معلومات خطيرة:إستعدادات جنبلاطية - 3 مناطق أمنية في الجبل وكاميرات ترصد طريق الشام
يسخر سياسي لمّاح على معرفة وثيقة بالنائب وليد
جنبلاط، عندما يفسّر الإعلام اللبناني موقفه العدائي من سورية والمتصالح مع
حزب الله، على أنه خلطة تجمع بين خوفه على طائفته وبين الوفاء لقناعاته
السياسية حينما كان في 14 آذار.
ويقول السياسي المذكور أن تقديم جنبلاط على هذه الصورة، إما أن يكون متأتيا
من غباء هذا الإعلام أو يسدّد خدمة مدفوعة الأجر، لكن في كلا الحالين تم
ترسيخ هذه الصورة في أذهان الناس خلافا للحقيقة، ليستخدمها جنبلاط ستارة
تحجب تحضيراته لساعة الصفر التي ضاق ذرعا من طول انتظاره لها.
ويمضي السياسي في كلامه، فيقول، يمارس جنبلاط خداعا يتكل في تمريره على
السذج من الإعلاميين والسياسيين، لكن المحترفين في هذا الشأن، ينظرون إليه
على أنه مخادع مبتدىء، لأن الأضواء المسلطة على اللعبة الدموية في المنطقة
تجعل كل حركة أو إشارة تحت مرمى الأعين والأنظار.
وعلى هذا، يلفت المصدر نفسه، إلى عدم التعويل على ما ينقله الإعلام تسريبا
أو تحليلا عن حركة جنبلاط، لأن التسريبات المذكورة يستخدمها الأخير
ويعتبرها جزءا من لعبته، وهو غالبا ما يكون وراءها مستغلا طراوة خبرة البعض
في السياسة والإعلام.
ويتابع، لو يعلم هؤلاء ماذا يفعل جنبلاط حتى يزور عواصم القرارأو تلك التي
على صلة بالحدث، وكيف يسترضي السفارات والسفراء في لبنان ليحظى بفرصة
اللقاء بوزير خارجية هذه الدولة أو تلك، إن بالهدايا أو بإقامة المآدب أو
غيرهما من وسائل الاسترضاء والعلاقات العامة، وغالبا ما يكون مضمون هذه
الزيارات، إما للوشاية بأحد أو للظهور بمظهر صانعي الحدث أو شريكهم.
ويقول السياسي، أن جنبلاط هو من يوحي للإعلاميين، أن ينقلوا عنه بأنه يتعرض
لضغوط من الأميركيين والخليجيين لقطع علاقاته (وهي علاقات لم يستفد منها
حزب الله) مع حزب الله، وأن مغريات مالية كبيرة عرضت عليه للعودة إلى 14
آذار، وأن وجوده بالأكثرية النيابية خوفا على طائفته وليس على حصته من جبنة
الدولة.
ويتابع السياسي نفسه، كل هذه أكاذيب لا صلة لها بالحقيقة، فجنبلاط انتهت
عملية تدجينه منذ زمن، وكل تقلباته السياسية أقدم عليها بعد موافقة مشغليه
الدوليين عليها.
ويكشف، أن زيارة جنبلاط الأخيرة إلى جدة، جاءت بناء على استدعاء من
السعوديين، خصوصا أن المحور الأميركي التركي السعودي القطري، هو الآن بصدد
ترتيب العدة التنظيمية لمواكبة تطورات ستحدث على الساحة السورية، خصوصا بعد
الخسائر الفادحة التي أنزلها الجيش السوري بالمعارضة السورية المسلحة.
وقبل ذهابه إلى جدة، كان متعهديه في واشنطن أشاروا عليه بالذهاب إلى أربيل
ولقاء مسعود البرزاني، ليستمع إلى دروس الأخير كيفية استثماره للفتنة
السنية الشيعية في العراق لجهة تعزيز انفصال كردستان العراق عن الدولة
المركزية، وهذا الدرس يحتاج إليه جنبلاط الذي ما انفك يوما عن الحديث عن
فتنة سنية شيعية في لبنان.
ويقول السياسي، أن السعوديين طلبوا من جنبلاط العودة بشكل ظاهر “وليس سرا”
إلى 14 آذار، وإذ امتثل لهذه الدعوة، إلا أنه طلب منهم مهلة لتكون هذه
النقلة بأقل الخسائر، غير أنه شرع على الأرض بتنفيذها عبر مؤشرين:
الأول:هو ان كل رؤساء البلديات الدرزية من الحزب التقدمي الاشتراكي في
منطقة عالية قد حضروا عشاءا انتخابيا في معراب باشراف سمير جعجع، وتكلم
بإسم رؤساء البلديات التابعين للحزب التقدمي الاشتراكي رئيس بلدية بتاتر
ناصر غريزي الذي اشاد بسمير جعجع، ورد جعجع التحية بالمثل وقد اشاد بوليد
جنبلاط وقال “ان معراب هي المختارة، والمختارة هي معراب، وهذا يعني أن
التقارب الميداني قد حصل بين جنبلاط وسمير جعجع، وهذا العشاء، هو بمثابة
إشارة سعودية تعلن فيها مؤازرة جعجع في معركته الرئاسية المقبلة عبر الحضور
الجنبلاطي في ضيافة جعجع.
المؤشر الثاني: على المستوى الاداري والامني،حيث يعيد وليد جنبلاط تنظيم
منطقة عالية والشوف من خلال تدابير تقوم بها البلديات الموالية له في عالية
والشوف، فقد قامت هذه البلديات بنصب كاميرات على الطرقات الرئيسية ولا
سيما على طريق الشام والطرقات المؤدية الى داخل عالية ومداخل الشوف، واتخذت
بعض التدابير الامنية بما يتجاوز حاجات أم البلدات والقرى.
إلى ذلك، طلب جنبلاط، من بعض القيادات التي كانت ناشطة في الادارة المدنية
السابقة خلال فترة الحرب الاهلية في الثمانينات، ان تنظم امورها، وشكّل
خلية امنية عسكرية في المختارة على رأسها صلاح البتديني، كما تم تقسيم
مناطق نفوذ وليد جنبلاط الى ثلاث مناطق امنية، واحدة تولاها محمود صافي وهي
منطقة الشوف الاعلى الممتدة من المختارة وبعدران الى باتر جزين، وثانية هي
منطقة الشحار الغربي وعالية وساحل الشوف الممتدة الى خلدة وبيروت يتولاها
هشام ناصر الدين، وهناك منطقة ثالثة ممتدة من تومات نيحا الى كفريا وعمّيق
قد تولاها أحد المسؤولي العسكريين في الاشتراكي وهو معروف بلقب “بوب” وهو
من آل عزام .