيث عظّم الله أخلاقه وجعلها الكمال البشري ،وبالفعل فهذه الأخلاق التي شملت الصبر على المحن والشدائد والشجاعة والحِكمة والمعاملة الحسنة حتى مع الأعداء .... فحق للحبيب المصطفى أن يقول الله فيه { وأنك لعلى خُلق عَظيم ......} ، فأي معِلمٍ كان. وأي إنسان هذا النبي ، هذا المليء عظمة وأمانة وسموّا ، إلا أن الذين بهرتهم عظمته لمعذورونَ. وإن الذين أفتدوه بأرواحهم لهم الرابحون . وأي سر توفر له فجُعل منهُ إنساناً ليشرف بني الإنسان... ؟ وبأية يد طُولي ، بسطها شطر السماء ، فإذا كل أبوب رحمتها ،.. ونعمتها وهُداها مفتوحة على الرحاب...؟ وأي إيمان، وأي عزم .....؟ وأي قوة...؟ و أي صدق..؟ و أي طهر...؟ و أي نقاء...!! و أي تواضع ...؟ و أي حب ..؟ و أي وفاء...؟ و أي تقديسًا للحق... سبحانه وتعالى ؟! و أي احترامٍ للحياة وللأحياء...؟! ولقد آتاه الله من أنْعُمِه بالقدر الذى يجعله أهلاً لحمل رايته . والتحدث باسمه بل ويجعله أهلاً لأن يكون خاتم رسله ، ومن ثُمَّ كان فضل الله عليه عظيماً ... وكما قلت من قبل لو تتبارى القرائح ألملهمه والأقلام المتحدثة عنه، عازفة أناشيد عظمته فستظل جميعها كاًن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لسانها. فبالله عليكم ما الذى جعل سادة قومه يسارعون إلى كلماته ودينه. ...؟ من ابوبكر و طلحة والزبير و عثمان ابن عفان وعبد الرحمن ابن عوف وسعد بن وقاص ،... متخلين بهذه المسارعة المؤمنة عن كل ما كان يحيطهم بهم قومهم,من مجد وجاه ، مستقبلين في نفس الوقت حياة مليئة بالأعباء والشدائد والصعاب والصراع وما الذي جعل ضعفاء قومه، يلوذون بحماه ويهرعون إلي رايته ودعوته، وهم يبصرونه اعزل من المال ومن السلاح ،ينزل به الأذى ويطارده الشر في تحدٍ رهيب, دون أن يملك عليه الصلاة والسلام له دفعاً ...؟! وما الذي جعل جبار الجاهلية عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقد ذهب ليقطف رأسه العظيم ، ليعود ليقطف وبنفس السيف الذى زاده الإيمان رؤؤَس أعدائه ومضطهديه ...؟! و ما الذى جعل صفوة رجال المدينة ووجهاءها يغدون إليه ليبايعوه على أن يخوضوا معه البحر والهول ،وهم يعلمون أن المعركة بينهم وبين قريش ستكون أكبر من الهول ......؟ وما الذى جعل المؤمنين به يزيدون ولا ينقصون وهو الذى يهتف فيهم صباح مساء قائلاً لهم ... : ( لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً... ولا أدرى ما ُيفعل بي و لا بكم )...؟! وما الذى جعلهم يصَّدقون أن الدنيا ستفتح عليهم أقطارها ،وأن أقدامهم ستخوض خوضا فى ذهب العالم و تيجانه ... وأن هذا القرآن الذى يتلونه فى استخفاء ستردده الأفاق... وما الذى جعلهم يصدقون هذه النبؤة وهذا النبي و هم الذين يلتفتون أمامهم وخلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم لا يجدون سوى قيظ الصحراء، وحجارة تلفظ فيح الحميم وشجيرات يابسة ،طلعها كأنه رؤوس شياطين ...؟! وما الذى ملأ قلوبهم يقيناً وعزماً ... أنه ابن عبد الله ( صلي الله عليه وسلم ) ومن لكُل هذا سواه ...؟! لقد رأوا رأى العين كل فضائله ومزاياه ... رأوا طهره وعفته وأمانته واستقامته وشجاعته ... رأوا سموه وحنانه ... رأوا عقله وبيانه... رأوا الشمس تتألف وتشع تألق صدقه وعظمة نفسه ... وحين يري أهل القيافة و العيافة ( مقتفي الأثر ) ، يرى اًحدهم وقع الأقدام على الطريق فيقول هذا فلان وهذه قدم فلان ، ويشم أنفاس محدثه ، فيدرك ما تحت جوانحه من صدق وبهتان ...! هوًلاٍء رأوا الحبيب محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،وعاصروه منذ أن أهل على الوجود وليداً. لم تخفي عليهم من حياته خافية ، حتى طور طفولته ، ذالك الذى لا يلاحظه إلا أهل الطفل وذووه ، كان بالنسبة للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مرئياَ مشاهداً لأهل مكة جميعاً ، ذالك لان طفولته لم تكن كبقية الطفولات ولقد لفتت أنظار الناس إليها بمقدار ما انطوت عليه من رجولة مبكرة وبقدر ماعز فت عن لهو الأطفال إلى ِجدَ الرجال ...!! فعلى سبيل المثال .. كانت قريش تتحدث عن حفيد عبدا لمطلب الذى يناَى عن ملاعب الأطفال وأسمارهم ويقول كلما دعي إليها : ( أنا لم اُخلق لهذا ) ... ! وكانت قريش تتحدث عما أنبَاتهم به وأذاعته ، بينهم مرضعته ( حليمة السعدية ) حين عادة به إلى أهله ،حاكية لهم من ملحوظاتها ومشاهداتها وتجربتها ، مع الطفل ما أقنعها بأنه طفل غير عادى ،و انه ينطوي على سر لا يعلمه إلا الله ، وقد تكشفه الأيام القادمة ....... وأما شبابه، بالطهر شبابه، فقد كان أكثر وضوحا وإسفارا، وكان حديث قومه عنه وشغلهم به أكثر دأباً وإكبارا وأمّا رجولته فقد كانت مِلًّ كل عين، وأذن، وقلب، وكانت فوق هذا،.... ضمير مجتمعه وقومه يقيسون سلوكها وتصرفاتها كل رؤاهم عن الحق والخير والجمال... هي إذن حياة واضحة مقروءة من المهد إلى الممات ( صلي الله عليه وسلم )..... وكيف كان وهو بشر يأكل ويشرب ويتزوج ،.... استطاع أن يعلمنا ما فيه خيرنا فى الدنيا والآخرة وبمشاهدة أصحابه وهم يذودون عنه وعن الإسلام ، ولا يتأتّا هذا إلا..... بمعرفة سيرة الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، واصله وكل ما يحيط به ، لتزداد معرفتنا بمن قال فيه الله سبحانه وتعالى : {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا }وقال أيضا : { وانك لعلى خلق عظيم } ..... ولكن فى هذا الوقت العصيب الذي يعصف بالإسلام والمسلمين ، من قِبل أعداء الدين ،.... وأعداء الفِطرة السليمة ،.... وأعداء أنفسهم الخبيثة ،.... التي لم تجد ما تُملي فراغها المشين والمهتري ،.. إلاّ البحث عن من تسُبّهُ وتُعيب فيه لتُرضي غرورها...... وسخطها علي ما حولها من تفسخ في الخُلق والدين والمعتقد، فبحثوا عن معلم لهم ومرشد يرشدهم ليصلوا ( في اعتقادهم ) إلي مرحلة تكون سبباً في هدم الدين الإسلامي الحنيف بأكمله والعبث به ، .... فوجدوا الشيطان الرجيم ،العدو اللدود للبشر كافّة ، فأملي عليهم ما يفعلون ، علي أرضية الفُرصة المتاحة لهم ، وهي ضِعف المسلمين ، وتشتتهم وضعفهم والتناحر في ما بينهم ، فقد حاولوا العبث بكل ما هو مقدس لدي المسلمين والإسلام ، .... فلم يجدوا شيء يستفز المسلمين الضعفاء ويحركهم ، إلاّ أمر واحد وهو التطرق للذات الإلهية ومحاربة شخص وذات الحبيب المصطفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ،.... ليصلوا بذلك إلي ما يريدون ، من زرع الفِتنة والشِقاق والتشكيك في روح هذا الدين العظيم ،وأيضاً للوصول للمكاسب المادية الفانية من شُهرة متخذين مبدأ ( خالف تُعرف) فظهرت طوائف من أرباع المتعلمين ، من هذا الدين ( للأسف ) ، فألهمهم الشيطان تبعاً لأنفسهم الضعيفة } وما يعدهم الشيطان إلاّ غرورا ....{ وتحت حرية التعبير والكلام ، وتحت حرية الخوض والتحدث في كل شيء ،.... فبذلك وجد الغرب فُرصة للتطرق والطعن في هذا الدين ، متخذين الجهلة المتملقين والمنافقين من أبناء الدين وسيلتهم وقدوتهم ، فبدءوا في سب وكيل الشتائم وتحقير الرموز الإسلامية والتشكيك في مصداقيتها .... وعلى رأسها سيدنا الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم )، لأنهم يعرفون مدي حُب المسلمين لنبيهم الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، ولزوجته المصون الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها )ولاعتقادهم بأن هذا الوسيلة هي الأنجع ، في التصدي للمد الإسلامي القوي وانتشاره بين ربوع بلادهم .
| |
|