Queen Kadiji
نقاط : 8931 عدد المساهمات : 2528 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 05/01/2012 العمر : 34 الاقامة : lebanon تعليق : اطلبوا العلم ولو في الصين
| موضوع: صفات النبي و أمهات المؤمنين بالكتاب المقدس*** 12.05.12 11:02 | |
| { صفاتُ النَّبيِّ وأُمهاتِ المؤمنينَ بالكتابِ المُقدَّسِ }
{ صفاتُ النَّبيِّ وأُمهاتِ المؤمنينَ بالكتابِ المُقدَّسِ }
بسمِ اللهِ والحمد للهِ والصلاة والسلام على رسولِ اللهِ وعلى آله ومن والاهُ.
وبعد : عندما نبحثُ في الكتابِ المُقدَّسِ المعروف الآن ، عندَ أهلّ الكتابِ ، عنْ بعضِ صفاتِ النَّبيِّ ، مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وأمهاتِ المؤمنينَ , يجبُ ألا ننسى ، أننا نبحثُ في ركامِ منْ التحريفِ ، سواء بالحذفِ أو الإضافةِ أو تبديل كلام اللهِ عنْ مواضعهِ ، ولكنَّ هذا لنْ يكونَ عائقٌ ، عنْ وجودِ صفات النَبيِّ ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، بمحتوى النصِ العامِ ، فمع كثرةِ الصفاتِ المذكورةِ ، عنْ النَّبيِّ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، في كتابهم المُقدَّسِ الحالي ,صعبَ تغيير نسبتها لغيرِ الجهةِ الأصليةِ , ولذا سقطتْ محاولات المحرفونَ ، وتفسيرات التائهونَ على مرِّ العصورِ ، والأنَ مع أحدِّ النصوصِ ، بكتابهم المُقدَّسِ الحاليِّ ، تخص بعض صفاتِ النَّبيِّ مُحَمَّد ، وبعضِ زوجاتهِ ، عليهم جميعاً صلواتُ اللهِ وسلامُهُ. يقولُ النص : [ لبني قورح ــ قصيدة ــ ( ترنيمة محبة ) : فاضَ قلبي بكلامٍ صالحٍ متكلمٌ انا بانشائي للملك لساني قلمٌ كاتبٌ ماهرٌ 2 أنتَ ابرع جمالاً منْ بني البشر انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله إلى الابد 3 تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك 4 وبجلالك اقتحم اركب منْ اجلِ الحقِّ والدعةِ والبرِ فتريك يمينك مخاوف 5 نبلك المسنونةِ في قلبِ اعداء الملكِ شعوبٌ تحتكَ يسقطون 6 كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك 7 احببت البر وابغضت الاثم منْ اجلِ ذلكَ مسحك الله الهك بدهن الابتهاج اكثر من رفقائك 8 كل ثيابك مرّ وعود وسليخة من قصور العاج سرّتك الاوتار 9 بنات ملوك بين حظياتك جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير 10 اسمعي يا بنت وانظري واميلي اذنك وانسي شعبك وبيت ابيك 11 فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له {المزامير 45}.
فََمَنْ هو على ذاك مدار قصص الأنبياء كلّها ، في الكتبِ السَّماويةِ الثلاثةِ ، فيهِ هذهِ الصِّفاتِ المُباركةِ ، منْ ملكٍ أو نبيٍّ أو أميرٍ. صفاتُ هذهِ الشَّخصيةِ المباركةِ :- 1- فهو شخصيةٌ ، لبني قورح ، يمثل قصيدة وترنيمة جميلة , فهو منْ بني قورح , و( قورح ) أقرب لفظاً وهجائاً لـ ( قوريش ) بكتابة ونطق العجم اليهود , إذا أبعدنا مبدئ التحريف ، عندهم بحذفِ حرفِ الشينِ ، وتهميشه فنطقوا قريش أو قوريش ( قورح ) وإلا فأينَ هذا الشخص الذي بهذهِ الصفات المباركةِ ، وأينَ ( قورحٌ ) هذهِ التي ظهرَ بها ؟ 2- اللسانُ قلمٌ والنعمة التي علي الشفايفِ مُباركة ، إلى الأبدِ , لهي إشارة واضحة لأُمِّيةِ النَّبيِّ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وأنَّ وحيهُ باللسانِ وكلامِ الشفايفِ مُباركٌ إلى الأبدِ ، كما قالَ سُبحانهُ :- { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } النجم3 3- هذهِ الشخصية المباركةِ ، يذكر النص ، أنها مجاهدةٌ وراكبةٌ ، في سبيل اللهِ تعالى ، لنشرِ الحقِّ والخيرِ , ويستعمل السيف والسلاح ، منْ أجلِ ذلكَ ,ومعلومٌ أنَّ القرآنَ الكريم والسنةَ النبوية ، قدْ قَصُّوا الكثير منْ جهادِ الرَّسولِ والمؤمنينَ بالسِّلاحِ. 4- إنهُ سوفَ ينتصر على شعوبٍ كثيرةٍ ، وليسَ شعبٌ واحدٌ ، كما كانَ كلّ الأنبياءِ ، عدا النَّبيِّ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فكلّ نبيٍّ بعثهُ اللهُ تعالى ، لقومهِ إلا هو فبعثهُ اللهُ تعالى ، للناسِ كافة , ولذا قد نصرهُ اللهُ سُبحانهُ في جهادهِ وغزواتهِ على مشركينَ الأصنام ، وعلى اليهودِ وعلى النصارى بجزيرةِ العربِ , وأذعنَ لهُ نصارى اليمن والروم بالشامِ ومصر والحبشة, وأهلكَ اللهُ سُبحانهُ ، كِسرى ملك الفرسِ ، وبايع عامله باليمنِ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. 5- سيرته عطرة وبخوره هو العود , ولقدْ مدحَ رسول اللهِ صلى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، العود ولهُ عليهِ ، أحاديث كثيرة , ومازالتْْ العرب بالجزيرةِ العربيةِ ، منْ أشهرِ وأكثرِ مُستخدمي العود كبخورٍ وعطورٍ. ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِصلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: [ إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً ، لاَ يَبُولُونَ ، وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ ، وَلاَ يَتْفِلُونَ ، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ الأَنجُوجُ عُودُ الطِّيبِ ، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ ] [ متفقٌ عليهِ ] ، قالَ النوويُّ ( شرح مسلم 17/170) : ( الألوة ) بفتح الهمزة وضم اللام أي العود الهندي ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 6/458 ( الألنجوج ) بفتح الهمزة واللام ويكون النون بجيمين الأولى مضمومة والواو ساكنة : العود الذي يتبخر به , ولفظ الألنجوج هنا تفسير الألوة. 6- ( مسحك الله الهك بدهن الابتهاج اكثر من رفقائك ) ، هذا لا يحتاج تفسير ، غير أنهُ أفضلُ المرسلينَ ، وإمامهم وسيد ولد أدم ، ولا فخر كما أخبرَ عنْ نفسهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. 7- ( بنات ملوك بين حظياتك. جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير 10 اسمعي يا بنت وانظري واميلي اذنك وانسي شعبك وبيت ابيك 11 فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له ) لمْ تذكرْ قصصُ الأنبياءِ كلّها ، في الكتبِ السَّماويةِ الثلاثةِ ، لملكٍ أو نبيٍّ أو أميرٍ ما , وكانت بنات ملوك تحته ، وبملك يمينهِ ، سواء كانوا إماء أو زوجات ؟ إنَّ بناتَ الملوكِ تحتهُ ( من محظياته ) وهذا حدثَ بالفعلِ ، مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , فكانوا ثلاثة منْ بناتِ الملوكِ , بل وإحداهن كما ذكرَ النص ، قدْ نسيتْ بيت أبيها وشعبها وكفره وعناده وأسلمتْ وتزوجتْ رسول اللهِ ، بعدَ أنْ كانتْ أمة لهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , ولنبدأ بها منْ الثلاثة : 1) { صفية بنت حيي } – هي بنت ملك اليهود وبني قريظة وسائر قبائلهم بجزيرة العرب , ومعروفٌ أنَّ أبوها ( حيي بن الأخطب ) هو مَنْ أعلنَ عداوتهُ لرسولِ اللهِ ، وجهَّزَ وألبَّ جيوش مشركي العرب وجمعهم بغزوةِ الأحزابِ ، ثم دفع بني قريظة لخيانة العهد , وكانت ابنته { صفية } أمة لملكِ يمينِ رسول اللهِ ، بعدَ قتل أبوها وشعبه من بني قريظة ، علي يدِ رسول اللهِ والصَّحابة ، في نهايةِ غزوة بني قريظة , وبالفعلِ نسيتْ { صفية بنت حيي } أبوها وبيته وشعبها وكفره وأسلمت طائعة مؤمنة تقية للهِ ربّ العالمينَ ، وأعتقها رسولُ اللهِ ، وتزوجها وكانتْ أُمّ المؤمنينَ ,طائعة للهِ ولزوجها رسول اللهِ ، ولعلَّ طاعتها كانتْ هي المقصودة بالسجودِ ، في النصِ السابقِ ,لانَّ ذلكَ كانَ معروف عند بني إسرائيل ، كما في قصةِ يوسف عليهِ السلام ، عندما سجدوا لهُ إخوته وهو في الملكِ ، قال تعالى :{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً ... } يوسف100 ، إنهُ منْ العجيبِ ، أنْ تصبح يهودية ، أمٌّ للمؤمنينَ ، بعدَ إسلامها ، إلا أنْ تكونَ ، قدْ نسيتْ شعبها المغضوب عليهِ بالفعلِ ، وإنَّ قصةَ { صفية بنت حيي رضيَ اللهُ عنها } لجديرة بالتدبرِ في كيفيةِ ، مراقبة الفتاة الزَّكية ، لسير الهدي منْ حولها ، في المدينةِ المنورة ، لقد تابعتْ { الفتاة صفية بنت حيي } عنْ قربِ شهادة أبوها وعمّها ، أنَّ مُحَمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , هو النَّبيّ المنتظر الموجود بالتوراةِ ,وذلكَ حينَ قدوم رسول اللهِ ، للمدينةِ المنورةِ في بدايةِ العامِ الهجري الأول , ثم تفاجأت منْ أبوها وعمّها ، رغم هذهِ الشهادةِ ، بإعلانِ عدواتهما للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , ثم عاصرتْ بعدَ ذلكَ ، بسنواتٍ انتصار رسول اللهِ والمؤمنينَ ، في غزوةِ الأحزابِ ، ثم سقوط ملك أبيها وملك بني قريظة وقتلهم وتشريدهم ، على يدِ رسول اللهِ وصحابتهِ ، في غزوةِ بني قريظة ، فنسيتْ أبيها وقومها ، وعرفت أنهم لايستحقوا غيرَ ذلكَ ، لإنها شاهدتْ عدواتهم وكفرهم ، بعدَ علم اليقينِ وشهادة أبيها بلسانه أمامها ، أنَّ مُحَمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , هو رسولُ اللهِ ، والنَّبيُّ الخاتمِ ، الذي يجدونهُ مكتوبٌ عندهمْ بالتوارةِ ، فأمنتْ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , والإسلامِ عنْ قناعةٍ ورضى وطمأنينةٍ ، لاتتزعزع , وهي مِنْ سِبطِ اللاَّوِي بن نبيِّ اللهِ { اسرائيل بن إسحاق بن ابراهيم – عليهم السلام } – ثم منْ ذُريّةِ { نبيِّ اللهِ هارون – عليهِ السَّلام } - و حيي بن أخطب - كانَ يومئذٍ : سيد اليهودِ ، وهو منْ بني النضير - وتروي { صفية بنت حيي } فتقول : لمْ يكنْ أحدٌ منْ أبي وعمّي أحب إليهما منيؤ، لمْ ألقهما في ولد لهما قط أهش إلا أخذاني دونه ، فلما قدمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , ( قباء ) - قرية { بني عمرو بن عوف } - غدا إليهِ أبي وعمّي ، أبو ياسر بن أخطب مغلسينَ ، فواللهِ ما جاآنا إلا مع مغيبِ الشمسِ ، فجاآنا فاترينِ كسلانينِ ساقطينِ يمشيانِ الهوينا ، فهششتُ إليهما ، كما كنتُ أصنعُ ، فواللهِ ما نظرَ إليَّ واحدٌ منهما ، فسمعتُ عمّي ( أبا ياسر ) يقولُ لأبي : أهو هو ؟ قال : نعم والله ! قالَ : تعرفهُ بنعتهِ وصفتهِ ؟ قالَ نعم والله ! قالَ : فماذا في نفسكَ منهُ ؟ قالَ : عداوتهُ والله ما بقيت ، ولقد رأتْ { السيدة صفية } في منامِها ، كأنَّ قمر السماءِ ، قدْ سقطَ في حجرها ، فقصَّتْ رؤياها على ابنِ عمّها ، فلطمَ وجهها ، وقالَ :[ أتتمنينَ ملك يثرب ، أنْ يصير بعلكِ ، فما كان إلا مجيء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , وحصاره إياهم ، فكانتْ { صفية } في جملةِ السَّبي ، وكانتْ عروساً لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
| |
|